فهرس الكتاب
* المقدمة
* في أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن
* في اختلاف السلف في التفسير
* في نوعي الاختلاف في التفسيرالمسند إلي النقل وإلي طرق الاستدلال
* في النوع الثاني : الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
* في أحسن طرق التفسير
* في تفسير القرآن بأقوال التابعين
* أقرب التفاسير إلي الكتاب والسنة
* جمع القراءات السبع
ترجمة موجزة للمؤلف
* ولد شيخ الإسلام في العاشر من ربيع الأول سنة 661هـ في حران وتحول به أبوه من حران إلي دمشق سنة 667هـ عند استيلاء التتار على البلاد فنشأ فيها .
* كان أبوه وجده من كبار العلماء في هذه الحقبة .
* استطاع شيخ الإسلام أن يلم بفنون الثقافة في عصره في وقت مبكر وكان ذا حافظة خارقة فهو يحفظ كل ما يقع تحت عينيه وقد حدثوا في ترجمته بالأعاجيب في ذلك .
* كان مضرب الأمثال في زهده وترفعه عن شهوات الدنيا وكان مترفعاً عن الحقد ولا ينتقم لنفسه قال فيه ابن مخلوف قاضي المالكية ما رأينا مثل ابن تيمية حرضناً عليه فلم نقدر عليه وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا .
· أخذ الفقه والأصول عن والده وسمع من خلق كثيرين
· من تلاميذه الذين كانوا من بعده من أشهر رجال الإسلام ابن قيم الجوزية والحافظ ابن كثير والإمام الذهبي وغيرهم .
* تناول شيخ الإسلام علوم عصره بالدرس العميق ثم بالتأليف والرد على مخالفيه ولقد ترك من المؤلفات ما يصل إلي خمسمائة مصنف .
ومن مؤلفاته الإيمان واقتصاء والصراط المستقيم والفرقان وبيان تلبيس الجهمية والجواب الصحيح ودرء تعارض العقل والنقل وغيرها .
*ولقد أثنى العلماء والأئمة على هذه الإمام ولقبوه بشيخ الإسلام وأفردوا مناقبه بالتصنيف ولم ينقص منه إلا من جهل مقداره وخطره ومن جهل شيئاً أنكره .
* ولقد أتصف العلامة بهاء الدين ابن السبكي حيث يقول لبعض من ذكر له الكلام في ابن تيمية فقال والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية لا جاهل أو صاحب هوى فالجاهل لا يدري ما يقول وصاحب الهوى يصد هواه عن الحق بعد معرفته له .
* أدخل السجن آخر مرة في شعبان سنة 726هـ واعتقل بالقلعة ومكث في السجن إلي أن توفاه الله في 26من ذي القعدة سنة 728هـ .
وكانت جنازته عظيمة جداً وأقل ما قيل في عدد مشيعيه خمسون ألفاً رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الدين خير ما جزى داعية حق من دعوته .
رب يسر وأعن برحمتك
الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً .
فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل فإن الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل والواضح والحق المبين والعلم إما نقل مصدق عن معصوم وإما قول عليه دليل معلوم وما سوى هذا فإما مزيف مردود وإما موقوف لا يعلم أنه بهرج[1] ولامنقود [2] وحاجة الأمة ماسة إلي فهم القرآن الذي هو " حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يخلق على كثرة الترديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلي صراط مستقيم ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله [3] قال تعالى ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)(طـه: من الآية123) (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه:124) (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) (طـه:125) (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:126) [4] وقال تعالى ( قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)(المائدة: من الآية15) (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:16)
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:16) 1 وقال تعالى (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) (اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) (ابراهيم: من الآية2) 2 وقال تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52) (صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (الشورى:53)
وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسر الله تعالى من إملاء الفؤاد والله الهادي إلي سبيل الرشاد.
1 البهرج : يقال لكل موصوف بالرداءة انظر أساس البلاغة ص 32
1 المنقود : الجيد من الدراهم انظر أساس البلاغة ص 469
2 هذا الكلام هو جزء من حديث سيأتي تخريجه قريباً إن شاء الله تعالى ص 28
3 سورة طه آية رقم 123- 126
) 1 سورة المائدة ، آية رقم / 15- 16
( 2 سورة إبراهيم ، آية رقم / 2- 1
( 3 سورة الشورى ، آية رقم / 52- 53
يتبع
تعليق