إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    6
    - الحروف الرخوة الممدودة المجهورة (حروف المد المقدرة الثلاثة بشرطها) :

    وهو أن تأتي ساكنة بعد حرف محقق متحرك بحركة مجانسة :
    - الألف ، ولاتكون إلا ساكنة وقبلها مفتوح .
    - الواو الساكنة وما قبلها مضموم .
    - الياء الساكنة وما قبلها مكسور .


    أولا ، النطق الصحيح لحروف هذه المجموعة :
    حروف المد واللين الثلاثة تميزت بأن أصواتها تخرج من مخرج مقدر متباعد الطرفين ، وهو الجوف ، ولأنه لايمكن اعتماد الصوت على مخرج متباعد الطرفين من بداية النطق ، فلا يمكن أبداً الابتداء بهذه الحروف ، ولابد للنطق بها من أن يأتي قبلها حرف محقق متحرك بحركة مجانسة لصوت حرف المد ، ليتخذه القارئ معتمداً لجذب هواء الزفير ناحية الحبلين الصوتيين ، ليوظف ما بقي منه بعد التصادم فى مخرج الحرف المحقق ابتداءً للنطق بالحركة المجانسة ، ثم الامتداد بصوتها فى مخرج الجوف زمناً أقله حركتان ، ولهذا وُصفت رخاوتها بأنها ممدودة .

    ولكون مخرج الجوف متباعد الطرفين ، فكذلك الحبلان الصوتيان يتخذان وضع التباعد عند النطق بحروف المد ، ولأن حروف المد تستمد قوتها من تباعد طرفي المخرج المحقق السابق لها بقوة ، فيهتز كذلك الحبلان الصوتيان بقوة ، ويتكيف كل الهواء المار من بينهما بصوت حرف المد ، ليمر قوياً مجهوراً من بين الحبلين الصوتيين متخذاً طريقه إلى خارج الفم عبر الجوف المتباعد الطرفين فلا يتعرض أثناء جريانه لأي إعاقة نهائياً ، ولهذا وصفت بأنها حروف رخوة و مجهورة ، وبحسب وضع اللسان داخل الفم وآلية النطق بكل حرف من حروف المد الثلاثة ، يتخذ الصوت اتجاهه تصعداً أو تسفُّلاً أو اعتراضاً بين التسفل والتصعد ليتشكل هواء الجوف بصوت حرف المد الذي امتد جريانه فى المخرج المقدر زمناً أقله حركتان ، والهواء الموظف للنطق بحروف المد قليل .

    سبق وقلنا أن الألف لا توصف باستفال ولا انفتاح ، ولا استعلاء ولا إطباق ، ولا توصف بثمرات هذه الصفات فليست بالحرف المرقق ولا بالحرف المفخّم ، وإنما تتبع ما قبلها تفخيمًا وترقيقًا .

    أمّا الواو والياء ، فلكون كلَّ واحدة منهما لها عضو يشارك الجوف أثناء النطق بها مما يجعل صوتها يمكن أن ينحصر فيه ، ولكون هذا العضو هو الشفتان مع الواو ووسط اللسان مع الياء ، وكلاهما لا يخرج منه إلا حروف مستفلة منفتحة مستحقها الترقيق ، فكذلك الواو والياء المقدّرتان مستحقهما الترقيق في جميع أحوالهما.
    وتُسمى حروف المدّ الثلاثة (الحروف الخفية) لأن ذاتها لاتوجد إلا من امتداد الصوت فيها زمناً أقله حركتان ، فإن قصر زمنها عن ذلك فلا وجود لها حِينئذٍ ، وهذا من اللحن الجلِيّ لأنه يعني سقوط حرف من التلاوة ممّا يخل باللفظ والمعنى .


    ثانيا ، تنبيهات على أخطاء النطق الشائعة في حروف الجوف المقدرة :

    1 – حروف الجوف الثلاثة حروف رخوة ومجهورة ، والجهر معناه منع جريان النفس مع الصوت سواء كان شديدا أو رخوا ، ومع الحروف الرخوة : يجري الصوت ولا يجري معه النفس لاهتزاز الحبلين الصوتيين بقوة مما يجعل هواء الزفير المار من بينهما يتكيف كله بصوت الحرف ، والخطأ الشائع الذي يقع فيه المبتدئ هو النطق بهذه الحروف الثلاثة مهموسة ، بحيث يخالط صوتها الجاري النفس الكثير ، وذلك نتيجة تباعده عن المخرج المحقق السابق لحرف المد بضعف مما يجعل الوترين يهتزان بضعف فلا يؤثر اهتزازهما الضعيف على صوت الهواء المار من بينهما فلا يتكيف كله بصوت حرف المد ، وأكثر ما يحدث هذا مع الألف فتخرج هواء خالصا أو تخرج هاء ضعيفة مهموسة وخاصة عندما تكون متطرفة :
    وبيلا >>>> فتقرأ بالخطأ : وبيله
    تنكيلا >>>> فتخرج بالخطأ : تنكيله


    2 – حرف الألف يتبع ما قبله تفخيما وترقيقا لأنه ليس له مخرج آخر محقق ، فلا توجد في اللغة ألف محققة ، أما الواو والياء فكلاهما له مخرج آخر محقق ، فعندنا في اللغة : واو محققة لا تخرج إلا بانضمام الشفتين مع الارتفاع اللاإرادي لأقصى اللسان والذي لا يؤثر على صوت الحرف المرقق ، وكذلك الواو المدية : لا تخرج إلا بانضمام الشفتين مع الارتفاع اللاإرادي لأقصى اللسان والذي لا يؤثر على صوت الحرف المرقق لكونها مثل أختها المحققة في حكم الترقيق ، كما أن عندنا في اللغة ياء محققة لا تخرج إلا بارتفاع وسط اللسان واصطدامه بما يحاذيه من غار الحنك الأعلى مع الانحدار التام لأقصى اللسان ، فالياء العربية المحققة هي أسفل الحروف العربية ، ويرتبط الترقيق بها وبابنتها : الكسرة ، وكذلك الياء المدية : لا تخرج إلا بارتفاع وسط اللسان ولكن بالتباعد عن غار الحنك الأعلى (من غير تصادم بينهما) مع الانحدار التام لأقصى اللسان ، فتأخذ حكم الترقيق في جميع أحوالها كأختها المحققة ، وهذا معنى قولنا : الألف ليس لها عضو مشارك (أي مخرج آخر محقق يمكن أن ينحصر صوتها فيه) ولذا تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا ، أما الواو والياء المقدرتين فلكل منهما مخرج آخر محقق يجعل صوتهما يمكن أن ينحصر في عضو من أعضاء النطق (الشفتين ووسط اللسان) ولذا فإن حكمهما الترقيق في جميع الأحوال ولا تتبعان ما قبلهما تفخيما وترقيقا .
    وعلى هذا فمن ينطق الألف مرققة بعد مفخم يكون قد تخلى عن الارتفاع الإرادي لأقصى اللسان المصاحب للنطق بالحرف المفخم ، والعكس صحيح : إذا فخم الألف بعد مرقق ، وقد يكون الخطأ من ابتداء النطق بالحرف المحقق فلا يستعلي بأقصى لسانه مع المفخم ، ولا يستفل به مع المرقق ، والمعلمة المصححة المتقنة تعلم سبب الخطأ من أين أتى : سواء كان أثناء التصادم في المخرج المحقق أو أثناء التباعد إلى الجوف وتوجه المتلقي للصواب .
    أما الواو والياء فالخطأ الذي يحدث فيهما في هذا الباب هو تفخيمهما بعد المفخم ، والصواب هو الترقيق ، وهذا الخطأ يحدث لكون القارئ يبقي على أقصى لسانه في وضع الاستعلاء عند التباعد إلى الجوف ، والصواب أنه بمجرد تباعده عن المخرج المحقق يبدأ في استعادة وضع التسفل لأقصى اللسان ليحافظ على ترقيق الواو والياء ، وقبل أن يتساءل أحد : فإن الاستعلاء اللاإرادي لأقصى اللسان مع الواو أقل بكثير من الاستعلاء الإرادي له مع الحروف المفخمة فلا ينحصر صوت الحرف بين أقصى اللسان وغار الحنك الأعلى وإنما هناك تباعد بينهما يسمح بجريان صوت الواو في المخرج المقدر بسلاسة دون أي انحصار في منطقة أقصى اللسان ، ومن هنا يتبين لنا ان من ينطق باللف مفخمة بعد المرقق لم يحافظ على استفال أقصى اللسان المصاحب للنطق بالحرف المحقق المرقق واستعلى بأقصى لسانه قليلا مع الألف مع ضم قليل للشفتين فتخرج ألف مفخمة أو فيها شيء من التفخيم ، أو يخالطها صوت الواو ، وهذه الحالة الخيرة (مخالطة صوت حرف الواو لصوت الألف) تحدث خاصة عند النطق بالمفخم المفتوح الذي بعده ألف فيلجأ القارئ إلى استعارة التفخيم له بضم الشفتين الذي لا بد أن يصاحبه استعلاء أقصى اللسان ، فيفخم هذه الحروف عن طريق ضم الشغتين وهو خطأ لأن الألف ل تخرج ألفا خالصة وإنما ألفا يختلط صوتها بصوت الواو .
    وأما بالنسبة للحركات فإنها تتبع الحرف المتحرك في الاستعلاء والاستفال فتفخم مع المفخم وترقق مع المرقق لأن الحرف المتحرك يخرج بعملين : تصادم لا زمن له في المخرج المحقق يشاركه تباعد إلى الحركة في زمن النطق بها ، فإذا امتد بصوت الحركة في المخرج المقدر سواء كانت ضمة أو كسرة فصارت واوا أو ياء : تمكن من مخرج الجوف واستفل إراديا بأقصى لسانه فخرج صوت حرف المد مرققا .
    (الصور – الطور – يضيء – عظيم) .

    3 – وتمكن القارئ من وضع أقصى لسانه مع الحروف المقدرة يجنبه إكسابها أصواتا أجنبية غير فصيحة ، فينطق الواو كما ينطق الـ (o) في الإنجليزية في كلمة مثل : ( Tom) والصواب أن يكون صوتها نحيلا ، وينطق الياء كما ينطق الـ (a) في الإنجليزية كما في كلمة (hair) والصواب أن يكون صوتها كصوت حرف الـ (e) في كلمة مثل كلمة (see) .

    4 – وكذلك محافظة القارئ على تثبيت طرف لسانه عند أصول الأسنان السفلى مع التمكن من التباعد بين الفكين يجنبه أكبر خطأ شائع في حروف المد وهو مخالطة صوت الغنة لأصواتها ، ويمكنكم مراجعة موضوع : (حلول عملية لتصفية الصوت من الغنة) ففيه بيان الأسباب والحلول بالتفصيل .

    5 – والأخطاء التي تحدث مع الحروف هي نفسها التي تحدث معه الحركات وتجنبها يكون كما شرحنا مع حروف المد ، باستثناء التفخيم والترقيق مع الضم والكسر كما بينا في النقطة رقم 2 .

    6 – وأما الألف فإن من أخطاء النطق الشائعة بها : إمالة صوتها وذلك بحدوث ارتفاع لوسط اللسان مع تسفل الفك السفلي فيتجه صوتها متسفلا قليلا إلى قاع الفم بدلا من التصعد في اتجاه رأسي ، وقد تكون الإمالة صغرى (مصاحبة النطق بالألف ارتفاع وسط اللسان قليلا) وقد تكون الإمالة كبرى بزيادة هذا الارتفاع ، وهو خطأ في غير موضعه .
    7 – من الأخطاء الشائعة مع حروف المد : بتر أصوات حروفها فينطقها حركة فتح أو ضم أو كسر بدلا من الألف والواو والياء ، لأنه اكتفى بحركة واحدة ولم يمتد بصوتها في المخرج المقدر لتكتمل حركتين ، وحرف المد لا يمكن أن يقل زمن النطق به عن حركتين ، ولكنه يمكن أن يمتد لأكثر من ذلك .

    8 - زيادة زمن المد الطبيعي عن حركتين ، فحرف المد لا يتولد إلا بامتداد الصوت في المخرج المقدر زمن النطق بحركتين ، ولا يزيدعنهما إلا بوجود سبب من همز أو سكون ، فإن زاد زمنه عن حركتين من غير وجود السبب فهذا من اللحن .
    9 - حرف الألف لابد أن يصاحبه فتح الفم (ولذا سميت بنته : الفتحة) ، وحرف الواو لا بد أن يصاحبه ضم الشفتين (ولذا سميت بنته : الضمة) وحرف الياء لا بد أن يصاحبه تسفل وانكسار الفك السفلي (ولذا سميت بنته : الكسرة) ، والفتح والضم والتسفل كل منهم يكون بصورة طبيعة وبدون إفراط (مبالغة) وبدون تفريط (فلا يكاد يفتح فمه مع المفتوح ، ولا يكاد يضم الشفتين مع المضموم ، ولا يكاد يتسفل بفكه السفلي مع المكسور) .

