6
- الحروف الرخوة الممدودة المجهورة (حروف المد المقدرة الثلاثة بشرطها) :
- الحروف الرخوة الممدودة المجهورة (حروف المد المقدرة الثلاثة بشرطها) :
وهو أن تأتي ساكنة بعد حرف محقق متحرك بحركة مجانسة :
- الألف ، ولاتكون إلا ساكنة وقبلها مفتوح .
- الواو الساكنة وما قبلها مضموم .
- الياء الساكنة وما قبلها مكسور .
أولا ، النطق الصحيح لحروف هذه المجموعة :
حروف المد واللين الثلاثة تميزت بأن أصواتها تخرج من مخرج مقدر متباعد الطرفين ، وهو الجوف ، ولأنه لايمكن اعتماد الصوت على مخرج متباعد الطرفين من بداية النطق ، فلا يمكن أبداً الابتداء بهذه الحروف ، ولابد للنطق بها من أن يأتي قبلها حرف محقق متحرك بحركة مجانسة لصوت حرف المد ، ليتخذه القارئ معتمداً لجذب هواء الزفير ناحية الحبلين الصوتيين ، ليوظف ما بقي منه بعد التصادم فى مخرج الحرف المحقق ابتداءً للنطق بالحركة المجانسة ، ثم الامتداد بصوتها فى مخرج الجوف زمناً أقله حركتان ، ولهذا وُصفت رخاوتها بأنها ممدودة .
ولكون مخرج الجوف متباعد الطرفين ، فكذلك الحبلان الصوتيان يتخذان وضع التباعد عند النطق بحروف المد ، ولأن حروف المد تستمد قوتها من تباعد طرفي المخرج المحقق السابق لها بقوة ، فيهتز كذلك الحبلان الصوتيان بقوة ، ويتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت حرف المد ، ليمر قوياً مجهوراً من بين الحبلين الصوتيين متخذاً طريقه إلى خارج الفم عبر الجوف المتباعد الطرفين فلا يتعرض أثناء جريانه لأي إعاقة نهائياً ، ولهذا وصفت بأنها حروف رخوة و مجهورة ، وبحسب وضع اللسان داخل الفم وآلية النطق بكل حرف من حروف المد الثلاثة ، يتخذ الصوت اتجاهه تصعداً أو تسفُّلاً أو اعتراضاً بين التسفل والتصعد ليتشكل هواء الجوف بصوت حرف المد الذي امتد جريانه فى المخرج المقدر زمناً أقله حركتان ، والهواء الموظف للنطق بحروف المد قليل .
سبق وقلنا أن الألف لا توصف باستفال ولا انفتاح ، ولا استعلاء ولا إطباق ، ولا توصف بثمرات هذه الصفات فليست بالحرف المرقق ولا بالحرف المفخّم ، وإنما تتبع ما قبلها تفخيمًا وترقيقًا .
أمّا الواو والياء ، فلكون كلَّ واحدة منهما لها عضو يشارك الجوف أثناء النطق بها مما يجعل صوتها يمكن أن ينحصر فيه ، ولكون هذا العضو هو الشفتان مع الواو ووسط اللسان مع الياء ، وكلاهما لا يخرج منه إلا حروف مستفلة منفتحة مستحقها الترقيق ، فكذلك الواو والياء المقدّرتان مستحقهما الترقيق في جميع أحوالهما.
وتُسمى حروف المدّ الثلاثة (الحروف الخفية) لأن ذاتها لاتوجد إلا من امتداد الصوت فيها زمناً أقله حركتان ، فإن قصر زمنها عن ذلك فلا وجود لها حِينئذٍ ، وهذا من اللحن الجلِيّ لأنه يعني سقوط حرف من التلاوة ممّا يخل باللفظ والمعنى .
