{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ○فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة : ٣٥-٣٦]
حذر الله سبحانه آدم وحواء عليهما السلام أن يقربا ( هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ )
حددها لهما ووضح السبب فقال ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)
أعن من تتولى أمرهم على امتثال أوامرك بتوضيح مآلات تجاوزهم ..
( وَقُلْنَا اهْبِطُوا. ) هبط آدم عندما ظلم نفسه.. وما زال بعض أبنائه يهبطون ..
لماذا لانعتبر ؟!
( وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا )
وسع الله لهما ، وضيق عليهما الشيطان ب ( هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ ) إذا فاضت العطايا ..
احذر الشيطان ..
- ( وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا) ( أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ )الله وسع فضله الجنة.والشيطان ضيق ظنه إلا على شجرة (فالله يوسع والشيطان يضيق) / عقيل الشمري
- " "وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ أعن من تحتك على امتثال أوامرك بأن توضح لهم مآلات تجاوزهم/ علي الفيفي
- " هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ حدد ممنوعاتك بدقة / علي الفيفي
- " وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ" القرب من الحرام يغري بارتكابه / علي الفيفي
- " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا متطلبات الحياة الكريمة : السكن والزواج ولقمة العيش والحرية/ علي الفيفي
- ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) "عقوبة مناسبة للمذنب لم تتجاوز قدره وتشمل آدم وحواء معاً ." / د.سلمان العودة
- (قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى( ما كُل كلام معسول خلفه خير مأمول /إبراهيم العقيل
- " "قُلْنَا اهْبِطُوا.هبط آدم .. ومازال بعض أبنائه يهبطون / علي الفيفي
- " "قُلْنَا اهْبِطُوا. كم هي محرقة نظرة آدم الأخيرة للجنة !! / علي الفيفي
6- حرب ضروس، ومعركة لا تنتهي أبداً حتى تقوم الساعة..!" "وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّفلنكن دوماً على استعداد.. / تأملات قرأنية
الفَوائِد التربويَّة:
1- أنَّ الله تعالى قد يَمتحن العبدَ، فينهاه عن شيءٍ قد تتعلَّق به نفسُه؛ ابتلاءً واختبارا؛ كما قال تعالى: وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجْرَةَ ) .
2- أنَّ معصية الله تعالى ظلمٌ للنَّفس، وعدوانٌ عليها؛ لقوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، فوضع الأكل في غير ما يحلُّ ظلم.
3- الحذَر من وقوع الزَّلل الذي يُمليه الشَّيطان؛ لقوله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ) ؛ فالشيطان يَغرُّ بني آدَمَ كما غرَّ أباهم حين وسوس لآدَمَ وحواء، ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) .
4- إضافة الفِعل إلى المتسبِّب فيه؛ لقوله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ) .
5- أنَّه لا دوامَ لبَني آدَم في الدُّنيا؛ لقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) ؛ وعليه فيَنبغي للمؤمن الزُّهدُ فيها، وعدمُ الاغترار بها.
6- أنَّ الإنسانَ إذا صدَق في تفويض الأمر إلى الله، ورجوعِه إلى طاعة الله، فإنَّ الله تعالى يتوبُ عليه ) .
7- أنَّ آدَمَ عليه السَّلام لم يَستغنِ عن التوبة، مع علوِّ شأنه، فالواحد منَّا أَوْلى بذلك .
كم هي محرقة نظرة آدم الأخيرة للجنة !
تأملها بقلبك أرجوك .. هي حرب ضروس مع الشيطان حتى قيام الساعة ، فلنكن دوما على استعداد وحذر ..
( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ ) تكفي لتوبتنا كلمات أو دمعات من قلب منيب صادق .. ماذا ننتظر ؟!
إلهي ما أحلمك و ما أرحمك ! ..
المصدر
الدرر السنية
موسوعة التفسير
وحصاد التدبر
تعليق