تَــقْــدِيم
في زمن الهزيمة و الذلّة...و بين دياجير الباطل المتبجِّح..و من رحم الخطوب الجسام التي تعصف بأمّة الإسلام الجريحة..يولد رجال يحملون مشعل الهداية و السداد..و بدمائهم و أشلائهم يسطّرون طريق الخلاص و الرشاد..فما أجمل أثرهم على النّاس..و ما أقبح أثر النّاس عليهم..
و من هؤلاء الرجال الأفذاذ : الشيخ المجاهد و الإمام الزّاهد و حامل القرآن و العامل به :
الشيخ يَخْلَفْ شَـرَّاطي..ذلك الدّاعية الذي قتله طواغيت الجزائر برصاصة في رأسه بعد أن أبى أن يستسلم و آثر الشهادة في سبيل الله...قتلوه وما نقموا منه إلاّ أنّه جهر بكلمة الحق في وجه سلطانٍ مرتدّ أبى أن تحكم شريعة الله في الأرض..قتلوه و هو الذي لا زالت قراءته النديّة للقرآن تتغنّى بها الشفاه ... و ذكراه العطرة يحنّ إليها منبر مسجد "حيّ الجبل" الذي ارتقاه فقيدنا فبكى و أبكى كثيرا من القلوب..
الدّاعية المغتال الشيخ يخلف شرّاطي –رحمه الله-و الذي نحسبه شهيدا عند الله،هو من الدعاة الذين لم يُنصفوا و نسيتهم ذاكرة كثير من الجزائريين رغم أنّه من الرجالات الذين إذا ذكروا فلا بد لهم من وقفة للترحّم و الذكرى.
لقد كان رحمه الله إماما و مدرّسا في حي الجبل بالعاصمة،و قد كان متخصّصا في علم أحكام التلاوة بعد أن أكمل دراسته في جزيرة العرب وتخرّج من جامعة أمّ القرى ثمّ رجع إلى الجزائر لينشر علمه و يسهم في الدعوة إلى الله.
و كان رحمه الله من الأوائل الذين صدعوا بكلمة الحق و أفتى بوجوب قتال الحكّام المرتدّين في الجزائر، و وقف وقفة سالم t يوم اليمامة و لسان حاله يقول:«بئس حامل القرآن أنا إن أُتيتم من قبلي» فطورد ثمّ ألقي عليه القبض،و بدأت معه رحلة التعذيب الطويلة لإرغامه على التراجع عن الفتوى التي أصدرها،لكنّه أبى و أخذ بالعزيمة فذكّرنا بوقفة الإمام أحمد يوم الفتنة،و ثبت ثباتا عجيبا إلى أن لقي ربّه بعد سنوات من التعذيب.
أذكر جيّدا تلك الأيّام حين لقيته في مركز التعذيب"شاطوناف" رمضان 1413هـ و الزبانية ملتفّون من حوله ينهشون جسمه الضعيف و هو يكبّر و هم يسألونه في حنق شديد:
أنت الذي أفتيت بقتل الشرطة و الدرك ؟!..
فيجيب رحمه الله:" أنا لم أُفْتِ بقتل الشرطة فقط،بل أفتيت بوجوب قتال كل من يقف ضد قيام الدولة الإسلامية !.. يا ناس هذا ليس كلامي بل كلام علماء الإسلام و أقوال سلفنا الصّالح عبر العصور "..و راح رحمه الله يسرد فتاوى العلماء في ثبات لا مثيل له،و هم ينهالون عليه باللطم و الركلات و هو يردّد:الله أكبر..الله أكبر..
و ظلّت هذه الصورة تتكرّر معه هناك ثمّ بعد دخوله السجن و استمرّت معه حتّى مقتله رحمه الله.
و لقد ابتلي ابتلاء شديدا حتّى نقص وزنه كثيرا،و أصبح هزيلا نحيفا بصورة ملفتة،و ظلّوا يساومونه طيلة الأعوام التي سجن فيها و لكنّه لم يجبهم،ثمّ جاءت مجزرة سجن سركاجي ليغتنم الطغاة الفرصة و يجعلوه رقما من أرقام ضحاياها،بل من أوّل الرؤوس التي اختارتها أيدي القنّاصين،فأصابته رصاصة في رأسه لترديه قتيلا بعد أن بذل نفسه و أعماره لإرضاء ربّه،فرحمه الله رحمة واسعة.
