فوائد تجويدية ... أحسبها عزيزة
هذه فوائد في فن التجويد أحسبها عزيزة استفدتها من شيخنا الحبيب أبي الوليد أحمد بن صبري الجيزي المصري ، و هو أحد أبرز تلامذة الشيخ المقرئ المبرز محمود بن فرغل رحمه الله .
فلشيخنا حفظه الله و زاده علما أسلوب أظنه فريدا في القراءة عليه فهو دائما ما يقول لنا " أنا لا أريدكم قارئين مجوّدين فحسب بل أريدكم معلمين بارعين " .
و مع الأسف أحيانا نسمع من بعض المتسرعين أن هذا الأسلوب فيه تكلف خاصة أن التلميذ الجديد قد لا يجيزه الشيخ في الفاتحة إلا بعد عدة أشهر .
لكن أقول أننا و مع الأسف نرى أن بعض مشاهير القراء يخطئون أخطاءً كبيرة و هذا لا يكون غالبًا إلا بسبب تساهل المعلمين و الله أعلم .
الفائدة الأولى:
علمنا الشيخ حفظه الله أنه لا يوجد إنسان ناطق إلا و يستطيع أن ينطق كل الحروف بصفة صحيحة تماما إلا طبعا من عنده تشوه شديد في الأسنان أو قصر في اللسان أو ما شابه ، أما من نراهم بكثرة لا يستطيعون نطق الراء أو السين أو غيرهما فأغلبهم إنما تعود على النطق بهذه الطريقة المعيوبة من صغره .
و لذلك فقد رأينا بأعيننا كثيرا من هؤلاء يأتون للشيخ و لم ينطق راءً طيلة عمره و هم الآن بفضل الله يعلمون الناس كيف ينطقون الراء .
يكون ذلك بالتدريب المتواصل على تحقيق مخرج الحرف و صفته بصورة صحيحة و قد يلجأ الشيخ لأن يجعل التلميذ يبالغ قليلا في أحد صفات الحرف حتى يعالج صفة أخرى كأن يبالغ في تكرار الراء حتى يستطيع أن يحقق ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف .
و طبعًا هذه الفائدة لا يجزئ فيها التأصيل النظري و لابد فيها من الممارسة العملية .
فأقول لكل أخ عنده مشكلة في نطق حرف ما :
سل كل من تعرفه من مقرئين حتى يدلوك على مقرئ يستطيع علاج مشكلتك و إن شاء الله لن تعدمه
الفائدة الثانية:
خطأ شائع خروج الغنة في غير موضعها
معلوم أن الغنة لا تخرج إلا مع حرفين اثنين الميم و النون بحالات و درجات مختلفة - يأتي ذكرها إن شاء الله في فائدة لاحقة - و الذي يعنينا هنا هو خروجها في غير موضعها فمن الناس من تخرج منهم بصفة مستمرة أثناء الكلام العادي و هو ما يطلق عليه عندنا " الخنفان " و منهم من تخرج منه بصفة مستمرة أثناء قراءة القرءان فقط و هذ الأكثر ، و منهم من تخرج منه أثناء المد العارض للسكون المنتهي بميم أو نون .
و لكي تلمس هذا الخطأ :
بالنسبة لصاحب الحالة الأولى فعليه أن يقرأ في كتاب عادي بصوت مرتفع ثم يقرأ القرآن و يلاحظ الفرق .
و أما صاحب الحالة الثانية فأقول له اقرأ في كتاب عادي قراءة عادية ثم اقرأ بعده القرآن و لاحظ الفرق .
و لصاحب الحالة الثالثة فعليه أن يقرأ مثلًا يعلمون و يزيد في المد العارض ثم يقرأ بعدها مثلا منضود ويزيد أيضا في العارض ثم يلاحظ الفرق بين صوت الواو الأولى و صوت الثانية .
العلاج :
أهم شيء في العلاج أن تكتشف العيب و تلمسه وتحس بالفرق بينه و بين النطق الصحيح ، وعندها تبدأ في التدريب كي تخرج كل الهواء من الحلق و ذلك بفتحه تماما و إغلاق الخيشوم تماما .
و هناك أيضا طريقة قد تساعدك ( و الشيخ لا يرجحها لكنها قد أفلحت معي ) و هي أن تسد أنفك بإصبعيك سدا خفيفا يمنع الهواء و لا يكتمه ثم تبدأ في القراءة و تلاحظ اهتزاز الخيشوم في غير الميم و النون ثم تتدرب على منع هذا الاهتزاز بخروج كل الهواء من الفم .
أيضا رفع الصوت يساعد كثيرا في التخلص من هذا الخطأ .
أيضا من أسباب العلاج خفض درجة الغنة في الميم و النون الساكنتين المظهرتين التابعتين للمد العارض ، يخفض صوتها تماما بحيث تكاد لا تسمع و هذا هو النطق الصحيح كما سيأتي لاحقا إن شاء الله .
خطورة هذا الخطأ :
أنه قد يؤدي إلى إبدال حرف الميم بدل الباء ، و قد سمعتها بنفسي من أحد الأئمة يقول " الحمد لله رم العالمين " و ذلك لأن مخرجي الميم و الباء متقاربين جدا فهما يخرجان من الشفتين ، لكن الباء تخرج من الجزء البري و الميم من البحري .
أيضًا لما يمن الله عليك بانعدام هذا الخطأ ستحس فرقا كبيرا في جمال الأداء قبل العلاج و بعده ، لكن قد تحدث مشكلة أن تجد نفسك تقل من سماع بعض قراء كنت تحب الإكثار من سماعهم لوقوعهم في هذا الخطأ بشدة .
و طبعا ما أظن العلاج ينفع بدون المتابعة مع مقرئ متقن و لفت نظره لهذا الخطأ إن كان لا ينوه عليه .
فالقرآن لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ .
ملتقى أهل الحديث
تعليق