    10 – وكما يحرص القارئ على ضبط أزمنة حروف المد ، يجب عليه كذلك أن يحرص على أزمنة الحركات فلا يخطفها خطفا وهو ما يسمى الاختلاس ، فهو خطأ في غير موضعه ، ولا يمطها مطا يحولها إلى حرف مد ، فالأول من اللحن الخفي الذي لا يخل بمعنى الكلمة ولكن يخل بفصاحتها وجمال تلاوتها ، والثاني من اللحن الجلي لأنه زاد حرفا في التلاوة أخل بمبنى الكلمة الحرفي ، وقد يخل بمعناها .

    هذه رسومات توضيحية رسمتها ببرنامج الرسام ، لأبين فيها المقصود باتجاه الصوت داخل الفم : تصعدا لأعلى مع الألف ، واعتراضا مع الواو ، وتسفلا مع الياء
    أولا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حروف المد الثلاثة وكذلك الحركات .


    http://www.s4quran.net/up/download.php?id=235

    ثانيا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حرف الألف والفتحة :

    http://www.s4quran.net/up/download.php?id=236

    ثالثا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حرف الواو والضمة :

    http://www.s4quran.net/up/download.php?id=237

    رابعا ، رسم توضيحي لاتجاه الصوت في الفم مع حرف الياء والكسرة :

    http://www.s4quran.net/up/download.php?id=238
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-02-2015, 11:38 PM.

    تعليق


    • #47
      *** تنبيهات عامة على الحروف المحققة :


      1 - الحذر من تداخل أصوات الحروف المتقاربة وخاصة عند التجاور :
      (ق / ك) – (ج / ش) – (د / ت) – (ط / ت) – (س / ص) – (ز / س) – (ض / د) – (ظ / ذ) – ( ر / ل ) – ( ن / ل ) – (خ / غ) – ( هـ / ح ) – ( غ / ق ) .


      2 - ترقيق المرقق وتفخيم المفخم خاصة عند تجاور كل منهما مع الآخر :
      (يختصمون – اركض – البطشة – البغضاء – فرّطتم – عاصف – سكارى – العظيم – لسلطهم .... ) .


      3 - إدغام ما يدغم وإظهار ما يظهر بحسب الرواية .
      (بسطت – ألم يخلقكم – قد أجيبت دعوتكما – قد تبين – يلهث ذلك – اركب معنا) : كل هذا يقرأ بالإدغام ومنه الناقص ومنه التام ، والمثالان الأخيران وردت روايات بإظهار الساكن الأول منهما ولكن حكمه في رواية حفص : الإدغام ) .
      4 - أثر صفات القوة والضعف التي يحملها الحرف على درجة إعاقة صوته في المخرج واهتزاز الحبلين الصوتيين :

      وهذا لا يتأتى إلا بمعرفة القارئ لصفات القوة وصفات الضعف ، وكما قلنا من قبل : أن العاملين الرئيسين في النطق بالحروف وعلى أساسهما تم تقسيمها إلى مجموعات ، هما :

      ** درجة إعاقة الصوت في المخرج وما يترتب عليها من صفات الشدة والرخاوة وبينهما التوسط .
      ** درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين تبعا لقوة اعتماد القارئ على طرفي المخرج وما يترتب عليهما من جهر أو همس .


      وهناك صفتان أخرتان من الصفات التي لها ضد وتؤثر على صوت الحرف وهما :
      ** الاستعلاء والاستفال : وذلك بحسب وضع أقصى اللسان داخل الفم عند النطق بالحرف .
      ** الاطباق والانفتاح : وذلك بحسب وضع اللسان كله داخل الفم وانطباقه أو تباعده كله أو معظمه عن غار الحنك .


      وكذلك الصفات التي ليس لها ضد تؤثر على صوت الحرف : فمنها القوي ومنها الضعيف .

      فما فائدة هذه التصنيفات والتقسيمات ؟؟ هل لها فائدة عملية عند النطق بالحروف ؟؟

      نعم ، هذا أكيد ، فكلما زادت صفات القوة في الحرف كلما زاد جهره إن كان مجهورا وزادت شدته إن كان شديدا ، وقل همسه إن كان مهموسا وقلت رخاوته إن كان رخوا ، بمعنى أن صفات القوة الأخرى تؤثر على العاملين الأساسيين الذين يشكلان صوت الحرف ، والعكس صحيح :
      كلما زادت صفات الضعف في الحرف كلما قل جهره إن كان مجهورا وقلت شدته إن كان شديدا ، وزاد همسه إن كان مهموسا وزادت رخاوته إن كان رخوا ، بمعنى أن صفات الضعف الأخرى تؤثر على العاملين الأساسيين الذين يشكلان صوت الحرف .


      وبالمثال يتضح المقال :

      ** في حروف الصفير : نلاحظ أنّ صفير الصاد أحدّ وأقوى من صفير السين والزاي ؛ لما فيها من استعلاءٍ وإطباق ، والاستعلاء والإطباق صفتا قوة زادت من صفير الصاد – والصفير صفة قوة – ولكون الصاد تحمل ثلاث صفات قوية في مقابلة صفتي ضعف : الرخاوة والهمس ، فقد قللت صفات القوة هذه من تأثير صفات الضعف ، فقللت رخاوة الصاد وقللت همسها الذي اكتسب حدة وقوة ، فمن الخطأ أن نسمع صوت الصاد يخالطه النفس الكثير الزائد عن الحد ، بمعنى أن صوت صفيرها يجب أن يغلب همسها فيظهر أثره في الصوت أقوى وأكثر حدة .
      كما أن صفير الزاي أحدّ وأقوى من صفير السين لما فيها من جهر ، ولاحظ أنّ : صفير السين قلّل من هوائها (همسها) قليلاً ، فهمس السين (الرخوة والمستفلة والمنفتحة) ؛ ليس كهمس الثاء (الرخوة والمستفلة والمنفتحة) ، فإذا خرج مع صوت السين الهواء الكثير جداً من غير صفير واضح ؛ فهذا معناه أنّ القارئ لم يضبط المخرج تماماً ، وبدلاً من أن يحصُر صوت السين فى فرجةٍ ضيّقة ، جعله يتدفّق فى فرجةٍ متسعة : زادت من همس السين ، وقلّلت من صفيرها ، وهذا خطأ لأن صوتها حينها سيكون قريبا جدا من صوت الثاء المتفقة معها في الصفات باستثناء الصفير الذي ميز صوتها بعد اختلاف المخرج :


      السين : رخوة – مهموسة – مستفلة – منفتحة – صفيرية .
      الثـاء : رخوة - مهموسة – مستفلة – منفتحة .


      وهناك ملاحظة في هذا الباب لن أبخل عليكن بها :
      القارئ الذي نلاحظ تباعد ثنيتيه العلويتين عن بعضهما ، قد ينطق بحروف الصفير من غير صفير واضح ، لأنه لم يحصر أصواتها في فرجة طبيعية ضيقة تتكون بين رأس طرف اللسان والصفحة الداخلية للأسنان العليا والسفلى ، وهنا ننصح بأن يحرص على أن يكون رأس طرف لسانه قريبا من الصفحة الداخلية للأسنان السفلى ليتمكن من حصر الصوت وإكسابه الصفير اللازم له ، وأما من لا يقدر على تفخيم الصوت مع الصاد ، فننصحه بأن يحرص على جعل رأس طرف لسانه قريبا من الصفحة الداخلية للأسنان العليا مع رجوع لسانه للخلف قليلا ، وذلك لأن الصاد حرف مطبق بمعنى أن اللسان كله أو معظمه منطبق على غار الحنك ، فكيف يتحقق الإطباق وطرف اللسان قريب من الأسنان السفلى ؟؟؟
      وكذلك من ينطق الزاي سينا ، خاصة في كلمة (رزقا) فننصحه بأن يجعل رأس طرف لسانه متوسطا بين الأسنان العليا والسفلى مع انكماشه للخلف قليلا حتى يكتسب جهرا يبعده تماما عن همس السين وصفيرها الضعيف ، وجربي معي :

      * اس : لسانك مفرود وطرفه أقرب لأصول الأسنان السفلى .
      * از : لسانك منكمش قليلا للخلف وطرفه متوسط بين الأسنان العليا والسفلى .
      * اص (وننصح الغير متمكن من الاستعلاء بالتدريب بحرف القاف بدلا من الهمزة : قص) : لسانك منكمش للخلف قليلا وأقصاه مرتفع وطرفه أقرب للأسنان العليا .
      بهذه الطريقة ستنطقين هذه الحروف بصورة صحيحة من غير أن تتداخل أصواتها أو تفقد شيئا من صفاتها .


      وبحرصك على هذه التنبيهات ، ستنطقين هذه الحروف بطريقة صحيحة ، لأنك بذلك تمكنت من جعل الفرجة مع الزاي أضيق منها مع السين ؛ وذلك لجهر الزاي الذي زاد من قوّة اعتماد القارئ على مخرجها ، فزاد من انحصار صوتها وقوّى صفيرها ، وعلى الرغم من همس الصاد الذي قلّل من قوّة اعتماد القارئ على مخرجها ؛ إلاّ أنّ استعلاءها وإطباقها أكسباها قوّةً زائدة فاقت جهر الزاي ، وزادت من صفير الصاد بزيادة انحصار صوتها فى الفرجة الأكثر ضيقاً .

      ** القاف والكاف :
      اتفق الحرفان فى صفة الشّدّة ، فمخرج كلٍّ منهما بطبيعته شديد ؛ بمعنى أنّه مخرج مغلق إغلاق تام : يعاق فيه صوت الحرف إعاقة تامّة بمجرّد التصادم بين طرفيه .
      وكذلك اتفق الحرفان فى وصف الانفتاح ، فلا يصاحب استعلاءَ أقصى اللسان الإراديّ بغرض النطق بالحرف وتفخيمه مع القاف ، أو اللاإرادي بغرض النطق بالحرف مع الكاف ؛ لايُصاحبُ أيّاً منهما استعلاءُ طرف اللسان ، فلا ينحصر صوت أيٍّ من الحرفين بين صفحة اللسان كله وغار الحنك الأعلى ، وتميّزت القاف بتفخيم صوتها لاستعلاء أقصى اللسان معها إراديا حيث ينحصر صوتها بين أقصى اللسان (مخرجها) وغار الحنك الأعلى ، وتميّزت الكاف بترقيق صوتها ، لعدم انحصار صوتها بين منطقة أقصى اللسان وغار الحنك الأعلى ، فمخرجها أقرب لوسط اللسان منه لأقصاه ، ولذا ينطقها البعض جيما قاهرية (الجيم المصرية) وجربي معي : اك ، اق : الكاف على الرغم من أن مخرجها هو أقصى اللسان إلا أنه بعيد عن المنطقة التي يستعلي بها القارئ إراديا لينحصر الصوت وينضغط بينها وبين غار الحنك الأعلى .
      وصاحب القاف قوّةٌ فى الاعتماد على مخرجها المغلق تماماً لكونها مجهورة ومستعلية ، مما زاد من شدتها ، والنتيجة : قصر زمن الشدة (احتباس الصوت في المخرج) ، بينما صاحب الكاف ضعفٌ فى الاعتماد على مخرجها المغلق تماماً أيضاً مما أضعف شدتها ، والنتيجة : طول زمن الشدة ، والمحصلة النهائية : انفكاك دفعي قوي بين طرفي مخرج القاف ليكمُل صوتُها بالقلقلة ، وانفراج ضعيف بين طرفي مخرج الكاف ليكمُل صوتُها بالهمس .

      ولهـذا نقـول : -
      لولا جهر القاف وقلقلتها مع استعلائها لصارت كافاً ، ولولا همس الكاف مع استفالها لصارت قافاً ، وذلك لقرب مخرجيهما واتحادهما فى صفتيّ الشّدِة والانفتاح .

      الحمد لله : تمت المحاضرة الخامسة :
      درس عملي تطبيقي على المخارج والصفات ، وأسئلة واختبارات شفوية لبيان قدرة المعلمة على شرح المعلومة بأسلوبها والقدرة على توصيلها للمتلقي .