أشرّاطي: إن القتل حـلوٌ مذاقهُ
بكتك عيون الحاملين سلاحهـم ويبكيك في كل المعـامعِ فـارسٌ
قليلٌ هم الباكـون لكن شأنهم همُ الأملُ المرجوّ في كـل غـارةٍ
إذا كان في ذات الإله يكنْ شـهدُ
إلى سـاحة الهيـجا الغطارفةُ الأُسْـدُ
منيعٌ إذا جاء التصاولُ والجـدُّ
عظيم لـدى الهيجا عظيمٌ إذا شـَدّوا
على الأمـةِ الغرّاء أرهقها الصدُّ
منيعٌ إذا جاء التصاولُ والجـدُّ
عظيم لـدى الهيجا عظيمٌ إذا شـَدّوا
على الأمـةِ الغرّاء أرهقها الصدُّ
و اليوم و قد مرّ على اغتياله الحول العاشر ...و النّاس في شغل شاغل و همٍّ صارف..بين دنيا دوّارة وسطوة جبارة ...رأينا أن نقدّم هذه الرسالة الطيّبة للشيخ الشهيد-إن شاء الله- وفاءًا لذكراه و تعريفا لشباب الإسلام بعلَمٍ شامخٍ من أعلام الجهاد بأرض الجزائر المسلمة..و هي مذكّرة لتعلّم أحكام الترتيل برواية ورش ..فنسأله سبحانه أن ينفع بها كثيرا من الناس..و أن يجزي مؤلِّفها خير الجزاء ..و أن يدخله الفردوس الأعلى مع النبيين و الصدِّيقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا..و صلّ اللهم على محمّد و على آله و صحبه و سلّم.
[الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال.
جـبال الجزائر الشمّاء 24 شوّال1425ه]
مقدّمة المؤلّف(رحمه الله)
الحمد لله الذي نزّل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا،و الصّلاة و السّلام على من جعله الله نبراس الحكمة،و سراجا منيرا،و على آله و صحبه و التّابعين و سلّم تسليما كثيرا.
و بعد : فالقرآن الكريم هو أعظم كتاب أنزل على أفضل نبيّ أرسل،و قد خصّ الله تعالى هذه الأمّة في كتابهم هذا بما لم يكن لأمّة من الأمم في كتبها المنزّلة،فإنّه تعالى تكفّل بحفظه دون سائر الكتب،قال تعالى:﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾،و لم يزل القرآن الكريم يتلى آناء اللّيل و أطراف النّهار رغم كيد الملحدين و أعداء الدّين الذين لم يستطيعوا النّيل منه لأنّ الله سبحانه و تعالى سخّر لهذا الكتاب علماء أجلاّء دافعوا عنه و أبطلوا كيد الكائدين،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إنّ لله أهلين من النّاس» قيل من هم يا رسول الله ؟ قال «أهل القرآن هم أهل الله و خاصّته» [رواه ابن ماجّة و أحمد و الدّارمي و غيرهم].
و القرآن الكريم رسالة الله إلى الإنسانيّة كافّة،بل تجاوزت الإنس إلى الجنّ،قال تعالى:﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2)﴾[الجن]،و القرآن بخصائصه يعالج المشكلات الإنسانيّة في شتّى مرافق الحياة،فاكتسب بذلك صلاحيّة لكل زمان و مكان،و الإنسانية اليوم لا عاصم لها من الهاوية التي تتردّى فيها إلاّ القرآن،قال تعالى ﴿ فمن اتبّع هداي فلا يضلّ و لا يشقى و من أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى﴾ و المسلمون هم وحدهم الذين يحملون المشعل وسط دياجير ظلام المبادئ الأخرى،فحريّ بهم أن يقودوا الإنسانيّة الحائرة بالقرآن الكريم.
و قد نزل القرآن الكريم مرتّلا و قرأه الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة رضى الله عنهم كما أنزل،و لما انتشر الإسلام في أقطار كثيرة انتشر اللّحن (الخطأ)،و عجمت الألسنة،خاف علماء الإسلام على القرآن الكريم من التحريف و التغيير فقام بعضهم بوضع قواعد تضمن صحّة النطق بالقرآن و سمّوها علم التجويد،و قد أفادت هذه القواعد في المحافظة على كتاب الله حتّى وصل إلينا سليما من التحريف عبر القرون.
و بين يدي القارئ الكريم مذكّرة متواضعة في أحكام الترتيل برواية ورش عن قراءة نافع
من طريق الأزرق،حوت الدروس التي يحتاج إليها الطالب المبتدئ لهذا العلم،جمعت و لخّصت من بعض المراجع القديمة و الحديثة،نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما فيها،و أن يؤدّبنا بآداب القرآن و ينفعنا بعلومه و يعلّمنا أحكامه و تأويله و ترتيله،و يوفّقنا إلى تدبّره و تطبيقه،و نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل...آمين والحمد لله ربّ العالمين.