ثانيا ، تنبيهات على أخطاء النطق الشائعة في حروف الجوف المقدرة :
1 – حروف الجوف الثلاثة حروف رخوة ومجهورة ، والجهر معناه منع جريان النفس مع الصوت سواء كان شديدا أو رخوا ، ومع الحروف الرخوة : يجري الصوت ولا يجري معه النفس لاهتزاز الحبلين الصوتيين بقوة مما يجعل هواء الزفير المار من بينهما يتكيف كله بصوت الحرف ، والخطأ الشائع الذي يقع فيه المبتدئ هو النطق بهذه الحروف الثلاثة مهموسة ، بحيث يخالط صوتها الجاري النفس الكثير ، وذلك نتيجة تباعده عن المخرج المحقق السابق لحرف المد بضعف مما يجعل الوترين يهتزان بضعف فلا يؤثر اهتزازهما الضعيف على صوت الهواء المار من بينهما فلا يتكيف كله بصوت حرف المد ، وأكثر ما يحدث هذا مع الألف فتخرج هواء خالصا أو تخرج هاء ضعيفة مهموسة وخاصة عندما تكون متطرفة :
وبيلا >>>> فتقرأ بالخطأ : وبيله
تنكيلا >>>> فتخرج بالخطأ : تنكيله
2 – حرف الألف يتبع ما قبله تفخيما وترقيقا لأنه ليس له مخرج آخر محقق ، فلا توجد في اللغة ألف محققة ، أما الواو والياء فكلاهما له مخرج آخر محقق ، فعندنا في اللغة : واو محققة لا تخرج إلا بانضمام الشفتين مع الارتفاع اللاإرادي لأقصى اللسان والذي لا يؤثر على صوت الحرف المرقق ، وكذلك الواو المدية : لا تخرج إلا بانضمام الشفتين مع الارتفاع اللاإرادي لأقصى اللسان والذي لا يؤثر على صوت الحرف المرقق لكونها مثل أختها المحققة في حكم الترقيق ، كما أن عندنا في اللغة ياء محققة لا تخرج إلا بارتفاع وسط اللسان واصطدامه بما يحاذيه من غار الحنك الأعلى مع الانحدار التام لأقصى اللسان ، فالياء العربية المحققة هي أسفل الحروف العربية ، ويرتبط الترقيق بها وبابنتها : الكسرة ، وكذلك الياء المدية : لا تخرج إلا بارتفاع وسط اللسان ولكن بالتباعد عن غار الحنك الأعلى (من غير تصادم بينهما) مع الانحدار التام لأقصى اللسان ، فتأخذ حكم الترقيق في جميع أحوالها كأختها المحققة ، وهذا معنى قولنا : الألف ليس لها عضو مشارك (أي مخرج آخر محقق يمكن أن ينحصر صوتها فيه) ولذا تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا ، أما الواو والياء المقدرتين فلكل منهما مخرج آخر محقق يجعل صوتهما يمكن أن ينحصر في عضو من أعضاء النطق (الشفتين ووسط اللسان) ولذا فإن حكمهما الترقيق في جميع الأحوال ولا تتبعان ما قبلهما تفخيما وترقيقا .
وعلى هذا فمن ينطق الألف مرققة بعد مفخم يكون قد تخلى عن الارتفاع الإرادي لأقصى اللسان المصاحب للنطق بالحرف المفخم ، والعكس صحيح : إذا فخم الألف بعد مرقق ، وقد يكون الخطأ من ابتداء النطق بالحرف المحقق فلا يستعلي بأقصى لسانه مع المفخم ، ولا يستفل به مع المرقق ، والمعلمة المصححة المتقنة تعلم سبب الخطأ من أين أتى : سواء كان أثناء التصادم في المخرج المحقق أو أثناء التباعد إلى الجوف وتوجه المتلقي للصواب .
أما الواو والياء فالخطأ الذي يحدث فيهما في هذا الباب هو تفخيمهما بعد المفخم ، والصواب هو الترقيق ، وهذا الخطأ يحدث لكون القارئ يبقي على أقصى لسانه في وضع الاستعلاء عند التباعد إلى الجوف ، والصواب أنه بمجرد تباعده عن المخرج المحقق يبدأ في استعادة وضع التسفل لأقصى اللسان ليحافظ على ترقيق الواو والياء ، وقبل أن يتساءل أحد : فإن الاستعلاء اللاإرادي لأقصى اللسان مع الواو أقل بكثير من الاستعلاء الإرادي له مع الحروف المفخمة فلا ينحصر صوت الحرف بين أقصى اللسان وغار الحنك الأعلى وإنما هناك تباعد بينهما يسمح بجريان صوت الواو في المخرج المقدر بسلاسة دون أي انحصار في منطقة أقصى اللسان ، ومن هنا يتبين لنا ان من ينطق باللف مفخمة بعد المرقق لم يحافظ على استفال أقصى اللسان المصاحب للنطق بالحرف المحقق المرقق واستعلى بأقصى لسانه قليلا مع الألف مع ضم قليل للشفتين فتخرج ألف مفخمة أو فيها شيء من التفخيم ، أو يخالطها صوت الواو ، وهذه الحالة الخيرة (مخالطة صوت حرف الواو لصوت الألف) تحدث خاصة عند النطق بالمفخم المفتوح الذي بعده ألف فيلجأ القارئ إلى استعارة التفخيم له بضم الشفتين الذي لا بد أن يصاحبه استعلاء أقصى اللسان ، فيفخم هذه الحروف عن طريق ضم الشغتين وهو خطأ لأن الألف ل تخرج ألفا خالصة وإنما ألفا يختلط صوتها بصوت الواو .
وأما بالنسبة للحركات فإنها تتبع الحرف المتحرك في الاستعلاء والاستفال فتفخم مع المفخم وترقق مع المرقق لأن الحرف المتحرك يخرج بعملين : تصادم لا زمن له في المخرج المحقق يشاركه تباعد إلى الحركة في زمن النطق بها ، فإذا امتد بصوت الحركة في المخرج المقدر سواء كانت ضمة أو كسرة فصارت واوا أو ياء : تمكن من مخرج الجوف واستفل إراديا بأقصى لسانه فخرج صوت حرف المد مرققا .