      وبذلك نكون قد انتهينا من باب تجويد الحرف ، وننتقل إن شاء الله إلى المحاضرة السادسة :
      تجويد الكلمة (الصفات العارضة للحروف الناتجة عن تجاورها وما ينبني عليها من أحكام تجويدية : المثلان والمتجانسان والمتقاربان والمتباعدان) .

      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-02-2015, 09:33 PM.

      تعليق


      • #48
        رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

        بفضل الله ثم بفضل أستاذتنا " الأترجة المصرية " انتهينا من خمس محاضرات


        ** المحاضرة الأولى :
        المعلم المربي والمعلم القدوة ومقوماته ، ولماذا معلم التجويد ؟




        ** المحاضرة الثانية :

        شرح عام لأبواب التجويد الثلاثة : (تجويد الحرف) ، (تجويد الكلمة) ، (تجويد الجملة أو المعنى) وأنواع اللحن في القراءة وحكمه .





        ** المحاضرة الثالثة :
        تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح) .



        ** المحاضرة الرابعة :

        مجموعات الحروف وكيفيات النطق الصحيح بها وتنبيهات على أخطاء النطق الشائعة .



        ** المحاضرة الخامسة :

        درس عملي تطبيقي على المخارج والصفات ، وأسئلة واختبارات شفوية لبيان قدرة المعلمة على شرح المعلومة بأسلوبها والقدرة على توصيلها للمتلقي .






        تعليق


        • #49
          رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، جزاك الله خيرا هدير ، نبدأ بعون الله :


          ** المحاضرة السادسة :
          تجويد الكلمة (الصفات العارضة للحروف الناتجة عن تجاورها وما ينبني عليها من أحكام تجويدية : المثلان والمتجانسان والمتقاربان والمتباعدان) .


          في المحاضرات السابقة كان الحديث عن تجويد الحرف من خلال معرفة مخارج الحروف وصفاتها الذاتية وكيفية النطق الصحيح بها وتنبيهات على أخطاء النطق التي قد يقع بها القارئ المبتدئ وتوجيهات لكيفية تصحيح هذه الأخطاء ليتم النطق بالحرف العربي بطريقة صحيحة فصيحة .
          وبعد إتقان النطق بالحرف منفردا ننتقل إلى النطق به مركبا في الكلمة ، ونتيجة تجاور الحرف مع غيره من الحروف فإنه تعرض له صفات أخرى أسماها العلماء : الصفات العارضة ، ومن هذه الصفات العارضة – أو العرضية - نشأت اﻷحكام التجويدية المختلفة ، وقد جمعها صاحب لآلئ البيان في هذا البيت :
          إظهار إدغام وقلب وكذا ... إخفا وتفخيم ورق أخذا
          والمد والقصر مع التحرك ... وأيضًا السكون والسكت حكي


          وعليه فالصفات العارضة إحدى عشرة صفة :
          ١ – اﻹظهار - ٢ – اﻹدغام – ٣ – القلب – ٤ – الإخفاء - ٥ – التفخيم – ٦ – الترقيق – ٧ – المد – ٨ – القصر – ٩ – التحريك - ١٠ – السكون – ١١ – السكت .


          وسبق وقلنا أن الصفات الذاتية للحرف هي الصفة التي ﻻ تنفك عن الحرف فهي ملازمة له في جميع أحواله ، وأما الصفة العارضة فهي التي تعرض للحرف أحيانا بسبب التجاور والتركيب وتفارقه أحيانا لنفس السبب .
          والعلاقة التي تربط بين الحرفين المتجاورين في الكلمة الواحدة أو في كلمتين ﻻ تخرج عن واحدة من أربعة :
          فإما أنها علاقة تماثل ، أو علاقة تجانس ، أو علاقة تقارب ، أو علاقة تباعد .
          وعلى هذا فأي حرفين متجاورين إما أن يكونا مثلين ، أو متجانسين ، أو متقاربين ، أو متباعدين ، وبناء على هذه العلاقات نشأت معظم اﻷحكام التجويدية المختلفة ، فكان لزاما علينا معرفة نوع كل علاقة وأقسامها وما قد ينشأ عنها من أحكام .

          تعليق


          • #50
            رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

            أوﻻ ، الحرفان المتماثلان (المثلان) :

            ** تعريف المثلين :

            هما الحرفان المتحدان في المخرج والصفة .
            أي أن الحرف اﻷول هو عين الحرف الثاني ، فكان اتحادهما في المخرج والصفة واﻻسم والرسم ، فالتماثل في الصوت وفي اﻻسم وفي الرسم ، ومثال المثلين المتجاورين من كلمة واحدة : الكاف والكاف في كلمة : (سَلَكَكُم) ، والنون والنون في كلمة : (نَنْسخ) ، ومثال المثلين المتجاورين من كلمتين : الراء والراء في قوله تعالى : (تحريرُ رَقبة) والعين والعين في قوله تعالى : (ولتصنعَ عَلى عيني) .

            ويستثنى من ذلك حروف المد المقدرة الثلاثة ، وهي الألف الساكنة وقبلها مفتوح ، والواو الساكنة وقبلها مضموم ، والياء الساكنة وقبلها مكسور ، ﻷن الحروف المقدرة ﻻ يربطها بغيرها من الحروف علاقة تماثل أو تقارب أو تجانس أو تباعد ، فالواو والياء المقدرتان تماثلان الواو والياء المحققتان في اﻻسم والرسم ، ولكن اختلاف المخرج والصفة منع من إدغامهما في مثيلتيهما اسما ورسما عند التجاور ، ولذا كان التعريف اﻷدق للمتماثلين هو التماثل في المخرج والصفة وليس فقط في الاسم والرسم ، ولتجنب سقوط حرف المد من النطق عندما يجاور مثيله في اﻻسم والرسم فقط وليس في المخرج والصفة فلا بد من تمكين امتداد صوته في الجوف بمقدار حركتين قبل النطق بالحرف التالي ، كما في قوله تعالى : (في يوسف) و : (الذي يوسوس) ، و : (آمنوا وعملوا) .

            وأما الواو والياء اللينتان وهما الساكنتان وقبلهما محقق متحرك بالفتح فهما حرفان محققان قد يتجاورا مع مثيليهما ، كما في قوله تعالى : (بما عصَوْا وَّكانوا) وحينها يدغم الساكن اﻷول في الساكن الثاني تبعا للقاعدة .


            أقسام المثلين :

            ١ – مثلان صغير : وهو أن يكون الحرف اﻷول ساكنا والثاني متحركا ، وحكمهما : اﻹدغام وجوبا عند جميع القراء :

            أمثلة :

            ن نّعمة) – (وقد دَّخلوا) – (لكم مَّا كسبتم) – (هل لَّكم) – (عصوا وَّكانوا) – (يوجّههُّ) - (يدرككُّم) ..


            واﻹدغام صفة عارضة ، ومعناه في اللغة : اﻹدخال ، وفي اﻻصطلاح : أن تصل حرفاً ساكناً بحرف متحرك مثله أو مجانس له أو مقاربه ، وتصييرهما حرفاً واحداً مشدداً ، يكون النطق بهما دفعة واحدة .
            ويسمى هذا اﻹدغام : إدغام مثلان صغير ، ﻷن فيه عمل واحد وهو اﻹدغام ، وينقسم إلى :

            ** إدغام صغير بغنة : وذلك في الميم والنون فقط .
            ** إدغام صغير بغير غنة : في باقي الحروف .


            تنبيه : يخطئ بعض الطلاب المبتدئون عند إدغام الواو الساكنة المحققة في واو مثلها متحركة ويأتي بغنة مع اﻹدغام ، والتصحيح بتنبيهه إلى النطق بالواو الساكنة في زمن سكونها كما ينطقها من كلمة : (قَوْلهم) وهو نفس زمن النطق بالواو الساكنة اﻷولى من الحرف المشدد عند اﻹدغام في مثلها كما في : (عصَوا وّكانوا) بغير تراخي حتى ﻻ يطول زمن النطق بها ويكتسب غنة بسبب مرونة ولين مخرج الواو .


            س / ذكرنا أن حكم المثلين الصغير هو اﻹدغام وجوبا عند جميع القراء ، فهل يمكن أن يمتنع هذا الحكم ؟؟

            الجواب :
            يمتنع هذا الحكم عند التماثل في اﻻسم والرسم فقط من غير المخرج والصفة ، وهو ما وضحناه في الكلام على تجاور حروف المد مع مثيلاتها في اﻻسم والرسم .
            وهناك حالة أخرى يتجاور فيها المثلان الصغير الذين توفر لهما وصف المثلين اﻷدق بكون التماثل بينهما في المخرج والصفة ولكن يمتنع اﻹدغام ، وهذه الحالة هي : السكت ، والسكت صفة عارضة تبنى عليها أحكام ، وفي رواية حفص ورد السكت على الهاء اﻷولى في قوله تعالى : (ماليه * هلك) وذلك عند وصل اﻵيتين ، ومع السكت يمتنع اﻹدغام .


            ملحوظة :
            يجوز في هاتين اﻵيتين ثلاثة أوجه :
            ١ - الوقف على رأس اﻵية ، وهو السنة .
            ٢ – الوصل مع السكت وهو الوجه المقدم عند حفص من طريق الشاطبية .
            ٣ – الوصل بغير سكت وحينها تدغم الهاء الأولى في الهاء الثانية .



            ٢ – مثلان كبير : وهو أن يكون الحرفان متحركين ، وحكمه وجوب اﻹظهار عند حفص .

            وسمي كبيرا لكون الحركة أكثر من السكون ولكثرة العمل فيه حال اﻹدغام عند من يدغم .
            واﻹظهار صفة عارضة وهو اﻷصل واﻷكثر ، ومعناه في اللغة الوضوح والبيان ، وفي اﻻصطلاح : هو النطق بكل حرف من الحرفين المتجاورين على صورته ، مستوفيا جميع صفاته ، مخلصا إلى كمال بنيته .
            فالإظهار ضد الإدغام .

            أمثلة :
            (سلككم) – (فيهِ هُدى) – (ويضعُ عَنهم) ….


            س / هل أدغم حفص المتحرك الأول من المثلين الكبير في بعض الكلمات ؟؟

            الجواب / نعم ، أدغم حفص ما جاء مرسوما على هيئة اﻹدغام الكبير (ونقصد به الإدغام الكبير في اللغة وجاء رسم المصف به) كما في كلمة : (تأمرونّي) وأصلها في اللغة : تأمرونني ، وكلمة : (مكّنّي) وأصلها في اللغة : مكنني ، وكلمة : (أتحاجوني) وأصلها في اللغة : أتحاجونني ، وكلمة : (نعمّا) وأصلها في اللغة : نِعْمَ مَا ، واﻷمثلة كثيرة لما رسم على هيئة اﻹدغام الكبير ، واﻷمثلة التي ذكرناها لكون غير حفص من القراء قرأها باﻹظهار ، وغيرها الكثير وليس هنا موضع تفصيله ولكن كان ﻻ بد من اﻹشارة إليه .
            كما أن كلمة : (تأمنا) في سورة يوسف أصلها : تأمنُنا ، وفيها وجهان :
            اﻷول : الروم أو اﻻختلاس في النون اﻷولى بتبعيض حركتها ، ويضبط بالمشافهة ، ومع اﻻختلاس فلا إدغام .
            الثاني : اﻹشمام : وهو ضم الشفتين بعيد النطق بالنون اﻷولى أو مقارنا لها ، إشارة إلى أن أصل حركتها الضم .



            ٣ – مثلان مطلق :

            وهو أن يكون الحرف الأول متحركا والثاني ساكنا ، فهو عكس الصغير ، وسمي مطلقا لعدم تقييده بصغير وﻻ كبير ، وحكمه وجوب اﻹظهار عند جميع القراء .


            ملحوظة : بعض الطلاب المبتدئين يظن أن في كلمة (نُنجِ المؤمنين) . (يونس/١٠٣) يظن أن الغنة بسبب تجاور النونين ، وهذا خطأ ﻷنهما أوﻻ مثلان مطلق فيمتنع إدغام النون الأولى المتحركة في النون الثانية الساكنة ، وثانيا أن الغنة للنون الثانية الساكنة المخفاة عند الجيم .

            تعليق


            • #51
              رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

              ثانيا ، الحرفان المتجانسان :


              التعريف : هما الحرفان الذان اتفقا في المخرج واختلفا في الصفات ، وإن كان اﻻختلاف في صفة واحدة فقط فهما متجانسان .