:::::::::
فـنّ الـتــرتــيل
الترتيل هو قراءة القرآن بتمهّل و إعطاء كل حرف حقّه من إشباع المدّ و توفية الغُنّات و تحقيق الهمزة،و تبيين الحروف و إعتماد الإظهار و التشديدات،و الترتيل و التجويد بمعنى واحد،و هو طريق عملي لرياضة الألسنة و تقويم الألفاظ و به نزل القرآن الكريم قال تعالى:﴿ و رتّلِ القرآن ترتيلاً﴾، و قال أيضا﴿ و رتّلناه ترتيلاً ﴾، و قال النبيّ صلى الله عليه وسلم «إنّ الله يحبّ أن يُقرأ القرآن كما أنزل»[أخرجه ابن خزيمة في صحيحه]،و قد قرأه النبيّ r على أبيّ بن كعب tبأمر من ربّه لتعليمه و إرشاده إلى كيفيّة آدائه و مواضع الوقوف و صيغ النغم فإنّ نغم القرآن قدّره الشرع بخلاف نغم غيره.
و الغاية من الدراسة عصمة اللّسان من الخطإ في كتاب الله،و حكم تعلّمه فرض كفاية على المسلمين،و حكم العمل به فرض عين على كلّ قارئ لكتاب الله و خاصّة فيما تعلّق بالصّلاة،و اعتبر العلماء قراءة القرآن بلا أحكام لحناً(خطأ) يؤثم القارئ بفعله،قال شيخ المقرئين ابن الجزري رحمه الله:
و الأخذ بالتجويد حتم لازم
لأنـّه بـه الإلـه أنـزلا
من لم يجـوّد القـرآن آثم
و هكذا منه إليـنا وصـلا
و قال أيضا في كتابه(النشر في القراءات العشر) :« و لا شكّ أنّ الأمّة كما هم متعبّدون بفهم معاني القرآن و إقامة حدوده متعبّدون بتصحيح ألفاظه و إقامة حروفه على الصفة المتلقّاة من أئمّة القراءة المتّصلة بالحضرة النبويّة الأفصحيّة العربيّة التي لا يجوز مخالفتها و لا العدول عنها إلى غيرها،و النّاس في ذلك بين محسن مأجور و مسيء آثم أو معذور،فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح و عدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح استغناء بنفسه،و استبدادا برأيه و حدسه،و اتّكالا إلى ما ألفه من حفظه،
و استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه فإنّه مقصّر بلا شك،و آثم بلا ريب،و غاشّ بلا مرية،فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :«الدّين النصيحة:لله و لكتابه و لرسوله و لأئمّة المسلمين و عامّتهم»،أمّا من كان لا يطاوعه لسانه أو لا يجد من يهديه إلى الصّواب بيانه،فإنّ الله لا يكلّف نفسا إلاّ وسعها،قال الشيخ الإمام أبو عبد الله نصر بن علي بن محمد الشيرازي في كتابه (الموضّح في وجوه القراءات) في (فصل التجويد)منه بعد ذكره الترتيل و الحدر و لزوم التجويد فيها،قال:"...فإنّ حسن الآداء فرض في القراءة،و يجب على القارئ أن يتلوا القرآن حقّ تلاوته صيانة للقرآن على أن يجد اللّحن و التغيير إليه سبيلا،
على أنّ العلماء قد اختلفوا في وجوب حسن الآداء في القرآن فبعضهم ذهب إلى أنّ ذلك مقصور على ما يلزم المكلّف قراءته في المفترضات،فإنّ تجويد اللّفظ و تقويم الحروف و حسن الآداء واجب فيه فحسب،و ذهب الآخرون إلى أنّ ذلك واجب على كلّ من قرأ من القرآن كيفما كان لأنّه لا رخصة في تغيير اللّفظ بالقرآن و تعويجه و اتخاذ اللحن سبيلا إليه إلاّ عند الضرورة،قال تعالى ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾.إنتهى.و هذا الخلاف على هذا الوجه الذي ذكره غريب،و المذهب الثّاني هو الصحيح،بل الصّواب على ما قدّمنا،و كذا ذكره الإمام الحجّة أبو الفضل الرّازي في تجويده،و صوّب ما صوّبناه و الله أعلم.» إنتهى.
[النشر/الجزء الأوّل/الصفحات210-212].
