إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فاتبعوني يحببكم الله ...الشيخ / ياسر برهامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاتبعوني يحببكم الله ...الشيخ / ياسر برهامي

    كتبه الشيخ / ياسر برهامي

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛فما زلنا مع عبادة الحب، التي هي أساس الإيمان وأصل العبادة.قال -عز وجل-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران: 31)، وهذا يدل على أن حبه -عز وجل- يكون لطاعتهم وعبادتهم، فإذا أحب العبدُ ربَّه -عز وجل- واتبع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وصل بذلك إلى درجة المحبوبية، فمن زعم حب الله ثم لم يتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليس بصادقٍ في دعواه المحبة؛ لأن من كان يحب الله -عز وجل- فلابد أن يتبع النبي -صلى الله عليه وسلم-.قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) (رواه البخاري ومسلم) ، ولهذا قال: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ، أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: "ليس الشأن أن تُحِبَّ؛ إنما الشأن أن تُحَبَّ"، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: "زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)".ثم قال: (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي: باتباعكم للرسول -صلى الله عليه وسلم- يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته.ثم قال آمرًا لكل أحد من خاص وعام: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) أي: خالفوا عن أمره؛ (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)، فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب الله ويتقرب إليه، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس، الذي لو كان الأنبياء ـ بل المرسلون، بل أولو العزم منهم ـ في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه، والدخول في طاعته، واتباع شريعته".وقال ابن القيم في مدارج السالكين -رحمه الله- عن هذه الآية: "وهي تسمى آية المحبة، قال أبو سليمان الداراني: "لما ادعت القلوب محبة الله أنزل الله لها محنة (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)".قال بعض السلف: "ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)"، وقال: (يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها، فدليلها وعلامتها اتباع الرسول، وفائدتها وثمرتها محبة المرسِل لكم، فما لم تحصل المتابعة؛ فليست محبتكم له حاصلة، ومحبته لكم منتفية).وصدق القائل:تعصـي الإله وأنت تزعم حبه هذا محال في القياس بديعلو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيعوأصل منازل العبودية وأعلاها وأولها وآخرها أن يصل العبد إلى درجة المحبوبية من خلال أن يحب الله -عز وجل-، فيبدأ به ويستمر معه، ولا ينقطع وإلا انقطعت العبادة، مع متابعته للرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن حبَّ الله تحقيقُ شهادة أن لا إله إلا الله، واتباعَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحقيقُ شهادة أن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.وقال -عز وجل-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) (البقرة: 165)، فهم يحبون الله -عز وجل- أعظم الحب، ألا وهو حب العبادة: حبٌّ مع ذلٍّ وانقيادٍ وخضوعٍ، وأشد من حب المشركين لشركائهم، ومن حب المشركين لله -عز وجل- إذا كان هناك من يحبه منهم، وهذا على تفسيرين في هذه الآية:الأول: أن المشركين يحبون أندادهم مثل الحب الذي ينبغي أن يُصرف لله، أي مثل حب المؤمنين لله في النوع، ولكن حب المؤمنين لله -عز وجل- أشد من حب المشركين لشركائهم؛ لأنه الحب الفطري الذي جُبلت عليه القلوب وفُطرت على تحقيقه.الثاني: أن المشركين لما توزَّعت محبتهم بين محبة الله ومحبة الأنداد كان حبهم ضعيفًا؛ لأنه حبٌّ مُوزَّعٌ: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: 29)، أما حب المؤمنين لله -عز وجل- فهو حب لمحبوب واحد، لا يُشركون في ذلك الحب سواه، وأما من يحبونه من المخلوقين فمحبتهم له تابعة لمحبة محبوبهم الذي يعبدونه بهذه المحبة، فحبُّهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحبهم للمؤمنين، وحبهم للطاعات والأزمنة والأمكنة التي يحبها الله حبٌّ في الله ولأجله، وهي من كمال محبة الله -عز وجل-.
    نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 08-02-2015, 01:11 PM.
    رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
    قال صلوات ربي وسلامه عليه
    - : ( طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً )
    MostaFa Mahmoud ELmasry‎‏

  • #2
    رد: فاتبعوني يحببكم الله

    بارك الله فيك أخي...
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 15-11-2014, 01:53 PM.

    تعليق


    • #3
      تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)


      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      هذه أول مشاركه لي في هذا المنتدى أتمنى أن تكون ذو فائده لكم



      يقول الله تعالى
      بسم الله الرحمن الرحيم
      (
      قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ),,,,,آل عمران:31

      فإن كنت تطلب أن يحبك الله فعليك أن تطيعه ومادمت لاتطيعه فلن يتحقق لك مطلبك,
      ولله در القائل :
      تعصي الإله وأنت تظهر حبه,,,,,هذا محال في القياس بديع
      لو كان حبك صادقا"لأطعته,,,,,,,إن المحب لمن يحب مطيع


      فإن أردت أن تعرف إن كان الله يحبك فانظر في حال نفسك،هل تحب أنت الله حقا"
      وكن صادقا" مع نفسك،فحب الله ليس كلاما"مرسلا"ولكنه حال وأفعال

      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 18-04-2014, 06:27 PM. سبب آخر: تشكيل الآية، بوركتم

      تعليق


      • #4
        رد: تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
        جزاكم الله خير الجزاء ..موضوع طيب ومشاركة مباركة

        ننتظر المزيد بإذن الله

        قال العلامة السعدى رحمه الله تعالى فى تفسيره للاية:

        وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال {
        قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ } أي: ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لابد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن،

        فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته،

        ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له اتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها،

        وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلى حسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص.

        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 18-04-2014, 06:32 PM. سبب آخر: تشكيل الآية، بوركتم

        تعليق


        • #5
          رد: تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          أهلًا بكم أختنا الفاضلة في المنتدى بصفة عامة وفي أقسام القرآن بصفة خاصة
          مشاركة رقراقة وطيبة
          وفي انتظار المزيد من مشاركتكم


          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            رد: تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

            المشاركة الأصلية بواسطة حفيدالحسين مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خير الجزاء ..موضوع طيب ومشاركة مباركة

            ننتظر المزيد بإذن الله

            قال العلامة السعدى رحمه الله تعالى فى تفسيره للاية:

            وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال {
            قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ } أي: ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لابد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن،

            فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته،

            ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له اتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها،

            وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلى حسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص.

            جزاكم الله خيرًا على هذه
            الإضافة الطيبة

            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق


            • #7
              رد: تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

              اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل شيء يقربنا لحبك
              جزاكم الله خيرا

              اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

              تعليق


              • #8
                رد: تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

                بارك الله فيكم
                التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 26-04-2014, 12:19 AM. سبب آخر: تحويل الخطاب لصيغة الجمع
                رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

                تعليق


                • #9
                  رد: تفسير آية (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                  اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل صالح يقربنا لحبك

                  وجزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

                  التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 08-02-2015, 07:42 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فاتبعوني يحببكم الله

                    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                    رحمك الله يا أمي
                    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                    وظني بكـَ لايخيبُ

                    تعليق


                    • #11
                      رد: فاتبعوني يحببكم الله ...الشيخ / ياسر برهامي

                      جزاكم الله خيرا
                      أسألكم الدعاء بظهر الغيب

                      تعليق


                      • #12
                        جزاك الله عنا خير الجزاء
                        أخي الكريم
                        ونفع الله بك وبارك فيك

                        تعليق

                        يعمل...
                        X