السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى الأعزاء واخواتى الفضليات
أعضاء وزوار شبكة الطريق الى الله
حياكم الله وبياكم
وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
وبعد :ــــ
هذه منظومة في علم التجويد لشيخنا العلامة المأسور من أجل عقيدته بسجون المغرب الاسلامى ...
أبي الفضل عمر ابن
مسعود بن عمر الحدوشي
فك الله أسره
وهذه المنظومة لم تطبع بعد , وكذلك غير متوفرة بالشبكة
العنكبوتية !!!
وها هى حصريا لشبكة الطريق الى الله
وأرجو من الله أن تنتفعوا بها , ولا نعدم منكم دعوة بظهر الغيب للشيخ ... وللعبد الفقير
وجزاكم الله خيرااا
محبكم .. الأزهري السلفي .
غفر الله له .
نزهة المريد في رياض التجويد
يَقُولُ مَنْ لَقَبُهُ الحدوشِي * أَصْغِ لِمَا أَقُول فــافْهَمْ نَظْمِي
تَجْوِيدُ آياتِ الكِتَابِ يَقْتَضِي * عِلْماً وإدْراكاً وراء الرَّقْمِ
لِكُلِّ حَرْفٍ مَخْرَجٌ خُصَّ بِهِ * بَيْن رَقِيقٍ أوْسَطٍ أو: فَخْمِ
قِرَاءَةُ القُــرْآنِ في إتْقَانِهَا * تُنْجِ اللِّسَانَ مِنْ مَسَاوِي العُجْمِ
فَلاَ تَعَسُّفٌ ولا تَكَـــلُّفٌ * في النُّطْقِ، ذاكَ شأْنُ أُلِي العَزْمِ
فلَيْسَ كُلُّ مَن يَلُوكُ فَمَهُ * أوْ غَيَّر الصَّوْتَ بِصَحْبِ فَهْمِ
فَذِي قِرَاءَةٌ غَدَتْ تَمُجُّهَا * في مَحفِلِ السَّمْعِ قُلُوبُ القَوْمِ
طِبَـاعُهُمْ مِنْهَا تَفِرُّ دَائِمَا * تَنْفرُ فِي الصَّحْوِ كذا في النَّوْمِ
فَصُنْ مِنَ الخطَا لِسَانَكَ الذي * يَتْلُو كِتَابَ اللهِ حتَّى الخَتْمِ
العِلْمُ بالتَّجْويدِ فاعْلَمْ صاحِبِي * فَرْضُ كِفَايَةٍ... وأيُّ حُكْمِ
أَمَّا بِشَأْنِ العَمَلِ السَّـاري بِهِ * فَفَرْضُهُ العَيْـنُ عَلَى المُهْتَمِّ
مَوْضُوعُهُ القُرآنُ مُنْذُ الإبْتِدَا * فَرَتِّلِ القُــرآن. فَرِّجْ هَمِّي
وَقِيلَ تَجْـــوِيدُ الحديثِ وَاردٌ * فإنَّـــــهُ وَحْيٌ بِغَيْـــرِ رَسْمِ
وفَضْلُ تَجْوِيدِ كِتَاب الله مِنْ * أسْمَى العُلومِ لارْتِبَاطِ الإسْمِ
مَفَادُهُ الفَوْزُ بِدُنْيَا بَعْدَهَا * أُخْرَى نَعِيماً أبْشِرَنْ بِالغُنْمِ
لعاصمٍ عَفْرا صهيبٌ بعدهم * شْيْمَا رمُيْصا قد نَسَجتُ نَظْمِي
فِيهِ دُرُوس نفْعُهُنّ شامِلٌ * رفعتُ فيـــها سمــــعتي وإسمي
في كل جُمْعَةٍٍٍٍ أُزَارُ عندها * ما أطيـــب ذا الجُمْعَةِ فِي اليَوْمِ
الدرس الثاني:
مراتب التجويد الأربعة
مَرَاتبُ التجويد أرْبَعٌ فخُذْ * فَوَائداً تضْربْ بخيْرِ سَهْمِ
أوّلُهَا التحقيــقُ أن تَقْرأْ بِهِ * بِتُـــؤْدةِ وذَا أجَلُّ قِسْمِ
والحدْرُ يأتِي ثـــالثاً ونفْعُهُ * تكْثيرُ حَسْنَاتٍ ونيلُ وَسْمِ
والراَّبِعُ التَّدْويرُ ذا مَرَتَّبٌ * ما بَيْنَ تَرْتيـلٍ وَحَدْرٍ تَمِّ
وكُلـُّــهَا مَرَاتِـبٌ مُلزِمَةٌ * لِكُلِّ قَارٍ عندَ شَيْخٍ شَهْمِ
الدرس الثالث:
مخارج الحروف
تجويدُكَ الحروفَ لاَ يَتِمُّ * إلاَّ بـــأشْيــاءَ لها تــهمُّ
أول تلكم مَخرجٌ للحرفِ * يَأتي بنطقٍ غاية في اللُّطْفِ
وثانياً يا ذا الحِجَى صِفاتُهْ * كَمَــــا أجَـــادَ ذكرَهُ ثِقــاتُهْ
وثـالثاً حرْكاتُهُ، فلْتُنْصْتِ * مِنْ ضَمَّةٍ أوْ: كسْرةٍ أوْ: فَتْحَةِ
مخارج الحروف كمْ فَوَائِدِ * تشملـــــــها لمبتدي وعـــائدِ
من بيـــنها نطق سَليم فَنـــِّي * قـــــراءةٌ جيــــدةٌ للمَـــــتْنِ
فَهْمٌ دقيق للمعاني غَرَضا * مابان منها أو: بها قد غمُضَا
قراءةُ النبي بلى مُفَسَّرَهْ * حرفاً فحرفاً قد أتَتْ مُيَسَّرَهْ
دَوْماً يَقِفْ على رُؤُوسِ الآيِ * مُرَتِّلاً لَهـــــــــا بِغَيْـــــــرِ لاَيِ
مخَارجٌ سَبْعٌ وزدْها عَشْرا * مواضعٌ خمسٌ لديها تترَا
جَوْف لها الخيشوم يا مُريدُ * فكلُّ شيء علمُـــهُ مُفيدُ
الدرس الرابع
وَوَحْدَهُ اللِّسَانُ منها مَوْضِعُ * مخارجاً عشراً تَنَبَّهْ يَجْمَعُ
فتَــــــارةً تحريكُـــــهُ إلى عَلِ * وتـــارةً تَــــــحْريكُــــهُ لأسْفَلِ
إلى الأمامِ مَـــــرَةً وخَلْــــــفِ * لِحَدّ يُغْنِي مُدْركاً عن وَصْفِ
إيتِ بهمزٍ -إن تشا- مكسورِ * تَعْرفْ بمَجْرَى الحرفِ في التَّعْبيرِ
كَـذَا بِحَرْفٍ مُسْكَنٍ إذْ يُدْرَجُ * حيْثُ انتَهى الصــوت فثمَّ المخرجُ
(إقْ): مخرَجُهُ اقْصَى اللسان بالَّلها * (إبْ): مخرَجُهْ من طَرْفَيْ الشِّفَاهَا
وأَحْرُفٌ مَخْــــــرَجُهَا قَدْ وُحِّــدَا * كــــالـطـــــَّاءِ والتَّـــــاءِ ودَالٍ رَدّدَا
وغيرُها مخــــارجُهْ تــــقاربَتْ * لامٌ ونـــــونٌ تِلْــــوَ رَاءٍ أعْــقَبَــــتْ
وثَمَّ قَـــــوْلٌ أنَّ بَعْضَ الأحْرفِ * تقـــــاربتْ مخــــارجــــاً فلتَـــعْرِفِ
حسْبَ الفَرَا وقُطْربٍ والجرْمي * وكُلُّـــــــهُمْ في عِـلمــــِهِ ذُو سَهْمِ
كذا ابن كيْسَــان اللبِيب الجِهْبذَا * مَنْ بثمــــــارِ بحْــــثـــــِهِ تلَــــــذَّذا
فَلْتَنْتَبِهْ حَتْــــــماً إليها عند مـــا * تــــأتي تِبَـــــاعـــــاً حَالَمَا تَفْغَرْ فَمَا
نحـــوُ (جَعَلنا) أو: (ضَلَلْنَا) رَتِّلِ * كَــــذَاكَ (أنْزَلَنَا) بلى، فـــــامْتَثِلِ
فأظْهِــــرِ اللاَّمَ وجــانبْ دَغْمَهُ * في النُّـــــون، نِعْمَ المَرْءُ أبْدى فَهْمَهُ
أو: نحوها (يغْفِرْ لِمَنْ) يا ذا الحِجَى * إقْــــرَأ مُرَتِّلاً، تَصِـــلْ بَرَّ النَّجَا
فالراء لم تُدْغَمْ كذا في الرَّاءِ * إنْ عُـــــومِلتْ بِمَنْطِــــــقِ الذَّكَـــــاءِ
مثال: (بل رَّانَ) (وقل رَّبِّ) تَنَلْ * ما تَبْتَغِي مِن رفعــةٍ زَانَ المَحَلْ
ويُدْغَمُ النــــــون بلى في الـــلاَّم * في دِقَّـــــةٍ تتِمُّ بانسجـــــــــامِ
مثالُهُ (أن لَّن تُحْصُوه) أَدْرِكِ * بَديهةً، تَكُنْ بِذِي عَقْلٍ ذَكِي
والنُّونُ في الرَّاءِ كَذَاكَ يُدْغَمُ * في كُلِّ آيٍ سِــــرُّهَا لا يُكْتَمُ
مثال: (من رَبّ رحيم) فَضْلُهُ * على الورى وبِــــرُّهُ وعَدْلُهُ
الدرس الخامس:
مخَـــارِجُ الحرُوفِ ذِي تَوَزَّعُ * كَمَـــــا يلي تَرتيبُـــها مُرَصَّعُ
الجوف: وهو بالفراغ حُدّدا * بَيْنَ الفَمِ والحَلْقِ قَدْ تَمَدَّدَا
مِمَّا يلي الصّدْرَ ومِنْهُ يَخْرُجُ * ثَلاَثُ أحْرُفٍ عليْهِ تَدْرجُ
فألـــفٌ لـيّـــنَةٌ قَدْ فُتحا * ما قبلها فاعَمَلْ بها كَيْ تنْجَحَا
مثال: (ءا) في آخر العبـــارةِ * تنْـــــوِينُــــهَا يَفِي بِكُلِّ حَـــــاجَـــةِ
كَذاكَ واوٌ سُكِّنَتْ ما قبلهَا * قد ضُمَّ، فافْهَمْ جَيّداً شُغْلاً لَهَا
مثال: (ءُو) في قوله: (أوتيتُهُ) * أخُو الحجى مَن قد بدَا تَثْبِيتُهُ
والياءُ سُكِّنت وجا مَكْسُورَا * ما قبلـــهَا فأحْسِــــنِ التَّعْبـــيرا
مثال: (ءِي) وكلُّ تلك الأحرف * ضُمَّت بـ (نُوحِيهَا) ألا فلتـعرفِ
حُـرُوفُ مَدٍّ ضمُّـــهَا مَشهُورُ * بهــــا يُمَـــدُّ صـوْتُنا المَجْــــــهُورُ
لـــــذا قبـــولُــــهُـــــنَّ للزِّيَـــــادَهْ * في الصَّـــــوْتِ للنَّفْسِ يكُون عَادَهْ
الحلْقُ وهو موضـــــعٌ للثَّالثِ * مخـــــارج تَــتِــــــمُّ بـــــانْبــعَــثاثِ
أقْصَاهُ أي: من جهة الصَّدْرِ تجي * هَمْزٌ وهـاءٌ حَبَّذَا من مَخْرَجِ
وَوَسَطَ الحلْقِ ومنه تخْرُجُ... * عَيْـــنٌ وحــــاءٌ وقعهَا كَمْ يُبْهِج
أدْنَاهُ أي: أقربُهُ -جزماً- لِلفمْ * غَيْــــــنٌ وخـــاءٌ جاء سحراً كالنَّغَمْ
الدرس السادس:
مَخَارجٌ عشْرٌ لـــها اللِّسَانُ * يُعَدُّ مَوْضِــــــــــــعاً بِهِ بَيَانُ
تَضُمُّ عَشْراً بَعْـــدَها ثمانيَهْ * من الحـــرُوفِِ أظْهَرَتْ مَعَانِيَهْ
وهيَّ: إحْدَى حَــافتي اللسانِ * يُعَـــدُّ مَوْضِــــــــعاً بِهِ بَيَانُ
تَضُمَّ عَشْراً بَعْدَها ثمانـــــيَهْ * مِنَ الحرُوفِ أظْهَــــــرَتْ مَعَانيَهْ
وهيَّ: إحْدى حافتي اللسانِ * مِمَّا يلي الأضْراس في العُلوانِ
ومنه تأتي الضاد أعْتى الأحْرُفِ * في مخْرجٍ على اللبيبِ الأحْصَفِ
يَليهِ: إحدى حافتيه حيْثُمَا * لحمـــــةُ عليَـــا السِّنِّ كُنْ مُلتزمَا
واللاَّمُ تَأْتِي مِنْهُ وَهْوَ أوْسَعُ * مَخَـــارِجِ اللِّــــسَانِ فَهْيَ أطْـــوَعُ
طـَـــَرفُهْ مع التصاقِــهِ بعُليا[1] * أصْلُ الثنــــايـــا كُــــنْ ذَكِيَّــــا
النُّونُ منه في ظُهُــــــورٍ تَخْرُجُ * ووَقْعَها في المِسْمَعَيْنِ مُبْـــــهِجُ!
بعَكْسِ مَدْغَمَهْ أو: المخَفَّـــفهْ * مخرجُها الخَيْشُومُ يا ما أظْرَفَهْ!
طَرَفُهُ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهْ دُونَمَا * لَمْسِ الثّنــايــَا قَدِّرِ التَّكَلُّمَا
الراءُ تأتي مـــنهُ فِي تَيْــــــسير * مُــــرِنــَّةً جَمِيـــــلَةَ التَعْـــــبِيرِ
وَظَهْرُ طَرْفِهِ مـــــع التــصاقِهِ * بأصْلِ عُليَا الثَّـــنْي في انطلاقِهِ
ومـــنهُ طاءٌ ثُــــم دالٌ تاءُ * تأتِــــي جميعــاً حَبَّذَا الإنْشَــاءُ
فَطَرْفُهُ ما بيْن عُلْيَا السِّنِّ * وسُفلهَا في فُــــرْجَةٍ قــد تُغْنِي
يـمُرُّ منها الصّوْتُ فالهــَوَاءُ * وذاكَ سرٌّ كشفُــــــهُ الإصْغــــاءُ
هـــاءٌ وسينٌ ثمّ زايٌ تخرُجُ * منه وكُـــلٌّ للبــــيـــانِ أحْوَجُ
طَرَفُهْ معَ التِصَاقٍ مُحْكمِ * بأصْلِ عُلْيَا الثَّني فاعلمْ وافهمِ
الدرس السابع:
ظَاءٌ لهـــــا اسْتِعْلا وذَالٌ ثاءُ * فخــــيمةُ الوقعِ ولا اسستعلاءُ
الشفــــتـــــان مَوْضعٌ مُـــوَطَّأُ * لمخــــرجيْنِ عنـــهما نـَبَّـــــؤُوا
بَطْنُ الشَّفَهْ[2] السُّفْلى برأس الثّنْيَتَيْنِ * مُلْتصِقاً في العُلوِ يأتي بيْنَ بيْنِ
تَجيئُ فاءٌ كالصَّفير المُهْمَسِ * خَفِيفةً تُذْكِي سُرُورَ الأنفسِ!