              ومن تعريف المثلين والمتجانسين نجد أن كل منهما اتفق في المخرج ، ولكن :


              المثلان : حتما وﻻبد وان يتفقا في الصفة ، فالحرف اﻷول عين الثاني .
              والمتجانسان : حتما وﻻبد وأن يختلفا في الصفة ولو حتى صفة واحدة ، ﻷن هذا اﻻختﻻف هو شرط التجانس ، فإن لم يوجد فالحرفان متماثلان .


              التنبيه المستفاد من ذلك : تنبيه القارئ المبتدئ على الحرص على نطق كل حرف من مخرجه متكيفا بكل صفاته حتى ﻻ يشبه صوته صوت مجانسه ، ومثال على اﻷصوات المتجانسة التي تتشابه عند بعض المبتدئين :
              الدال والتاء – التاء والطاء – السين والزاي – السين والصاد – الذال والظاء .


              أقسام المتجانسين :

              ١ – متجانسان صغير : وهو أن يسكن الحرف اﻷول ويتحرك الثاني ، ومن أمثلته :

              (فاصفح عنهم ) - (قد تبين) – (أبواب) – (ترميهم بحجارة) .


              تنبيه :
              قلنا في المثلين الصغير أن حكمه وجوب اﻹدغام عند جميع القراء ، وذلك لوجوبه في اللغة ، وهو اﻷيسر في النطق ، ولكن الأمر يختلف مع المتجانسين ، فالتجانس مُسوِّغ للإدغام وليس موجبا له ، بمعنى أنه ليس شرطا للإدغام ولكن يستساغ إدغام بعض الحروف المتجانسة دون غيرها بحسب ما جاءت به الرواية ، وعلى هذا فإن الحروف المتجانسة التي أدغمت في غيرها في رواية حفص سبعة أحرف أدغمت في سبعة أخرى ، وهي :

              ١ - د ×ت
              ٢ – ت×د
              ٣ – ت ×ط
              ٤ – ط × ت
              ٥ – ذ × ظ
              ٦ – ث × ذ
              ٧ – ب × م


              وهذه الحروف منها ما اتفق على إدغامه في مجانسه إدغاما كاملا (محضا) ، ومنها ما اتفق على إدغامه إدغاما ناقصا .


              فالمتفق على إدغامه إدغاما كاملا ستة :

              ١ – د × ت : (قد تّبين) - (أردتّم) ، ونظائرهما ، وتقرأ : قتّبين – أرتّم .
              ٢ – ت × د : وهما موضعين : (فلما أثقلت دّعوا) – (قد أجيبت دّعوتكما) ، وتقرأ : أثقلدّعوا ، أجيبدّعوتكما .
              ٣ – ت × ط : (وقالت طّائفة) – (ودّت طّائفة) ، فتقرأ : وقالطّائفة (ونحذر من تفخيم اللام قبل الطاء) ، ودّطّائفة (ونحذر من تفخيم الدال أو النطق بتاء ساكنة وبعدها طاء مفخمة ﻷن التاء أدغمت في الطاء إدغاما كاملا فذهب مع اﻹدغام مخرجها وصفتها) ، ونظائرهما .
              ٤ – ث × ذ : في موضع واحد في سورة الأعراف : (يلهث ذّلك) ، فتقرأ : يلهذّلك .
              ٥ – ب × م : في موضع واحد في سورة هود : (يا بني اركب مّعنا) ، فتقرأ : اركمّعنا .
              ٦ – ذ × ظ : (إذ ظّلموا) ونظائرها ، وتقرأ : إظّلموا (ونحذر من تفخيم اللام بعد الظاء ، أو النطق بذال ساكنة قبل الظاء المفتوحة ، ﻷن اﻹدغام الكامل يقصد به إدخال المدغم في المدغم فيه ذاتا وصفة ، فيقلب المدغم إلى لفظ المدغم فيه فيصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني الذي هو المدغم فيه .


              ** ملحوظة :
              علامة اﻹدغام الكامل (أو التام) في ضبط رسم المصحف تكون بتعرية المدغم من الحركة وتشديد المدغم فيه : (أردتُّم) وهكذا ..


              وأما ما اتفق على إدغامه إدغاما ناقصا فهو إدغام الطاء الساكنة في التاء ، وورد في أربعة مواضع ﻻ خامس لها :

              ١ – (بسطتَ) : (المائدة/٢٨) .
              ٢ – (فرّطتُم) : (يوسف/٨٠) .
              ٣ – (أحطتُ) : (النمل/٢٢) .
              ٤ – (فرّطتُ) : (الزمر/٥٦) .


              ** ملحوظة :
              علامة الإدغام الناقص في ضبط رسم المصحف تكون بتعرية المدغم من الحركة وعدم تشديد المدغم فيه ، وإنما تبقى عليه حركته المخففة .


              في غير هذه الحروف السبعة التي أدغمت في السبعة الأخرى ، فحكم المتجانسين الصغير عند حفص هو اﻹظهار ، كما في : (أبْواب) – (فاصفح عنهم) ، وغيرها …


              ويستثنى من ذلك تجاور الميم الساكنة مع الباء المتحركة فالحكم هو اﻹخفاء بغنة عند جمهور أهل الأداء ، كما في : (ترميهم بحجارة) ، وغيرها .


              تنبيه : عندما جاورت الباء الساكنة الميم المتحركة كان الحكم هو الإدغام التام بغنة (غنة الميم التي شُددت للإدغام ) ، وعندما جاورت الميم الساكنة الباء المتحركة كان الحكم هو الإخفاء بغنة (غنة الميم المخفاة) .


              ٢ – متجانسان كبير : وهو أن يتحرك الحرفان ، وسمي كبيرا ﻷن فيه أكثر من عمل (إسكان وقلب وإدغام) ، وحكمه وجوب اﻹظهار عند حفص ، ومن أمثلته :

              (النفوسُ زُوجت) ، (الصالحاتِ طُوبى) …..


              *** ملحوظة : أدغم حفص التاء في الدال إدغاما كبيرا في كلمة (يَهِدِّي) بسورة يونس ، وأصلها : يهتدي ، وإدغام المتجانسين الكبير يلزمه ثلاثة أعمال :
              ١ – الإسكان : فسكنت التاء (يهْتْدي) ولأن قبلها هاء ساكنة ، وﻻ يجتمع ساكنان في وسط الكلمة (عند حفص) فتحركت الهاء بحركة مناسبة وهي الكسرة (يهِتْدي) ، فصار عندنا تاءٌ ساكنة وجاورتها دالٌ متحركة وهنا يستساغ اﻹدغام عند حفص وﻻ يتم إﻻ بالعمل الثاني :
              ٢ – القلب : فتقلب التاء الساكنة داﻻ ساكنة : (يهدْدِي) وهنا يجب العمل الثالث وهو :
              ٣ – الإدغام : إدغام الدال الساكنة (المنقلبة عن التاء الساكنة) وجوبا في الدال المتحركة ، فصارت الكلمة : (يهِدّي) .


              ٣ – المتجانسان المطلق : وهو ما يتحرك فيه الأول ويسكن الثاني ، وحكمه وجوب الإظهار عند جميع القراء ، مثال :
              (يشْكر) – (أفتَطْمعون) ونحذر من تفخيم التاء المجاورة للطاء .

              تعليق


              • #52
                رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                ثالثا ، الحرفان المتقاربان :


                تعريف المتقاربان : هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وقد يتفقا أو يختلفا أو يتقاربا في الصفات ، كما أن البعض يذكر التقارب في الصفة دون المخرج في تعريف المتقاربين ، والصواب هو التقارب في المخرج ﻷنه الذي عليه العمل ، فإن لم يتقارب المخرجان فالحرفان متباعدان وﻻ يصح أن يوصفا بانهما متقاربان حتى ولو تقاربت صفاتهما .


                *** ملحوظة :
                ﻻحظ أن المثلين اتفقا في المخرج الخاص وحتما وﻻبد وأن يتفقا في الصفات ، والمتجانسين اتفقا في المخرج الخاص وحتما وﻻبد وأن يختلفا في الصفات ، بينما المتقاربان اختلفا في المخرج الخاص مع قرب مخرجيهما ، بينما قد يتفقا في الصفات (كالثاء والفاء) أو يتقاربا في الصفات (كاللام والنون) أو يختلفا في الصفات (كالخاء والقاف) ، وقد يتقارب المخرجان مع اختلاف المخرج العام دون أن يفصل بينهما فاصل (كالميم من الشفتين والنون من اللسان) ، وقد يكون التقارب نسبيا فلا يفصل بين الحرفين إﻻ مخرج خاص واحد (كالشين والسين) ، والمعول عليه في اﻷحكام في كل ما سبق هو تقارب المخرجين وما جاءت به الرواية دون النظر إلى تقارب الصفات أو اختلافها ، فاللام والراء تقاربا في المخرج والصفات ولكن اختلف الحكم عند تجاورهما بحسب تقدم أحدهما على اﻵخر ، وذلك ما سنشرحه في أقسام المتقاربين .


                أقسام المتقاربين :


                ١ – متقاربان صغير :

                وهو أن يسكن الحرف الأول ويتحرك الثاني ، ومثال على ذلك : (ربنا ﻻ تزغ قلوبنا) – (ألم نخلقكم) ….


                والتقارب تسوغ معه اﻷحكام ، فساغ معه الإدغام ، وساغ معه الإخفاء ، وساغ معه القلب ، وبيانه كالتالي :


                ** أحوال إدغام المتقاربين الصغير :

                ١ – إدغام النون الساكنة ونون التنوين في حروف (يرملو) : الياء والراء والميم واللام والواو ، ومنه التام بغنة (النون في الميم) والتام بغير غنة (النون في اللام والنون في الراء) والناقص بغنة (النون في كل من الواو والياء) ، وأما غدغام النون الساكنة ومثلها نون التنوين في النون فهو من باب إدغام المثلين الصغير ، وهو من النوع التام بغنة ، وفي رواية حفص ثلاثة استثناءات من إدغام النون الساكنة في مقاربيها ، ويكون الحكم هو الإظهار :
                * عند وصل أول سورة يس : (يس والقرآن الحكيم) .
                ** عند وصل أول سورة القلم : (ن والقلم وما يسطرون) .
                *** عند السكت في سورة القيامة على النون من قوله تعالى : (وقيل من راق) ﻷن السكت يمنع الإدغام .


                ٢ – إدغام اللام الشمسية مع حروفها الثلاثة عشر (وأما إدغامها شمسيا في اللام فهو من إدغام المثلين وليس المتقاربين) .


                ٣ – إدغام اللام الساكنة في الراء من (قل) و (بل) حيث وردت ، مثال على ذلك : (وقل رّب) ، (بل رّفعه) ، ويستثنى منه موضع سورة المطففين : (بل ران) لورود الرواية بالسكت على اللام الساكنة ، والسكت يمنع الإدغام .


                ٤ – إدغام القاف الساكنة في الكاف المتحركة في موضع واحد في سورة المرسلات : (ألم نخلقْكُّم) وفيه الوجهان :
                الإدغام التام (المحض) : وهو المقدم واﻷصح رواية ، فتقلب القاف كافا ساكنة وتدغم في الكاف المتحركة بعده ليتم النطق بكاف مشددة ، وهذا ما جاء به ضبط رسم المصحف (القاف معراة من الحركة والكاف مشددة) .
                * والإدغام الناقص : فننطق قافا ساكنة غير مقلقلة (ﻷن القلقلة تمتنع مع اﻹدغام) يحتبس صوتها في مخرجها (صفة الشدة) ثم كافا متحركة بالضمة المخففة (من غير تشديد) .


                ** أحوال إخفاء المتقاربين الصغير :
                وهو إخفاء النون عند حروف الإخفاء الثلاثة عشر المتبقية بعد استثناء الكاف والقاف ﻷنهما بالنسبة للنون متباعدان ، ولذا وصف الإخفاء عندهما بأنه أقرب للإظهار .

                أمثلة : (انتصر) – (منضود) – (منفوش) .


                ** أحوال قلب المتقاربين :
                وهي حالة واحدة ، عند تجاور النون الساكنة مع الباء ، فتقلب النون ميما مخفاة بغنة عند الباء المتحركة .

                (ليُنبذنّ) ، (من بعثنا) .


                وعلامة الإخفاء والقلب في ضبط رسم المصحف تكون بتعرية الحرف المخفى أو المنقلب من الحركة ، مع عدم تشديد الحرف المخفى عنده .


                ٢ – المتقاربان الكبير :
                وهو ما كان فيه الحرفان متحركان ، وحكمه عند حفص وجوب الإظهار ، ومثاله :

                (والذارياتِ ذروا) – (يختصمون) .


