شائعات الأغلاط في التفخيم والترقيق
الحمد لله ، والصلاة ، والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه .. أما بعد:
فمن أعظم منّة الله على عباده المؤمنين ، أنْ أنزلَ عليهم القرآن ، وأمرهم بقراءته ، ورتّب الثواب العظيم على تلاوته ، وجعل لتلاوته كيفيّة خاصَّة ، حين أمَر رسوله صلى الله عليه وسلَّم بقوله : {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ} سورة القيامة - الآية 18
، وعموم معنى الأمر يشمل أمّته ، وعموم لفظه يشمل القراءة وكيفيَّتها ، وكلَّ ما يُتلقّى معها ، إذ كلُّ ذلك محفوظ بحفظ القرآن ، ثمَّ تتنوّع الهيئات والكيفيَّات المتلقّاة بين الوجوب والنَّدب ، وقد أمر الله رسوله بترتيل القرآن ،عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "زيِّنوا القرآن بأصواتكم" رواه البخاري ، ومن أوائل الترتيل المتلقَّاة مع التنزيل التجويد.
والقصد هنا الحثُّ على إتقان تجويد القرآن ، والتنبيه على أخطاء يكثر وقوعها فيه ، وأوّل التجويد إخراج الحروف من مخارجها ، وإلباسها صفاتها.
وكثيرٌ ممن يعتني بالتجويد ، يغفل عن هذا ، ومن أكثرِ ما وجدت الغفلة عنه ، وقلّة التنبُّه إليه ، التفخيم والترقيق.
ومن أحسن من وجدته يعتني بهذا الباب ، فيُتقنه كلَّ إتقان ، ويحسنُ غاية الإحسان ، الشيخ خالد الماجد حفظه الله ،
ومنَّ على أهل الرِّياض بعودته إلى جامعه ، بل لا نظير له في هذا الباب ، ولا مُقارب إلاَّ النُّدرة فيما سمعتُه في قرَّاء بلاد الحرمين.
وسأذكر هنا ما حضرني مما حضرتُه من الأخطاء التي تقعُ فيه ، ولا يتنبّهُ إليها النّبيه ، وأُمثِّل لكلِّ مسألة بمثالٍ سمعته من بعض الأئمة ، وغالب هذه الأخطاء لا تكاد تسمع في المساجد غيره ، أمَّا الأخطاء في الأمور الظاهرة من التفخيم والترقيق (كالراءات) ، فعلى من لم يحقِّق بابها أن يرجع إلى الكتب المصنّفة في التجويد.
وأرجو ممن سمع هذه المقالة أو قرأها ، أن ينشرَها قدرَ استطاعته ، وبخاصَّة بين الأئمة ، وأن يُراعيَ هذه الحروف ، ويتنبّه للباب في الجملة ، فإنِّي ما ذكرتُ إلاَّ أقلّه ، ومن حضره شيء ، أو كان عنده فضل علمٍ ، فليُرشدنا إليه مشكورًا ، ومأجورًا بإذن الله.
(تنبيه: الذي أكتبه هنا في رواية حفص عن عاصم ، أمَّا غيرُها فلا أعرف فيه ألفًا من باء)
العين والحاء:
وهذان الحرفان حقُّهما الترقيق في كلِّ موضع بلا نزاع ، ومخرجهما وسط الحلق ، ومن كبار القرَّاء ، بل من مشاهير المجوِّدين -فضلاً عن أئمَّة المساجد- من يفخِّمهما ، ويخرجهما من مخرج الغين والخاء إلاّ شعرة.
والذي يفخِّمهما يتناقض إذا تلا أحدَهما ألف ليِّنة ، فلا يفخِّم الألف في مثل : "عالم" ، "الحاقَّة" ، وذلك لازم له.
الألف الليّنة:
وهي تابعة لما قبلها تفخيمًا وترقيقًا.
ويكثر الخطأ فيها ، بتفخيمها بعد حرف مرقّق ، في مثل : "القرآن" ، "هوى" ، "غوى".