بَيـــــْنَ الشَّــــفَهْ تَنِـــــــطُّ منه الوَاوُ * بــــلاَ انطِبــــــَاقٍ نحْوَ: دَاوُوا
وفي انطبــــــاقٍ مخرجٌ للبـــــاءِ * والمِيمِ فاقْبِسْ شُعْلَةَ الـــــذّكاءِ
الأنْفُ أعْـــــلاَهُ أو: الخَيْشُـــــومُ * مـــــوضِــــعُ غُنَّةٍ فُنُــــونٌ ميمُ
فهــــذِهِ الغُنَّـــهْ لهــذيْن صِفَهْ * لازِمَةٌ فـــــازْدَدْ بـــــذاكَ مَــعْرِفهْ
وكُلُّ ذِي الحُرُوفِ حَسْبَ المنطقِ * تُسْمَى بِهِ فِي مَغْرِبٍ ومشْرِقِ
فأَحْـــــرُفُ الحَلْقِ بَلَى حلقيَّهْ * والقــــاف والكاف تُسْمَى لَهْوِيَّهْ
والجِيمُ والشِينُ وَيَا شجريَّهْ * ما بين وسْطِ اللِّسْنِ والحَنْكِيَّهْ
واللاَّمُ والنُّونُ ورا ذَلـْقِيَّهْ * تَخْرُجُ مـــــِن ذَلقِ اللسانِ طَرْفِيَّهْ
والطاء والدالُ وتا نِـطعيَّهْ * مِنْ نِـطْــــعِ ذِي الفمِ أتتْ سَقْفِيَّهْ
صادٌ وسينٌ ثم زَايٌ أسْلـيَّهْ * تخرُجُ من أسْلِ اللِّسَانِ طَرْفِيَّهْ
الظَّاء والـــــدال وثا لِـثْوِيَّهْ * تـُـــــجاورُ اللَّثَّهْ بأصْلِ السِّنِّيَهْ
فاءٌ ووا بــــاءٌ ومِيمٌ شَفْـويَّهْ * تَخْــــرُجُ مِن شَفََْيْك بَعْدَ نِيَّهْ
الدرس الثامن:
حقيقة النون الساكنة والتنوين:
النُّونُ حَرْفٌ سَاكِنٌ لا حَرَكهْ * تطاله قد فاز منْ قد أدْركهْ
مثاله: (من، عن) وقِسْ عليْه * ذو العِلم فلْيَجُدْ بما لديْه
دلالة التنوين: نُـونٌ ساكِنَهْ * في آخر الإسمِ تكونُ كَائِنَهْ
في لَفْظَهِ تقال حين تُعْرَبُ * في خــــــطَّهِ ووَقفِــه لا تُكتبُ
في الضَّمِّ والفتْحِ كَذاك الكَسْرُ * مُنَوَّناتٍ، فانْتبهْ يا عمْرُو
مثلُ: (عليمٌ) بعده "حَكِيمَا" * و(من غفورٍ) فلتَكُنْ فهيمَا
الدرس التاسع:
أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة:
أحْكَام ذي النونين رَكِّزْ أربَعَهْ * فيها لطـــالبِ مُحـــْصّلٍٍ سَعَهْ
أوَّلُهَا الإظهَارُ وَهْوَ في اللغَهْ * يعني البيــــانَ مُسْــــعَدٌ مَن بُلِّغَهْ
وفي اصْطِلاَحٍ كلُّ حَرْفٍ مُخْرَجِ * من غير غُنَّـــةٍ بِحَرْفٍ مُدْرَجِ
لهُ حُرُوف ستةٌ هَمْزٌ وها * عَيْنٌ وحـــا غَيْـــنٌ وخاءٌ فافقهَا
أهَاجَ عِنْدِي حِسَّ غَمٍّ خِشْفُ[3] * فليْتَ ماضي الوُدِّ مِنْهُ يَصْفُـو
أمثلة النون الساكنة من (كلمة واحدة):
(ينْأَوْن)، (ينْحِتُون)، (أنْعمتَ) كذا * (فسينغضُونَ)، (يَنْهى) ذا بِذا
أضفْ إذا شئْتَ لها (المُنخَنِقَهْ) * وكُلُّــــــها في قَـــــصْدِهَــــا مُتَّفِقَهْ
أمثلة النون الساكنه من كلمتين:
إن كنت محظوظاً (ومنْ أهل القرى) * صرتَ غداً مصاحباً(مَن هاجر)
يــــا سَعْــدَهُ بالمبتغى (مَنْ عَمِلَ) * بالخير غـــــير ربـــه مــــا سألَ
حسبي إلهي (من حكيمٍ) مالكِ * يُنـــجي زَكِيَّ النَّفْسِ من مهالِكِ
أيحسب الإنسان أنـَّـهُ جُبِلْ * (من غير شيءٍ) ذاك زعْمٌ مُفْتعَلْ
قريش قد أطعمهم (من جوعٍ) * وصان (من خوفٍ) ومن ترويعٍ
مثال التنوين (ولا يكون إلا في كلمتين):
أذْكُرْ (رَسُولٌ) و(أمينٌ) حرفُهُ * هَمْزٌ (فريقاً) قد (هَدَا)هَا وَصْفُهُ
أضِفْ (سَمِيعٌ) و(عليمٌ) شاهدُهْ * عيْنٌ (غـفُورٌ) و(حليمٌ)"حا"مِدُهْ
واتْـلُ على الأسماع (ماءً غَدَقَا) * فــــــالغيْنُ فيه قــــــد أتــــى مُتّسِقَا
أضفْ لَـــــهَا كُلّ نظـــير موْعظهْ * فيـــها ليَبْذُلْ تـــــائبٌ مــــدَامـِــــعَهْ
الدرس العاشر:
الحكم الثاني: الإدغام:
وثنِّ بالإدغـــــــــامِ في اللِّسانِ * تَأْلِيــــفَ شَيء أصْـــلُهُ شيْئانِ
وفي اصطلاحٍ نطْقُ حرْفٍ بدلاَ * حرْفَيْن بالتشديد خطّاً فُصِلاَ
حُرُوفُهُ يا صَاح سِتَّـــــةٌ فَعِ * ولا تَكـــــنْ بغيْــرِ عِـــــلمٍ تدَّعِي
إن يُنْصِفَنَّ فِي اشتياقٍ مُّتْلِفي * يَجُدّ بوصّلٍ للمحبّ الرَّيِّـفِ[4]
أوْ (إن يقولون) على اتِّسَاقِ * (من نعمة)، (من ملجإ) (من واقِ)
أضفْ (لئن لم ينته) (من ربهم) * جَانبْ رفاقَ السُّوء لا تَحْفَلْ بهم
يُلخَّصُ الإدغــــام في قسمينِ * فكن فطيـــــنا واستفد من فَـــــنِّي
يَتِمُّ إدغـــــامٌ بلــــى بـــغُـــنَّةٍ * وآخرٌ يَـــجْـــــرِي بغـــيـــــر غـــنةٍ
أحرف الإدغام:
فأحرف الأول فاعلم أربعهْ * في لفظـــــة (يَنْمـو) ترى مُجَمَّعَهْ
وأحرف الثاني هما: إثنان * لامٌ وراءٌ خذهما بياني
إدغامنا يأتي بكِلْمتينِ * يكون حرف النون مُسْكَنـَـيْنِ
فألقِ تسكيناً بذيْل السابقهْ * وأدْغِمَنْ في مستَهل اللاحِقَهْ
وإن يكن في اللفظ نون جاري * وحرف إدغام فللإظهارِ
وذاك إظهارٌ يُسَمَّى مطلقا * فلتفقها التبليغَ عنِّي واحْذَقَا
مثاله: "الدنيا" و"قنوان" أَجَلْ * يليه "صِنْوانٌ" وما شئت فسَلْ
الحكم الثالث: الإقلاب ميماً مخفاة في اللفظ
في اللَّفْظِ لا في الخَطِّ ميمٌ مضْمَرَهْ * مَعَ بقــــــاء غُنَّـــــــةٍ مُـــعْتَبَرَهْ
هَذَا وللإقْلاَبِ حَــــرْفٌ واحدُ * باءٌ مثــــاله يقــــــول السَّــــــارِدُ:
(يُنْبِتْ لكم) من بعدُ فاعلم واستفِدْ * وشِبْهُهُ في ذا المثالِ يَطَّرِدْ
كذاك إقْلابٌ مع التَّنْوِينِ * يُضَافُ حُكْمُ النُّون بالـتَّسكين
إذْ يُقلبَــــــان ذَا بِـــــبَاءٍ مِيـــمَا * مَخْفِيَّةً نُطْقاً ليسَ بها ترقيمَا
الدرس الحادي عشر:
الحكم الرابع: الإخفاء
في اللُّغَةِ الإخفَـــاءُ يعـــــني السَّترَا * كذا اصطلاحاً نُطق حرفٍٍ مُجرى
ما بــــــين إدغــــام وإظهـــار عــــري * عن شــــدَّةٍ بغُنَــــةٍ للمُـــــضْمَرِ
(صِفْ ذا ثنا كَمْ جاد شخصٌ قَدْ سَمَا * دُمْ طَيِّباً زِدْ فِي تُقىً ضعْ ظالمَا)[5]
صف ذا ثوابٍ بالكفاف جُرِّبا * شاقَ سَراةَ القوم حتى أطربا[6]
زاد فلاحاً بعد تقوى كالضّيا * يظهرْ لمّاعاً أَصِيخاً وَارَيَــا[7]
إنْ كَانتِ النُّـــونُ بِهَذَا ســاكِنَهْ * في أحْرُفِ الإخْــفَاءِ تَبْقَى كَــامِنَهْ
مِنْ كِلْمَةٍ أو: كلمتــين فاعــقلِ * وكُنْ عـن التَّـكَاسُلِ بِمَـــعْزِلِ
أمَّا عَــــن التَّنـوِينِ لاَ يَكُــونُ * إلاَّ بِكَلــِمَتــَيْنِ يَــا أمـِينُ
وذاكَ إخفــاءٌ بَلـَى حَقيـقي * مُـؤَكَّـدٌ بحُــجَّة التَّصْدِيقِ
الدرس الثاني عشر:
حُكْمُ النُون والميم المشددتين:
والغُّنَّـــــةُ فِي اللُّغةِ التَّرَنُّمُ * إنْ تصطلح صَوْتٌ لذيذٌ مُبْهَمُ
مُـــرَكَّبٌ في جِسْمِ نونٍ مِيمِ * يُقال في الحال مع التَّــنْغِيمِ
مثل النَّبَـــــا عَمَّ كذا النَّهَــــــارُ * ثُمَّ مع تشْدِيدهَــا تَكْرارُ
ثلاثُ أحكامٍ لِميمِ سَاكِنَهْ * مُزَانَةٍ ليْسَتْ أخي بِالشَّائِنَهْ
الحكم الأول: الإخفاء:
أولها إخفا كما قد وردا * بالباء وحدها كذاك انْفرَدا
مثــاله: (من يعتصم بالله) * كُن واعياً ولا تَكُنْ بِالسَّــــاهِي
كذاك (مالهُم بهِ مـــِنْ علم) * فافقَه من القــــــرآن كــــلَّ حُكْمِ
وذلك الإخفاء حتْماً شَفَوِي * لأنَّ بَعْدَ الميم جا الباء خفي
الدرس الثالث عشر:
الحكم الثاني: الإدغام:
يليه إدغامٌ على الميم اقتصَرْ * إذا الْتَقَى المِيمانِ أدْغِمْ مَعْ نَبَرْ
مثل (أضاء لهم مشوا فيه) * أضِفْ نظيراً من مــــثال فيه
الحكم الثالث: الإظهار:
كذا إظهارٌ يَطَال الأحرفا * طُرّاً عَدَا باءً وميماً فاعرِفَا
بِهِ يُقــــالُ دون إدْغَامٍ ولا * إخفا تراهُ بالشفـــــاهِ يُجْتَلَى
مثل (لنجعلها لكم تذكرهْ) * وربُّنا أحق من أن نشكرهْ
(هم سالمون ينقصوك شيئاً) * تبارك الذي أمَدَّ الفيْئَا
الدرس الرابع عشر:
حكم لام (أل):
ذي لام تعْريـــــفٍ بحالتين * فــــــلا تَكُـــــنْ ذا ريــــبةٍ ومَيْنِ
الحالة الأولى: الإظهار
أُولاَهُمَا الإظـــــــهَارُ يَا نَجِيبُ * يَليهِ إدْغــــــامٌ لَهُ ضُـــــرُوبُ
فِي أحْرُفٍ أربَعَةٍ بعْدَ عَشَرْ * إدراكُها يُغنيك عن سِقْط الفِكَرْ
مجْمُوعةً في عِقدهَا منظومَهْ * في (إبْغِ حجَّكَ وخَفْ عَقِيمَهْ)
فإن أتَتْ ألْ بَعْدَ حَرْفٍ مِنْهَا * تَبْدُو بلفظها ولا تُدْغَمْ بِهَا
وذاكَ إظْهَارٌ يُسَمَّى قَمَرِي * مثاله: (الأبرارُ) و(الباقي) اذْكُرِ
ثم (الغَفُورُ) و(لحكيم) وحْدَهُ * كذا (الجلال) و(الكتاب) بعدهُ
ثُمَّ (الوَدُود) و(الخبير) إذْ تَلاَ * يليه (فـتاحٌ) (عليمٌ) قد عَلاَ
زِدْ (القَوِيَّ) و(الملك) و(الهُدَى) * جَلَّ الذي لم يخْلُقِ المَرءَ سُدَى
الدرس الخامس عشر:
الحالة الثانية: الإدغام:
مِنْ بَعْـــــدُ إدْغَامٌ تَيَقَّظْ وانْتَبِهْ * خُــــذْ خَيْرَ عِلْمٍ جَاء وافْتَخِراً بِهْ
مَنْظـــــــــومَةً في مُنْــــتَقَى أسْلاَكِ * مُحْتــــــَاجَةً مِنْـــــكَ إِلَـــــى إدْرَاكِ
(طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ * دَعْ سُوء ظنٍّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرَمْ)[8]
طال الثَّـــــوَا صَرْفاً تضرع مُذْنِبُ * دِنْ حِـــــسَّ ظُلــــمٍ زَادَ شَيْنَ المَكسَبُ
وذاك إدغـــــامٌ يسَمَّى شمْـــسي * كـ(الطــــور) و(الثمْرَاتِ) شدّ الجرسِ
و(الصادقين) و(الرحيم) فافطنِ * و(التـــــائبُون) و(الضحى) به اعتنِ
و(الذاريات) و(النهار) (الدين) * و(الســـابقون) (الظالمون) الدونِ
(زجاجةٍ) و(الشمس) بعد (الليل) * وكُـــلُّ ذِي الحروف كَنْزُ العقلِ
الدرس السادس عشر:
ينقسم لامُ أل أيضاً إلى قسمين آخرين: التفخيم والترقيق
الحالة الأولى: تفخيم اللام
أضِفْ لِلاَمِ حَالتَيْنِ واجْتهِدْ * (بالله فاستمسك) (هو الله أحَدْ)
فـــذاك تَرقيـــــقٌ وذا تفْخِيمُ * باســـــم الجــــــلالةِ الهدى يَقُـــومُ
إن كان ما قبل اسمه مرفوعاً * أو: مُنْـــصَـباً فَفخِّمِ (البَديعَا)
(تبارك الله)، (أطــــاع الله) * عليــــه قِسْ شواهـــداً أشباها
الحالة الثانية: ترقيق اللام
وإن يكن ما قبـــلَهُ مَكْسُورَا * وَصْـــلاً وفَصْلاً ظــــاهراً تقديرا
أو: كانتِ الكَسْرَةُ ذِي أصْلِيَّهْ * أوْ: وَرَدَتْ عارضَـــةً سَـــوِيَّهْ
