إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ (صفات عباد الرحمن)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ (صفات عباد الرحمن)



    قال تعالى


    ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ ﴾ سورة الفرقان 63-75

    فهناك تقريبا حوالي اكتر من 11 صفة من صفات عباد الرحمن ذكرها الله تعالى في سورة الفرقان
    وهنا في هذا الموضوع سنذكر هذه الصفات نأخذ كل يوم صفة
    جمعت شرحها من حلقة للدكتور عمر عبد الكافي كان تحدث فيها عن صفات عباد الرحمن على قناة الشارقة الفضائية
    ومن بعض المقالات على النت ومن بعض الكتب
    فسنذكر إن شاء الله صفة يوميا من صفات عباد الرحمن كي نقف مع هذه الصفة ونرى أن كانت فينا فنحمد الله ونسأل الله الثبات والزيادة وإن لم تكن فينا نسأل الله الهداية والعون
    تابعوا معي إن شاء الله صفات عبــــــــــــــــــاد الرحمـــــــــــــن جعلني الله وإياكم منهم آآآآآميييييين
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 29-08-2014, 12:18 AM.
    اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    استغفر الله واتوب إليه

  • #2
    رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



    نبدا مع أول صفة من صفات عباد الرحمن جعلني الله وإياكم منهم آمين :


    1- قال تعالى
    ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾



    فتكون أول صفة هي صفة التواضع




    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال عليه الصلاة والسلام إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم


    و غمط الناس هو الاحتقار وبطر الحق هو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا


    نفهم من هذا الحديث أن المتكبر لا يدخل الجنة سلمنا الله وعافانا


    ومن الكبر عدم تقبل نصيحة الغير ويظن الشخص نفسه هو العلامة في مجاله لا يملي عليه أحد نصيحة فهو عالم بكل شئ


    وأول ما عُصي الله به هو الكبر فقد تكبر إبليس وأبى ان يسجد لآدم عليه السلام وقال أأسجد له وقد خلقتني من نار وخلقته من طين


    فينبغي للإنسان ألا يتكبر على غيره ولا يرى نفسه أكبر من غيره


    وأعظم التكبر هو التكبر على الله كيف ؟
    بالامتناع من قبول الحق والإذعان له بالعبادة


    فمن لم يتصف بالتواضع لا يدخل قلبه الإيمان


    وهناك مقولة ( التواضع باب للدخول على بيت الإيمان )


    ومن أحوال السلف في التواضع: موقف لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ففي أحد المواقف عندما إنطفئ السراج قام فأناره فقال له من يجلسون معه يا أمير المؤمنين كنت أمرت أحدنا فقام فأناره فرد عليهم وقال قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مانقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم


    فأين نحن من التواضع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    يجب أن نفتش في أنفسنا ونحاول أن نخرج الكبر من قلوبنا ونحاول أن تواضع لله ورسوله ونتواضع في معاملاتنا مع من حولنا


    فمن لم يتصف بالتواضع لن يتصف بباقي صفات عباد الرحمن


    اللهم اجعلنا من المتواضعين ولا تجعلنا من المتكبرين آميييييييييييين



    وإلى لقاء آخر مع باقي صفات عباد الرحمن جعلنا الله منهم

    اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    استغفر الله واتوب إليه

    تعليق


    • #3
      رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


      الصفة الثانية من صفات عباد الرحمن جعلنا الله منهم


      2- قال الله تعالى ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً )


      فتكون تاني صفة هي دفع السيئة بالحسنة والحلم

      فعباد الرحمن لا يردون السئ بالسئ ولكن يردوها بالإحسان


      وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء )


      ومن أحوال السلف في الحلم ودفع السيئة بالحسنة


      قال رجل لوهب بن منبه أحد السلف إن فلانا شتمك فقال ما وجد الشيطان بريدا غيرك
      انظر كيف رد عليه لم يقل له ماذا قال ولكنه خلق الحلم


      وشتم رجل عدي بن حاتم وهو ساكت فلما فرغ من مقالته قال إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا
      انظروا ماذا قال له كان ممكن يقول له أأنت تشتمني ألا تعرف من أنا ولكنه الحلم ودفع السيئة بالحسنة


      ودخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة فمر برجل نائم فعثر به فرفع رأسه وقال أمجنون أنت ؟ فقال عمر لا فهم به الحرس فقال عمر مه إنما سألني أمجنون فقلت لا
      هل رأيتم حلم مثل هذا كان ممكن يقوله انت اذاي تقول ده لأمير المؤمنين ولكنه خلق الحلم خلق عبادالرحمن


      وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الله عز وجل يحب الرفق في الأمر كله )
      وفي حديث آخر ( من يحرم الرفق يحرم الخير )


      فيجب ان نحاول أن نعفو عن من أساء إلينا ولا نقابل السئة بالحسنة حتى نكون من عباد الرحمن


      اللهم ارزقنا خلق الحلم واجعلنا لينين رفقاء بمن حولنا ولا نقابل الاساءة الا بالحسنة آمين


      وإلى لقاء آخر مع باقي صفات عباد الرحمن جعلنا الله منهم
      اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
      لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
      استغفر الله واتوب إليه

      تعليق


      • #4
        رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

        الصفة الثالثة من صفات عباد الرحمن جعلنا الله منهم

        3 - قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا )

        فتكون ثالث صفة هي قيام الليل

        وقدم السجود على القيام في الآية لأنه أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد

        فعباد الرحمن محافظين على قيام الليل يقوموا بالليل والناس نائمين

        قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم )

        وفي فضل قيام الليل أحاديث كثيرة

        ومن يقوم بالليل يشرح صدره ويوسع له في رزقه ويوسع له في رزقه ويستجاب دعائه وفضله عظيم لا تسع كلماتي ان تدرك فضلها

        فالله يريد من يقف على بابه ويلح بدعائه

        ( الملائكة تتراءى للبيت الذي به قائم لله ليلا كما تتراءى الكواكب في السماء )

        وقائم الليل إذا مرض أو سافر افتقدته الملائكة فتدعو له بالشفاء أو العودة بالسلامة و إذا مات دعت له بالرحمة وذلك لأن صلاة قيام الليل ليس بها رياء لأن أحد لا يراه

        قال الحسن البصري رحمه الله : لم أجد من العبادة شيئا أشد من الصلاة في جوف الليل فقيل له : ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره


        اللهم ارزقنا قيام الليل


        وإلى لقاء آخر مع باقي صفات عباد الرحمن جعلنا الله منهم
        اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
        لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
        استغفر الله واتوب إليه

        تعليق


        • #5
          رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

          بارك الله فيكم



          تعليق


          • #6
            رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

            جزاكم الله خيرا

            اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

            تعليق


            • #7
              رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )


              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

              الصفة الرابعة من صفات عباد الرحمن

              4 - قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) )

              فتكون الصفة الرابعة من صفات عباد الرحمن هي الخوف من النار واتقاء النار


              ويظهر خوفهم واتقائهم للنار بالقول والفعل وليس بالدعاء فقط

              فعباد الرحمن لا يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم وقولهم يخالف فعلهم اي انهم يدعون ربهم ان لا يعذبهم بالنار ولا يفعلون أي فعل او يتلفظون بأي قول يقربهم من
              النار
              يفعلون ما أمرهم الله به وينتهون عما نهاهم الله ورسوله ابتغاء مرضاة الله وخوفا من النار وطمعا في الجنة


              فمن دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( اللهم أني أعوذ بك من النار وكل ما يقرب إليها من قول أو فعل )

              كل ما عرفوه من كتاب الله وسنة رسوله يقرب إلى النار ابتعدوا عنه ابتعدوا عن الحرام كله ودعوا الله ان ينقذهم من النار فوافق قولهم فعلهم فاستحقوا أن يكونوا عباد الرحمن


              اللهم اصرف عنا عذاب جهنم واجعلنا من عبادك المصطفين الأخيار وتقبل منا آمين يا رب العالمين
              اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
              لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
              استغفر الله واتوب إليه

              تعليق


              • #8
                رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )


                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

                الصفة الخامسة من صفات عباد الرحمن

                5 - قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا (67)

                فتكون خامس صفة من صفات عباد الرحمن هي الاعتدال في الانفاق

                أي يجب على المسلم أن لا يكون بخيل ولا مسرف

                لا يبخل بما اعطاه الله على التصدق على المحتاجين والانفاق على نفسه واهله

                وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد أبدا )

                وكان صلى الله عليه وسلم يقول دائما ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل )

                فالمسلم لا يكون ابدا بخيل يمتنع عن الانفاق مما رزقه الله

                وايضا لا يكون مسرف لا يشتري ما لا يحتاج اليه فهناك البعض عندما يذهب الى السوق يشتري كل ما يجده امامه حتى لو لم يحتاجه

                والنساء هناك من تشتري ملابس كثيرة ورفاهيات بدون احتياج لها

                ولكن مع التصدق أنفق ولا تخف الشح فالله يخلف عليك يعني كن سخيا في الانفاق على المحتاجين والفقراء لانهم يحتاجون لكل قرش يدفع اليهم لكن في شراء احتياجاتك واحتياجات اهلك اشتري ما يحتاج اليه بيتك ولا تسرف في اشياء ليس لها اهمية او قيمة

                وقد قال الدكتور عمر عبد الكافي في احدى برامجه أن الغني المدخن مسرف والفقير المدخن سفيه

                اللهم اجعلنا من عباد الرحمن

                اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
                لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
                استغفر الله واتوب إليه

                تعليق


                • #9
                  رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  الصفة السادسة من صفات عباد الرحمن

                  6 - قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ)
                  الفرقان: 68

                  فتكون سادس صفة من صفات عباد الرحمن التوحيد لله

                  فاالمؤمن الحق هو من يوحد بالله حق التوحيد ليس فقط بالقول

                  مع ان قول لا إله إلا الله قول عظيم

                  ولكن يجب ان يوافق قولك عملك

                  فلا توحد الله جل وعلا في قولك فقط وعملك لا

                  اجعل كل عمل تعمله في حياتك ابتغاء مرضاة الله لله فقط وحده وهذا هو التوحيد الحق

                  ان تجعل كل حياتك لله

                  وحد الله في قولك وعملك

                  اللهم اجعلنا من عباد الرحمن

                  اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
                  لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
                  استغفر الله واتوب إليه

                  تعليق


                  • #10
                    رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

                    جزاكم الله خيرًا
                    وَلَنَبْلُوَنّكُمْ حَتّىَ نَعْلَمَ
                    الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصّابِرِينَ
                    وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ

                    تعليق


                    • #11
                      رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

                      باركِ الله فيكم



                      تعليق


                      • #12
                        رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

                        جزاكم الله كل خير موضوع جميل

                        تعليق


                        • #13
                          رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

                          جزاكم الله خير
                          وبارك فيكم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )


                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                            الصفة السابعة من صفات عباد الرحمن

                            7 - قال تعالى

                            ( وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)الفرقان:68



                            فتكون سابع صفة هي عدم سفك الدماء بغير حق




                            قتل النفس بغير حق ذنب عظيم ربنا يعافينا


                            لان قتل النفس يتسبب في الحاق الاذى بالغير بالمقتول

                            واهل القاتل واهل المقتول



                            فلذلك نهى الله عن القتل بغير وجه حق


                            ولزوال الدنيا عند الله خير من أن يسفك دم


                            وقتل النفس لا يشمل الانسان فقط فيشمل الطير والحيوان عند قتلهم بغير حق


                            فالعصفور يأتي يوم القيامة يصرخ يا رب هذا قتلني عبثا فاقتص لي منه


                            اللهم عافنا واعف عنا

                            اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
                            لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
                            استغفر الله واتوب إليه

                            تعليق


                            • #15
                              رد: وَعِبَادُ الرَّحْـمَٰنِ الَّذِيـنَ ........ ( متجدد إن شاء الله )

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              الصفة الثامنة من صفات عباد الرحمن

                              8-قال تعالى

                              ( وَلَا يَزْنُونَ (68


                              فتكون ثامن صفة هياجتناب الزنا والفراحش كلها

                              فالزنا فساد كبير، وشر مستطير، له آثار كبيرة، وتنجم عنه أضرار كثيرة، سواء على مرتكبيه، أو على الأمة عامة.

                              وبما أن الزنا يكثر وقوعه، وتكثر الدواعي إليه، فهذه نبذة عن آثاره ومفاسده، وآفاته وأضراره:

                              1ـ الزنا يجمع خلال الشر كلها من: قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، ووأد الفضيلة.

                              2ـ يقتل الحياء ويلبس وجه صاحبه رقعة من الصفاقة والوقاحة.

                              3 - سواد الوجه وظلمته، وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو للناظرين.