                ٣ – المتقاربان المطلق :
                وهو ما كان فيه الحرف الأول متحركا والثاني ساكنا ، وحكمه وجوب الإظهار عند جميع القراء ، ومن أمثلته :

                (يستثنون) – (سُندُس) ونلاحظ أن الغنة في الكلمة الأخيرة هي غنة إخفاء النون الساكنة عند الدال ، بينما حكم إظهار المتقاربين تقاربا مطلقا يتعلق بالسين التي تحركت قبل النون الساكنة .


                ** ملحوظة :

                عند إدغام المثلين الصغير فهناك عمل واحد وهو اﻹدغام التام .
                وعند إدغام المتجانسين الصغير أو المتقاربين الصغير فهناك عملان : قلب ، وإدغام ، ومنه التام ومنه الناقص ، وعند إدغام المثلين الكبير فهناك عملان : إسكان وإدغام تام ، وهو كثير الورود في اللغة مثل : (مدّ >> أصلها : مدد ، ونظائرها) والقرآن نزل بلغة العرب ، وعند إدغام المتجانسين الكبير والمتقاربين الكبير فهناك ثلاثة أعمال : إسكان وقلب وإدغام ، ولم يرد منه في رواية حفص إلا ما جاز إدغامه في اللغة وجاء به رسم المصحف كما بينا من قبل .

                تعليق


                • #53
                  رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                  رابعا ، الحرفان المتباعدان :


                  التعريف : هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا ، وقد يتفقا في الصفة (كالثاء والحاء) وقد يختلفا في الصفة (كالهمزة والنون) .


                  أقسام المتباعدان :


                  ١ – متباعدان صغير :

                  وهو ما كان فيه الأول ساكنا والثاني متحركا ، ولا إدغام مع التباعد ، والغالب هو الإظهار ، ومن أمثلته :

                  ن عمل) – (المنخنقة) _ (مسْؤولا) .


                  وساغ مع التباعد النسبي إخفاء النون الساكنة عند الكاف والقاف ، ومن أمثلته :

                  (ومن كان) ، (انقلبوا) ، (ومن قال) – (أنكاثا) .


                  ولاحظ أن سبب إظهار النون عند حروف الحلق الستة هو التباعد التام ، بينما ساغ الإخفاء عند الكاف والقاف لكونهما من نفس المخرج العام ، ولكون التباعد بينهما وبين النون نسبيا ، وساغ الإخفاء عند أكثر الحروف المقاربة لها ، والإدغام عند بعضها ، ولا تجانس بين النون وبين غيرها من الحروف لأن لها مخرجا خاصا منفردا على مذهب الجمهور .


                  ٢ – متباعدان كبير :
                  وهو ما كان فيه الحرفان متحركان ،وحكمه وجوب الإظهار ، ومن أمثلته :

                  (سأل) – (سحروا) .


                  ٣ – متباعدان مطلق :
                  وهو ما كان الأول فيه متحركا والثاني ساكنا ، وحكمه الإظهار عند جميع القراء ، ومن أمثلته :

                  (قّوْلهم) – (سُؤْلَكَ) ، …..


                  ومن خلال حديثنا عن المثلين والمتجانسين والمتقاربين والمتباعدين ، ذكرنا أربعا من الصفات العارضة وهي :
                  الإظهار ، والإدغام ، والقلب ، والإخفاء ، واستكمالا لبحث هذه الصفات الأربعة فكان حتما علينا أن نفرد محاضرة خاصة عن أحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة ، فهي الأشهر والأكثر ورودا في كتاب الله ، وهذا هو موضوع المحاضرة التالية إن شاء الله ، وأستكملها معكم بإذن الله في الأسبوع القادم .
                  ========================
                  ** المحاضرة السابعة :
                  أحكام الميم والنون الساكنتين والتنوين ، واختبار شفوي فيما سبق .

                  تعليق


                  • #54
                    رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية


                    فائدة :: ===
                    ==========


                    أنواع المدود


                    من المعلوم أن من أهم أبحاث علم التجويد بحث المدود وهي المقادير التي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أطال المد فيها وطوَّل فيها الصوت هذه الأماكن سماها العلماء أحرف المد – المد كما عرفه العلماء هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد يعني مط الصوت بحرف من حروف المد ما هي الحروف التي يمد فيها الصوت قال علماءنا حروف المد ثلاثة الألف والواو والياء السواكن المجانس لها ما قبلها ما معنى المجانس لها ما قبلها يعني الألف الساكنة قبلها فتحة والواو الساكنة قبلها ضمة والياء الساكنة قبلها كسرة هذه الأحرف الثلاثة سماها علماءنا أحرف المد ويقال لها أحيانا أحرف المد واللين لماذا سميت بهذا الاسم سميت بهذا الاسم لأن لها قابلية المد يعني قابلية المط والزيادة لماذا يقولون أحرف المد واللين لأنها تخرج بلين وسهولة عند النطق من غير كلفة على اللسان والفم ما فيها كلفة ولا فيها ثقل لذلك يسمونها أحرف المد واللين .

                    قاعدة: المدود

                    تعريف المد : هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد .
                    حروف المد ثلاثة هي :
                    1- الألف الساكنة المفتوح ما قبلها : مثل ( قال ، الرحمن ، مالك ) .
                    2- الواو الساكنة المضموم ما قبلها مثل : ( يقولوا ، توبوا ، قلوبهم ) .
                    3- الياء الساكنة المكسور ما قبلها مثل ( قيل ، سينين ، الذي ) .

                    4- هذه هي أحرف المد التي يكون فيها تطويل المد ممكنا . لسهولة الدرس ولسهولة التقسيم قسم علماءنا المدود في هذه الأحرف الثلاثة إلى تسعة أنواع من المد لا يسع قاريء القرآن جهلها أبدا ولا عاشر لها من عرف هذه التسعة هو غني عن معرفة غيرها قال علماءنا المدود في كتاب الله هي :-
                    1- المد الطبيعي 2- مد البدل 3- مد العوض 4- المد المتصل 5- المد المنفصل 6- مد الصلة ( الصغرى والكبرى ) 7- المد اللازم 8- المد العارض للسكون 9- مد اللين . هذه التسعة سوف نتحدث عنها مداً مداً ونبين تعريفها وأماكنها كم يكون مقدار تطويلها .

                    هذه المدود التسعة إذا أتقناها وعلمناها نكون قد علمنا الأماكن التي علينا أن نطول فيها أصواتنا في كتاب الله تعالى من الجلدة إلى الجلدة .

                    المد الطبيعي


                    نبدأ اليوم بالمد الطبيعي : المد الطبيعي عرفه علماءنا بقولهم هو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب معنى قولهم لا تقوم ذات الحرف إلا به أي أن ذات الحرف لا تبرز إلى الوجود إلا بهذا المد فمثلا تأملوا لو قلت ( قَلَ ) وسألنا سائل ماذا نطقت فيقول نطقت قافاً مفتوحة بعدها لام لكني لو قلت ( قَال ) وسألت سائلا ماذا نطقت فيقول نطقت قافا مفتوحة بعدها ألف بعدها لام فهذه الألف متى برزت للوجود عند المد الطبيعي هذا معنى قول العلماء لا تقوم ذات الحرف إلا به يعني إلا بهذا المد ولو سأل سائل ما سبب هذا المد الجواب أنه لا يتوقف على سبب يعني أنه ليس له سبب لأن بعض المدود كما سيمر معنا سببها الهمز وبعضها سببه مجيء حرف ساكن أما الطبيعي فلا سبب له .

                    قاعدة : المد الطبيعي : هو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب
                    أمثلة : ( قال ، الرحمن ، مالك ، يقول ، توبوا ، قلوبهم ، قيل ، سينين ، الذي )
                    ومقدار مده حركتان .

                    كم حركة يمد هذا المد قال علماءنا يمد بمقدار حركتين يقودنا هذا الأمر إلى كيف نضبط أزمنة المدود وكيف نقيسها المعيار الذي اتخذه علماءنا في ضبط المدود هو حركة الحرف عندما أقول ( قَ ) هذه ( قاف ) مفتوحة وعندما أقول ( قَا ) هذه قاف مفتوحة بعدها ألف كيف نشأت هذه الألف نشأت هذه الألف ؟ نشأت من تطويل فتحة ( قَ ) إذا طولت فتحة ( قَ ) فنشأ حرف الألف طولتها بمقدار كم هنا السؤال طولتها بمقدار ( قَ ) أخرى يعني زمن نطق ( ق َ ) + ( قَ ) يساوي زمن نطق ( قَ ) هذا معنى قول العلماء إن هذا المد بمقدار حركتين .

                    قاعدة : ضبط أزمنة المدود

                    المعيار في ضبط أزمنة المدود هو القياس بالحركات ، والحركة هي الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرف مفتوح أو مضموم أو مكسور . وعليه فالحركتان : هي الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفين متحركيين متتاليين ، أي أن زمن نطق بحرف ( قَا ) هو نفس زمن نطق ( قَ قَ ) .

                    بهذا نكون قد بينا الميزان والمعيار الذي اتخذه علماءنا لضبط أزمنة المدود فعندما نقول إن هذا المد بمقدار أربع حركات أي أن مقداره مقدار نطق أربع حركات متحركة متتالية هذا المد بمقدار خمس حركات أي بمقدار النطق بخمسة أحرف متحركة متتالية

                    المقادير التي في المدود التي ستمر معنا خمسة مقادير ، المقدار الأول بمقدار حركتين أو أن يكون بمقدار ثلاث حركات أو أن يكون بمقدار أربع حركات أو أن يكون بمقدار خمس حركات أو أن يكون بمقدار ست حركات ولا شيء بعد الستة .

                    الحركتان سماها علماءنا القصر إذا سمعتم أن هذا المد يقصر أي بمقدار حركتين ثلاث حركات سماها علماءنا فويق القصر بعده أربع حركات سماه علماءنا التوسط ، الخمس حركات سماها علماءنا فويق التوسط الطول أو الإشباع وهو بمقدار ست حركات .
                    هذه هي المعايير الخمسة التي سنستخدمها في ضبط المدود .

                    قاعدة :- مراتب أزمنة المدود

                    لأزمنة المدود خمس مراتب :-
                    1- القصر : ومقداره حركتان .
                    2- فويق القصر : ومقداره ثلاث حركات .
                    3- التوسط : ومقداره أربع حركات .
                    4- فويق التوسط : ومقداره خمس حركات .
                    5- الطول ( أو الإشباع ) : ومقداره ست حركات .
                    بهذه الموازين سوف نضبط تلاوتنا ونضبط مدودنا وبعد أن شرحنا هذه المقادير .
                    أريد أن ألفت الأنتباه بأن هذا الميزان ميزان مرن كميزان الغنن الذي مر معنا سابقا ما معنى مرن يعني إن طول المد مشتق من سرعة التلاوة ، إن سرعة القراءة للقرآن قد تلقيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة مراتب .

                    1- البطء 2- التوسط 3- السرعة .

                    سبق أن قلنا أن البطء اسمه التحقيق وأن السرعة اسمه الحدر وأن التوسط اسمه التدوير فإذا كنت أقرأ بالتحقيق فإن ست الحركات سوف تكون ممطوطة وطويلة لأن الحركة في التحقيق زمنها أطول ، لما أسرع في القراءة سوف يقصر زمن الحركة وبالتالي سوف يقصر زمن المدود ولو بقي اسمها ست حركات أو أربع حركات يعني لما أمد أربع حركات في التحقيق فإن مقدارها ليس مساوٍ لأربع حركات في التدوير لأن الحركة هنا تغاير الحركة هنا في الطول والقصر هذه الحركة مشتقة من نفس الميزان والسرعة وهذه مشتقة من نفس الميزان والسرعة كذلك الأمر بالنسبة للحدر .
                    فانتبهوا إلى هذا الضابط المرن والمتناسب مع سرعة القراءة الذي يدل على مقدار ضبط علماءنا للقرءان كما أنزل .

                    ملاحظة :
                    قياس المدود بحركات الأصابع قبضا أو بسطا ميزان محدث وغير دقيق ذكره بعض العلماء للمبتدئين لكنه لا ينضبط لِمَ لأن سرعة الإصبع قبضا أو بسطا لا تنضبط من إنسان إلى آخر بل إنها لا تنضبط مع نفس الشخص في مراحل
                    عمره المختلفة فحركة إصبع الإنسان وهو شاب غير حركة إصبعه وهو عجوز كذلك الأمر بالنسبة لسرعات القراءة لو قلنا قبضا أو بسطا معناها أننا جعلنا للمدود ميزانا واحدا مهما كانت سرعة القراءة وهذا لا يصح

                    يتبع بإذن الله

                    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-02-2015, 09:46 PM.