(منْ يَهْدِه اللهُ) و(بسم اللهِ) * كم ذا (يُنجِّي اللهُ) مِنْ دَوَاهي
الدرس السابع عشر:
حكم لام الفعل، مع حالتيه: الإدغام، والإظهار
يطالُ لاَمَ الأَفْعُلِ التّسْكينُ * في آخِرٍ وَوَسْـــــــــطَهُ تَبِـــينُ
وحُكْمُهَا الإْدْغَامُ والإظْهَارُ * في لغةِ الضَّادِ لَهَا أسْـــرَارُ
الحالة الأولى: الإدغام
فالأول يَكُونُ في حَرْفــــيْنِ * لاَمٍ وراءٍ جـــــا عَـــــــلَى صِنْفَيْنِ
مِثالُهُ: (قُلْ رَبِّ زِدْني عِلمَا) * كَذَاكَ (...لا أسألكم) خُذْ فهْمَا
بــذا نطقنا الحرْف بالتشديد * دلاَلةَ الإدغَــــــامِ فِي تَــــــــرْدِيدِ
الحالة الثانية: الإظهار
وعند إظْهارٍ يُصيبُ الأحْرُفَا * عَدَا إِثنيــــن: اللامِ والراءِ اعْرِفَا
مثال إظهارٍ (حملناهُ) و(قلْ * سُبْحَانَ ربّي) لاَمُ فِعْــلٍ قَدْ هُمِلْ
هَذَا أخي الإظْهَارُ إن تَسْتَوْعِبِ * ما كان شادي الحي يَوْماً مُطْرِبِ
الدرس الثامن عشر:
حكم لام (هل وبل):
للامِ هَلْ وَبَلْ حَلْتانِ وهُمَا: * إدْغامُ إظْـــهَارٍ ألاَ فافْهَمْهُمَا
الحالة الأولى: الإدغام
أولاهُمَا الإدغـــامُ يَأتِي بَعْدَا * لامٍ لهلْ أو: بلْ تَحــــــرَّا الرُّشْدَا
(فَهَل لَّنَا) (بل ربّكم) فابْتَهِلِ * كذاك (بل لا تكرمون) فاعْقِلِ
فالنُّطْقُ بِالتَّشْدِيد حَتْماً يَقَعُ * مـــــا في اتبـــــاعِ ما هناك بِدَعُ
ولم يَقَعْ في المُصحفِ الشَّرِيفِ * رَاءٌ وبَعْـــــدَ لاَم هل مَعْطَـــــوفِ
الحالة الثانية: الإظهار
يَتْبَعُهُ الإظهـارُ مِنْه فاحْذِفِ * لاَماً وَرَا واجْنـــــحْ لبــــاقي الأحرفِ
(فهل ترى) (بل علموا) (وهل أتى) * تبدُو بلفظٍ ليْس تُدْغَمْ يا فتى
الدرس التاسع عشر:
حكم الميم الساكنة:
الميم بالتَّسْكِينِ ذي مُنْقَسِمَهْ * نوعين، ميمُ الجَمْعِ ذي مُلْتئِمَهْ
دَلَّتْ على جَمْعٍٍ جَرَى مُذكَّرِ * يَجُورزُ للْمُحِقِّ أو: للمُفْتَرِي
مثاله: (أنتم عليهم) و(لهم) * (الهاكُمُ) و(هَاؤُمُ) و(مِثلَهُـــــمْ)
وقد يَجِي جَمْــــــعٌ على تَنْزِيل * بقصْدِ تعظيمٍ أوِ: التَّهْــــــويلِ
وقال بعضٌ: إنَّ مَعْنَى الجَمْعِ * يأتي بحقِ اللهِ حسْبَ الوُسْعِ
وما خلقنا لِلسماوات كما * في رائِعِ الآياتِ ذَا قَدْ أُحْكِمَا
وفي سِوَاه الجَمْعُ قَدْ جَاء ادِّعَا * يَكُونُ مِنْهُ قَاصِداً تنطُّعَا
الدرس العشرون:
أقسام الميم الساكنة: الميم الأصلية:
أُتْلُ (ألَمْ يَعْلَمْ) كذا (أمْ خُلِقوا * من غير شيء) ذَاكَ حُكْمٌ مُطْلَقُ
للميم أحْكَـــــامٌ ثلاثة وهِيْ * إخْــــفَا وإدْغــــــامٌ وإظْـــــهَارٌ بَهِــــي
الحكم الأول: الإخفاء
فالميمُ تَخْفَى قبل حرف الباء * شِفَاهِياً بالغُنَّةِ الحسنَاءِ
فلا تزُمَّ الشَّفتَيْنِ مُطْلقا * فتظْهَرَ الميم مَعَ البا في اللّقَا
أتى بريح الأهل طيبُ الآسِ * (وَلم أكـــن بعهدهـم بناسِ)
وتلك ميمٌ في الكتاب تُرْسَمُ * بغير شكْلٍ واللبيبُ يَفْهَمُ
الحكم الثاني: الإدغام
في مِثْلِها تُدْغَمُ هَذِي الميمُ * بالكُلِّ والإدغَامُ ذَا تَتْمِيمُ
الدرس الحادي والعشرون:
ينقسم الإدغام: إلى تام، وناقص
فَذُو تَمَامٍ مِنْ حُرُوفٍ أرْبَعَهْ * مِيمٌ ونُونٌ وكذا لاَمٌ وَرَهْ
الإدغام الناقص:
ونَاقِصٌ بالباء والواو اقْتَرَنْ * لاَ تشْكُوَنْ فِي العلومِ-مِنْ-وَهَنْ
في الأول فالحرف المدغم اخْتَفَهْ * عند انطلاق الصوت ذاتاً وصفَهْ
وفي الثَّنِي اختفاءُ هذا المُدْغَمِ * ببعض أحكامٍ (لِغُـــنَّهْ) فافْهَمِ
عند التقا النون بـيـــــا والواو * أقــــــبـــل على دروسنا يا رَاوِي
كذا معَ الإطباق عند الـــــطَّاءِ * لَـمَّـــــــا تَــــلاَقَى مَـــرَّة بـــــالتَّاءِ
كذاك الاستعلاء عند الــقـافِ * في أحدِ الوجـــــهــين صُحْبَ الكافِ
الدرس الثاني والعشرون:
أحكام المدّ وأقسامه وتعريفه:
المَدُّ يــــــــعني لغـــــةً زيادَهْ * والمَــــــطَّ يـــــا مُريدُ خُذْ إفَـــــادَهْ
مثال: (يُمْدِدْكُمْ) بمالٍ أي: يَزِدْ * كُمْ، فاشْكُر الله على فَضْلٍ ويَدْ
إن تَصْطلحْ أطِلْ زَمَانَ الصَّوْتِ * بحرفِ مُــــــجْهَرٍ كذا أوْ: خَــــــفْــــتِي
عند اعتراضِ همزةٍ أو: ساكِنِ * فاتْلُ بِلهجِ الخــــــائِفِ والآمِــــــــنِ
وعَكْسُهُ القــصْرُ أو: التَّقْصـــــيرُ * لاَيَسْتَوِي العــــــــاجِـــزُ والقَـــــــدِيرُ
فالقصْرُ حَبْسٌ عند أهْلِ اللّغَةِ * وفي اصطلاحٍ حرفُ مَدٍّ مُثْبَتِ
مِن غير مَا زيَّــــــادَةٍ عليه... * فَــــــلاَ تَمِلْ عَــــــنْهُ ولاَ إليْــــهِ
وأحْرُفُ المَدِّ ثَلاَثٌ فــــــاعْلَمِ * (أيُــــــو) تُقَالُ في اتساق مُحْكَمِ
فألفٌ ما قبلــــها مَفْتُـــــــوحُ * مثال: (المال) (قـــــال) ذا تَوْضِيحُ
والياءُ ذِي ما قَبْلَهَا مَكْسُورُ * (حينٌ)، و(قِيلَ)، (الْفِيلُ) ثم (العِيرُ)
والياءُ ذي سَـــــاكِنــــةٌ مَضْمُومُ * ما قبـــــلها، فَسِــــــرُّهَا مخْـــــتُومُ
نحو (يقولُ)، (الطورُ) و(الرسولُ) * وغيرُهـــــا مــــا قصدُهُ مَأمُولُ
وكُلُّ ذَا يُسْمَى بِمَدٍّ أصـــــلي * أو: الطبيعي فــــــاكتُبَنَّ وامـْــــلِ
الدرس الثالث والعشرون:
والمَدُّ ذَا أقْسَـــــامُهُ إثْنـــــــــــَانِ: * أَصْلِي وفرعِي، فاسْتَمِعْ بَيَانِي
فالأوَّل الذي بـــــــلاَ تَــــــوَقُّفِ * بِالهمز والتسكينِ صَاحِ فاعْرفِ
الله نورٌ لِلســــــــماوات[9] بلـــــــى * سُبْحَــانه قد جَلَّ ربّـــــاً في العُلاَ
وثَـــــــمَّ كلــــــــمتان في القـــــرآن * قد ضمَّتَا محـــــاسِنَ البــــــــــيانِ
مدُّ الطبيــــــعي في أنا متى يليـــ * ـها حـــــرْفُ غير الهمز هَيَّا رَتِّلِ
أوْ: هــــمزُ مكْسُورٍ بخفض الـمَخْرَجِ * في رقّــــــــةِ الصـــوتِ بِهَا فلتَلهَج
نحوُ (أنا خــيْرٌ) كذا و(إنْ أنَا * إلا نذيرٌ) فــــــافهمنَّ قصْـــــــــــدَنَـا
أوْ: إنْ وقفـــــــــنَا مَـــــــــرَّةً عليْـــها * مَدٌّ طبـيعيْ فــــــــافْطِنَنْ إليــــــــْها
فِي حَرْكتـــــــينِ ضَــــــمّ أصْبُعَيْنِ * أو بَسْطَهَــا مِن دُونَ أَيِّ مَيْـــــــــنِ
ولفْـــــــــــــظُ لكــــــــــــــــنَّا هُوَ يُزَالُ * ألفُهَا يَطَالُــــــــــــــــــهَا إجْمَـــــــــــــالُ
فــــــــــاقرأهُ لكـــــــــنَّا وَمُدَّ حَال الوقْفِ * مَدّاً طبيعــــــــياً بُعَيْدَ الحــذْفِ
الدرس الرابع والعشرون:
أسباب المد:
وقِــــــفْ على أسْبَــــــــاب مَدٍّ وهِيَا * ثــــــلاثـــــَةٌ تُفيـــــــدُ مِنْــــهَا شَيَّا
هَمْزٌ سُكونٌ بعْدَ هَذَا شــــدّةُ * تحلو بـــــــــها على اللســــانِ مَدَّةُ
أحكامه ثلاثة:
أحْكَامُهُ ثَلاَثَةٌ مَعْرُوفـَــــــــــهْ * بمُسْتَحَبٍّ رَمْزُهَا مَوْصُــــــوفَهْ
أولها الوجــــــوبُ فالجـــــــوَازُ * ثـــــمُّ اللُّـــــــزُومُ لِي بـــــه إعــزازُ
فَمَدُّ وَاجــــــبٍ لهُ اتِّصَــــــــالُ * ولا بـــــــهذا المُقْــــــتـَــــضَى أمْثالُ
فَحَرْفُ ذا المَدِّ يجي مَعَ السَّبَبْ * في كِلْمَةٍ واحدةٍ تقْضي الأرَبْ
وذا السَّبَبْ هَمْزٌ فَكُنْ ذَا فِطْنَهْ * تخرجْ مِنَ الدَّرْسِ بأوفَى حِصَّهْ
نَحْوُ (النّبِيْ) (جاء) مع (الملائكهْ) * كذا (تَبُوْأَى) كلُّ نَفْسٍ هَالِكَهْ
هَذَا يُسَمَّى واجِبـــــــاً لِكَــــــوْنِهِ * مُدَّ بأكْـــــــثَــــــرْ حَــــركتيْنِ فاعْنِهِ
فعندَ أزْرَقٍ تمَـــــــــامُ مَــــــــدِّه * سِتَّـــــــــةُ حَرْكَــــــاتٍ بــــأصْلِ حَدِّهِ
وعِنْدَ حفْصٍ خمسَةٌ أو: أربَعَهْ * تَشْرَحُ صَدْرَ المَرْءِ مِن فرْطِ السَّعَهْ
الدرس الخامس والعشرون:
المد الجائز وأقسامه:
ومَدُّ جَـــــــــــائزٍ يجـــــــــــــُوزُ مَــــدُّهُ * أو: قصْــــــرُه إذ يسْتحــــيلُ رَدُّهُ
أقْسَــــــامُه أربـــــــعةٌ: مُنْفَصِلُ * إن تـــــــرغبُــــوا في فَهْمِهِ فلتسألوا
يَكُونُ حَرْف المَــــــــدِّ جزماً آخِـــرِ * الكِــــــــلْمَة الاولى جَابِرٍ لِلخـــــاطرِ
والسَّبَــــبُ الهمزُ بأولى الكِلْمَةِ * والثـــــــانيهْ فانْشــــــقْ عَبيرَ النَّسْمَةِ
وعِنْدَ وَرْشٍ رَاوِيــــــاً عن أزْرَقِ * مِقدارُهُ حَرْكَاتُ ستٍّ فاحذقِ
مثـــــال: (إنّــــــَا أنزلنــاهُ) أَنبُـــــهِ * (يــــــا أيُّها) وقِسْ ولا تعبأْ بِهِ
و(هـــــــؤُلاءِ) ثُـــــــمَّ (في أيَّــــــــامِ) * ذُق فكرتي، واستوعِبَنْ كلامِي
ومَدّ عـــــــارِضٍ وللسُكونِ * وقبــــــل حَــــــــرْفٍ مُحْركٍ ذِي ليــــــن
إذْ أنَّنــــا نقِـــــفْ عَلَيْهِ بالسُّكُنْ * مجتهــــــــداً في كلِّ دَرسٍ لِتَكُنْ
مِثالُ قــــــول رَبِّ (العَــــــــالمينَ) * أضِــــــفْ إليْه رحمةَ (العالـــــينَ)
يجـــــوزُ فيه الأوجُه الثلاثـــــــــهْ * لَدَى جَمِيــــــــع القُـــــــــرَّاءِ الثُّبَاتَهْ
قصْرٌ تَوَسُّـــــــطٌ كذَا إشبَـــــــاعُ * قد فاز مَنْ إلاهَهُمْ أطــــــــاعُوا
الدرس السادس والعشرون:
حكم مد البدل:
مدُّ البَدَلْ همزٌ لحرْفِهْ قد سبقْ * يَجوز بِهْ مَـــــا مَـــــرَّ عند الأزْرَقْ
وسائــــــر القُراء مَــــــــدٌّ وَاحِدُ * لَدَيّهِمُ هُـــــــــوْ قَصْرُهُ يـــــا ماجدُ
يُسْمَى بَدَلْ لأَنَّ أصلهْ "أّدركُوا * ذا" همزتان ساكنٌ ومُحْرَكُ
فأبْدِلِ الســـــاكِنَ حَرْفَ مَدِّ * بحَسْبِ حَرْكَةِ الأُلى فاسْتَـــهدِ
فَنَـــــعْتُهُ مَدُّ بَدَلْ حقيـــــــقيْ * فانْزلْ على الإقــــــرار والتَّصْدِيقِ
(آمَنُ) (ءَأْمَنُ) و(أُوتِي) بِذَا * (أُؤْتِي)، (إِيمانًا) (إِئْماناً) كَذَا
كَذَاكَ (الأُولَى) (الاُولَى) (الآخِرهْ) * (الاَخِرَهْ) الآصرهْ الاَصِرَهْ
(اْلآخِرِ) (الاَخِــــــــرِ) ثم (اْلآيَـــــةِ) * تخفيفها يُرعى في المَثُلاَتِ
وثَمَّ ما يشــــــبهُ مَدَّ البَــــدَلِ * فاحْرِصْ على الإخلاص في ذا العَمَلِ