و الترتيل أشرف العلوم الشرعيّة لتعلّقه بكتاب ربّ العالمين،و قد كان الصحابة رضي الله عنهم يتلونه حقّ تلاوته،حيث يشترك في الترتيل اللسان و العقل و القلب،فحظّ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل،و حظّ العقل تفسير المعاني،و حظّ القلب الإتّعاظ و الإنزجار و الإئتمار.
و أساليب التلاوة أي أنواعها ثلاثة أساليب :
1.الترتيل:و هو القراءة بتوئدة و اطمئنان و اعطاء الحروف حقّها من المخارج و الصّفات،و قد سمّوا هذا الفنّ به لأنّه أشهر طرق الأداء و أفضل أساليب التلاوة و لأنّ القرآن أمر به فقال:﴿ و رتّل القرآن ترتيلا ﴾.
2.الحـدر:و هو سرعة القراءة و إدراجها مع مراعاة الأحكام.
3.التدويـر: و هو التوسّط بين الترتيل و الحدر.
ملاحظـة:
يذكر العلماء أسلوبا رابعا و هو أسلوب التحقيق،و هو قريب جدّا من أسلوب الترتيل،و لهذا استغنينا بهذا عنه.
:::::::::
الإسـتعـاذة:
لا بدّ لقارئ القرآن الكريم أن يبدأ قراءته بالإستعاذة،سواءا إبتدأ التلاوة من أوّل السورة أو أثنائها لقوله تعالى:﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرّجيم ﴾،و قد ذهب جمهور العلماء و أهل الأداء (القراءة) أنّ الأمر بالإستعاذة على سبيل الندب،و ذهب بعضهم إلى أنّه على سبيل الوجوب،أمّا صيغتها ،
فالمختار عند جميع القرّاء:" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "،و أمّا من السنّة فما رواه نافع عن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبيّ r أنّه استعاذ قبل القراءة بهذا اللّفظ،و كلّ القرّاء يجيز غير هذه الصّيغة من الصيغ الوّاردة نحو:" أعوذ بالله السّميع العليم من الشيطان الرجيم ".
و يسرّ القارئ بالتعوّذ إذا قرأ سرّا و يجهر به إذا قرأ جهرا،أما إذا كانت القراءة بالدَّوْرِ (بأن ينهي أحدهم القراءة ليبتدئ الآخر من نهاية قراءته)،يجهر أوّلهم بالقراءة و يسرّ الباقون لتتّصل القراءة.
إذا عرض للقارئ ما قطع قراءته (كسعال أو عطاس أو كلام يتعلّق بالقراءة كتصحيح المدرّس خطأ الطّالب ...)فلا يعيد التعوّذ،أمّا إذا كان العارض أجنبيّا (كتشاغل عن القراءة،أو الأكل...) أعاد التعوّذ قبل بدء القراءة مرّة ثانية.
البسملـة:
لا بد لقارئ القرآن الكريم أن يأتي بالبسملة في كل سورة غير سورة التوبة لأنّ بسم الله أمان،و سورة براءة (التوبة) ليس فيها أمان،بل فيها سخط ووعيد و تهديد للمشركين،و فيها آية السّيف،أمّا إذا ابتدأ التلاوة في أثناء السورة فهو مخيّر إن شاء بسمل بعد الإستعاذة،و إن شاء اقتصر على الإستعاذة.
إذا وصل التعوّذ بالبسملة جاز أربعة وجوه:
1.الوقف عليها و هو الأولى.2الوقف على التعوّذ،و وصل البسملة بأوّل السورة.3وصل التعوّذ بالبسملة و الوقف عليها.4وصل التعوّذ بالبسملة و وصلها بأوّل القراءة.
و إذا فصل بين السورتين بالبسملة أمكن أربعة أوجه:
1.الوقف على آخر السورة و على البسملة،و هذا أحسنها.2.الوقف على آخر السورة و وصل البسملة بأوّل السورة الثّانية.3.وصل الجميع.
و هذه الوجوه الثلاثة كلّها جائزة،أمّا الوجه الرّابع فهو غير جائز،و هو وصل البسملة بآخر السورة و الوقف عليها،لأنّ البسملة لأوائل السور لا لأواخرها.
إذا وصلنا سورة التوبة بسورة أخرى كالأنفال أو غيرها فيجوز لجميع القرّاء الوصل،و السكت (قطع الصوت عن القراءة بدون تنفّس زمنا قدره حركتان) و الوقف.
القارئ مخيّر في الإتيان بالبسملة في غير أوائل السور،إن شاء أتى بها و إن شاء تركها.
ملاحظـة: لورش وجهان آخران بين السورتين هما :1.السكت بينهما 2.وصلهما بلا بسملة.