وبترقيقها بعد حرفٍ مفخَّم ، وهو الأغلب ، فمن النّاس من يرقِّقها في لفظ اسم "الله" مع تفخيمه اللام قبلها ، في تكبيرة الإحرام ، وفي أذان كثير من مشاهير المؤذِّنين ، بل لعلَّه في الأكثر.
ومنهم من يرقِّقها في : "قال" ، و "الطَّامَّة" ، و"الصَّافَّات" ، و"خائفين" ونحوها.
الغُنَّة في الإخفاء خاصَّة:
وهي تابعةٌ لما بعدها تفخيمًا وترقيقًا ، ذلك أنَّ الغُنّة إنَّما هي اختفاء النون في الحرف الّذي بعده ، ويبقى أثر النون وهو الغُنّة ، في صفة الحرف التّالي من تفخيم وترقيق.
والغلط في هذه عامٌّ ، بل لا تكاد تجد من لا يُخطئ فيها ، فيقرأ "من قال" ، ويرقِّق الغُنَّة ، وكذا في "من طيِّبات" ، ونحوها.
وربَّما رأيت من يخفي في الحرف المرقِّق بتفخيم ، فيقرأ :"من فوقكم" على هذا ، وهو قليل ، والأكثر يجعله قريبًا من المفخّم.
الحرف المرقّق إذا تلاه مفخَّم:
وهذا كثير ، يسبق إلى الطّبع إن لم يتعاهد المجوِّد لسانه.
فيفخّم التّاء في نحو "ترى" ، والنون في "نصر" ، والواو في "والله" و"وصيّة" ، والفاء في "فقال" ، ونحو ذلك.
حروف متفرِّقة:
لا يكون الخطأ في واحدٍ منها عامًّا ، لكنَّها كثيرة متفرّقة ، كتفخيم الكاف في "كم" ، والياء في "يوم" ، والفاء في "فوق" ، ومن أخذ نفسه بتعاهد هذا الباب ، وجد أمثلة كثيرة لهذا.
وفَّق الله الجميع لما يحبُّه ويرضاه من الأقوال ، والأعمال ، والأحوال ، الظاهرة والباطنة ، ويسّر الله لنا قيام هذا الشهر الكريم ، وصيامه على الوجه الذي يرضيه عنّا.
آمين ..
، وعموم معنى الأمر يشمل أمّته ، وعموم لفظه يشمل القراءة وكيفيَّتها ، وكلَّ ما يُتلقّى معها ، إذ كلُّ ذلك محفوظ بحفظ القرآن ، ثمَّ تتنوّع الهيئات والكيفيَّات المتلقّاة بين الوجوب والنَّدب ، وقد أمر الله رسوله بترتيل القرآن ،عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "زيِّنوا القرآن بأصواتكم" رواه البخاري ، ومن أوائل الترتيل المتلقَّاة مع التنزيل التجويد.
والقصد هنا الحثُّ على إتقان تجويد القرآن ، والتنبيه على أخطاء يكثر وقوعها فيه ، وأوّل التجويد إخراج الحروف من مخارجها ، وإلباسها صفاتها.
وكثيرٌ ممن يعتني بالتجويد ، يغفل عن هذا ، ومن أكثرِ ما وجدت الغفلة عنه ، وقلّة التنبُّه إليه ، التفخيم والترقيق.
ومن أحسن من وجدته يعتني بهذا الباب ، فيُتقنه كلَّ إتقان ، ويحسنُ غاية الإحسان ، الشيخ خالد الماجد حفظه الله ،
ومنَّ على أهل الرِّياض بعودته إلى جامعه ، بل لا نظير له في هذا الباب ، ولا مُقارب إلاَّ النُّدرة فيما سمعتُه في قرَّاء بلاد الحرمين.
وسأذكر هنا ما حضرني مما حضرتُه من الأخطاء التي تقعُ فيه ، ولا يتنبّهُ إليها النّبيه ، وأُمثِّل لكلِّ مسألة بمثالٍ سمعته من بعض الأئمة ، وغالب هذه الأخطاء لا تكاد تسمع في المساجد غيره ، أمَّا الأخطاء في الأمور الظاهرة من التفخيم والترقيق (كالراءات) ، فعلى من لم يحقِّق بابها أن يرجع إلى الكتب المصنّفة في التجويد.