نحْوُ (وَرَاءِيْ) (وَلْيَسُوؤُا) ضِفْ لَهَا * (تَبَوَّءُو) أدْرِكْ بعقلٍ سِرَّهَا
(جآءو)، (رَءُوفٌ)(سَيِّئَاتٌ) جـانِبِ * وانْهَضْ إلى الخيْرِ بعزمِ الواثِبِ
إنْ حُقِقَ الهمزُ كـــذا إن سُـــــهِّلاَ * مَدَّ البَدَلْ يُمَدُّ فَوْراً قـــــل بلى
أو: أُبْدِلَ حَــــــرْفاً هناك آخَرَا * يُــــــضِيفُ للألْبَـــــــابِ فِكراً نَيّرَا
نحو: (من السمــــاء •َايَةً) كذا * يَــــــاسَعْــــــد مَن بفهــــــمها تلَذَّذَا
أو: نُقِــــــلتْ حَرْكَتــُهُ لِسَـــــــــاكِنِ * مـــــا قَبــــــــلَهُ، ذَا بالإلهِ آمِـــــــــنِ
نحو: (فمَنُ أُوتِيْ) كذا (الإيمَانُ) * قد جَلَّ في عليَائِهِ الرحْمَانُ
وإن يكن أصلُ البدلْ همــــــزيْن * قــــد وَرَدَا معـــــاً بحرْكتيْن
مثالُ: (آلِدُ) و(آمنــتم به) * آجلهم جا أصْغِــــيـــنَّ وانْبَهِ
و(جَاءَ آحدْ)، في السما إلهُ * يَراكَ–جــــزماً-وإن لم تراهُ[10]
ما لم يكن فيه سبــبْ لِلْمَدِّ * مثــــل السكــــــون بالرسول فاقتَدِ
مثال: (ءآشْفقتُم) كذاك شــدَّةِ * (آمّين) فاقرأ في خشوع المخْبِتِ
فلا يَجُـــــزْ توَسُّــــطٌ إشبــــــــاعُ * مَنْ يَمْـــــلِكِ النَّفْــــسَ فذا شُجَاعُ
وبالتَّوسّطْ أربـــــــعي الحرْكاتِ * يَـــــــتْلُوا المَـــغَــــــاربَهْ بِمُسْـــــــتَثْنَاةِ
فـإنْ أَتَى الهَمْزُ بُعَيــــْد سَــــاكِــــنِ * مُصَــــــحَّحٍ مُتَّصِــــلٍ وَوَازِنِ
يكـــــون قصـــرُ ذَا بحرْكـتـــــين * يَلُـــــــوحُ فيـــــه كـــلُّ شيءٍ زَيْــنِ
مثاله: (القرآنُ) (مسْئولون) * كذلك (الظَّمــــئَانُ) كُـــــنْ أميــنَا
يَاءُ (إسْرَائيل) بهَا قَصْرٌ فقطْ * يا حبَّذَا النَّدى على زَهْر سقطْ
وألــــــفُ التَّنْــــــوِينَ إنْ تُصَـــــدَّرِ * بالهَمْــــــزِ عنها يُـــــــوقَفُ بِالقَصْرِ
(شيْئاً) فــ(شيْئاً) او: دعاءً (دُعاءَا) * مَا أجْمَل الإصْبَاحَ والإمْسَاءَا
وما أتى مــــن بعْدِ همز الــــــوَصْلِ * فَــــــنَلْ مِنَ التحصيلِ كــــــلَّ فَضْلِ
(إِيتِ) (إيتُوني) (المَلِكُ إيتوني) * (لقآءنا اَيتِ) أذْهِبَنْ شجُونِي
أمَّــــــا يُؤاخــــــذ وكذا اشِتقاقُهْ * يكـــــــون قـــــصرٌ قــــالــــهُ نُحَاتُهْ
والقصر في (الآن) يكون ذا وقدْ * فُزْتُمْ فلا تُشـْـــغَلْ بــــــأمْس أو: بِغَدْ
والمَدُّ فـي الأَوَّل أيْ (ءا) يُــــــمَدّْ * سِتَّـــــة حَـــرْكَاتٍ عليها المعتَمَدْ
(عـــــــادا الاُّولَى) مَدُّهَا في الاُولَى * طبيعيٌّ ربِّ اهــــدنا السَّبيلاَ
إنْ جَاءَ همزُ الوصل بَعْدَ مَدّْ بَدَلْ * يُحْذَفُ وَصْلاً ثَبَتا وقْفَا حَصَلْ
مثال: (لما ترآءا الجـــــمعــــــانِ) * كَذَا (أســــآوا السُّــــوأى)دون مَيْن
الدرس السابع والعشرون:
حكم حرف اللين بعد حركة:
إن حَرْفُ[11] مَدّ بين همزتين * في سِتِّ حرْكاتٍ يُمَدُّ دُونَ مَيْنِ
في (بُرءاءُوا) أو: (جآءو أباهُمْ) * لَمْ يَخْلُ خِـــــبٌّ[12] من ذُلِ[13] نِدَاهم
إن حَلَّ حَرْفُ اللينِ بَعْدَ فتحَةِ * والهمْــــــزِ قَـــدِّرْ أربَـــعَنَّ حَرْكَةِ
(شيءٌ) و(سَوءاتهما) (كَهَيْئة) * كـــــذلكم (لاَ تَيْــــأَسُوا) من رحمَةِ
واسْتَثْنِ منْ ذا صـــاح كِلــــْمَتَينِ * (مَــــــوْئِلاً) (المـــوْءُودَة) ما أعني
فليس ثَم فيهــــــما من مَدِّ * فَفَتّــــــحِ الذِهْن وزد في الــــــكــــــدِّ
يكــــــون مَدّ اللين أو: تــــــوسطُ * إنْ جـــــا بساكــــنيْـــــنِ نطقٌ خَطُّ
(لاَ رَيْبَ) و(البيْتْ) كذاك (الموتِ) * بفاصِلٍ يـُحَدُّ مَجْرى الصَّوْتِ
الدرس الثامن والعشرون:
المد اللازم وسببه:
والمــــــدُّ لازمٌ يكـــــــون السَّبَبُ * فيه سكـــــــــون، شِدَّةٌ يا عَرَبُ
بذاك سمـــــــاه بلى القـــــــراءُ * بسِتِّ حــــــرْكَــــــاتٍ لَهُ إنَبــــــَاءُ
قِسْماه كِلْمِيٌّ كــــــذاك حرْفـِي * جلت صفــــاتُ ربّنا عن وصفِ
فالأول يكــــون في كِلْمَهْ أصِخْ * وقــــــل لوجْــــــهٍٍ فاتِنٍ لا تنتفِخْ!
مثـــــاله: (مَحْيَـــــــآيَ) جُلْ تمعَّنْ * و(الحــــــــاقةُ) (الضَّــــاليـــــنْ) أوْ: تفَطّنْ
نوعــــــاه: كِلْمِيٌّ مُثَقَّلُ يُعَدْ * لن تبلــــــــغ النجَـــــاح إِن لَمْ تجتهِدْ
(تتَّبِعَـــــــانِّ) في إيثارِ الحاجَةِ * كَــــــــمْ ذَا يَفِي ذُو نجدةٍ بِحَاجَةِ
فسبَبُ المَدِّ هُــناك الشَّدَّةُ * قد تَمْــــــــنعُ الفقـــــــير مـــــنا عِـــفَّهْ
المد لازمٌ يكون حَــــــــرْفي * في أحرف تقطعَتْ بالصُّحْفِ[14]
نوعاه حرفيٌّ يجي مُثَقَّلاَ * مُخَفَّفاً يَسْبِي السَّرَاةِ العُقَلاَ
في الأول السَّبَبْ هو الإدغامُ * كما أشَرْنا، حبذا الإقدامُ
مُخَفَّف السَّبَبِ ساكِنُ الصِّفَهْ * كالمدّ ثاني مَطْلَعٍ لِلبقَرهْ[15]
والمدُّ ثانيٌّ وثالثٌ يُعَدْ * بمطلع الأعراف جزماً يُعتمَدْ
الدرس الأخير (الرجز)، بعنوان: (الستر المكشوف عن أسرار الحروف).
الحمد لله على شتى النِّعَمْ * رب السماوات وبارئ النَّسَمْ
لحرف راءٍ رابعُ الأحكامِ * فَخِّمْ ورَقِّقْ رومُ أو: إشْمَامِ
هذا الأخيرُ ضمُّ شَفْتَيْنِ لَدَى * وقْفٍ، فكنْ يا طالباً مُجتهدا
مواضعُ التفخيمِ خذها سبعهْ * إنـْفِ عن الإسلامِ كلَّ بدعهْ
إن كانت الراءُ أخي مضمومهْ * "رُوحٌ" و"رُحْماءُ" فخذ معلومهْ
وإن يُصِب (ذي) الراءَ فاعلمْ فتحُ * "يا ربِّ" "قدْراً" نِعْم ذاك النصحُ
إذا تجيء ساكنهْ يا خِلِّي * بُعَيْد فتحٍ مثلُ (برداً) (خَردلِ)
وإن تكنْ بُعَيْد حرفٍ ساكنٍ * واستثنِ ياءً واقعاتٍ فافطن
وقبل ذا فتحٌ بلى أو: ضَمُّ * و"الأمرُ" زِدْ "خُسْرٍ" لديكَ فهمُ
إن تكُ ساكنَهْ بُعَيْد كسرِ * عارِضْ كــ"ربِّ ارجعون" فادْرِ
وبعد كسرٍ أصليٍّ وإن تَكُنْ * ساكنةً بُعَيدَ حرفٍ مُقتَرنْ
من أحرف استعلا بها قد اتَّصَلْ * في كلْمةٍ واحدةٍ ما قلَّ ودلْ
ذا الشرطُ لم يحصلْ سوى في خمسِ * كِلْمٍ وردْنا في الكتاب الأقدسِ
مثال "إرصاداً" "لبالمرصاد" * "قرطاسٍ" "مِرصاداً" بذاكَ نادِ
وأحرُفِ استعلاَ بذي الألفاظ * مجموعةٌ في (خُصَّ ضَغْطٍ وقِظِ)
وسُمِّيتْ بأحرف استعلاءِ * لكونها مُضَخَّمَهْ يا ناءِ
ترقيقُ راءٍ في مواضعْ خمسَهْ * قد فازَ مَن قَدَّرَ يوماً نفسَهْ
إن تك مكسورهْ وساكنهْ أجَلْ! * بُعيْدَ كسرٍ أصليٍّ بها اتصَلْ
في كِلْمَةٍ واحدةٍ ولم يَقَعْ * حرفٌ ِلأعْلاَ بعدها لها تَبَعْ
كما يقوله تعالى: "مِرْيَهْ" * "فرعون" "ناصِرْ" قدْ قُدِرْ وقْفِيَّهْ
إنْ تكُ سَاكِنَهْ وبَلْهْ مُطْرَفَهْ * بُعيدَ حرفٍ ساكنٍ ما ألصقَهْ
سوى اليا وقبل هذا الحرفِ * كسرٌ وُقيتَ عَثْرَةً يا إِلْفِي
كــ"السحر" و"الذكر" وذاك يَطْرَا * إلا بحالِ الوقْفِ أو: عند الرَّا
فإنْ وَصَلْتَها تحركت وجا * حكمها بحسْبِ حرْكٍ فانْهَجَا
إن تك بعد ياءٍ ساكنهْ بها * تَطَرُّفٌ نالَ المُنَى مَن خَطَّها
"نذيرُ" زِدْ "قديرُ" زِد "بصيرُ" * ثم لِمَن حاز الهُدى سُرورُ
إن تكُ خِلِّي، بعد كسرٍ أصلي * ساكنة بعدها حرفٌ عَالِي
وكان عنها فاعلمنْ منفصِلاَ * قد بيَّن اللهُ لنا ما أُشكِلاَ
"ولا تُصَعِّرْ" ثم "أنذِرْ قومك" * فاصبرْ لِتحظى بالرجا أو: تُدركا
خاتمة:
فنسأل الله بلى توفيقَا * وأن يُرِي الحق لنا طريقَا
فكل سهوٍ أو: خطا في قولنا * غفره الله بفضله لنا
ـــــــــــــــ
[1]-يتم تسكين بعض الكلمات داخل الأبيات حفاظاً على سلامة الوزن واتساق الإيقاع مثل قولنا: (طَرَفُهْ).
[2]-ينبغي إدغام هاء الشفه في السين السفلى كي يستقيم الوزن، وذلك بدون نطق الهاء في الشفه هكذا: (بطن الشَّفَة السُّفْلى).
[3]-الخشف هو: ولد الغزل.
[4]-رَيّفِ: أي هيِّناً-وريّف يسيرٌ أو: للمحب المُدْنِفِ- أي: المريض. يقال: فلان دنف، إذا كان مريضاً.
[5]-هذا البيت-ليس من نظمي-جمع فيه ناظمه: (حروف الإخفاء وهي خمسة عشر): الصاد-والذال-والثاء-والكاف-والجيم-والشين-والقاف-والسين-والدال-والطاء-والزاي-والفاء-والتاء-والضاد-والظاء. انظر: (مرشد المريد إلى علم التجويد) (ص:9).
[6]-وقلت أيضاً:
صُنْ ذات حُكْمٍ شَخَّصَتْ سَمْتَ القَدَرْ * طِبْ زَيْدُ نفساً وارتقب ضوء الظَّفَرْ
[7]-أصيخا: أي: اسمعا، (وريا): أي: انظرا. والألف بعد الواو في وريا زيدت للوزن فقط.
وقلت أيضاً:
بَغَت الحبيبة ذات غَنْجٍ بل: خَفَرْ * كوفيةٌ سقت المُتَيمَ فاسْمَهَرْ
[8]-هذا البيت-ليس من نظمي-ومما ينبغي أن تعلموا يا أولادي أن علماء التجويد ذكروا أن لحرف اللام في التجويد أربعة أحكام، هي: التفخيم، والترقيق، والإظهار، والإدغام...
ثم ذكروا أن الإدغام: أن ندغم اللام التي قبل الحروف الشمسية فلا نَلفظها في تلك الحروف الأربعة عشرة الباقية من الحروف الهجائية، وهي مجموعة في أوائل كلمات هذين البيتين:
طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ * دَعْ سُوء ظنٍّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرَمْ
[9]-فيه إشارة إلى الآية: (35) من سورة النور: (الله نور السموات والارض).
[10]-الدال في (آحدٌ) ساكنة للوزن، وقولي: في السما إلهُ، قصدت الآية رقم: (84) من سورة الزخرف، وهي قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إلهٌ)، وقولي: (وإن لم تراه) بإثبات ألف بعد الراء مع أن الفعل مجزوم، لضرورة الوزن لا غير.
[11]-وقولي: (إن حرف مد)، معناه: (إن حَلَّ حرف المد بين همزتين...).
[12]-المراد بالخب هنا: المخادع الذي يخدع الناس.
[13]-بكسر اللام المخففة.
[14]-فيه إشارة مني إلى الحروف المقطعة.
[15]-إشارة إلى الكلمة الأولى-الحروف المقطعة-من سورة البقرة: (الم...).
.........................
ملاحظة كانت هذه المنظومة عبارة عن دروس متفرقة يلقنها الشيخ لأولاده عند زيارتهم له بالسجن المحلى بتطوان ...!!!
فك الله أسره .