                    تعليق


                    • #55
                      رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                      مد البدل
                      تكلمنا في المرة الماضية عن المد الطبيعي وقلنا بأن المد الطبيعي هو أن يأتي حرف المد وقبله حركة تناسبه يعني الألف الساكنة المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها هذا الحرف الذي قبل حرف المد إن كان همزة بدل أن نسميه مدا طبيعيا نسميه مد بدل هذا كل ما في الأمر مثل ( قالوا ) ( قا ) هذا يسمى مدا طبيعيا لو كان بدل حرف القاف همزة مثل ( ءامنوا ) ( ءا )بدل أن نقول هذا مد طبيعي نقول هذا مد بدل كذلك الواو الساكنة المضموم ما قبلها مثل الواو في كلمة ( قالوا ) هذا مد طبيعي لو كان بدل اللام التي قبل الواو همزة مثل قوله تعالى ( أوتوا ) ( أُوْ ) بدل أن نسميه مدا طبيعيا نسميه مد بدل كذلك الأمر بالنسبة للياء إن كان عندي ياء ساكنة وقبلها مكسور مثل ( قيل ) لو كان بدل القاف همزة مثل قوله تعالى (إيمانا ) ، ( فزادهم إيمانا ) ( إِيْ )

                      هذا الصوت ياء ساكنة قبلها همزة مكسورة بدل أن نسميه مدا طبيعيا نسميه مد بدل هذا عندنا في علم التجويد إذاً في علم التجويد الذي يهمني أن يأتي حرف المد وقبله همزة ( ءَاْ ) ، ( أُوْ ) ( إِيْ ) احفظوا هذه الأصوات الثلاثة ( ءَاْ ) ( أُوْ ) ( إِيْ ) كل واحد منها بدل أن نقول مداً طبيعاً نقول هذا مد بدل كم مقدار مده حركتان مثل المد الطبيعي ما هو إلا حالة خاصة من المد الطبيعي قد يسأل سائل إن كان مثل المد الطبيعي وهو حالة خاصة منه فلماذا خصصناه بالذكر هذا أمر يتعلق بعلم الصرف لا أريد أن أشوشكم ولكن أقول كلاما من فهمه خير وبركة ومن لم يفهمه فاليكتفي في القسم الأول العرب لا تجمع بين همزتين في كلامها ، العرب لا تجمع بين همزتين ثانيتهما ساكنة هذا الشرط ، يعني العرب لا تقول ( أَأْ ) ولا تقول ( أُأْ ) ولا تقول ( ءِءْ ) فإذا جاء في كلام العرب ( أَأْ ) أبدلوا الثانية ألفا فقالوا ( ءا ) وإذا جاء في كلام العرب همزة مضمومة وبعدها همزة ساكنة مثل ( ءُءْ ) أبدلوا الثانية واواً فقالوا ( أُو ) وإذا جاء بدل الثانية همزة ساكنة وقبلها همزة مكسورة ( ءِءْ ) قالوا ( إِي ) فأحيانا نسمع من البعض من يقول ( إِئتوني ) العرب لاتقول ( إِئْتوني ) بل تقول ( إيتوني )

                      فلا تجمع العرب بين همزتن ثانيتهما ساكن فهذا سبب تسمية هذا النوع من المد مد بدل لأن فيه إبدال الهمزة الثانية حرف مد هذا أمر صرفي من عرفه خير وبركة ومن لايعرفه فاليكتفي بالشق الأول إذاً هم لم يسموه بدلا إعتباطا هكذا فهذا المد عند المجودين هو كل همز ممدود ، وهو ملحق بالمد الطبيعي والأمثلة على ذلك ( ءامن ) نلاحظ أن الألف جاء قبلها همزة ( ءامن ) فتمد بمقدار حركتين ( شنئان ) في سورة المائدة وردت هذه الكلمة ، نلاحظ بأن الألف قبلها همزة في كلمة ( شنئان ) ( أوتوا ) هذه الواو الأولى في كلمة ( أوتوا ) جاء قبلها همزة فهذا مد بدل إذاً ( أوتوا ) فيها مدان الأول بدل والثاني مد طبيعي ( يؤوده ) وهذه الكلمة في آية الكرسي ( ولا يؤوده ) ( يؤو ) هذا المد بدل بمقدار حركتين ( إيمانا ) أيضا الياء قبلها همزة مكسورة فتمد بمقدار حركتين ( لإيلاف قريش ) ( لإيلاف ) هذه الكلمة أيضا فيها ياء ساكنة قبلها همزة مكسورة فهذا المد مد بدل يمد بمقدار حركتين هذا بحثنا اليوم بحث سهل ليس فيه صعوبة فيه مد من أحد المدود التسعة الذي قلنا لا غنى لقاريء القرآن عن معرفتها .


                      مد العوض

                      اليوم نتكلم عن المد الثالث من هذه المدود وهو مد العوض – مد العوض له علاقة بالتنوين ، والتنوين ظاهرة في اللغة العربية معناها أن تختم بعض الأسماء وهي الأسماء التي تكون نكرة بنون في اللفظ لا في الخط يعني نقول ( كتابٌ ، كتاباً ، كتابٍ ) كلمة كتابٌ آخرها ضمة جاء بعد الضمة نون ساكنة ( كتابُنْ ) ، ( كتاباً ) هذه كلمة كتاب آخرها فتحة وجاء بعد الفتحة نون ساكنة ( كتابَنْ ) ، ( كتابٍ ) هذه كلمة كتاب آخرها كسرة وجاء بعد الكسرة نون ساكنة ( كتابِنْ ) هذه النون تكون في اللفظ دون الخط وبالوصل دون الوقف ، في الوقف كانت العرب إذا وقفوا على مثل هذه الكلمة التي أتينا بها كمثال إن كان التنوين تنوين رفع أو جر حذفوا التنوين ووقفوا بالسكون فيقفون على كلمة ( كتابٌ ) ( كتابْ ) وعلى ( كتابٍ ) ( كتابْ ) أما ( كتاباً ) التي آخرها تنوين النصب كما يسميه العلماء فإنهم يحذفون التنوين كما يفعلون في تنوين الرفع والجر إلا أنهم هنا يعوضون عنه بألف تكون في الوقف دون الوصل وتمد بمقدار حركتين تماما كالمد الطبيعي فبدل أن يقولوا ( كتاباً ) عند الوقف يقولون ( كتابَا ) وبدل أن يقولوا ( عليماً ) يقولون ( عليمَا ) وهكذا نقيس عليها بقية الأسماء المنتهية بتنوين النصب .

                      مد العوض

                      هو التعويض عن تنوين النصب حالة الوقف بألف تمد بمقدار حركتين ويلحق بالمد الطبيعي . الأمثلة قوله تعالى ( توَّابا )في الوصل تكون ( توَّاباً ) بنطق التنوين وفي الوقف تكون ( توَّابا ) بحذف التنوين ( شيئا ) في الوصل تكون ( شيئاً ) أما في الوقف تكون ( شيئا ) بحذف التنوين ( ماءا ) ونعني به المد الثاني بعد الألف ولا نعني به المد الطويل ( ما ) هذا مد سنتكلم عنه في الحلقة القادمة أتكلم عن المد الثاني ( ماءا ) هذا الثاني الذي هو بعد الهمزة والذي ختمنا به الكلمة كذلك . المثال الذي بعده ( إنشاءا ) أيضا هذه الكلمة وردت في سورة الواقعة ( إنشاءً ) نقف عليها بدون تنوين ( إنا أنشأنهن إنشاءا ) نقف عليها هكذا لأن تنوينها تنوين نصب لو تأملنا المثال الثالث والرابع والثاني أيضا ( شيئاً ، وماءً ، إنشاءً )قد يقول قائل أليس هذا مد بدل لأنه همز ممدود نقول لا هذا ليس مد بدل لأن الألف فيه ليست أصلية بل هي منقلبة عن التنوين فلذلك هذا المد مد عوض ولو كان ظاهره أنه مد بدل فلا يغرنك أنك تمد كلمة ( شيئا ) فتظن أنه مد بدل بل هو مد عوض يمد بمقدار حركتين هذا هو درسنا لكن بقي حالة وهي بعض الأسماء المختومة ما يسمى هاء التأنيث كقوله تعالى ( وشجرةً تخرج من طور سيناء ) ( وشجرةً ) هذا تنوين نصب ولكنه جاء على هاء التأنيث ونحن نعلم أن هاء التأنيث تكون في الوصل ( تاءً ) وفي الوقف ( هاءً ) فعندما نقف على قوله تعالى ( وشجرةً ) نقف عليها بحذف التنوين من غير عوض هكذا ( وشجرهْ ) هذه حالة مستثناة من مد العوض لا بد من ذكرها وكذلك قوله تعالى ( وامرأةً مؤمنةً ) ( وامرأةً ) فإذا وقفنا عليها أصبحت التاء ( هاءً ) هكذا ( وامرأهْ ) وكذلك قوله تعالى (جنةً ) ( وجزاهم بما صبرواجنةً وحريرا ) ( جنهْ ) ولا نقول ( جنةَ ) بفتح التاء أو مدها إذاً مد العوض أمره سهل تنوين النصب عندما نقف عليه نحذفه ونعوضه بألف إلا إذا كان هذا التنوين جاء على هاء التأنيث .
                      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-02-2015, 09:48 PM.

                      تعليق


                      • #56
                        رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية


                        المد المتصل



                        المد المتصل هو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في الكلمة نفسها يعني يأتي حرف المد والهمزة بعده في الكلمة نفسها فعند ذلك يجب تطويل حرف المد هذا عن مقدار حركتين لأنه هكذا تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقدم النصوص في ذلك ما رواه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد رجاله ثقات عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( أنه كان يقريء رجلا فقرأ الرجل ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) فلم يمد الألف في كلمة للفقراء ولم تكن القواعد قد قعدت بعد لكن عبدالله بن مسعود شعر بأن التلاوة ليست صحيحة مع أن المعنى ليس فيه فساد فقال للرجل ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرجل كيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن فقال ابن مسعود أقرأنيها ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) فمد صوته في كلمة الفقراء . إذاً هذا الحديث نص بما نسميه المد المتصل وهو موجود ومتلقى لكن القواعد لم تكن قد قعدت بعد ذلك علماءنا نظروا في المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدوا أن كل ألف أو واو مدية أو ياء مدية بعدها همزة تلقيت ممطوطة زيادة على ما فيها من المد الطبيعي سمى علماءنا هذا المد بالمد المتصل لأن الهمزة وحرف المد جاءا في كلمة واحدة كم نمد هذا المد ؟ الذي رواه حفص عن شيخه عاصم والذي تلقيناه من كتاب الشاطبية ومنظومتها أن يمد بمقدار أربع حركات يعني ضِعف المد الطبيعي مثلا نقول ( وجاء ربك ) نمد الألف بقدر ( قَا ) مرتين ( قَا ) هذه حركتين بمقدارها مرتين نمد المد المتصل سواء كان ألفاً كما هو في المثال أو واواً كقوله ( سوء أعمالهم ) أو ياء كقوله تعالى ( سيء بهم ) .

                        قاعدة : المد المتصل :

                        هو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في كلمة واحدة .
                        الأمثلة :- قوله تعالى ( السماء ) نلاحظ الألف المدية وبعدها همزة وجاءا في كلمة واحدة ( يشاء ) أيضا هذا مثال على الألف ( لقاءنا ) أيضا مثال على الألف وفي وسط الكلمة ( السوء ) أيضا هذا مثال واوي ( أن تبوء ) مثال واوي آخر ( وجيء يومئذ ) هذا مثال يائي ( سيء بهم ) أيضا هذا المثال على حرف الياء ويعده همزة في الكلمة نفسها :- ( السماء ، يشاء ، لقاءنا ، السوء ، أن تبوء ، وجيء ، سيء بهم ) .