                              4ـ ظلمة القلب، وطمس نوره.

                              5ـ الفقر اللازم لمرتكبيه، وفي الأثر يقول الله تعالى: { أنا مهلك الطغاه، ومفقر الزناه }.

                              6ـ أنه يذهب حرمة فاعله، ويسقطه من عين ربه وأعين عباده، ويسلب صاحبه اسم البر، والعفيف، والعدل، ويعطيه اسم الفاجر، والفاسق، والزاني، والخائن.

                              7ـ الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه؛ فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومن جالسه استأنس به، والزاني بالعكس من ذلك تماماً.

                              8ـ أن الناس ينظرون إلى الزاني بعين الريبة والخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته وأولاده.

                              9ـ ومن أضراره الرائحة التي تفوح من الزاني، يشمها كل ذي قلب سليم، تفوح من فيه، ومن جسده.

                              10ـ ضيقة الصدر وحرجه؛ فإن الزناة يعاملون بضد قصودهم؛ فإن من طلب لذة العيش وطيبه بمعصية الله عاقبه الله بنقيض قصده؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط.

                              ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور، وانشراح الصدر، وطيب العيش؛ لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل.

                              11ـ الزاني يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن.

                              12ـ الزنا يجرئ على قطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة الأهل والعيال وربما قاد إلى سفك الدم الحرام، وربما استعان عليه بالسحر والشرك وهو يدري أو لا يدري؛ فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها، ويتولد عنها أنواع أخرى من المعاصي بعدها؛ فهي محفوفة بجند من المعاصي قبلها وجند من المعاصي بعدها، وهي أجلب شيء لشر الدنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة.

                              13ـ الزنا يذهب بكرامة الفتاة ويكسوها عاراً لا يقف عندها، بل يتعداها إلى أسرتها؛ حيث تدخل العار على أهلها، وزوجها، وأقاربها، وتنكس به رؤوسهم بين الخلائق.

                              14ـ أن العار الذي يلحق من قذف بالزنا أعلق من العار الذي ينجر إلى من رمي بالكفر وأبقى؛ إلا إن التوبة من الكفر على صدق القاذف تذهب رجسه شرعاً، وتغسل عاره عادة، ولا تبقي له في قلوب الناس حطة تنزل به عن رتبة أمثاله ممن ولدوا في الإسلام، بخلاف الزنا؛ فإن التوبة من ارتكاب فاحشته ـ وإن طهرت صاحبها تطهيراً، ورفعت عنه المؤاخذة بها في الآخرة ـ يبقى لها أثر في النفوس، ينقص بقدره عن منزلة أمثاله ممن ثبت لهم العفاف من أول نشأتهم.

                              وانظر إلى المرأة ينسب إليها الزنا كيف يتجنب الأزواج نكاحها وإن ظهرت توبتها؛ مراعاة للوصمة التي أُلصقت بعرضها سالفاً، ويرغبون أن ينكحوا المشركة إذا أسلمت رغبتهم في نكاح الناشئة في الإسلام.

                              15ـ إذا حملت المرأة من الزنا، فقتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإذا حملته على الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبياً ليس منهم، فورثهم ورآهم وخلا بهم، وانتسب إليهم وهو ليس منهم إلى غير ذلك من مفاسد زناها.

                              16ـ أن الزنا جناية على الولد؛ فإن الزاني يبذر نطفته على وجه يجعل النسمة المخلقة منها مقطوعة عن النسب إلى الآباء، والنسب معدود من الروابط الداعية إلى التعاون والتعاضد؛ فكان الزنا سبباً لوجود الولد عارياً من العواطف التي تربطه بأدنى قربى يأخذون بساعده إذا زلت به فعله، ويتقوى به اعتصابهم عند الحاجة إليه.

                              كذلك فيه جناية عليه، وتعريض به؛ لأنه يعيش وضيعاً في الأمة، مدحوراً من كل جانب؛ فإن الناس يستخفون بولد الزنا، وتنكره طبائعهم، ولا يرون له من الهيئة الاجتماعية اعتباراً؛ فما ذنب هذا المسكين؟ وأي قلب يحتمل أن يتسبب في هذا المصير؟!

                              17ـ زنا الرجل فيه إفساد المرأة المصونة وتعريضها للفساد والتلف.