أحكام النون الساكنة و التنوين:
النون السّاكنة تكون في آخر الكلمة و في وسطها كسائر الحروف السّاكنة،و تكون في الإسم و الفعل و الحرف نحو: ( المُنْخَنِقَةُ،أَنْعَمْتَ،مِنْ...).
و أمّا التنوين فلا يكون إلاّ في آخر الإسم بشرط أن يكون منصرفا موصولا لفظا غير مظاف عريّاً عن الألف و اللاّم،و ثبوته مع هذه الشروط إنّما يكون في اللّفظ لا في الخطّ،إلاّ في قوله تعالى:﴿ كأَيِّنْ ﴾ حيث وقع فإنّهم كتبوه بالنون،و مثال التنوين: (كِتَـابٌ،كِتَابٍ،كِتَابًا)،تلفظ (كِتَابُنْ،كِتَابِنْ،كِتَابَنْ)،و يأخذ التنوين مع أحد حروف الهجاء بعده جميع أحكام النون السّاكنة و هي أربعة أحكام: الإظهـار،و الإدغـام، و الإقلاب،و الإخفاء.
1)الإظهار: الإظهار لغة:البيان و الوضوح، و اصطلاحا:إخراج كلّ حرف من مخرجه من غير غنّة في الحرف المظهر إذا وقع بعد النّون السّاكنة أو التنوين حرف من حروف الإظهار الستّة و تسمّى (حروف الحلق) لأنّها تخرج منه،و هي الهمزة و الهاء و العين و الحاء و الغين و الخاء،و هي مجموعة في أوائل كلمات:"أخي هاك علما حازه غير خاسر" فيجب إظهار النون الساكنة و التنوين عند هذه الحروف نحو: ( يَنْأَوْنَ،مَنْ إِلَهٌ،يَنْهَوْنَ،أَنْعَمْتَ،وَانْحَرْ،نَارٌ حَامِيَةٌ،فَسَيُنْغِضُونَ،مِنْ غَفُورٍ،المُنْخَنِقَةُ،وَ إِنْ خِفْتُمْ،يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ...).
2)الإدغـام: الإدغام لغة :إدخال شيء في شيء آخر،و اصطلاحا هو إلتقاء حرف ساكن بآخر متحرّك بحيث يصيران حرفا واحدا مشدّدا من جنس الثّاني.
إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف في أوّل الكلمة الأخرى من الأحرف الستّة المجموعة في كلمة (يرملون) فيجب إدغام النون الساكنة أو التنوين بالحرف الذي بعدها فيصيران حرفا واحدا مشدّدا من جنس الثاني.
ينقسم الإدغام إلى قسمين:الأوّل إدغام بغنّة،و الثاني إدغام بدون غنّة:
1.الإدغام بغنّة: و حروفه هي كلمة (ينمو) أو (يومن)،و يسمّى هذا الإدغام إدغاما ناقصا لبقاء الغنّة نحو(وَإِنْ يَرَواْ- فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ – مِن وَالٍ – مِن مَّآءٍ –مِن نَذِيرٍ...).
2.الإدغام بغير غنّة: وحرفاه الرّاء و اللاّم (رَلَّ)،و يسمّى هذا الإدغام ادغاما كاملا أو تاما،نحو(فَإِن لَّمْ – هُدًى لِلْمُتَّقِينَ – مِن رَبِّهِمُ...).
ملاحظـة: يجب إظهار النون الساكنة عند الياء و الواو إذا اجتمعا في كلمة واحدة وهي في أربع كلمات في القرآن الكريم(قِنْوَان – صِنْوان – بُنْيان –دُنْيا) فقط،لكيلا يقع الإلتباس بالمضاعف نحو خوَّانٍ(خَوْوَانٍ)أثيمٍ.
تعريف الغنّة : هي صوت لذيذ (أغنّ) مركّب في جسم النون و التنوين و الميم إذا كانت ساكنة و لم تظهر،و مخرجها من الخيشوم،و لا عمل للسان في الصوت،و تمدّ الغنّة بمقدار حركتين ،و الحركة بقدر ما يقبض الإنسان أصبعه أو يبسطها بدون عجلة أو تأنٍ،و الدليل على أنّ الغنّة تخرج من الخيشوم ( داخل الأنف ) أنّك إذا أمسكت الأنف لا يمكن خروجها و إن ضعفت.
3.الإقلاب(القلب):الإقلاب لغةً:تحويل الشيء عن وجهه،و اصطلاحا قلب النون السّاكنة أو التنوين ميما خالصة مخفاةً بغنّة عند حرف واحد هو حرف الباء نحو ( أَنْبِئْهُمْ،مِنبَعْدُ،مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ،...)،و لا بد من ترك فرجة بين الشفتين يخرج منها التنفس عند إخفاء الميم المنقلبة عن نون.