اخوانى الأعزاء واخواتى الفضليات
أعضاء وزوار شبكة الطريق الى الله
حياكم الله وبياكم
وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
وبعد :ــــ
هذه منظومة في علم التجويد لشيخنا العلامة المأسور من أجل عقيدته بسجون المغرب الاسلامى ...
أبي الفضل عمر ابن
مسعود بن عمر الحدوشي
فك الله أسره
وهذه المنظومة لم تطبع بعد , وكذلك غير متوفرة بالشبكة
العنكبوتية !!!
وها هى حصريا لشبكة الطريق الى الله
وأرجو من الله أن تنتفعوا بها , ولا نعدم منكم دعوة بظهر الغيب للشيخ ... وللعبد الفقير
وجزاكم الله خيرااا
محبكم .. الأزهري السلفي .
غفر الله له .
نزهة المريد في رياض التجويد
يَقُولُ مَنْ لَقَبُهُ الحدوشِي * أَصْغِ لِمَا أَقُول فــافْهَمْ نَظْمِي
تَجْوِيدُ آياتِ الكِتَابِ يَقْتَضِي * عِلْماً وإدْراكاً وراء الرَّقْمِ
لِكُلِّ حَرْفٍ مَخْرَجٌ خُصَّ بِهِ * بَيْن رَقِيقٍ أوْسَطٍ أو: فَخْمِ
قِرَاءَةُ القُــرْآنِ في إتْقَانِهَا * تُنْجِ اللِّسَانَ مِنْ مَسَاوِي العُجْمِ
فَلاَ تَعَسُّفٌ ولا تَكَـــلُّفٌ * في النُّطْقِ، ذاكَ شأْنُ أُلِي العَزْمِ
فلَيْسَ كُلُّ مَن يَلُوكُ فَمَهُ * أوْ غَيَّر الصَّوْتَ بِصَحْبِ فَهْمِ
فَذِي قِرَاءَةٌ غَدَتْ تَمُجُّهَا * في مَحفِلِ السَّمْعِ قُلُوبُ القَوْمِ
طِبَـاعُهُمْ مِنْهَا تَفِرُّ دَائِمَا * تَنْفرُ فِي الصَّحْوِ كذا في النَّوْمِ
فَصُنْ مِنَ الخطَا لِسَانَكَ الذي * يَتْلُو كِتَابَ اللهِ حتَّى الخَتْمِ
العِلْمُ بالتَّجْويدِ فاعْلَمْ صاحِبِي * فَرْضُ كِفَايَةٍ... وأيُّ حُكْمِ
أَمَّا بِشَأْنِ العَمَلِ السَّـاري بِهِ * فَفَرْضُهُ العَيْـنُ عَلَى المُهْتَمِّ
مَوْضُوعُهُ القُرآنُ مُنْذُ الإبْتِدَا * فَرَتِّلِ القُــرآن. فَرِّجْ هَمِّي
وَقِيلَ تَجْـــوِيدُ الحديثِ وَاردٌ * فإنَّـــــهُ وَحْيٌ بِغَيْـــرِ رَسْمِ
وفَضْلُ تَجْوِيدِ كِتَاب الله مِنْ * أسْمَى العُلومِ لارْتِبَاطِ الإسْمِ
مَفَادُهُ الفَوْزُ بِدُنْيَا بَعْدَهَا * أُخْرَى نَعِيماً أبْشِرَنْ بِالغُنْمِ
لعاصمٍ عَفْرا صهيبٌ بعدهم * شْيْمَا رمُيْصا قد نَسَجتُ نَظْمِي
فِيهِ دُرُوس نفْعُهُنّ شامِلٌ * رفعتُ فيـــها سمــــعتي وإسمي
في كل جُمْعَةٍٍٍٍ أُزَارُ عندها * ما أطيـــب ذا الجُمْعَةِ فِي اليَوْمِ
الدرس الثاني:
مراتب التجويد الأربعة
مَرَاتبُ التجويد أرْبَعٌ فخُذْ * فَوَائداً تضْربْ بخيْرِ سَهْمِ
أوّلُهَا التحقيــقُ أن تَقْرأْ بِهِ * بِتُـــؤْدةِ وذَا أجَلُّ قِسْمِ
والحدْرُ يأتِي ثـــالثاً ونفْعُهُ * تكْثيرُ حَسْنَاتٍ ونيلُ وَسْمِ
والراَّبِعُ التَّدْويرُ ذا مَرَتَّبٌ * ما بَيْنَ تَرْتيـلٍ وَحَدْرٍ تَمِّ
وكُلـُّــهَا مَرَاتِـبٌ مُلزِمَةٌ * لِكُلِّ قَارٍ عندَ شَيْخٍ شَهْمِ
الدرس الثالث:
مخارج الحروف
تجويدُكَ الحروفَ لاَ يَتِمُّ * إلاَّ بـــأشْيــاءَ لها تــهمُّ
أول تلكم مَخرجٌ للحرفِ * يَأتي بنطقٍ غاية في اللُّطْفِ
وثانياً يا ذا الحِجَى صِفاتُهْ * كَمَــــا أجَـــادَ ذكرَهُ ثِقــاتُهْ
وثـالثاً حرْكاتُهُ، فلْتُنْصْتِ * مِنْ ضَمَّةٍ أوْ: كسْرةٍ أوْ: فَتْحَةِ
مخارج الحروف كمْ فَوَائِدِ * تشملـــــــها لمبتدي وعـــائدِ
من بيـــنها نطق سَليم فَنـــِّي * قـــــراءةٌ جيــــدةٌ للمَـــــتْنِ
فَهْمٌ دقيق للمعاني غَرَضا * مابان منها أو: بها قد غمُضَا
قراءةُ النبي بلى مُفَسَّرَهْ * حرفاً فحرفاً قد أتَتْ مُيَسَّرَهْ
دَوْماً يَقِفْ على رُؤُوسِ الآيِ * مُرَتِّلاً لَهـــــــــا بِغَيْـــــــرِ لاَيِ
مخَارجٌ سَبْعٌ وزدْها عَشْرا * مواضعٌ خمسٌ لديها تترَا
جَوْف لها الخيشوم يا مُريدُ * فكلُّ شيء علمُـــهُ مُفيدُ
الدرس الرابع
وَوَحْدَهُ اللِّسَانُ منها مَوْضِعُ * مخارجاً عشراً تَنَبَّهْ يَجْمَعُ
فتَــــــارةً تحريكُـــــهُ إلى عَلِ * وتـــارةً تَــــــحْريكُــــهُ لأسْفَلِ
إلى الأمامِ مَـــــرَةً وخَلْــــــفِ * لِحَدّ يُغْنِي مُدْركاً عن وَصْفِ
إيتِ بهمزٍ -إن تشا- مكسورِ * تَعْرفْ بمَجْرَى الحرفِ في التَّعْبيرِ
كَـذَا بِحَرْفٍ مُسْكَنٍ إذْ يُدْرَجُ * حيْثُ انتَهى الصــوت فثمَّ المخرجُ
(إقْ): مخرَجُهُ اقْصَى اللسان بالَّلها * (إبْ): مخرَجُهْ من طَرْفَيْ الشِّفَاهَا
وأَحْرُفٌ مَخْــــــرَجُهَا قَدْ وُحِّــدَا * كــــالـطـــــَّاءِ والتَّـــــاءِ ودَالٍ رَدّدَا
وغيرُها مخــــارجُهْ تــــقاربَتْ * لامٌ ونـــــونٌ تِلْــــوَ رَاءٍ أعْــقَبَــــتْ
وثَمَّ قَـــــوْلٌ أنَّ بَعْضَ الأحْرفِ * تقـــــاربتْ مخــــارجــــاً فلتَـــعْرِفِ
حسْبَ الفَرَا وقُطْربٍ والجرْمي * وكُلُّـــــــهُمْ في عِـلمــــِهِ ذُو سَهْمِ
كذا ابن كيْسَــان اللبِيب الجِهْبذَا * مَنْ بثمــــــارِ بحْــــثـــــِهِ تلَــــــذَّذا
فَلْتَنْتَبِهْ حَتْــــــماً إليها عند مـــا * تــــأتي تِبَـــــاعـــــاً حَالَمَا تَفْغَرْ فَمَا
نحـــوُ (جَعَلنا) أو: (ضَلَلْنَا) رَتِّلِ * كَــــذَاكَ (أنْزَلَنَا) بلى، فـــــامْتَثِلِ
فأظْهِــــرِ اللاَّمَ وجــانبْ دَغْمَهُ * في النُّـــــون، نِعْمَ المَرْءُ أبْدى فَهْمَهُ
أو: نحوها (يغْفِرْ لِمَنْ) يا ذا الحِجَى * إقْــــرَأ مُرَتِّلاً، تَصِـــلْ بَرَّ النَّجَا
فالراء لم تُدْغَمْ كذا في الرَّاءِ * إنْ عُـــــومِلتْ بِمَنْطِــــــقِ الذَّكَـــــاءِ
مثال: (بل رَّانَ) (وقل رَّبِّ) تَنَلْ * ما تَبْتَغِي مِن رفعــةٍ زَانَ المَحَلْ
ويُدْغَمُ النــــــون بلى في الـــلاَّم * في دِقَّـــــةٍ تتِمُّ بانسجـــــــــامِ
مثالُهُ (أن لَّن تُحْصُوه) أَدْرِكِ * بَديهةً، تَكُنْ بِذِي عَقْلٍ ذَكِي
والنُّونُ في الرَّاءِ كَذَاكَ يُدْغَمُ * في كُلِّ آيٍ سِــــرُّهَا لا يُكْتَمُ
مثال: (من رَبّ رحيم) فَضْلُهُ * على الورى وبِــــرُّهُ وعَدْلُهُ
الدرس الخامس:
مخَـــارِجُ الحرُوفِ ذِي تَوَزَّعُ * كَمَـــــا يلي تَرتيبُـــها مُرَصَّعُ
الجوف: وهو بالفراغ حُدّدا * بَيْنَ الفَمِ والحَلْقِ قَدْ تَمَدَّدَا
مِمَّا يلي الصّدْرَ ومِنْهُ يَخْرُجُ * ثَلاَثُ أحْرُفٍ عليْهِ تَدْرجُ
فألـــفٌ لـيّـــنَةٌ قَدْ فُتحا * ما قبلها فاعَمَلْ بها كَيْ تنْجَحَا
مثال: (ءا) في آخر العبـــارةِ * تنْـــــوِينُــــهَا يَفِي بِكُلِّ حَـــــاجَـــةِ
كَذاكَ واوٌ سُكِّنَتْ ما قبلهَا * قد ضُمَّ، فافْهَمْ جَيّداً شُغْلاً لَهَا
مثال: (ءُو) في قوله: (أوتيتُهُ) * أخُو الحجى مَن قد بدَا تَثْبِيتُهُ
والياءُ سُكِّنت وجا مَكْسُورَا * ما قبلـــهَا فأحْسِــــنِ التَّعْبـــيرا
مثال: (ءِي) وكلُّ تلك الأحرف * ضُمَّت بـ (نُوحِيهَا) ألا فلتـعرفِ
حُـرُوفُ مَدٍّ ضمُّـــهَا مَشهُورُ * بهــــا يُمَـــدُّ صـوْتُنا المَجْــــــهُورُ
لـــــذا قبـــولُــــهُـــــنَّ للزِّيَـــــادَهْ * في الصَّـــــوْتِ للنَّفْسِ يكُون عَادَهْ
الحلْقُ وهو موضـــــعٌ للثَّالثِ * مخـــــارج تَــتِــــــمُّ بـــــانْبــعَــثاثِ
أقْصَاهُ أي: من جهة الصَّدْرِ تجي * هَمْزٌ وهـاءٌ حَبَّذَا من مَخْرَجِ
وَوَسَطَ الحلْقِ ومنه تخْرُجُ... * عَيْـــنٌ وحــــاءٌ وقعهَا كَمْ يُبْهِج
أدْنَاهُ أي: أقربُهُ -جزماً- لِلفمْ * غَيْــــــنٌ وخـــاءٌ جاء سحراً كالنَّغَمْ
الدرس السادس:
مَخَارجٌ عشْرٌ لـــها اللِّسَانُ * يُعَدُّ مَوْضِــــــــــــعاً بِهِ بَيَانُ
تَضُمُّ عَشْراً بَعْـــدَها ثمانيَهْ * من الحـــرُوفِِ أظْهَرَتْ مَعَانِيَهْ
وهيَّ: إحْدَى حَــافتي اللسانِ * يُعَـــدُّ مَوْضِــــــــعاً بِهِ بَيَانُ
تَضُمَّ عَشْراً بَعْدَها ثمانـــــيَهْ * مِنَ الحرُوفِ أظْهَــــــرَتْ مَعَانيَهْ
وهيَّ: إحْدى حافتي اللسانِ * مِمَّا يلي الأضْراس في العُلوانِ
ومنه تأتي الضاد أعْتى الأحْرُفِ * في مخْرجٍ على اللبيبِ الأحْصَفِ
يَليهِ: إحدى حافتيه حيْثُمَا * لحمـــــةُ عليَـــا السِّنِّ كُنْ مُلتزمَا
واللاَّمُ تَأْتِي مِنْهُ وَهْوَ أوْسَعُ * مَخَـــارِجِ اللِّــــسَانِ فَهْيَ أطْـــوَعُ
طـَـــَرفُهْ مع التصاقِــهِ بعُليا[1] * أصْلُ الثنــــايـــا كُــــنْ ذَكِيَّــــا
النُّونُ منه في ظُهُــــــورٍ تَخْرُجُ * ووَقْعَها في المِسْمَعَيْنِ مُبْـــــهِجُ!
بعَكْسِ مَدْغَمَهْ أو: المخَفَّـــفهْ * مخرجُها الخَيْشُومُ يا ما أظْرَفَهْ!
طَرَفُهُ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهْ دُونَمَا * لَمْسِ الثّنــايــَا قَدِّرِ التَّكَلُّمَا
الراءُ تأتي مـــنهُ فِي تَيْــــــسير * مُــــرِنــَّةً جَمِيـــــلَةَ التَعْـــــبِيرِ
وَظَهْرُ طَرْفِهِ مـــــع التــصاقِهِ * بأصْلِ عُليَا الثَّـــنْي في انطلاقِهِ
ومـــنهُ طاءٌ ثُــــم دالٌ تاءُ * تأتِــــي جميعــاً حَبَّذَا الإنْشَــاءُ
فَطَرْفُهُ ما بيْن عُلْيَا السِّنِّ * وسُفلهَا في فُــــرْجَةٍ قــد تُغْنِي
يـمُرُّ منها الصّوْتُ فالهــَوَاءُ * وذاكَ سرٌّ كشفُــــــهُ الإصْغــــاءُ
هـــاءٌ وسينٌ ثمّ زايٌ تخرُجُ * منه وكُـــلٌّ للبــــيـــانِ أحْوَجُ
طَرَفُهْ معَ التِصَاقٍ مُحْكمِ * بأصْلِ عُلْيَا الثَّني فاعلمْ وافهمِ
الدرس السابع:
ظَاءٌ لهـــــا اسْتِعْلا وذَالٌ ثاءُ * فخــــيمةُ الوقعِ ولا اسستعلاءُ
الشفــــتـــــان مَوْضعٌ مُـــوَطَّأُ * لمخــــرجيْنِ عنـــهما نـَبَّـــــؤُوا
بَطْنُ الشَّفَهْ[2] السُّفْلى برأس الثّنْيَتَيْنِ * مُلْتصِقاً في العُلوِ يأتي بيْنَ بيْنِ
تَجيئُ فاءٌ كالصَّفير المُهْمَسِ * خَفِيفةً تُذْكِي سُرُورَ الأنفسِ!