وأرجو ممن سمع هذه المقالة أو قرأها ، أن ينشرَها قدرَ استطاعته ، وبخاصَّة بين الأئمة ، وأن يُراعيَ هذه الحروف ، ويتنبّه للباب في الجملة ، فإنِّي ما ذكرتُ إلاَّ أقلّه ، ومن حضره شيء ، أو كان عنده فضل علمٍ ، فليُرشدنا إليه مشكورًا ، ومأجورًا بإذن الله.
(تنبيه: الذي أكتبه هنا في رواية حفص عن عاصم ، أمَّا غيرُها فلا أعرف فيه ألفًا من باء)
العين والحاء:
وهذان الحرفان حقُّهما الترقيق في كلِّ موضع بلا نزاع ، ومخرجهما وسط الحلق ، ومن كبار القرَّاء ، بل من مشاهير المجوِّدين -فضلاً عن أئمَّة المساجد- من يفخِّمهما ، ويخرجهما من مخرج الغين والخاء إلاّ شعرة.
والذي يفخِّمهما يتناقض إذا تلا أحدَهما ألف ليِّنة ، فلا يفخِّم الألف في مثل : "عالم" ، "الحاقَّة" ، وذلك لازم له.
الألف الليّنة:
وهي تابعة لما قبلها تفخيمًا وترقيقًا.
ويكثر الخطأ فيها ، بتفخيمها بعد حرف مرقّق ، في مثل : "القرآن" ، "هوى" ، "غوى".
وبترقيقها بعد حرفٍ مفخَّم ، وهو الأغلب ، فمن النّاس من يرقِّقها في لفظ اسم "الله" مع تفخيمه اللام قبلها ، في تكبيرة الإحرام ، وفي أذان كثير من مشاهير المؤذِّنين ، بل لعلَّه في الأكثر.
ومنهم من يرقِّقها في : "قال" ، و "الطَّامَّة" ، و"الصَّافَّات" ، و"خائفين" ونحوها.
الغُنَّة في الإخفاء خاصَّة:
وهي تابعةٌ لما بعدها تفخيمًا وترقيقًا ، ذلك أنَّ الغُنّة إنَّما هي اختفاء النون في الحرف الّذي بعده ، ويبقى أثر النون وهو الغُنّة ، في صفة الحرف التّالي من تفخيم وترقيق.
والغلط في هذه عامٌّ ، بل لا تكاد تجد من لا يُخطئ فيها ، فيقرأ "من قال" ، ويرقِّق الغُنَّة ، وكذا في "من طيِّبات" ، ونحوها.
وربَّما رأيت من يخفي في الحرف المرقِّق بتفخيم ، فيقرأ :"من فوقكم" على هذا ، وهو قليل ، والأكثر يجعله قريبًا من المفخّم.
الحرف المرقّق إذا تلاه مفخَّم:
وهذا كثير ، يسبق إلى الطّبع إن لم يتعاهد المجوِّد لسانه.
فيفخّم التّاء في نحو "ترى" ، والنون في "نصر" ، والواو في "والله" و"وصيّة" ، والفاء في "فقال" ، ونحو ذلك.
حروف متفرِّقة:
لا يكون الخطأ في واحدٍ منها عامًّا ، لكنَّها كثيرة متفرّقة ، كتفخيم الكاف في "كم" ، والياء في "يوم" ، والفاء في "فوق" ، ومن أخذ نفسه بتعاهد هذا الباب ، وجد أمثلة كثيرة لهذا.
وفَّق الله الجميع لما يحبُّه ويرضاه من الأقوال ، والأعمال ، والأحوال ، الظاهرة والباطنة ، ويسّر الله لنا قيام هذا الشهر الكريم ، وصيامه على الوجه الذي يرضيه عنّا.
آمين ..
وكتبه :
أخو من طاع الله
الشيخ الأسير عبد العزيز العنزي
فك الله أسره وإخوانه
اااااااااامين
أخو من طاع الله
الشيخ الأسير عبد العزيز العنزي
فك الله أسره وإخوانه
اااااااااامين
تعليق