                              18ـ الزنا يهيج العداوات، ويزكي نار الانتقام بين أهل المرأة وبين الزاني، ذلك أن الغيرة التي طبع عليها الإنسان على محارمه تملأ صدره عند مزاحمته على موطوئته، فيكون ذلك مظنة لوقوع المقاتلات وانتشار المحاربات؛ لما يجلبه هتك الحرمة للزوج وذوي القرابة من العار والفضيحة الكبرى، ولو بلغ الرجل أن امرأته أو إحدى محارمه قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.

                              قال سعد بن عبادة ـ ـ "لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح". فبلغ ذلك رسول الله فقال: { أتعجبون من غيرة سعد! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن } [أخرجه البخاري ومسلم].

                              19ـ للزنا أثر على محارم الزاني، فشعور محارمه بتعاطيه هذه الفاحشة يسقط جانباً من مهابتهن ـ كما مر ـ ويسهل عليهن بذل أعراضهن ـ إن لم يكن ثوب عفافهن منسوجاً من تربية دينية صادقة.

                              بخلاف من ينكر الزنا ويتجنبه، ولا يرضاه لغيره؛ فإن هذه السيرة تكسبه مهابة في قلوب محارمه، وتساعده على أن يكون بيته طاهراً عفيفاً.

                              20ـ للزنا أضرار جسيمة على الصحة يصعب علاجها والسيطرة عليها، بل ربما أودت بحياة الزاني، كالإيدز، والهربس، والزهري، والسيلان، ونحوها.

                              21ـ الزنا سبب لدمار الأمة؛ فقد جرت سنة الله في خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب الله ـ عز وجل ـ ويشتد غضبه، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة.

                              قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( ما ظهر الربا والزنا في قرية إلا أذن الله بإهلاكها ).

                              ومما يدل على عظم شأن الزنا أن الله سبحانه خص حده من بين الحدود بخصائص، قال ابن القيم رحمه الله:
                              ( وخص سبحانه حد الزنا من بين الحدود بثلاثة خصائص:

                              أحدها: القتل فيه بأشنع القتلات، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.

                              الثاني: أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه؛ بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم، فإنه سبحانه من رأفته بهم شرع هذه العقوبة؛ فهو أرحم منكم بهم، ولم تمنعه رحمته من أمره بهذه العقوبة؛ فلا يمنعكم أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره.

                              وهذا وإن كان عاماً في سائر الحدود، ولكن ذكر في حد الزنا خاصة لشدة الحاجة إلى ذكره؛ فإن الناس لا يجدون في قلوبهم من الغلظة والقسوة على الزاني ما يجدونه على السارق والقاذف وشارب الخمر؛ فقلوبهم ترحم الزاني أكثر مما ترحم غيره من أرباب الجرائم، والواقع شاهد بذلك؛ فنهوا أن تأخذهم هذه الرأفة وتحملهم على تعطيل حد الله.

                              وسبب هذه الرحمة: أن هذا الذنب يقع من الأشراف والأوساط، والأرذال، وفي النفوس أقوى الدواعي إليه، والمشارك فيه كثير، وأكثر أسبابه العشق، والقلوب مجبولة على رحمة العاشق، وكثير من الناس يعد مساعدته طاعة وقربة، وإن كانت الصورة المعشوقة محرمة عليه، ولا يستنكر هذا الأمر؛ فإنه مستقر عند من شاء الله من أشباه الأنعام.ولقد حكي لنا من ذلك شيء كثير عن ناقصي العقول كالخدم والنساء.

                              وأيضاً فإن هذا ذنب غالباً ما يقع مع التراضي من الجانبين؛ ولا يقع فيه من العدوان والظلم والاغتصاب ما تنفر النفوس منه، وفيها شهوة غالبة له، فيصور ذلك لها، فتقوم بها رحمة تمنع من إقامة الحد، وهذا كله من ضعف الإيمان.

                              وكمال الإيمان أن تقوم به قوة يقيم بها أمر الله، ورحمة يرحم لها المحدود؛ فيكون موافقاً لربه تعالى في أمره ورحمته.

                              الثالث: أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد، وحكمة الزجر ).

                              ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الشأن: أن فاحشة الزنا تتفاوت بحسب مفاسدها؛ فالزاني والزانية مع كل أحد أشد من الزنا بواحدة أو مع واحد، والمجاهر بما يرتكب أشد من الكاتم له، والزنا بذات الزوج أشد من الزنا بالتي لا زوج لها؛ لما فيه من الظلم، والعدوان عليه، وإفساد فراشه، وقد يكون هذا أشد من مجرد الزنا أو دونه.