4.الإخفـاء:الإخفاء لغة:السِترُ،و اصطلاحًا:النطق بالحرف السّاكن العاري من التشديد على صفة بين الإظهار و الإدغام.
إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروف الهجاء الباقية و هي ما سوى حروف الإظهار الستّة و حروف الإدغام الستّة و حرف الإقلاب الوحيد،فيجب إخفاء النون الساكنة أو التنوين بغنّة عند أحد هذه الحروفو عددها 15 و هي:
(ص،ذ،ث،ك،ج،ش،ق،س،د،ط،ز،ف،ت،ض،ظ) و هي أوائل كلمات البيت التالي:
صِفْ ذا ثَنا كم جاد شخص قد سَما دُمْ طيّبًا زِدْ في تُقَى ضَعْ ظالمَا
نحو ( و لَمن صبر،ريحًا صرصرًا،من ذا الذي،إلى ظلٍ ذي،و إن كادت،كتابٌ كريم،من جآء،رطبًا جنيّا،جبارًاشقيّاً،الأنثى،الإنسان،تنقمون،من قبل،أندادًا،كأسًادهاقًا،انطلِقوا،حلالاًطيبًا،أنزل، ينفقون،كنتم، ينظرون،من ظلٍّ،منضودٍ،...).
مـلاحظة:الإخفاء حال بين الإظهار و الإدغام،و ذلك أنّ النون و التنوين لم يقربا من هذه الحروف (حرف الإخفاء)كقربها من حروف الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب،و لم يبعدا منهنّ كبعدها من حروف الإظهار فيجب اظهارهما عندهن من أجل البعد،فلمّا عدم القرب الموجب للإدغام،و البعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن،فصارا لا مدغمين و لا مظهرين،إلاّ أنّ اخفاءهما على قدر قربهما منهن،و بعدهما عنهن،فما قربا منه كانا عنده أخفى ممّا بعدا عنه،و الفرق بين المخفي و المدغم أن المخفي مخفّف و المدغم مشدّد،و أنّ غنّة الإخفاء تكون على الحرف المخفي بينما تكون غنة الإدغام على الحرف المدغم فيه.
أحكام الميم السّاكنة:
أحكام الميم الساكنة ثلاثة:1.الإخفاء ،2.الإدغام، 3.الإظهار.
1.الإخفاء:إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف واحد هو الباء تكون الميم مخفاة بغنّة نحو: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ،إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ...)،و يسمى إخفاء الميم الساكنة إخفاء شفويا،و كيفية الإخفاء أن يترك القارئ فرجة بين الشفتين يخرج منها النفس.
2.الإدغام: إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف واحد هو (الميم) تدغم الميم الأولى الساكنة في الميم الثانية المتحركة فتصيران ميما واحدة مشدّدة،نحو: (في قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ،وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ...) و يسمى ادغام الميم الساكنة ادغاما شفويا أو ادغام المتماثلين.
3.الإظهـار:إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف من باقي الحروف الهجائيّة (أي ما سوى حرفي الإخفاء و الإدغام و عددها 26حرفا،فتلفظ الميم ظاهرة من غير غنّة نحو: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ،فَدَمْدَمَ عَليهِمْ رَبُّهُمْ،وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ،...)و يسمى اظهار الميم الساكنة اظهارا شفويا.
ملاحـظات:
·يسمّى كل من اظهار الميم الساكنة و ادغامها و اخفائها شفويا لأن الميم تخرج من الشفة.
·يجب الإعتناء بإظهار الميم الساكنة عند حرفين هما (الفاء و الواو) لئلاّ يسبق اللسان إلى الإخفاء،و ذلك لقرب المخرجين نحو: (هُمْ فِيهَا،وَعَلَيْهِمْ وَ مَا...).
حكم النون و الميم المشدودتين:
تجب الغنّة إذا كانت الميم أو النون مشددة،سواء كانت في كلمة واحدة أو في كلمتين.
فمثال الميم المشددة في كلمة: (فَمَّا،عَمَّ،رُمَّان...) و مثالها في كلمتين: (مَالَهُم مِّن،ءَامَنَهُم مِّن...).
و مثال النون المشددة في كلمة: (إِنَّ،الجَنَّةَ،بُيُوتِهِنَّ،...)،و مثالها في كلمتين: (مِن نَّاصِرِينَ،أَن نَّقُولَ...).