(الصور – الطور – يضيء – عظيم) .
3 – وتمكن القارئ من وضع أقصى لسانه مع الحروف المقدرة يجنبه إكسابها أصواتا أجنبية غير فصيحة ، فينطق الواو كما ينطق الـ (o) في الإنجليزية في كلمة مثل : ( Tom) والصواب أن يكون صوتها نحيلا ، وينطق الياء كما ينطق الـ (a) في الإنجليزية كما في كلمة (hair) والصواب أن يكون صوتها كصوت حرف الـ (e) في كلمة مثل كلمة (see) .
4 – وكذلك محافظة القارئ على تثبيت طرف لسانه عند أصول الأسنان السفلى مع التمكن من التباعد بين الفكين يجنبه أكبر خطأ شائع في حروف المد وهو مخالطة صوت الغنة لأصواتها ، ويمكنكم مراجعة موضوع : (حلول عملية لتصفية الصوت من الغنة) ففيه بيان الأسباب والحلول بالتفصيل .
5 – والأخطاء التي تحدث مع الحروف هي نفسها التي تحدث معه الحركات وتجنبها يكون كما شرحنا مع حروف المد ، باستثناء التفخيم والترقيق مع الضم والكسر كما بينا في النقطة رقم 2 .
6 – وأما الألف فإن من أخطاء النطق الشائعة بها : إمالة صوتها وذلك بحدوث ارتفاع لوسط اللسان مع تسفل الفك السفلي فيتجه صوتها متسفلا قليلا إلى قاع الفم بدلا من التصعد في اتجاه رأسي ، وقد تكون الإمالة صغرى (مصاحبة النطق بالألف ارتفاع وسط اللسان قليلا) وقد تكون الإمالة كبرى بزيادة هذا الارتفاع ، وهو خطأ في غير موضعه .
7 – من الأخطاء الشائعة مع حروف المد : بتر أصوات حروفها فينطقها حركة فتح أو ضم أو كسر بدلا من الألف والواو والياء ، لأنه اكتفى بحركة واحدة ولم يمتد بصوتها في المخرج المقدر لتكتمل حركتين ، وحرف المد لا يمكن أن يقل زمن النطق به عن حركتين ، ولكنه يمكن أن يمتد لأكثر من ذلك .
8 - زيادة زمن المد الطبيعي عن حركتين ، فحرف المد لا يتولد إلا بامتداد الصوت في المخرج المقدر زمن النطق بحركتين ، ولا يزيدعنهما إلا بوجود سبب من همز أو سكون ، فإن زاد زمنه عن حركتين من غير وجود السبب فهذا من اللحن .
9 - حرف الألف لابد أن يصاحبه فتح الفم (ولذا سميت بنته : الفتحة) ، وحرف الواو لا بد أن يصاحبه ضم الشفتين (ولذا سميت بنته : الضمة) وحرف الياء لا بد أن يصاحبه تسفل وانكسار الفك السفلي (ولذا سميت بنته : الكسرة) ، والفتح والضم والتسفل كل منهم يكون بصورة طبيعة وبدون إفراط (مبالغة) وبدون تفريط (فلا يكاد يفتح فمه مع المفتوح ، ولا يكاد يضم الشفتين مع المضموم ، ولا يكاد يتسفل بفكه السفلي مع المكسور) .
10 – وكما يحرص القارئ على ضبط أزمنة حروف المد ، يجب عليه كذلك أن يحرص على أزمنة الحركات فلا يخطفها خطفا وهو ما يسمى الاختلاس ، فهو خطأ في غير موضعه ، ولا يمطها مطا يحولها إلى حرف مد ، فالأول من اللحن الخفي الذي لا يخل بمعنى الكلمة ولكن يخل بفصاحتها وجمال تلاوتها ، والثاني من اللحن الجلي لأنه زاد حرفا في التلاوة أخل بمبنى الكلمة الحرفي ، وقد يخل بمعناها .
هذه رسومات توضيحية رسمتها ببرنامج الرسام ، لأبين فيها المقصود باتجاه الصوت داخل الفم : تصعدا لأعلى مع الألف ، واعتراضا مع الواو ، وتسفلا مع الياء
أولا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حروف المد الثلاثة وكذلك الحركات .
أولا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حروف المد الثلاثة وكذلك الحركات .
http://www.s4quran.net/up/download.php?id=235
ثانيا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حرف الألف والفتحة :
http://www.s4quran.net/up/download.php?id=236
ثالثا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حرف الواو والضمة :
http://www.s4quran.net/up/download.php?id=237
رابعا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حرف الياء والكسرة :
http://www.s4quran.net/up/download.php?id=238
تعليق