السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحذيرُ من التعَسُّف في قراءة القرآن الكريم.
التحذيرُ من التعَسُّف والتكلف في الأداء
قال الحافظ أبو عمرو الداني رَحِمَهُ اللهُ: فليسَ التجويدُ بتمضيغ اللِّسَان، ولا بتقعيرِ الفَمِ ولا بتعويج الفكّ، ولا بترعيد الصوتِ، ولا بتمطيط المشدد، ولا بتقطيع المَدِّ، ولا بتطنين الغُنَّات، ولا بحصرَمة الرَّاءات، قِراءةً تنفر منها الطِباعُ، وتمُجُّها القلوبُ والأسماعُ، بل القراءة السهلةُ، العذبةُ، الحلوة اللطيفة، التي لا مَضْغَ فيها، ولا لَوكَ ولا تعَسُّفَ، ولا تكلُّف، ولا تصنُّعَ، ولا تنطُّعَ، ولا تخرج عن طباعِ العرب، وكلامِ الفصحاء بوجْهٍ من وجوه القراءاتِ والأداء . اهـ(1) .
قَالَ الإِمَامُ ابْنُ الجزري: فالتجويد حلية التلاوة، وزينة القراءة، وهو إعطاءُ الحُرُوفِ حقوقها، وترتيبها مراتبها، وردُّ الحَرْف إلى مَخْرَجه وأصله، وإلحاقِه بنظيره، وتصحيحِ لفظه، وتلطيفِ النُطْق به على حالِ صيغته، وكمالِ هيئته، منْ غير إسراف، ولا تعسُّف، ولا إفراط ولا تكلُّف.
وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْءان غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءةِ ابن أُمِّ عَبْدٍ" ابن ماجه/ 135 ، يعني عبد الله بن مسعود(2) .
قال العلامة السخاوي :
يَا مَنْ يَرُومُ تِلاَوَةَ الْقُرْآنِ ... وَ يَرُودُ شَأْوَ أَئِمَّةِ الإِتْقَانِ
لاَ تَحْسَبِ التَّجْوِيدَ مَداًّ مُفْرِطاً ... أَوْ مَدَّ مَا لاَ مَدَّ فِيهِ لِوَانِ
أَوْ أَنْ تُشَدِّدَ بَعْدَ مَدٍّ هَمْزَةً ... أَوْ أَنْ تَلُوكَ الْحَرْفَ كَالسَّكْرَانِ
أَوْ أَنْ تَفُوهَ بِهَمْزَةٍ مُتَهَوِّعاً ... فَيَفِرَّ سَامِعُهَا مِنَ الْغَثَيَانِ
لِلْحَرْفِ مِيزَانٌ فَلاَ تَكُ طَاغِياً ... فِيه وَلاَ تَكُ مُخْسِرَ الْمِيزَانِ
قَالَ الإِمَامُ مَكِّي بْنُ أَبِي طالبٍ رَحِمَهُ اللهُ: يجب على القارئ أن يتَوسَّطَ اللفظَ بها، ولا يتعسَّف في شِدَّة إخراجها إذا نَطَق بها، لكنْ يخرِجها بلطافةٍ ورِفْق، لأنها حرْفٌ بَعُد مَخْرَجه، فصَعُب اللفظُ بها لصعوبته . اهـ، الرعاية : ص/ 145.
قَالَ العَلامَةُ أبو الحسن الصفاقيسي:وقد كان العالمون بصناعةِ التجويد يَنْطِقُونَ بها سَلِسَةً، سهلةً برفْقٍ، بلا تعَسُّف، ولا تكلُّف، ولا نبرةٍ شديدةٍ، ولا يتمكن أحدٌ من ذلك إلا بالرياضةِ، وتلقِّي ذلك من أفواه أهلِ العِلْم بالقراءة، اهـ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين: ص/47 .
يتابع تحذير القراء من التعسف :
أسباب التكلف: منها
1. عدم تدبر المعاني
2. المبالغة في تحقيق الحروف:
3. المبالغة في تحقيق الحركات
4. تقليد الأصوات دون ضابط
5. متابعة الألحان
6. اللهجات المحلية
صور التكلف:
1-التغيير في ملامح الوجه دون حاجة
2- الخلط في المعاني
3- المبالغة في تحقيق الحروف
4 -المبالغة في تحقيق الحركات
كيف نتخلص من التكلف :
1- التلقي والمشافهة على يد المشايخ المهرة العارفين
2- الحذر من أسباب التكلف المذكورة
3- رياضة الفم وكثرة التدريب والقراءة
4- مراعاة وزن الحرف
5- تدبر المعنى أثناء القراءة وجعل المعنى هو الذي يحرك النفس إلى التغني بالقرآن وليس النغمة هي التي تأخذ القارئ وهذا هام جدًأ
6- أن يكون لدى القارئ حس بأداء اللفظ لغويا أي : ( اللغة العربية الفصحى)
وكل ما سبق مرهون بالتلقي لدى المشايخ المهرة
قال العلامة السخاوي :
لِلْحَرْفِ مِيزَانٌ فَلاَ تَكُ طَاغِياً ... فِيه وَلاَ تَكُ مُخْسِرَ الْمِيزَانِ
منقول للاستفادة.
تعليق