بَيـــــْنَ الشَّــــفَهْ تَنِـــــــطُّ منه الوَاوُ * بــــلاَ انطِبــــــَاقٍ نحْوَ: دَاوُوا
وفي انطبــــــاقٍ مخرجٌ للبـــــاءِ * والمِيمِ فاقْبِسْ شُعْلَةَ الـــــذّكاءِ
الأنْفُ أعْـــــلاَهُ أو: الخَيْشُـــــومُ * مـــــوضِــــعُ غُنَّةٍ فُنُــــونٌ ميمُ
فهــــذِهِ الغُنَّـــهْ لهــذيْن صِفَهْ * لازِمَةٌ فـــــازْدَدْ بـــــذاكَ مَــعْرِفهْ
وكُلُّ ذِي الحُرُوفِ حَسْبَ المنطقِ * تُسْمَى بِهِ فِي مَغْرِبٍ ومشْرِقِ
فأَحْـــــرُفُ الحَلْقِ بَلَى حلقيَّهْ * والقــــاف والكاف تُسْمَى لَهْوِيَّهْ
والجِيمُ والشِينُ وَيَا شجريَّهْ * ما بين وسْطِ اللِّسْنِ والحَنْكِيَّهْ
واللاَّمُ والنُّونُ ورا ذَلـْقِيَّهْ * تَخْرُجُ مـــــِن ذَلقِ اللسانِ طَرْفِيَّهْ
والطاء والدالُ وتا نِـطعيَّهْ * مِنْ نِـطْــــعِ ذِي الفمِ أتتْ سَقْفِيَّهْ
صادٌ وسينٌ ثم زَايٌ أسْلـيَّهْ * تخرُجُ من أسْلِ اللِّسَانِ طَرْفِيَّهْ
الظَّاء والـــــدال وثا لِـثْوِيَّهْ * تـُـــــجاورُ اللَّثَّهْ بأصْلِ السِّنِّيَهْ
فاءٌ ووا بــــاءٌ ومِيمٌ شَفْـويَّهْ * تَخْــــرُجُ مِن شَفََْيْك بَعْدَ نِيَّهْ
الدرس الثامن:
حقيقة النون الساكنة والتنوين:
النُّونُ حَرْفٌ سَاكِنٌ لا حَرَكهْ * تطاله قد فاز منْ قد أدْركهْ
مثاله: (من، عن) وقِسْ عليْه * ذو العِلم فلْيَجُدْ بما لديْه
دلالة التنوين: نُـونٌ ساكِنَهْ * في آخر الإسمِ تكونُ كَائِنَهْ
في لَفْظَهِ تقال حين تُعْرَبُ * في خــــــطَّهِ ووَقفِــه لا تُكتبُ
في الضَّمِّ والفتْحِ كَذاك الكَسْرُ * مُنَوَّناتٍ، فانْتبهْ يا عمْرُو
مثلُ: (عليمٌ) بعده "حَكِيمَا" * و(من غفورٍ) فلتَكُنْ فهيمَا
الدرس التاسع:
أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة:
أحْكَام ذي النونين رَكِّزْ أربَعَهْ * فيها لطـــالبِ مُحـــْصّلٍٍ سَعَهْ
أوَّلُهَا الإظهَارُ وَهْوَ في اللغَهْ * يعني البيــــانَ مُسْــــعَدٌ مَن بُلِّغَهْ
وفي اصْطِلاَحٍ كلُّ حَرْفٍ مُخْرَجِ * من غير غُنَّـــةٍ بِحَرْفٍ مُدْرَجِ
لهُ حُرُوف ستةٌ هَمْزٌ وها * عَيْنٌ وحـــا غَيْـــنٌ وخاءٌ فافقهَا
أهَاجَ عِنْدِي حِسَّ غَمٍّ خِشْفُ[3] * فليْتَ ماضي الوُدِّ مِنْهُ يَصْفُـو
أمثلة النون الساكنة من (كلمة واحدة):
(ينْأَوْن)، (ينْحِتُون)، (أنْعمتَ) كذا * (فسينغضُونَ)، (يَنْهى) ذا بِذا
أضفْ إذا شئْتَ لها (المُنخَنِقَهْ) * وكُلُّــــــها في قَـــــصْدِهَــــا مُتَّفِقَهْ
أمثلة النون الساكنه من كلمتين:
إن كنت محظوظاً (ومنْ أهل القرى) * صرتَ غداً مصاحباً(مَن هاجر)
يــــا سَعْــدَهُ بالمبتغى (مَنْ عَمِلَ) * بالخير غـــــير ربـــه مــــا سألَ
حسبي إلهي (من حكيمٍ) مالكِ * يُنـــجي زَكِيَّ النَّفْسِ من مهالِكِ
أيحسب الإنسان أنـَّـهُ جُبِلْ * (من غير شيءٍ) ذاك زعْمٌ مُفْتعَلْ
قريش قد أطعمهم (من جوعٍ) * وصان (من خوفٍ) ومن ترويعٍ
مثال التنوين (ولا يكون إلا في كلمتين):
أذْكُرْ (رَسُولٌ) و(أمينٌ) حرفُهُ * هَمْزٌ (فريقاً) قد (هَدَا)هَا وَصْفُهُ
أضِفْ (سَمِيعٌ) و(عليمٌ) شاهدُهْ * عيْنٌ (غـفُورٌ) و(حليمٌ)"حا"مِدُهْ
واتْـلُ على الأسماع (ماءً غَدَقَا) * فــــــالغيْنُ فيه قــــــد أتــــى مُتّسِقَا
أضفْ لَـــــهَا كُلّ نظـــير موْعظهْ * فيـــها ليَبْذُلْ تـــــائبٌ مــــدَامـِــــعَهْ
الدرس العاشر:
الحكم الثاني: الإدغام:
وثنِّ بالإدغـــــــــامِ في اللِّسانِ * تَأْلِيــــفَ شَيء أصْـــلُهُ شيْئانِ
وفي اصطلاحٍ نطْقُ حرْفٍ بدلاَ * حرْفَيْن بالتشديد خطّاً فُصِلاَ
حُرُوفُهُ يا صَاح سِتَّـــــةٌ فَعِ * ولا تَكـــــنْ بغيْــرِ عِـــــلمٍ تدَّعِي
إن يُنْصِفَنَّ فِي اشتياقٍ مُّتْلِفي * يَجُدّ بوصّلٍ للمحبّ الرَّيِّـفِ[4]
أوْ (إن يقولون) على اتِّسَاقِ * (من نعمة)، (من ملجإ) (من واقِ)
أضفْ (لئن لم ينته) (من ربهم) * جَانبْ رفاقَ السُّوء لا تَحْفَلْ بهم
يُلخَّصُ الإدغــــام في قسمينِ * فكن فطيـــــنا واستفد من فَـــــنِّي
يَتِمُّ إدغـــــامٌ بلــــى بـــغُـــنَّةٍ * وآخرٌ يَـــجْـــــرِي بغـــيـــــر غـــنةٍ
أحرف الإدغام:
فأحرف الأول فاعلم أربعهْ * في لفظـــــة (يَنْمـو) ترى مُجَمَّعَهْ
وأحرف الثاني هما: إثنان * لامٌ وراءٌ خذهما بياني
إدغامنا يأتي بكِلْمتينِ * يكون حرف النون مُسْكَنـَـيْنِ
فألقِ تسكيناً بذيْل السابقهْ * وأدْغِمَنْ في مستَهل اللاحِقَهْ
وإن يكن في اللفظ نون جاري * وحرف إدغام فللإظهارِ
وذاك إظهارٌ يُسَمَّى مطلقا * فلتفقها التبليغَ عنِّي واحْذَقَا
مثاله: "الدنيا" و"قنوان" أَجَلْ * يليه "صِنْوانٌ" وما شئت فسَلْ
الحكم الثالث: الإقلاب ميماً مخفاة في اللفظ
في اللَّفْظِ لا في الخَطِّ ميمٌ مضْمَرَهْ * مَعَ بقــــــاء غُنَّـــــــةٍ مُـــعْتَبَرَهْ
هَذَا وللإقْلاَبِ حَــــرْفٌ واحدُ * باءٌ مثــــاله يقــــــول السَّــــــارِدُ:
(يُنْبِتْ لكم) من بعدُ فاعلم واستفِدْ * وشِبْهُهُ في ذا المثالِ يَطَّرِدْ
كذاك إقْلابٌ مع التَّنْوِينِ * يُضَافُ حُكْمُ النُّون بالـتَّسكين
إذْ يُقلبَــــــان ذَا بِـــــبَاءٍ مِيـــمَا * مَخْفِيَّةً نُطْقاً ليسَ بها ترقيمَا
الدرس الحادي عشر:
الحكم الرابع: الإخفاء
في اللُّغَةِ الإخفَـــاءُ يعـــــني السَّترَا * كذا اصطلاحاً نُطق حرفٍٍ مُجرى
ما بــــــين إدغــــام وإظهـــار عــــري * عن شــــدَّةٍ بغُنَــــةٍ للمُـــــضْمَرِ
(صِفْ ذا ثنا كَمْ جاد شخصٌ قَدْ سَمَا * دُمْ طَيِّباً زِدْ فِي تُقىً ضعْ ظالمَا)[5]
صف ذا ثوابٍ بالكفاف جُرِّبا * شاقَ سَراةَ القوم حتى أطربا[6]
زاد فلاحاً بعد تقوى كالضّيا * يظهرْ لمّاعاً أَصِيخاً وَارَيَــا[7]
إنْ كَانتِ النُّـــونُ بِهَذَا ســاكِنَهْ * في أحْرُفِ الإخْــفَاءِ تَبْقَى كَــامِنَهْ
مِنْ كِلْمَةٍ أو: كلمتــين فاعــقلِ * وكُنْ عـن التَّـكَاسُلِ بِمَـــعْزِلِ
أمَّا عَــــن التَّنـوِينِ لاَ يَكُــونُ * إلاَّ بِكَلــِمَتــَيْنِ يَــا أمـِينُ
وذاكَ إخفــاءٌ بَلـَى حَقيـقي * مُـؤَكَّـدٌ بحُــجَّة التَّصْدِيقِ
الدرس الثاني عشر:
حُكْمُ النُون والميم المشددتين:
والغُّنَّـــــةُ فِي اللُّغةِ التَّرَنُّمُ * إنْ تصطلح صَوْتٌ لذيذٌ مُبْهَمُ
مُـــرَكَّبٌ في جِسْمِ نونٍ مِيمِ * يُقال في الحال مع التَّــنْغِيمِ
مثل النَّبَـــــا عَمَّ كذا النَّهَــــــارُ * ثُمَّ مع تشْدِيدهَــا تَكْرارُ
ثلاثُ أحكامٍ لِميمِ سَاكِنَهْ * مُزَانَةٍ ليْسَتْ أخي بِالشَّائِنَهْ
الحكم الأول: الإخفاء:
أولها إخفا كما قد وردا * بالباء وحدها كذاك انْفرَدا
مثــاله: (من يعتصم بالله) * كُن واعياً ولا تَكُنْ بِالسَّــــاهِي
كذاك (مالهُم بهِ مـــِنْ علم) * فافقَه من القــــــرآن كــــلَّ حُكْمِ
وذلك الإخفاء حتْماً شَفَوِي * لأنَّ بَعْدَ الميم جا الباء خفي
الدرس الثالث عشر:
الحكم الثاني: الإدغام:
يليه إدغامٌ على الميم اقتصَرْ * إذا الْتَقَى المِيمانِ أدْغِمْ مَعْ نَبَرْ
مثل (أضاء لهم مشوا فيه) * أضِفْ نظيراً من مــــثال فيه
الحكم الثالث: الإظهار:
كذا إظهارٌ يَطَال الأحرفا * طُرّاً عَدَا باءً وميماً فاعرِفَا
بِهِ يُقــــالُ دون إدْغَامٍ ولا * إخفا تراهُ بالشفـــــاهِ يُجْتَلَى
مثل (لنجعلها لكم تذكرهْ) * وربُّنا أحق من أن نشكرهْ
(هم سالمون ينقصوك شيئاً) * تبارك الذي أمَدَّ الفيْئَا
الدرس الرابع عشر:
حكم لام (أل):
ذي لام تعْريـــــفٍ بحالتين * فــــــلا تَكُـــــنْ ذا ريــــبةٍ ومَيْنِ
الحالة الأولى: الإظهار
أُولاَهُمَا الإظـــــــهَارُ يَا نَجِيبُ * يَليهِ إدْغــــــامٌ لَهُ ضُـــــرُوبُ
فِي أحْرُفٍ أربَعَةٍ بعْدَ عَشَرْ * إدراكُها يُغنيك عن سِقْط الفِكَرْ
مجْمُوعةً في عِقدهَا منظومَهْ * في (إبْغِ حجَّكَ وخَفْ عَقِيمَهْ)
فإن أتَتْ ألْ بَعْدَ حَرْفٍ مِنْهَا * تَبْدُو بلفظها ولا تُدْغَمْ بِهَا
وذاكَ إظْهَارٌ يُسَمَّى قَمَرِي * مثاله: (الأبرارُ) و(الباقي) اذْكُرِ
ثم (الغَفُورُ) و(لحكيم) وحْدَهُ * كذا (الجلال) و(الكتاب) بعدهُ
ثُمَّ (الوَدُود) و(الخبير) إذْ تَلاَ * يليه (فـتاحٌ) (عليمٌ) قد عَلاَ
زِدْ (القَوِيَّ) و(الملك) و(الهُدَى) * جَلَّ الذي لم يخْلُقِ المَرءَ سُدَى
الدرس الخامس عشر:
الحالة الثانية: الإدغام:
مِنْ بَعْـــــدُ إدْغَامٌ تَيَقَّظْ وانْتَبِهْ * خُــــذْ خَيْرَ عِلْمٍ جَاء وافْتَخِراً بِهْ
مَنْظـــــــــومَةً في مُنْــــتَقَى أسْلاَكِ * مُحْتــــــَاجَةً مِنْـــــكَ إِلَـــــى إدْرَاكِ
(طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ * دَعْ سُوء ظنٍّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرَمْ)[8]
طال الثَّـــــوَا صَرْفاً تضرع مُذْنِبُ * دِنْ حِـــــسَّ ظُلــــمٍ زَادَ شَيْنَ المَكسَبُ
وذاك إدغـــــامٌ يسَمَّى شمْـــسي * كـ(الطــــور) و(الثمْرَاتِ) شدّ الجرسِ
و(الصادقين) و(الرحيم) فافطنِ * و(التـــــائبُون) و(الضحى) به اعتنِ
و(الذاريات) و(النهار) (الدين) * و(الســـابقون) (الظالمون) الدونِ
(زجاجةٍ) و(الشمس) بعد (الليل) * وكُـــلُّ ذِي الحروف كَنْزُ العقلِ
الدرس السادس عشر:
ينقسم لامُ أل أيضاً إلى قسمين آخرين: التفخيم والترقيق
الحالة الأولى: تفخيم اللام
أضِفْ لِلاَمِ حَالتَيْنِ واجْتهِدْ * (بالله فاستمسك) (هو الله أحَدْ)
فـــذاك تَرقيـــــقٌ وذا تفْخِيمُ * باســـــم الجــــــلالةِ الهدى يَقُـــومُ
إن كان ما قبل اسمه مرفوعاً * أو: مُنْـــصَـباً فَفخِّمِ (البَديعَا)
(تبارك الله)، (أطــــاع الله) * عليــــه قِسْ شواهـــداً أشباها
الحالة الثانية: ترقيق اللام
وإن يكن ما قبـــلَهُ مَكْسُورَا * وَصْـــلاً وفَصْلاً ظــــاهراً تقديرا
أو: كانتِ الكَسْرَةُ ذِي أصْلِيَّهْ * أوْ: وَرَدَتْ عارضَـــةً سَـــوِيَّهْ