ملاحظة:تجب غنّة الميم أو النون المشددة إذا كانت متطرّفة ووُقف عليها نحو: عَمَّ،إِنَّ،بُيُوتِهِنَّ...).
أحكام اللاّمِ:
للاّم حكمان:التغليظ و الترقيق،إذ التفخيم هو غلظ يدخل على صوت الحرف فيمتلئ الفم بصداه،و يسمّى كذلك التغليظ،لكن المستعمل مع اللام هو التغليظ و المستعمل مع الراء هو التفخيم،أمّا الترقيق فهو نحول يدخل على صوت الحرف فيمتلئ الفم بصداه،و المراد من النحول الضّعف كقولك:إنسان نحيل أي ضعيف ضدّ سمين،و الأصل في اللاّم الترقيق،إلاّ أنّها تغلّظ في بعض الحالات.
حكم اللاّم في لفظ الجلالة (الله،اللّهم):
تغلّظ اللاّم من اسم الله تعالى إذا وقع بعد فتحة أو ضمّة.
1)بعد فتحة:حالة الوصل ،نحو قوله تعالى: (شَهِدَ اللهُ،وَ قَالَ اللهُ،عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ...)مبدوءًا بها نحو قوله تعالى: (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ،الَّهُ رَبُّنَا و رَبُّكُمْ...).
2)بعد ضمّة حالة الوصل،نحو قوله تعالى: (رُسُلُ اللَّهِ،كّذَّبُوا اللَّهَ،يَشْهَدُ اللَّهُ...).
و ترقّق اللام من لفظ الجلالة إذا سُبق بكسرة،سواءً كانت لازمة أو عارضةً،فمثال اللاّزمة: (الحَمْدُ للَّهِ،بِاسْمِ اللَّهِ...)و مثال العارضة: (و لَمْ يَكُنِ اللَّهُ،قُلِ اللَّهُمَّ،أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (تلفظ:أَحَدُنِ اللهُ)...)و معنى عارضة هو أنّ وجودها كان بسبب التقاء السّاكنين.
مـلاحظة:إذا رقّقت الرّاء في نحو قوله تعالى: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ،لَذِكْرُ اللَّهِ،...)وجب تغليظ اللام من لفظ الجلالة بعدها بالنظر لوقوعها بعد فتحة و ضمّة،و لا اعتبار بترقيق الراء قبل اللام في ذلك.
حكم اللاّم في غير لفظ الجلالة:
اختصّ ورش –رحمه الله – بتغليظ اللاّم اذا اجتمعت الثلاثة شروط التالية:
1)أن تكون اللام مفتوحة.
2)أن يتقدّم اللام أحد ثلاثة أحرف:الصاد،أو الطاء،أو الظاء،دون فاصل بينهما و في كلمة واحدة.
3)أن تكون هذه الحروف ساكنة أو مفتوحة.
- [*=center]أمّا الصاد المفتوحة فتكون اللام بعدها مخففة و مشددة،فمثال المخففة: (الصَّلاَةُ،صَلَواتِكَ،صَلَحَ،فَصَلَتِ،فَصَلَ طَالُوتُ،مُفَصَّلاتٍ،و مَا صَلَبُوهُ،...)و مثال المشددة: (صَلَّى،مُصَلَّى،يُصَلَّبُوا،...).
[*=center]ووردت مفصولا بينها و بين الصاد بألف في موضعين: (يَصَّالَحَا،فِصَالاً).
[*=center]و الصاد الساكنة مثالها : (تَصْلَى،سَيَصْلَى،يَصْلاهَا،الإِصْلاَحُ،فَصْلَ الخِطَابِ،...).
[*=center]و أمّا الطاء المفتوحة فتكون اللاّم بعدها أيضا مخفّفة و مشدّدة،فمثال المخفّفة:
[*=center](الطَّلاّقُ،انْطَلَقَ،اطَّلَعَ،بَطَلَ،مُعَطَّلَة.. .)و مثال المشددة (المُطَلَّقَاتُ،طَلَّقْتُمْ،طَلَّقَهَا...)ووردت مفصولا بينها و بين اللام في كلمة واحدة هي (طَالَ).
[*=center]أما الطاء الساكنة فالوارد منها في القرآن موضع واحد هو (مَطْلَعِ الفَجْرِ)فقط.
[*=center]أما الظاء فتكون اللام بعدها أيضا مخففة و مشددة،فمثال المخففة: (ظَلَمَ،ظَلَمُوا...)و مثال المشددة (فَظَلَّلْنَا،ظَلَّتْ،...).
أمّا الظاء الساكنة فمثالها: (و مَنْ اَظْلَمُ،لاَ يُظْلَمُونَ...).