                        مقدار مده في رواية حفص عن عاصم :-

                        إن كنا نقرأ له من طريق الشاطبية من الرواية التي نقلها الإمام الشاطبي فتلقي هذا المد بمقدار أربع حركات كما ذكرت أو خمس حركات يصح أن يمد بمقدار أربع حركات وسبق أن سمينا هذا المقدار التوسط ويصح أن يمد بمقدار خمس حركات وسبق أن سمينا هذا المقدار فويق التوسط أما إن كان يقرأ القاريء لحفص من طريق منظومة طيبة النشر التي نظمها الأمام ابن الجزري رحمه الله فيمد كما مد في الشاطبية أربع حركات أو خمس حركات ويصح وجه ثالث أيضا وهو مده بمقدار ست حركات وهو ما قد سبق أن سميناه بالطول أو الإشباع المتعارف والذي يهم القاريء العادي أن يمده ضعف المد الطبيعي يعني هذه المعلوما ت نذكرها لأهل التخصص أما القاريء العادي في البيت يكفيه أن يزيد في هذا المد ضعف المد الطبيعي يعني يقول ( قالوا ) ( قَا ) هذه حركتين إذا جاء بعد حرف المد همزة مثل ( هؤلاء ) ( يشاء ) ( السماء ) ضعف المد الطبيعي أربع حركات يكفيه أن يفعل ذلك لكن أن يمده بمقدار حركتين كالطبيعي فهذا لم يرد أبدا لا من رواية صحيحة ولا شاذة .


                        المد المنفصل


                        ما زلنا نتابع الحديث عن المدود في كتاب الله تعالى ولا مانع من أن أذكركم بأن المدود التي لا يستغني عن معرفتها قاريء القرآن تسعة ذكرنا منها في الحلقات الماضية المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المتصل واليوم نتكلم عن المد الخامس منها وهو المد المنفصل ، المد المنفصل من اسمه يظهر ما هو المد المنفصل . المد المنفصل هو أن يأتي حرف المد آخر الكلمة الأولى وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها ، كنا قد أخذنا في الدرس الماضي أن المد المتصل جاء فيه حرف المد والهمزة في كلمة واحدة خلف بعضهما مثل (وجاء ، سوء أعمالهم ، وجيء يومئذ بجهنم ) حرف المد والهمزة في الكلمة ذاتها لكن المد المنفصل يكون حرف المد آخر الكلمة الأولى وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها كقوله تعالى ( يا أيها ) نلاحظ بأن حرف المد جاء في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها .

                        قاعدة : المد المنفصل :

                        هو أن يأتي حرف المد آخر الكلمة الأولى وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها .
                        الأمثلة : ( بما أنزل ) بما حرف المد وهو الألف جاء آخر الكلمة الأولى والهمزة في كلمة أنزل جاءت في أول الكلمة المثال الثاني ( ألا إنهم ) كذلك حرف الألف في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة الثانية أيضا المثال الذي بعده مثال واوي قوله تعالى ( قوا أنفسكم ) والمثال الذي بعده ( قالوا إنا ) أيضا هذا مثال واوي ( في ءاذانهم ) هذا المثال على حرف الياء ( إني أعلم ) أيضا هذا مثال يائي جاءت الياء في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها .

                        إذاً المد المنفصل هو مشابه جدا للمد المتصل الفرق الوحيد هو أن هذا جاء حرف المد والمد في الكلمة نفسها والمنفصل جاءا في كلمتين هل يترتب على ذلك تغيير في عدد الحركات التي يمد بها هذا المد بالنسبة للمد المتصل نعم بينهما بعض الإختلاف نلاحظ أيضا .

                        المد المنفصل

                        مقدار مده في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية أربع أو خمس حركات تماما كالمد المتصل كما مر معنا في درسنا الماضي أما من طريق طيبة النشر فإن المد المنفصل يمد بمقدار حركتين أو ثلاث حركات أو أربع حركات أو خمس حركات إذاً هذا مقدار مد المنفصل في القرآن الكريم سواء قرأنا برواية حفص من طريق الشاطبية أو من طريق منظومة طيبة النشر أثناء قراءتي يمر معي منفصل ويمر معي متصل إذا مر معي منفصل كم حركة اقرأ وبعد قليل يأتي المتصل يعني تركيب المنفصل مع المتصل هذا إن شاء الله سنفرد له الحلقة القادمة حتى نعلم ماذا يترتب على القاريء بين هذين المدين اللذين يتكرران جدا في القرآن الكريم .

                        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-02-2015, 09:48 PM.

                        تعليق


                        • #57
                          رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                          اقتباس:
                          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه امة الرحمن
                          لي استفسار واتمني انكم تردوا علي فيه
                          اختلفت مع صديقه لي علي مد اللين فانا اعرف ان عند الوقف عليها تاخذ زمن الرخاوه وهي قالت لا فانها
                          مثل المد الطبيعي تاخذ 2_4_6 مثل كلمة عليه العارض للسكون
                          فما الصحيح في ذلك



                          الراء في كلمة فرق الاولي فيها التفخيم ام الترقيق
                          ادرس التجويد بطريقة الشاطبيه
                          وجزاكم الله خيرا


                          وجزاك خيرا وبارك فيك أختي فاطمة ، والشكر موصول للغالية هدير .

                          أما بالنسبة لسؤالك عند مد اللين عند الوقف عليه فإنه يسمى : مد اللين العارض للسكون ، والوقف هنا ليس على حرف اللين وإنما على الحرف الذي بعد حرف اللين الساكن ، مثل كلمة : (عليْـه) - (يـوْم) - (خـوْف) - (قريـْش) ، فعند الوقف على هذه الكلمات ونظائرها يجتمع ساكنان أولهما حرف لين ، وبسبب ليونة هذا المخرج فإنه يسمح بامتداد الصوت وجريانه في المخرج المقدر بحيث يقدر زمنه بالحركات ، فيأخذ حكم العارض للسكون ويمد بمقدار حركتين وأربع وست حركات .
                          أما عند الوقف على حرف اللين نفسه مثل كلمة : (اتّقَوا) فإن حرف اللين (الواو) لا يمد صوته هنا ولا يقدر بالحركات ، وإنما يقدر مشافهة مثله مثل زمن الواو في كلمة : (أو قال ...) وهو زمن الرخو المجهور .

                          وأما سؤالك عن الراء في كلمة ( فرق ) فيجوز فيها الوجهان وصلا ووقفا :
                          يقول ابن الجزري :
                          ... والخلف في فرق لكسر يوجد .

                          *** فعند الوصل :
                          * يجوز فيها الترقيق اعتدادا بالكسر الواقع قبل الراء وكسر حرف الاستعلاء بعدها من غير اعتداد بقوة الاستعلاء لكون القاف منفتحة .
                          * ويجوز فيها التفخيم اعتدادا بقوة الاستعلاء مطلقا من غير النظر إلى انفتاح القاف ، ومن غير اعتداد بالكسر الواقع قبلها ولا بكسر حرف الاستعلاء نفسه .
                          فمن رقق جاز له التفخيم ومن فخم جاز له الترقيق ، والقول بالترقيق - وصلا - هو الأشهر والمقدم في الأداء لقول ابن الجزري في النشر : (النصوص متواترة على الترقيق) .

                          *** وعند الوقف فللعلماء رأيان :
                          الأول : التفخيم قولا واحدا ، لأن الساكن أقوى تفخيما من المكسور ، والخلاف كان من أجل الكسر .

                          الثاني : جواز التفخيم والترقيق ، لأن القاف لما سكنت لم تصل إلى مرتبة المفتوح في مثل : (فرقة) وأخواتها حتى تفخم قولا واحدا ، ولكن الوقف ضبط بحال الوصل :

                          * فمن قرأ فرق بترقيق الراء وصلا ، جاز له عند الوقف :
                          ١ - الترقيق عملا بالوصل ، ودون الاعتداد بالسكون العارض .
                          ٢ - التفخيم اعتدادا بالسكون العارض ومراعاة لمرتبة تفخيم الساكن .

                          * وأما من قرأها بتفخيم الراء وصلا ، فلا يجوز له وقفا إلا التفخيم عملا بالوصل ، ولأن في الترقيق نزولا بمرتبة الساكن إلى مرتبة الكسر ولا يصح النزول من الأعلى إلى الأدنى .

                          ****************************

                          أتمنى أن أكون قد أفدتك ، حياك الله أختي الفاضلة ، وأي سؤال يعرض لك فلا تترددي في طرحه ، وفقك الله .

                          تعليق


                          • #58
                            رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية


                            اقتباس:

                            لي استفسار واتمني انكم تردوا علي فيه
                            اختلفت مع صديقه لي علي مد اللين فانا اعرف ان عند الوقف عليها تاخذ زمن الرخاوه وهي قالت لا فانها
                            مثل المد الطبيعي تاخذ 2_4_6 مثل كلمة عليه العارض للسكون
                            فما الصحيح في ذلك
                            المد الطبيعي يمد حركتان فقط ولا زيادرة فيه
                            وهناك علاقة بين المد اللين والمد العارض للسكون
                            وهي :
                            المد العارض للسكون أكبر أو يساوي مد اللين لكل القراء
                            كلمة عليه : مد لين لأن الياء الساكنة وقبلها مفتوح فيمد 2أو 4 أو 6 عند الوقف فقط أما الوصل لا مد فيكون حرف لين


                            اقتباس:
                            الراء في كلمة فرق الاولي فيها التفخيم ام الترقيق
                            ادرس التجويد بطريقة الشاطبيه
                            وجزاكم الله خيرا
                            كلمة فرق يجوز فيه الوجهين " التفخيم والترقيق" فلا ترجيح بينها

                            نتظر أستاذتنا الحبيبة الأترجة المصرية
                            حتى توضح لنا أكثر

                            __________________

                            اقتباس:
                            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأترجة المصرية
                            وجزاك خيرا وبارك فيك أختي فاطمة ، والشكر موصول للغالية هدير .


                            أما بالنسبة لسؤالك عند مد اللين عند الوقف عليه فإنه يسمى : مد اللين العارض للسكون ، والوقف هنا ليس على حرف اللين وإنما على الحرف الذي بعد حرف اللين الساكن ، مثل كلمة : (عليْـه) - (يـوْم) - (خـوْف) - (قريـْش) ، فعند الوقف على هذه الكلمات ونظائرها يجتمع ساكنان أولهما حرف لين ، وبسبب ليونة هذا المخرج فإنه يسمح بامتداد الصوت وجريانه في المخرج المقدر بحيث يقدر زمنه بالحركات ، فيأخذ حكم العارض للسكون ويمد بمقدار حركتين وأربع وست حركات .
                            أما عند الوقف على حرف اللين نفسه مثل كلمة : (اتّقَوا) فإن حرف اللين (الواو) لا يمد صوته هنا ولا يقدر بالحركات ، وإنما يقدر مشافهة مثله مثل زمن الواو في كلمة : (أو قال ...) وهو زمن الرخو المجهور .

                            وأما سؤالك عن الراء في كلمة ( فرق ) فيجوز فيها الوجهان وصلا ووقفا :
                            يقول ابن الجزري :
                            ... والخلف في فرق لكسر يوجد .

                            *** فعند الوصل :
                            * يجوز فيها الترقيق اعتدادا بالكسر الواقع قبل الراء وكسر حرف الاستعلاء بعدها من غير اعتداد بقوة الاستعلاء لكون القاف منفتحة .
                            * ويجوز فيها التفخيم اعتدادا بقوة الاستعلاء مطلقا من غير النظر إلى انفتاح القاف ، ومن غير اعتداد بالكسر الواقع قبلها ولا بكسر حرف الاستعلاء نفسه .
                            فمن رقق جاز له التفخيم ومن فخم جاز له الترقيق ، والقول بالترقيق - وصلا - هو الأشهر والمقدم في الأداء لقول ابن الجزري في النشر : (النصوص متواترة على الترقيق) .

                            *** وعند الوقف فللعلماء رأيان :
                            الأول : التفخيم قولا واحدا ، لأن الساكن أقوى تفخيما من المكسور ، والخلاف كان من أجل الكسر .

                            الثاني : جواز التفخيم والترقيق ، لأن القاف لما سكنت لم تصل إلى مرتبة المفتوح في مثل : (فرقة) وأخواتها حتى تفخم قولا واحدا ، ولكن الوقف ضبط بحال الوصل :

                            * فمن قرأ فرق بترقيق الراء وصلا ، جاز له عند الوقف :
                            ١ - الترقيق عملا بالوصل ، ودون الاعتداد بالسكون العارض .
                            ٢ - التفخيم اعتدادا بالسكون العارض ومراعاة لمرتبة تفخيم الساكن .

                            * وأما من قرأها بتفخيم الراء وصلا ، فلا يجوز له وقفا إلا التفخيم عملا بالوصل ، ولأن في الترقيق نزولا بمرتبة الساكن إلى مرتبة الكسر ولا يصح النزول من الأعلى إلى الأدنى .