(منْ يَهْدِه اللهُ) و(بسم اللهِ) * كم ذا (يُنجِّي اللهُ) مِنْ دَوَاهي
الدرس السابع عشر:
حكم لام الفعل، مع حالتيه: الإدغام، والإظهار
يطالُ لاَمَ الأَفْعُلِ التّسْكينُ * في آخِرٍ وَوَسْـــــــــطَهُ تَبِـــينُ
وحُكْمُهَا الإْدْغَامُ والإظْهَارُ * في لغةِ الضَّادِ لَهَا أسْـــرَارُ
الحالة الأولى: الإدغام
فالأول يَكُونُ في حَرْفــــيْنِ * لاَمٍ وراءٍ جـــــا عَـــــــلَى صِنْفَيْنِ
مِثالُهُ: (قُلْ رَبِّ زِدْني عِلمَا) * كَذَاكَ (...لا أسألكم) خُذْ فهْمَا
بــذا نطقنا الحرْف بالتشديد * دلاَلةَ الإدغَــــــامِ فِي تَــــــــرْدِيدِ
الحالة الثانية: الإظهار
وعند إظْهارٍ يُصيبُ الأحْرُفَا * عَدَا إِثنيــــن: اللامِ والراءِ اعْرِفَا
مثال إظهارٍ (حملناهُ) و(قلْ * سُبْحَانَ ربّي) لاَمُ فِعْــلٍ قَدْ هُمِلْ
هَذَا أخي الإظْهَارُ إن تَسْتَوْعِبِ * ما كان شادي الحي يَوْماً مُطْرِبِ
الدرس الثامن عشر:
حكم لام (هل وبل):
للامِ هَلْ وَبَلْ حَلْتانِ وهُمَا: * إدْغامُ إظْـــهَارٍ ألاَ فافْهَمْهُمَا
الحالة الأولى: الإدغام
أولاهُمَا الإدغـــامُ يَأتِي بَعْدَا * لامٍ لهلْ أو: بلْ تَحــــــرَّا الرُّشْدَا
(فَهَل لَّنَا) (بل ربّكم) فابْتَهِلِ * كذاك (بل لا تكرمون) فاعْقِلِ
فالنُّطْقُ بِالتَّشْدِيد حَتْماً يَقَعُ * مـــــا في اتبـــــاعِ ما هناك بِدَعُ
ولم يَقَعْ في المُصحفِ الشَّرِيفِ * رَاءٌ وبَعْـــــدَ لاَم هل مَعْطَـــــوفِ
الحالة الثانية: الإظهار
يَتْبَعُهُ الإظهـارُ مِنْه فاحْذِفِ * لاَماً وَرَا واجْنـــــحْ لبــــاقي الأحرفِ
(فهل ترى) (بل علموا) (وهل أتى) * تبدُو بلفظٍ ليْس تُدْغَمْ يا فتى
الدرس التاسع عشر:
حكم الميم الساكنة:
الميم بالتَّسْكِينِ ذي مُنْقَسِمَهْ * نوعين، ميمُ الجَمْعِ ذي مُلْتئِمَهْ
دَلَّتْ على جَمْعٍٍ جَرَى مُذكَّرِ * يَجُورزُ للْمُحِقِّ أو: للمُفْتَرِي
مثاله: (أنتم عليهم) و(لهم) * (الهاكُمُ) و(هَاؤُمُ) و(مِثلَهُـــــمْ)
وقد يَجِي جَمْــــــعٌ على تَنْزِيل * بقصْدِ تعظيمٍ أوِ: التَّهْــــــويلِ
وقال بعضٌ: إنَّ مَعْنَى الجَمْعِ * يأتي بحقِ اللهِ حسْبَ الوُسْعِ
وما خلقنا لِلسماوات كما * في رائِعِ الآياتِ ذَا قَدْ أُحْكِمَا
وفي سِوَاه الجَمْعُ قَدْ جَاء ادِّعَا * يَكُونُ مِنْهُ قَاصِداً تنطُّعَا
الدرس العشرون:
أقسام الميم الساكنة: الميم الأصلية:
أُتْلُ (ألَمْ يَعْلَمْ) كذا (أمْ خُلِقوا * من غير شيء) ذَاكَ حُكْمٌ مُطْلَقُ
للميم أحْكَـــــامٌ ثلاثة وهِيْ * إخْــــفَا وإدْغــــــامٌ وإظْـــــهَارٌ بَهِــــي
الحكم الأول: الإخفاء
فالميمُ تَخْفَى قبل حرف الباء * شِفَاهِياً بالغُنَّةِ الحسنَاءِ
فلا تزُمَّ الشَّفتَيْنِ مُطْلقا * فتظْهَرَ الميم مَعَ البا في اللّقَا
أتى بريح الأهل طيبُ الآسِ * (وَلم أكـــن بعهدهـم بناسِ)
وتلك ميمٌ في الكتاب تُرْسَمُ * بغير شكْلٍ واللبيبُ يَفْهَمُ
الحكم الثاني: الإدغام
في مِثْلِها تُدْغَمُ هَذِي الميمُ * بالكُلِّ والإدغَامُ ذَا تَتْمِيمُ
الدرس الحادي والعشرون:
ينقسم الإدغام: إلى تام، وناقص
فَذُو تَمَامٍ مِنْ حُرُوفٍ أرْبَعَهْ * مِيمٌ ونُونٌ وكذا لاَمٌ وَرَهْ
الإدغام الناقص:
ونَاقِصٌ بالباء والواو اقْتَرَنْ * لاَ تشْكُوَنْ فِي العلومِ-مِنْ-وَهَنْ
في الأول فالحرف المدغم اخْتَفَهْ * عند انطلاق الصوت ذاتاً وصفَهْ
وفي الثَّنِي اختفاءُ هذا المُدْغَمِ * ببعض أحكامٍ (لِغُـــنَّهْ) فافْهَمِ
عند التقا النون بـيـــــا والواو * أقــــــبـــل على دروسنا يا رَاوِي
كذا معَ الإطباق عند الـــــطَّاءِ * لَـمَّـــــــا تَــــلاَقَى مَـــرَّة بـــــالتَّاءِ
كذاك الاستعلاء عند الــقـافِ * في أحدِ الوجـــــهــين صُحْبَ الكافِ
الدرس الثاني والعشرون:
أحكام المدّ وأقسامه وتعريفه:
المَدُّ يــــــــعني لغـــــةً زيادَهْ * والمَــــــطَّ يـــــا مُريدُ خُذْ إفَـــــادَهْ
مثال: (يُمْدِدْكُمْ) بمالٍ أي: يَزِدْ * كُمْ، فاشْكُر الله على فَضْلٍ ويَدْ
إن تَصْطلحْ أطِلْ زَمَانَ الصَّوْتِ * بحرفِ مُــــــجْهَرٍ كذا أوْ: خَــــــفْــــتِي
عند اعتراضِ همزةٍ أو: ساكِنِ * فاتْلُ بِلهجِ الخــــــائِفِ والآمِــــــــنِ
وعَكْسُهُ القــصْرُ أو: التَّقْصـــــيرُ * لاَيَسْتَوِي العــــــــاجِـــزُ والقَـــــــدِيرُ
فالقصْرُ حَبْسٌ عند أهْلِ اللّغَةِ * وفي اصطلاحٍ حرفُ مَدٍّ مُثْبَتِ
مِن غير مَا زيَّــــــادَةٍ عليه... * فَــــــلاَ تَمِلْ عَــــــنْهُ ولاَ إليْــــهِ
وأحْرُفُ المَدِّ ثَلاَثٌ فــــــاعْلَمِ * (أيُــــــو) تُقَالُ في اتساق مُحْكَمِ
فألفٌ ما قبلــــها مَفْتُـــــــوحُ * مثال: (المال) (قـــــال) ذا تَوْضِيحُ
والياءُ ذِي ما قَبْلَهَا مَكْسُورُ * (حينٌ)، و(قِيلَ)، (الْفِيلُ) ثم (العِيرُ)
والياءُ ذي سَـــــاكِنــــةٌ مَضْمُومُ * ما قبـــــلها، فَسِــــــرُّهَا مخْـــــتُومُ
نحو (يقولُ)، (الطورُ) و(الرسولُ) * وغيرُهـــــا مــــا قصدُهُ مَأمُولُ
وكُلُّ ذَا يُسْمَى بِمَدٍّ أصـــــلي * أو: الطبيعي فــــــاكتُبَنَّ وامـْــــلِ
الدرس الثالث والعشرون:
والمَدُّ ذَا أقْسَـــــامُهُ إثْنـــــــــــَانِ: * أَصْلِي وفرعِي، فاسْتَمِعْ بَيَانِي
فالأوَّل الذي بـــــــلاَ تَــــــوَقُّفِ * بِالهمز والتسكينِ صَاحِ فاعْرفِ
الله نورٌ لِلســــــــماوات[9] بلـــــــى * سُبْحَــانه قد جَلَّ ربّـــــاً في العُلاَ
وثَـــــــمَّ كلــــــــمتان في القـــــرآن * قد ضمَّتَا محـــــاسِنَ البــــــــــيانِ
مدُّ الطبيــــــعي في أنا متى يليـــ * ـها حـــــرْفُ غير الهمز هَيَّا رَتِّلِ
أوْ: هــــمزُ مكْسُورٍ بخفض الـمَخْرَجِ * في رقّــــــــةِ الصـــوتِ بِهَا فلتَلهَج
نحوُ (أنا خــيْرٌ) كذا و(إنْ أنَا * إلا نذيرٌ) فــــــافهمنَّ قصْـــــــــــدَنَـا
أوْ: إنْ وقفـــــــــنَا مَـــــــــرَّةً عليْـــها * مَدٌّ طبـيعيْ فــــــــافْطِنَنْ إليــــــــْها
فِي حَرْكتـــــــينِ ضَــــــمّ أصْبُعَيْنِ * أو بَسْطَهَــا مِن دُونَ أَيِّ مَيْـــــــــنِ
ولفْـــــــــــــظُ لكــــــــــــــــنَّا هُوَ يُزَالُ * ألفُهَا يَطَالُــــــــــــــــــهَا إجْمَـــــــــــــالُ
فــــــــــاقرأهُ لكـــــــــنَّا وَمُدَّ حَال الوقْفِ * مَدّاً طبيعــــــــياً بُعَيْدَ الحــذْفِ
الدرس الرابع والعشرون:
أسباب المد:
وقِــــــفْ على أسْبَــــــــاب مَدٍّ وهِيَا * ثــــــلاثـــــَةٌ تُفيـــــــدُ مِنْــــهَا شَيَّا
هَمْزٌ سُكونٌ بعْدَ هَذَا شــــدّةُ * تحلو بـــــــــها على اللســــانِ مَدَّةُ
أحكامه ثلاثة:
أحْكَامُهُ ثَلاَثَةٌ مَعْرُوفـَــــــــــهْ * بمُسْتَحَبٍّ رَمْزُهَا مَوْصُــــــوفَهْ
أولها الوجــــــوبُ فالجـــــــوَازُ * ثـــــمُّ اللُّـــــــزُومُ لِي بـــــه إعــزازُ
فَمَدُّ وَاجــــــبٍ لهُ اتِّصَــــــــالُ * ولا بـــــــهذا المُقْــــــتـَــــضَى أمْثالُ
فَحَرْفُ ذا المَدِّ يجي مَعَ السَّبَبْ * في كِلْمَةٍ واحدةٍ تقْضي الأرَبْ
وذا السَّبَبْ هَمْزٌ فَكُنْ ذَا فِطْنَهْ * تخرجْ مِنَ الدَّرْسِ بأوفَى حِصَّهْ
نَحْوُ (النّبِيْ) (جاء) مع (الملائكهْ) * كذا (تَبُوْأَى) كلُّ نَفْسٍ هَالِكَهْ
هَذَا يُسَمَّى واجِبـــــــاً لِكَــــــوْنِهِ * مُدَّ بأكْـــــــثَــــــرْ حَــــركتيْنِ فاعْنِهِ
فعندَ أزْرَقٍ تمَـــــــــامُ مَــــــــدِّه * سِتَّـــــــــةُ حَرْكَــــــاتٍ بــــأصْلِ حَدِّهِ
وعِنْدَ حفْصٍ خمسَةٌ أو: أربَعَهْ * تَشْرَحُ صَدْرَ المَرْءِ مِن فرْطِ السَّعَهْ
الدرس الخامس والعشرون:
المد الجائز وأقسامه:
ومَدُّ جَـــــــــــائزٍ يجـــــــــــــُوزُ مَــــدُّهُ * أو: قصْــــــرُه إذ يسْتحــــيلُ رَدُّهُ
أقْسَــــــامُه أربـــــــعةٌ: مُنْفَصِلُ * إن تـــــــرغبُــــوا في فَهْمِهِ فلتسألوا
يَكُونُ حَرْف المَــــــــدِّ جزماً آخِـــرِ * الكِــــــــلْمَة الاولى جَابِرٍ لِلخـــــاطرِ
والسَّبَــــبُ الهمزُ بأولى الكِلْمَةِ * والثـــــــانيهْ فانْشــــــقْ عَبيرَ النَّسْمَةِ
وعِنْدَ وَرْشٍ رَاوِيــــــاً عن أزْرَقِ * مِقدارُهُ حَرْكَاتُ ستٍّ فاحذقِ
مثـــــال: (إنّــــــَا أنزلنــاهُ) أَنبُـــــهِ * (يــــــا أيُّها) وقِسْ ولا تعبأْ بِهِ
و(هـــــــؤُلاءِ) ثُـــــــمَّ (في أيَّــــــــامِ) * ذُق فكرتي، واستوعِبَنْ كلامِي
ومَدّ عـــــــارِضٍ وللسُكونِ * وقبــــــل حَــــــــرْفٍ مُحْركٍ ذِي ليــــــن
إذْ أنَّنــــا نقِـــــفْ عَلَيْهِ بالسُّكُنْ * مجتهــــــــداً في كلِّ دَرسٍ لِتَكُنْ
مِثالُ قــــــول رَبِّ (العَــــــــالمينَ) * أضِــــــفْ إليْه رحمةَ (العالـــــينَ)
يجـــــوزُ فيه الأوجُه الثلاثـــــــــهْ * لَدَى جَمِيــــــــع القُـــــــــرَّاءِ الثُّبَاتَهْ
قصْرٌ تَوَسُّـــــــطٌ كذَا إشبَـــــــاعُ * قد فاز مَنْ إلاهَهُمْ أطــــــــاعُوا
الدرس السادس والعشرون:
حكم مد البدل:
مدُّ البَدَلْ همزٌ لحرْفِهْ قد سبقْ * يَجوز بِهْ مَـــــا مَـــــرَّ عند الأزْرَقْ
وسائــــــر القُراء مَــــــــدٌّ وَاحِدُ * لَدَيّهِمُ هُـــــــــوْ قَصْرُهُ يـــــا ماجدُ
يُسْمَى بَدَلْ لأَنَّ أصلهْ "أّدركُوا * ذا" همزتان ساكنٌ ومُحْرَكُ
فأبْدِلِ الســـــاكِنَ حَرْفَ مَدِّ * بحَسْبِ حَرْكَةِ الأُلى فاسْتَـــهدِ
فَنَـــــعْتُهُ مَدُّ بَدَلْ حقيـــــــقيْ * فانْزلْ على الإقــــــرار والتَّصْدِيقِ
(آمَنُ) (ءَأْمَنُ) و(أُوتِي) بِذَا * (أُؤْتِي)، (إِيمانًا) (إِئْماناً) كَذَا
كَذَاكَ (الأُولَى) (الاُولَى) (الآخِرهْ) * (الاَخِرَهْ) الآصرهْ الاَصِرَهْ
(اْلآخِرِ) (الاَخِــــــــرِ) ثم (اْلآيَـــــةِ) * تخفيفها يُرعى في المَثُلاَتِ
وثَمَّ ما يشــــــبهُ مَدَّ البَــــدَلِ * فاحْرِصْ على الإخلاص في ذا العَمَلِ
