إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لفظ (صحب) في القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لفظ (صحب) في القرآن الكريم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لفظ (صحب) في القرآن الكريم
    تدل مادة (صحب) في أصلها اللغوي على مقارنة شيء ومقاربته، يقال: صَحَبَه يَصْحَبه، صُحْبة -بالضم- وصَحابة بالفتح، من ذلك الصاحب، وكل شيء لازم شيئاً فقد استصحبه. والصاحب: الملازم، إنساناً كان، أو حيواناً، أو مكاناً، أو زماناً. ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن -وهو الأصل والأكثر- أو بالعناية والهمة. ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته. ويقال للمالك للشيء: هو صاحبه، وكذلك لمن يملك التصرف فيه. ويقال للسيد: صاحب. وللعبد: صاحب. وللعالم: صاحب. وللمتعلم: صاحب. والأصل فيه الاقتران في المصاحبة.

    وقد يضاف الصاحب إلى مسوسه، نحو: صاحب الجيش، وإلى سائسه، نحو: صاحب الأمير. والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع؛ لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لُبْثٍ، فكل اصطحاب اجتماع، وليس كل اجتماع اصطحاباً. والإصحاب للشيء: الانقياد له. وأصله أن يصير له صاحباً، ويقال: أصحب فلان: إذا كَبُرَ ابنه، فصار صاحبه، وأصحب فلان فلاناً: جعله صاحباً له.

    ويُجمع (الصاحب) على صَحْب، وصُحْبة، وصحاب، وصُحبان. و(الأصحاب) جمع صَحْب. و(الصحابة) الأصحاب. وهو في الأصل مصدر. وجمع الأصحاب: أصاحيب.

    ولفظ (صحب) ورد في القرآن الكريم في ستة وتسعين (96) موضعاً، ورد في ثلاثة منها بصيغة الفعل: الأول: قوله تعالى في قصة موسى والخَضِر عليهما السلام: {قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ} (الكهف:76). الثاني: قوله سبحانه في حق الوالدين: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (لقمان:15). الثالث: قوله عز وجل في حق المشركين: {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ} (الأنبياء:43).

    وورد لفظ (صحب) في ثلاثة وتسعين موضعاً بصيغة الاسم من ذلك قوله سبحانه: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (يوسف:39). وأكثر ما تكرر هذا اللفظ بصيغة الجمع {أصحاب}، حيث تكرر بحسب هذه الصيغة (77) سبعاً وسبعين مرة.


    ولفظ (صحب) ورد في القرآن على عدة معان:

    أحدها: الأصحاب بمعنى القوم، من ذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} (الشعراء:61) يعني قوم موسى عليه السلام. ومثله قوله سبحانه: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} (الشعراء:176) أي: قوم شعيب عليه السلام. ونحو هذا كثير.

    ثانيها: الأصحاب بمعنى ساكني مكان ما، من ذلك قوله عز وجل: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} (الأعراف:44) يعني ساكني الجنة. ومثله قوله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا} (الأعراف:49). وقل مثل ذلك في قوله عز من قائل {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} (الواقعة:27). ونحو هذا غير قليل.

    ثالثها: الصاحب مراد به النبي صلى الله عيه وسلم، من ذلك قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ} (النجم:1-2). ونحوه قوله عز وجل: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} (التكوير:22) المراد هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومثله قوله سبحانه: {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ} (سبأ:46) قال أهل التفسير: سُمي النبي صلى الله عليه وسلم صاحبهم؛ تنبيهاً أنهم صحبوه، وجربوه، وعرفوا ظاهره وباطنه، فلم يجدوا به خبلاً، ولا جنوناً. ومثله قوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ} (الأعراف:184).

    رابعها: الصاحب بمعنى الرفيق، من ذلك قوله عز وجل: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ} (النساء:36) أي: الرفيق في السفر. ونحوه قوله تبارك وتعالى: {قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا} (الكهف:76) أي: فلا ترافقني في سفري. وعلى هذا المعنى أيضاً قوله سبحانه: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} (التوبة:40) أي: رفيقه، والمراد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه. ووفق هذا المعنى جاء قوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ} (الأنعام:71) قال ابن عاشور: أي: له رفقة معه حين أصابه استهواء الجن.

    خامسها: الصاحب مراد به الأخ، من ذلك قوله عز وجل في قصة أصحاب الجنة: {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} (الكهف:34) يعني: قال لأخيه. ومثله في القصة نفسها قوله سبحانه: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} (الكهف:37).

    سادسها: الصاحبة بمعنى الزوجة، من ذلك قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ} (المعارج:12) أي: زوجته. ومثله قوله عز وجل: {وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ} (الأنعام:101) يعني: سبحانه لم يتخذ زوجة كما هو شأن المخلوقات.

    سابعها: الأصحاب بمعنى خزنة النار، جاء على ذلك قوله عز وجل: { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً } (المدثر:31) يعني: خزنة النار. ولا نظير له من لفظه.

    ثامنها: الصاحب بمعنى النبي يونس عليه السلام، جاء وفق هذا المعنى قوله عز وجل: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ} (القلم:48) يعني يونس عليه السلام. قال قتادة: إن الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأمره بالصبر، ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت يونس عليه السلام.


    أما قوله سبحانه: {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ} (43الانبياء) قال ابن عباس: يُمْنَعون. وعنه: يُجارون، وهو اختيار الطبري. تقول العرب: أنا لك جار وصاحب من فلان، أي: مجير منه. وقال ابن عاشور: إذا نزل بهم عذابه، لا يجدون حافظاً لهم من العذاب غيره سبحانه، ولا تمنعهم منه آلهتهم التي كانوا يدعون من دون الله مما نزل بهم.



    وحاصل القول هنا:

    إن لفظ (صحب) ومشتقاته أكثر ما ورد في القرآن الكريم بمعنى (القوم) وبمعنى (ساكني مكان ما) وبمعنى (الرفيق)، وورد بنحو أقل مراداً به النبي صلى الله عليه وسلم، وورد في مواضع معدودة مراداً به النبي يونس عليه السلام، والزوجة، والأخ، وخزنة النار.
    المصدر موقع اسلام ويب
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 25-02-2019, 09:38 PM.


  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق

    يعمل...
    X