السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ))
التوبة 119
أي يا من آمنتم بالله اتقوا الله أي اجعلوا بينكم و بين الله وقاية..
و لكن المفروض أن المؤمن يكون في معية الله فكيف يطلب الحق سبحانه و تعالى منا أن يكون بيننا و بينه وقاية؟
نقول.. أي اجعلوا بينكم و بين صفات الجلال لله تعالى وقاية , و هنا يأتي من يتساءل بأن الله سبحانه و تعالى يقول: ((اتَّقُواْ اللّهَ)) و يقول سبحانه : (( فاتَّقُواْ النار )) فكيف ينسجم المعنى؟
نقول: إن المعنى ينسجم لأن النار جند من جنود الله تعالى, فكأن الحق سبحانه و تعالى يقول: اجعلوا بينكم و بين النار التي هي من جنودي صفات الجلال وقاية. وقول الحق سبحانه و تعالى ((وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) أي التحموا بهم فتكونوا في معية الله, فإذا جاء من بعدكم وجودكم من الصادقين. إذن.. فـــ ((مَعَ الصَّادِقِينَ)) سابقة ((لَمِنَ الصَّادِقِينَ)) و لكن من هم الصادقون؟ مادة الكلمة ( الصاد و الدال و الواو) تدل على أن هناك نسبا يجب أن تتوافق مع بعضها البعض فما معنى هذه النسب؟ إن الإنسان حين يتكلم فإنه قبل أن ينطق بالكلمة تمر على ذهنه نسبة ذهنية قبل أن تكون نسبة كلامية مثل إذا أردت أن أقول:
( محمد زارني) قبل أن تسمع لساني ينطق بهذه العبارة فإنها تمر على ذهني أولا, و المستمع لا يدري شيئا عنها, فإذا قلت لي كلاما أعلم أن النسبة الذهنية جاءت إلى عقلك فترجمها لسانك إلى نسبة كلامية فنطق بها فلما سمعها السامع عرف أولا النسبتين, و قد تكون هذه النسبة صحيحة وواقعة... حينئذ يكون الصدق و قد تكون غير صحيحة و يكون الكذب.
إذن.. فالصدق هو أن تطابق النسبة الكلامية الواقع, و إذا لم تتطابق فذلك هو الكذب, فكل كلام يقال محتمل الصدق أو الكذب, و الصدق هو الذي يجمع كل خصال الإيمان
و جاء في الأثر حديث بدوي جاء النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: في ثلاث خصال لا أقدر عليها:
الأولى النساء و الثانية الخمر و الثالثة الكذب و قد جئتك في خصلة من الخصال الثلاث أتوب منها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كن صادقا و لا عليك) فلما ألحت عليه خصلة الخمر قال: وإن سألني رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أشربت الخمر؟) فماذا أقول له؟ لابد أن أقول الصدق فامتنع عن شرب الخمر, و عندما نظر إلى امرأة و اشتهاها قال: إن سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ماذا فعلت مع النساء؟ ) فماذا أقول له؟ لابد أن أقول له الصدق فامتنع عن النساء, و هكذا منعه الصدق من المعاصي
قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيكونُ المؤمِنُ جَبانًا ؟ قال:نَعَمْ ، فقيل: أيكونُ المؤمِنُ بَخيلًا ؟ قال:نَعَمْ ، فقيل له: أيكونُ المؤمِنُ كَذَّابًا ؟ قال:لا
الراوي: صفوان بن سليم المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 16/253
خلاصة حكم المحدث: حسن
و الله سبحانه و تعالى ينبه إلى أنه لابد أن يكون كلامك مطابقا لواقع فعلك.. و إياك أن تقول كلاما و فعلك غيره, و لذلك يقول الحق سبحانه و تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ, كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
الصف 2؛3
من كتاب الفضيلة و الرذيلة/ محمد متولي الشعرواي
منقول
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ))
التوبة 119
أي يا من آمنتم بالله اتقوا الله أي اجعلوا بينكم و بين الله وقاية..
و لكن المفروض أن المؤمن يكون في معية الله فكيف يطلب الحق سبحانه و تعالى منا أن يكون بيننا و بينه وقاية؟
نقول.. أي اجعلوا بينكم و بين صفات الجلال لله تعالى وقاية , و هنا يأتي من يتساءل بأن الله سبحانه و تعالى يقول: ((اتَّقُواْ اللّهَ)) و يقول سبحانه : (( فاتَّقُواْ النار )) فكيف ينسجم المعنى؟
نقول: إن المعنى ينسجم لأن النار جند من جنود الله تعالى, فكأن الحق سبحانه و تعالى يقول: اجعلوا بينكم و بين النار التي هي من جنودي صفات الجلال وقاية. وقول الحق سبحانه و تعالى ((وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) أي التحموا بهم فتكونوا في معية الله, فإذا جاء من بعدكم وجودكم من الصادقين. إذن.. فـــ ((مَعَ الصَّادِقِينَ)) سابقة ((لَمِنَ الصَّادِقِينَ)) و لكن من هم الصادقون؟ مادة الكلمة ( الصاد و الدال و الواو) تدل على أن هناك نسبا يجب أن تتوافق مع بعضها البعض فما معنى هذه النسب؟ إن الإنسان حين يتكلم فإنه قبل أن ينطق بالكلمة تمر على ذهنه نسبة ذهنية قبل أن تكون نسبة كلامية مثل إذا أردت أن أقول:
( محمد زارني) قبل أن تسمع لساني ينطق بهذه العبارة فإنها تمر على ذهني أولا, و المستمع لا يدري شيئا عنها, فإذا قلت لي كلاما أعلم أن النسبة الذهنية جاءت إلى عقلك فترجمها لسانك إلى نسبة كلامية فنطق بها فلما سمعها السامع عرف أولا النسبتين, و قد تكون هذه النسبة صحيحة وواقعة... حينئذ يكون الصدق و قد تكون غير صحيحة و يكون الكذب.
إذن.. فالصدق هو أن تطابق النسبة الكلامية الواقع, و إذا لم تتطابق فذلك هو الكذب, فكل كلام يقال محتمل الصدق أو الكذب, و الصدق هو الذي يجمع كل خصال الإيمان
و جاء في الأثر حديث بدوي جاء النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: في ثلاث خصال لا أقدر عليها:
الأولى النساء و الثانية الخمر و الثالثة الكذب و قد جئتك في خصلة من الخصال الثلاث أتوب منها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كن صادقا و لا عليك) فلما ألحت عليه خصلة الخمر قال: وإن سألني رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أشربت الخمر؟) فماذا أقول له؟ لابد أن أقول الصدق فامتنع عن شرب الخمر, و عندما نظر إلى امرأة و اشتهاها قال: إن سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ماذا فعلت مع النساء؟ ) فماذا أقول له؟ لابد أن أقول له الصدق فامتنع عن النساء, و هكذا منعه الصدق من المعاصي
قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيكونُ المؤمِنُ جَبانًا ؟ قال:نَعَمْ ، فقيل: أيكونُ المؤمِنُ بَخيلًا ؟ قال:نَعَمْ ، فقيل له: أيكونُ المؤمِنُ كَذَّابًا ؟ قال:لا
الراوي: صفوان بن سليم المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 16/253
خلاصة حكم المحدث: حسن
و الله سبحانه و تعالى ينبه إلى أنه لابد أن يكون كلامك مطابقا لواقع فعلك.. و إياك أن تقول كلاما و فعلك غيره, و لذلك يقول الحق سبحانه و تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ, كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
الصف 2؛3
من كتاب الفضيلة و الرذيلة/ محمد متولي الشعرواي
منقول
تعليق