ملاحظات:
1.إذا وقع بعد اللام ألف مُمال،نحو: (صَلَّى،سَيَصْلَى،مُصَلَّى...)بشرط أن تكون في غير رؤوس الآي من السور الإحدى عشر التي رؤوس آيها فيها التقليل وجها واحدا،ففيها الوجهان:الترقيق مع التقليل،و التغليظ مع الفتح،وصلاً ووقفاً،إلاّ أن لام (مُصَلَّى)[البقرة 125]،تغلّظ وصلاً وجها واحدا لأنها منوّنة،و فيها الوجهان وقفا.
أما اذا وقع بعد اللام الف ممال في رؤوس الآي من السور الإحدى عشر،و هو ثلاثة مواضع: (فَلاَ صَدَّقَ و لاَ صَلَّى)القيامة31، (و ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)الأعلى 15، (اذَا صَلَّى)العلق10،فيجب ترقيق اللام لأن التغليظ و التقليل ضدان لا يجتمعان.
2.أما اذا حال بين الحرف و بين اللام فيه الف،و ذلك في ثلاثة مواضع: فِصَالاً،يَصَّالَحَا،طَالَ)ففيها الوجهان:الترقيق من اجل الفاصل بينهما،و التغليظ اعتدادا بقوة الحرف المستعلى و هو الأقوى (المقدَّم).
تنبــيه :يمتنع تغليظ اللام مع قصر البدل في (فِصَالاً)[البقرة].
3.اذا كانت اللام متطرفة ووقف عليها في ستة مواضع: (أَن يُّوصَلَ-البقرة و الرعد،وَلَمَّا فَصَلَ-البقرة،وَ قَدْ فَصَّلَ-الأنعام،بَطَلَ-الأعراف،ظَلَّ-النمل و الزخرف،فَصْلَ الخِطَابِ-ص)ففيها الوجهان و التغليظ مقدّم.
4.اللاّم المشددة في نحو: (طَلَّقْتُمُ،ظَلَّ...)لا يقال فيها انه فصل بينها و بين حرف الإستعلاء فاصل ينبغي أن يجرى الوجهان،لأن ذلك الفاصل ايضا لام ادغمت في مثلها فصارتا حرفا واحدا ،فلم تخرج اللام عن كون حرف الإستعلاء وليّها.
ملاحظات:
1.إذا وقع بعد اللام ألف مُمال،نحو: (صَلَّى،سَيَصْلَى،مُصَلَّى...)بشرط أن تكون في غير رؤوس الآي من السور الإحدى عشر التي رؤوس آيها فيها التقليل وجها واحدا،ففيها الوجهان:الترقيق مع التقليل،و التغليظ مع الفتح،وصلاً ووقفاً،إلاّ أن لام (مُصَلَّى)[البقرة 125]،تغلّظ وصلاً وجها واحدا لأنها منوّنة،و فيها الوجهان وقفا.
أما اذا وقع بعد اللام الف ممال في رؤوس الآي من السور الإحدى عشر،و هو ثلاثة مواضع: (فَلاَ صَدَّقَ و لاَ صَلَّى)القيامة31، (و ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)الأعلى 15، (اذَا صَلَّى)العلق10،فيجب ترقيق اللام لأن التغليظ و التقليل ضدان لا يجتمعان.
2.أما اذا حال بين الحرف و بين اللام فيه الف،و ذلك في ثلاثة مواضع: فِصَالاً،يَصَّالَحَا،طَالَ)ففيها الوجهان:الترقيق من اجل الفاصل بينهما،و التغليظ اعتدادا بقوة الحرف المستعلى و هو الأقوى (المقدَّم).
تنبــيه :يمتنع تغليظ اللام مع قصر البدل في (فِصَالاً)[البقرة].
3.اذا كانت اللام متطرفة ووقف عليها في ستة مواضع: (أَن يُّوصَلَ-البقرة و الرعد،وَلَمَّا فَصَلَ-البقرة،وَ قَدْ فَصَّلَ-الأنعام،بَطَلَ-الأعراف،ظَلَّ-النمل و الزخرف،فَصْلَ الخِطَابِ-ص)ففيها الوجهان و التغليظ مقدّم.
4.اللاّم المشددة في نحو: (طَلَّقْتُمُ،ظَلَّ...)لا يقال فيها انه فصل بينها و بين حرف الإستعلاء فاصل ينبغي أن يجرى الوجهان،لأن ذلك الفاصل ايضا لام ادغمت في مثلها فصارتا حرفا واحدا ،فلم تخرج اللام عن كون حرف الإستعلاء وليّها.
تعليق