                              والزنا بحليلة الجار أعظم من الزنا ببعيدة الدار، لما يقترن بذلك من أذى الجار، وعدم حفظ وصية الله ورسوله .

                              وكذلك الزنا بامرأة الغازي في سبيل الله أعظم إثماً عند الله من الزنا بغيرها، ولهذا يقال للغازي: خذ من حسنات الزاني ما شئت.

                              وكذلك الزنا بذوات المحارم أعظم جرماً، واشنع، وأفظع؛ فهو الهلك بعينه.

                              وكما تختلف درجات الزنا بحسب المزني بها، فكذلك تتفاوت درجاته بحسب الزمان والمكان، والأحوال؛ فالزنا في رمضان ليلاً أو نهاراً أعظم إثماً منه في غيره، وكذلك في البقاع الشريفة المفضلة هو أعظم منه فيما سواها.

                              وأما تفاوته بحسب الفاعل: فالزنا من المحصن أقبح من البكر، ومن الشيخ اقبح من الشاب، ومن العالم أقبح من الجاهل، ومن القادر على الاستغناء أقبح من الفقير العاجز.

                              وقد يقترن بالفاحشة من العشق الذي يوجب اشتغال القلب بالمعشوق، وتأليهه، وتعظيمه، والخضوع له، والذل له، وتقديم طاعته وما يأمر به على طاعة الله، ومعاداة من يعاديه، وموالاة من يواليه، ما قد يكون أعظم ضرراً من مجرد ركوب الفاحشة.


                              كيفية التوبة من الزنا

                              وبعد أن تبين عظم جرم الزنا، وآثاره المدمرة على الأفراد والأمة، فإنه يحسن التنبيه على وجوب التوبة من الزنا، فيجب على من وقع في الزنا، أو تسبب في ذلك أو أعان عليه أن يبادرإلى التوبة النصوح، وأن يندم على ما مضى، وألا يرجع إليه إذا تمكن من ذلك.

                              ولا يلزم من وقع في الزنا رجلاً كان أو امرأة أن يسلم نفسه، ويعترف بجرمه، بل يكفي في ذلك أن يتوب إلى ربه، وأن يستتر بستره عز وجل.

                              وإن كان عند الزاني صور لمن كان يفجر بها، أو تسجيل لصوتها أو لصورتها فليبادر إلى التخلص من ذلك، وإن كان قد أعطى تلك الصور أو ذلك التسجيل أحداً من الناس فليسترده منه، وليتخلص منه بأي طريقة.

                              وإن كانت المرأة قد وقع لها تسجيل أو تصوير وخافت أن ينتشر لأمرها، فعليها أن تبادر إلى التوبة، وألا يكون ذلك معوقاً لها عن الإقبال على ربها، بل يجب عليها أن تتوب، وألا تستسلم للتهديد والترهيب فإن الله كافيها ومتوليها، ولتعلم أن من يهددها جبان رعديد، وأنه سوف يفضح نفسه إن هو أقدم على نشر ما بيده.

                              ثم ماذا يكون إذا هو نفذ ما يهدد به؟ أيهما أسهل: فضيحة يسيرة في الدنيا ويعقبها توبة نصوح؟ أو فضيحة على رؤوس الأشهاد يوم القيامة ثم يعقبها دخول النار وبئس القرار؟

                              ومما ينفع في هذا الصدد إن هي خافت من نشر أمرها: أن تستعين برجل رشيد من محارمها؛ ليعينها على التخلص مما وقعت فيه؛ فربما كان ذلك الحل ناجحاً مفيداً.

                              وبالجملة فإن على من وقع في ذلك الجرم أن يبادر إلى التوبة النصوح، وأن يقبل على ربه بكليته، وأن يقطع علاقته بكل ما يذكره بتلك الفعلة، وأن ينكسر بين يديه مخبتاً منيباً، عسى أن يقبله، ويغفر سيئاته، ويبدلها حسنات،
                              وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان: 68-70
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 29-08-2014, 12:07 AM.
                              اللهم تسلم منا رمضان متقبلا
                              لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
                              استغفر الله واتوب إليه

                              تعليق

                              يعمل...
                              X