                            ****************************


                            أتمنى أن أكون قد أفدتك ، حياك الله أختي الفاضلة ، وأي سؤال يعرض لك فلا تترددي في طرحه ، وفقك الله .



                            جزاك الله خير
                            سبحان الله كنا نكتب معا

                            __________________




                            تعليق


                            • #59
                              رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                              ** المحاضرة السابعة :
                              أحكام الميم والنون الساكنتين والتنوين ، واختبار شفوي فيما سبق .

                              أولا ، أحكام النون الساكنة والتنوين :
                              ** الفرق بين النون الساكنة والتنوين :
                              ** النون الساكنة : هي حرف الهجاء المثبت في بناء الكلمة ولا حركة لها و تكون في الاسم والفعل والحرف ، وتكون وسطا وطرفا .
                              ** التنوين : هو نون ساكنة زائدة تلحق أخر الأسماء لفظا لا خطا ، ووصلا لا وقفا .
                              ** أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة : الإظهار والإدغام والقلب والإخفاء .
                              1 - الإظهار :
                              ** الإظهار لغةً : البيان ، و اصطلاحا : إخراج كل حرف من مخرجة من غير غنة .
                              ** حروف الإظهار : هي حروف الحلق الستة : الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ، وتجمعها هذه العبارة : ( أخي هـاك عـلماً حـازه غـير خـاسر ) ، والإظهار يكون في كلمة وفي كلمتين ، ويسمى إظهارا حلقيا نسبة لحروف الحلق التي تظهر عندها النون لما بينها من تباعد ، وزمن النطق بالنون المظهرة هو زمن النطق بها متوسطة من غير غنة مطولة ، وإنما أصل الغنة يوجد فيها إذ لا يكتمل صوت النون ساكنة أو متحركة إلا بها .
                              أمثلــة :
                              ((ينـْئون)) - ((آتيةٌ أكاد أنْ أخفيها)) - ((ينـْهون)) - ((منْ هاجر)) - ((والأنعام)) - ((مِنْ علق)) - ((وتنـْحتون)) - ((منْ حَادَّ الله)) - ((فسينْغضون)) - ((من غسلين)) - ((والمنـْخنقة)) - ((منْ خشي)) - ((كلاً هدينا)) - ((سميعٌ عليم)) - ((عليمٌ حليم)) - ((حليماً غفورا)) - ((يومئذٍ خاشعة)) .
                              2 - الإدغام :
                              ** الإدغام لغة : الإدخال ، واصطلاحا : التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا , يرتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة ، والصواب أن نقول يتصادم طرفا المخرج عند النطق بهما تصادما واحدا عند مخرج الحرف الثاني ، ولذا قيل : هو النطق بالحرفين كالثاني مشددا .
                              ** حروف الإدغام : (ي ، ر ، م ، ل ، و ، ن ) والتي تجمعها كلمة : يرملون .
                              ** والإدغام قسمان :
                              أ - إدغام بغنة : وحروفة (ي ، ن ، م ، و ) >> " ينمو" : ((ومن يعمل)) - ((من وال)) - ((في كتابٍ مـُّبين)) - ((إن نَّقول)) .
                              ب - إدغام بغير غنة : حرفان ( ل ، ر ) : ((هدىً لـٍّلمتقين)) - ((غفورٌ رَّحيم)) .
                              وينقسم الإدغام كذلك من حيث النقصان والتمام إلى قسمين :
                              ١ - إدغام تام : وحروفه (ل - ر - م - ن) وينقسم التام إلى :
                              أ - إدغام تام بغنة : وحروفه (ن - م) .
                              ب - إدغام تام بغير غنة : وحروفه (ل - ر) .
                              ٢ - إدغام ناقص : ولا يكون إلا بغنة ، وحروفه (و - ي) .
                              ** الإدغام لا يكون إلا من كلمتين ويمتنع من كلمة واحدة ، وقد اجتمعت النون الساكنة مع الواو والياء في أربع كلمات أُظهرت فيها النون وجوبا :
                              (دنـْيا - بنـْيان - صنـْوان - قنـْوان) .
                              3 - القلـب :
                              القلـب لغة : تحويل الشيء عن وجهة ، واصطلاحا : جعل حرف مكان أخر ، وهو هنا : إبدال النون الساكنة أو التنوين عند لقائهما الباء ميما ساكنة تخفى بغنة عند الباء ، والقلب يكون في كلمة واحدة وفي كلمتين .
                              أمثلــة : ((يُنبت)) - ((من بعد)) - ((عليمٌ بذات الصدور)) .
                              ٤ - الإخفاء :
                              الإخفاء لغة : الستر ، و اصطلاحا : النطق بالنون بصفة بين الإظهار و الإدغام عار من التشديد مع بقاء الغنة فيها إذا جاء بعدها أحد الحروف الخمسة عشر الباقية بعد حروف الإظهار والإدغام والقلب ، وجمعتها أوائل كلمات هذا البيت :
                              " صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما *** دم طيبـا زد في تقى ضـع ظالما " .

                              و هي : ( ص , ذ , ث , ك , ج , ش , ق , س , د , ط , ز , ف , ت , ض , ظ ) ، والإخفاء يكون في كلمة واحدة وفي كلمتين ، ويسمى إخفاء حقيقيا .
                              أمثلــة :
                              ((منثورا)) - ((من ثمرة)) - ((جميعاً ثم)) ، إلخ ....
                              ثانياً ، أحكام النون والميم المشددتين :
                              النون المشددة هي في الأصل نون ساكنة مدغمة في نون متحركة ، والميم المشددة هي في الأصل ميم ساكنة مدغمة في ميم متحركة ، وحكم كل من : النون المشددة والميم المشددة هو وجوب الغنة التي تكون فيهما أكمل ما يكون .
                              أمثلة للنون المشددة : ((إنَّ للمتقين مفازا)) - ((قل أعوذ برب النـَّاس ، ملك النـَّاس)) .
                              أمثلة للميم المشددة : ((فإذا جاءت الطامـَّة الكبرى)) - ((ثمَّ أنشأناه خلقاً آخر)) - ((فأمّا من أعطى واتقى))
                              ثالثاً ، أحكام الميم الساكنة :
                              إذا وقع بعد الميم الساكنة أحد حروف الهجاء الثمانية والعشرين فللميم الساكنة ثلاثة أحكام :
                              1 - الإخفاء : إذا وقع بعد الميم الساكنة باء متحركة فإن الميم تُخفى عندها بغنة ، ويسمى : إخفاء شفويا لكون المُخفى والمخفى عنده مخرجهما هو الشفتين ، كما يسمى إخفاء مجازيا .
                              أمثلــة :
                              ((وما هم بخارجين)) - ((إنّ ربهم بهم)) .
                              2 - الإدغام : إذا وقع بعد الميم الساكنة ميما متحركة فإن الميم الأولى تدغم في الميم الثاني إدغاما تاما بغنة ، حيث أن إدغامهما جعلهما ميما مشددة ، ويسمى إدغاما شفويا ، كما يسمى إدغام مثلين صغير .
                              أمثلــة :
                              ((والله يعدكم مَّغفرة)) - ((لهم مَّا يشتهون)) .
                              ٣ - الإظهار : ويكون عند تجاور الميم الساكنة مع باقي حروف الهجاء باستثناء الميم والباء ، والإظهار ليس فيه غنة مطولة ، وإنما أصل الغنة يوجد في حرف الميم التي لا يكتمل صوتها إلا بالغنة ، وزمن النطق بها مظهرة هو زمن التوسط اللازم لها .
                              أمثلــة :
                              ((ألمْ تر)) - ((يمْشى)) - ((وهم فيها)) ، ((متعتهمْ وآباءهم)) .
                              ويحذر من إخفاء الميم الساكنة عند الواو لما بينهما من تجانس قد يسمح بهذا الإخفاء ، كما يحذر من إخفاء الميم عند الفاء لما بينهما من تقارب ، وتجنب هذا الإخفاء يكون بالتمكن من مخرج الميم الساكنة أولا في زمن توسطها ثم التصادم بين طرفي مخرج الحرف الآخر تصادما لا زمن له يسبق التباعد إلى الحركة .
                              ** علامات ضبط الأحكام في المصحف :
                              ** الحرف المظهر يعرف بوجود رأس حاء صغيرة فوقه والحرف الذي بعده حركته مخففة .
                              ** والحرف المدغم يعرف بتعريته من علامة السكون والحرف الذي بعده حركته مشددة إن كان الإدغام تاما ، ومخففة غن كان الإدغام ناقصا .
                              ** والحرف المخفى يعرف بتعريته من علامة السكون والحرف الذي بعده حركته مخففة .
                              ** وأما النون التي تقلب عند الباء ميما مخفاة بغنة فتعرى من السكون ويوضع فوقها ميم صغيرة : ((م)) .

                              تعليق


                              • #60
                                رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                                أحكام النون الساكنة والتنوين والنون والميم المشددتين والميم الساكنة من متن تحفة الأطفال


                                أحكام النون الساكنة والتنوين

                                لِلـنُّـونِ إِنْ تَسْـكُـنْ وَلِلتَّنْـوِيـنِ *** أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ فَـخُـذْ تَبْيِيـنِـي

                                فَـالأَوَّلُ الإظْهَـارُ قَبْـلَ أَحْـرُفِ *** لِلْحَلْـقِ سِـتٌّ رُتِّبَـتْ فَلْتَـعْـرِفِ

                                هَمْـزٌ فَهَـاءٌ ثُـمَّ عَـيْـنٌ حَــاءُ *** مُهْمَلَـتَـانِ ثُــمَّ غَـيْـنٌ خَــاءُ

                                والثَّـانِ إِدْغَــامٌ بِسِـتَّـةٍ أَتَــتْ *** فِي (يَرْمَلُونَ) عِنْدَهُـمْ قَـدْ ثَبَتَـتْ

                                لَكِنَّهَـا قِسْمَـانِ قِـسْـمٌ يُدْغَـمَـا *** فِـيـهِ بِغُـنَّـةٍ (بِيَنْمُـو) عُلِـمَـا

                                إِلاَّ إِذَا كَــانَا بِكِلْـمَـةٍ فَـــلاَ *** تُدْغِـمْ كَدُنْيَـا ثُـمَّ صِنْـوَانٍ تَـلاَ

                                وَالثَّـانِ إِدْغَــامٌ بِغَـيْـرِ غُـنَّـهْ *** فِـي الـلاَّمِ وَالـرَّا ثُـمَّ كَرِّرَنَّـهْ

                                وَالثَّالـثُ الإِقْـلاَبُ عِنْـدَ الْـبَـاءِ *** مِيمًـا بِغُـنَّـةٍ مَــعَ الإِخْـفَـاءِ

                                وَالرَّابِـعُ الإِخْفَـاءُ عِنْـدَ الْفَاضِـلِ *** مِـنَ الحُـرُوفِ وَاجِـبٌ لِلْفَاضِـلِ

                                فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْـرٍ رَمْزُهَـا *** فِي كِلْمِ هَذَا البَيْـتِ قَـد ضَّمَّنْتُهَـا

                                صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا *** دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَـعْ ظَالِمَـا




                                أحكام النون والميم المشددتين


                                وَغُـنَّ مِيمًـا ثُـمَّ نُونًـا شُــدِّدَا *** وَسَـمِّ كُـلاً حَـرْفَ غُنَّـةٍ بَــدَا




                                أحكام الميم الساكنة


                                وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْـلَ الْهِجَـا *** لاَ أَلِـفٍ لَيِّنَـةٍ لِــذِي الْحِـجَـا

                                أَحْكَامُهَـا ثَلاَثَـةٌ لِـمَـنْ ضَـبَـطْ *** إِخْفَـاءٌ ادْغَـامٌ وَإِظْهَـارٌ فَـقَـطْ

                                فَـالأَوَّلُ الإِخْفَـاءُ عِـنْـدَ الْـبَـاءِ *** وَسَـمِّـهِ الشَّـفْـوِيَّ لِـلْـقُـرَّاءِ

                                وَالثَّـانِ إِدْغَـامٌ بِمِثْلِـهَـا أَتَــى *** وَسَمِّ إدْغَامًـا صَغِيـرًا يَـا فَتَـى

                                وَالثَّالِـثُ الإِظْهَـارُ فِـي الْبَقِـيَّـهْ *** مِـنْ أَحْـرُفٍ وَسَمِّهَـا شَفْـوِيَّـهْ

                                وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَـا أَنْ تَخْتَفِـي *** لِقُرْبِـهَـا وَلاتِّـحَـادِ فَـاعْـرِفِ

                                تعليق

                                يعمل...
                                X