نحْوُ (وَرَاءِيْ) (وَلْيَسُوؤُا) ضِفْ لَهَا * (تَبَوَّءُو) أدْرِكْ بعقلٍ سِرَّهَا
(جآءو)، (رَءُوفٌ)(سَيِّئَاتٌ) جـانِبِ * وانْهَضْ إلى الخيْرِ بعزمِ الواثِبِ
إنْ حُقِقَ الهمزُ كـــذا إن سُـــــهِّلاَ * مَدَّ البَدَلْ يُمَدُّ فَوْراً قـــــل بلى
أو: أُبْدِلَ حَــــــرْفاً هناك آخَرَا * يُــــــضِيفُ للألْبَـــــــابِ فِكراً نَيّرَا
نحو: (من السمــــاء •َايَةً) كذا * يَــــــاسَعْــــــد مَن بفهــــــمها تلَذَّذَا
أو: نُقِــــــلتْ حَرْكَتــُهُ لِسَـــــــــاكِنِ * مـــــا قَبــــــــلَهُ، ذَا بالإلهِ آمِـــــــــنِ
نحو: (فمَنُ أُوتِيْ) كذا (الإيمَانُ) * قد جَلَّ في عليَائِهِ الرحْمَانُ
وإن يكن أصلُ البدلْ همــــــزيْن * قــــد وَرَدَا معـــــاً بحرْكتيْن
مثالُ: (آلِدُ) و(آمنــتم به) * آجلهم جا أصْغِــــيـــنَّ وانْبَهِ
و(جَاءَ آحدْ)، في السما إلهُ * يَراكَ–جــــزماً-وإن لم تراهُ[10]
ما لم يكن فيه سبــبْ لِلْمَدِّ * مثــــل السكــــــون بالرسول فاقتَدِ
مثال: (ءآشْفقتُم) كذاك شــدَّةِ * (آمّين) فاقرأ في خشوع المخْبِتِ
فلا يَجُـــــزْ توَسُّــــطٌ إشبــــــــاعُ * مَنْ يَمْـــــلِكِ النَّفْــــسَ فذا شُجَاعُ
وبالتَّوسّطْ أربـــــــعي الحرْكاتِ * يَـــــــتْلُوا المَـــغَــــــاربَهْ بِمُسْـــــــتَثْنَاةِ
فـإنْ أَتَى الهَمْزُ بُعَيــــْد سَــــاكِــــنِ * مُصَــــــحَّحٍ مُتَّصِــــلٍ وَوَازِنِ
يكـــــون قصـــرُ ذَا بحرْكـتـــــين * يَلُـــــــوحُ فيـــــه كـــلُّ شيءٍ زَيْــنِ
مثاله: (القرآنُ) (مسْئولون) * كذلك (الظَّمــــئَانُ) كُـــــنْ أميــنَا
يَاءُ (إسْرَائيل) بهَا قَصْرٌ فقطْ * يا حبَّذَا النَّدى على زَهْر سقطْ
وألــــــفُ التَّنْــــــوِينَ إنْ تُصَـــــدَّرِ * بالهَمْــــــزِ عنها يُـــــــوقَفُ بِالقَصْرِ
(شيْئاً) فــ(شيْئاً) او: دعاءً (دُعاءَا) * مَا أجْمَل الإصْبَاحَ والإمْسَاءَا
وما أتى مــــن بعْدِ همز الــــــوَصْلِ * فَــــــنَلْ مِنَ التحصيلِ كــــــلَّ فَضْلِ
(إِيتِ) (إيتُوني) (المَلِكُ إيتوني) * (لقآءنا اَيتِ) أذْهِبَنْ شجُونِي
أمَّــــــا يُؤاخــــــذ وكذا اشِتقاقُهْ * يكـــــــون قـــــصرٌ قــــالــــهُ نُحَاتُهْ
والقصر في (الآن) يكون ذا وقدْ * فُزْتُمْ فلا تُشـْـــغَلْ بــــــأمْس أو: بِغَدْ
والمَدُّ فـي الأَوَّل أيْ (ءا) يُــــــمَدّْ * سِتَّـــــة حَـــرْكَاتٍ عليها المعتَمَدْ
(عـــــــادا الاُّولَى) مَدُّهَا في الاُولَى * طبيعيٌّ ربِّ اهــــدنا السَّبيلاَ
إنْ جَاءَ همزُ الوصل بَعْدَ مَدّْ بَدَلْ * يُحْذَفُ وَصْلاً ثَبَتا وقْفَا حَصَلْ
مثال: (لما ترآءا الجـــــمعــــــانِ) * كَذَا (أســــآوا السُّــــوأى)دون مَيْن
الدرس السابع والعشرون:
حكم حرف اللين بعد حركة:
إن حَرْفُ[11] مَدّ بين همزتين * في سِتِّ حرْكاتٍ يُمَدُّ دُونَ مَيْنِ
في (بُرءاءُوا) أو: (جآءو أباهُمْ) * لَمْ يَخْلُ خِـــــبٌّ[12] من ذُلِ[13] نِدَاهم
إن حَلَّ حَرْفُ اللينِ بَعْدَ فتحَةِ * والهمْــــــزِ قَـــدِّرْ أربَـــعَنَّ حَرْكَةِ
(شيءٌ) و(سَوءاتهما) (كَهَيْئة) * كـــــذلكم (لاَ تَيْــــأَسُوا) من رحمَةِ
واسْتَثْنِ منْ ذا صـــاح كِلــــْمَتَينِ * (مَــــــوْئِلاً) (المـــوْءُودَة) ما أعني
فليس ثَم فيهــــــما من مَدِّ * فَفَتّــــــحِ الذِهْن وزد في الــــــكــــــدِّ
يكــــــون مَدّ اللين أو: تــــــوسطُ * إنْ جـــــا بساكــــنيْـــــنِ نطقٌ خَطُّ
(لاَ رَيْبَ) و(البيْتْ) كذاك (الموتِ) * بفاصِلٍ يـُحَدُّ مَجْرى الصَّوْتِ
الدرس الثامن والعشرون:
المد اللازم وسببه:
والمــــــدُّ لازمٌ يكـــــــون السَّبَبُ * فيه سكـــــــــون، شِدَّةٌ يا عَرَبُ
بذاك سمـــــــاه بلى القـــــــراءُ * بسِتِّ حــــــرْكَــــــاتٍ لَهُ إنَبــــــَاءُ
قِسْماه كِلْمِيٌّ كــــــذاك حرْفـِي * جلت صفــــاتُ ربّنا عن وصفِ
فالأول يكــــون في كِلْمَهْ أصِخْ * وقــــــل لوجْــــــهٍٍ فاتِنٍ لا تنتفِخْ!
مثـــــاله: (مَحْيَـــــــآيَ) جُلْ تمعَّنْ * و(الحــــــــاقةُ) (الضَّــــاليـــــنْ) أوْ: تفَطّنْ
نوعــــــاه: كِلْمِيٌّ مُثَقَّلُ يُعَدْ * لن تبلــــــــغ النجَـــــاح إِن لَمْ تجتهِدْ
(تتَّبِعَـــــــانِّ) في إيثارِ الحاجَةِ * كَــــــــمْ ذَا يَفِي ذُو نجدةٍ بِحَاجَةِ
فسبَبُ المَدِّ هُــناك الشَّدَّةُ * قد تَمْــــــــنعُ الفقـــــــير مـــــنا عِـــفَّهْ
المد لازمٌ يكون حَــــــــرْفي * في أحرف تقطعَتْ بالصُّحْفِ[14]
نوعاه حرفيٌّ يجي مُثَقَّلاَ * مُخَفَّفاً يَسْبِي السَّرَاةِ العُقَلاَ
في الأول السَّبَبْ هو الإدغامُ * كما أشَرْنا، حبذا الإقدامُ
مُخَفَّف السَّبَبِ ساكِنُ الصِّفَهْ * كالمدّ ثاني مَطْلَعٍ لِلبقَرهْ[15]
والمدُّ ثانيٌّ وثالثٌ يُعَدْ * بمطلع الأعراف جزماً يُعتمَدْ
الدرس الأخير (الرجز)، بعنوان: (الستر المكشوف عن أسرار الحروف).
الحمد لله على شتى النِّعَمْ * رب السماوات وبارئ النَّسَمْ
لحرف راءٍ رابعُ الأحكامِ * فَخِّمْ ورَقِّقْ رومُ أو: إشْمَامِ
هذا الأخيرُ ضمُّ شَفْتَيْنِ لَدَى * وقْفٍ، فكنْ يا طالباً مُجتهدا
مواضعُ التفخيمِ خذها سبعهْ * إنـْفِ عن الإسلامِ كلَّ بدعهْ
إن كانت الراءُ أخي مضمومهْ * "رُوحٌ" و"رُحْماءُ" فخذ معلومهْ
وإن يُصِب (ذي) الراءَ فاعلمْ فتحُ * "يا ربِّ" "قدْراً" نِعْم ذاك النصحُ
إذا تجيء ساكنهْ يا خِلِّي * بُعَيْد فتحٍ مثلُ (برداً) (خَردلِ)
وإن تكنْ بُعَيْد حرفٍ ساكنٍ * واستثنِ ياءً واقعاتٍ فافطن
وقبل ذا فتحٌ بلى أو: ضَمُّ * و"الأمرُ" زِدْ "خُسْرٍ" لديكَ فهمُ
إن تكُ ساكنَهْ بُعَيْد كسرِ * عارِضْ كــ"ربِّ ارجعون" فادْرِ
وبعد كسرٍ أصليٍّ وإن تَكُنْ * ساكنةً بُعَيدَ حرفٍ مُقتَرنْ
من أحرف استعلا بها قد اتَّصَلْ * في كلْمةٍ واحدةٍ ما قلَّ ودلْ
ذا الشرطُ لم يحصلْ سوى في خمسِ * كِلْمٍ وردْنا في الكتاب الأقدسِ
مثال "إرصاداً" "لبالمرصاد" * "قرطاسٍ" "مِرصاداً" بذاكَ نادِ
وأحرُفِ استعلاَ بذي الألفاظ * مجموعةٌ في (خُصَّ ضَغْطٍ وقِظِ)
وسُمِّيتْ بأحرف استعلاءِ * لكونها مُضَخَّمَهْ يا ناءِ
ترقيقُ راءٍ في مواضعْ خمسَهْ * قد فازَ مَن قَدَّرَ يوماً نفسَهْ
إن تك مكسورهْ وساكنهْ أجَلْ! * بُعيْدَ كسرٍ أصليٍّ بها اتصَلْ
في كِلْمَةٍ واحدةٍ ولم يَقَعْ * حرفٌ ِلأعْلاَ بعدها لها تَبَعْ
كما يقوله تعالى: "مِرْيَهْ" * "فرعون" "ناصِرْ" قدْ قُدِرْ وقْفِيَّهْ
إنْ تكُ سَاكِنَهْ وبَلْهْ مُطْرَفَهْ * بُعيدَ حرفٍ ساكنٍ ما ألصقَهْ
سوى اليا وقبل هذا الحرفِ * كسرٌ وُقيتَ عَثْرَةً يا إِلْفِي
كــ"السحر" و"الذكر" وذاك يَطْرَا * إلا بحالِ الوقْفِ أو: عند الرَّا
فإنْ وَصَلْتَها تحركت وجا * حكمها بحسْبِ حرْكٍ فانْهَجَا
إن تك بعد ياءٍ ساكنهْ بها * تَطَرُّفٌ نالَ المُنَى مَن خَطَّها
"نذيرُ" زِدْ "قديرُ" زِد "بصيرُ" * ثم لِمَن حاز الهُدى سُرورُ
إن تكُ خِلِّي، بعد كسرٍ أصلي * ساكنة بعدها حرفٌ عَالِي
وكان عنها فاعلمنْ منفصِلاَ * قد بيَّن اللهُ لنا ما أُشكِلاَ
"ولا تُصَعِّرْ" ثم "أنذِرْ قومك" * فاصبرْ لِتحظى بالرجا أو: تُدركا
خاتمة:
فنسأل الله بلى توفيقَا * وأن يُرِي الحق لنا طريقَا
فكل سهوٍ أو: خطا في قولنا * غفره الله بفضله لنا
ـــــــــــــــ
[1]-يتم تسكين بعض الكلمات داخل الأبيات حفاظاً على سلامة الوزن واتساق الإيقاع مثل قولنا: (طَرَفُهْ).
[2]-ينبغي إدغام هاء الشفه في السين السفلى كي يستقيم الوزن، وذلك بدون نطق الهاء في الشفه هكذا: (بطن الشَّفَة السُّفْلى).
[3]-الخشف هو: ولد الغزل.
[4]-رَيّفِ: أي هيِّناً-وريّف يسيرٌ أو: للمحب المُدْنِفِ- أي: المريض. يقال: فلان دنف، إذا كان مريضاً.
[5]-هذا البيت-ليس من نظمي-جمع فيه ناظمه: (حروف الإخفاء وهي خمسة عشر): الصاد-والذال-والثاء-والكاف-والجيم-والشين-والقاف-والسين-والدال-والطاء-والزاي-والفاء-والتاء-والضاد-والظاء. انظر: (مرشد المريد إلى علم التجويد) (ص:9).
[6]-وقلت أيضاً:
صُنْ ذات حُكْمٍ شَخَّصَتْ سَمْتَ القَدَرْ * طِبْ زَيْدُ نفساً وارتقب ضوء الظَّفَرْ
[7]-أصيخا: أي: اسمعا، (وريا): أي: انظرا. والألف بعد الواو في وريا زيدت للوزن فقط.
وقلت أيضاً:
بَغَت الحبيبة ذات غَنْجٍ بل: خَفَرْ * كوفيةٌ سقت المُتَيمَ فاسْمَهَرْ
[8]-هذا البيت-ليس من نظمي-ومما ينبغي أن تعلموا يا أولادي أن علماء التجويد ذكروا أن لحرف اللام في التجويد أربعة أحكام، هي: التفخيم، والترقيق، والإظهار، والإدغام...
ثم ذكروا أن الإدغام: أن ندغم اللام التي قبل الحروف الشمسية فلا نَلفظها في تلك الحروف الأربعة عشرة الباقية من الحروف الهجائية، وهي مجموعة في أوائل كلمات هذين البيتين:
طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ * دَعْ سُوء ظنٍّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرَمْ
[9]-فيه إشارة إلى الآية: (35) من سورة النور: (الله نور السموات والارض).
[10]-الدال في (آحدٌ) ساكنة للوزن، وقولي: في السما إلهُ، قصدت الآية رقم: (84) من سورة الزخرف، وهي قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إلهٌ)، وقولي: (وإن لم تراه) بإثبات ألف بعد الراء مع أن الفعل مجزوم، لضرورة الوزن لا غير.
[11]-وقولي: (إن حرف مد)، معناه: (إن حَلَّ حرف المد بين همزتين...).
[12]-المراد بالخب هنا: المخادع الذي يخدع الناس.
[13]-بكسر اللام المخففة.
[14]-فيه إشارة مني إلى الحروف المقطعة.
[15]-إشارة إلى الكلمة الأولى-الحروف المقطعة-من سورة البقرة: (الم...).
.........................
ملاحظة كانت هذه المنظومة عبارة عن دروس متفرقة يلقنها الشيخ لأولاده عند زيارتهم له بالسجن المحلى بتطوان ...!!!
فك الله أسره .
تعليق