في اللغة
شاع الخبر يشيع شيوعاً : ذاع وانتشر . وأشاع الخبر: أذاعه.،وسهم مشاع وشائع : أي غير مقسوم . وشاع الإناء : ملأه . ويقال الدعاء : شاعك الخير :
صحبك وغمرك . وأشاع بالقوم : نادى وصاح . وأشاع الله تعالى القوم بالسلام :
عمهم به . وشيَّع فلان : خرج معه ليودعه . وشايعه مشايعة : تبعه . وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره .
والشيعة : الفرقة والجماعة . والشيعة : فرقة من الفرق الضالة ادعوا حب علي رضي الله عنه وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتشيّع : ادعى دعوى الشيعة .
والأشياع : الأمثال والأشباه [1]
معاني الشيع ومشتقاتها في القرآن الكريم :
المعنى الأول : الأهواء المتفرقة :
في قوله تعالى :
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام :65]
أي الأهواء والإختلاف والفرقة ، وسفك الناس دماء بعضهم بعض[2]
المعنــى الثاني: اليهود والنصارى:
في قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159]، أي: اليهود والنصارى الذين اختلفوا في دينهم[3].
المعنــى الثالث: أمم الأولين:
في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ} [الحجر: 10]، أي: ولقد أرسلنا يا محمد من قبلك في الأمم الأولين رسلاً[4].
المعنــى الرابع: الجماعة المتعاونون على الكفر:
في قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} [مريم: 69].
أي: ثم لننزعن من كل جماعة تعاونت على الكفر بالله أشدهم على الله جل ذكره عتواً، فلنبدأن بإصلائه نار جهنم[5].
المعنــى الخامس: أهل الكفر من القرون الخالية:
في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 51]، أي: أهل الكفر من الأمم الماضية والقرون الخالية[6].
وقوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ} [سبأ: 54]، أي: من كان على شاكلتهم ومثلهم من قبلهم من كفار الأمم[7].
المعنــى السادس: الفِــرَق:
في قوله تعالى: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْـمُفْسِدِينَ} [القصص: ٤]، أي: إن فرعون تجبر في أرض مصر وتكبر، وجعل أهلها فرقاً، يذبح طائفة منهم، ويستعبد طائفة[8].
المعنــى السابع: الانتساب إلى نفس الدين:
في قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْـمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15]، أي: هذا من أهل دين موسى من بني إسرائيل[9].
المعنــى الثامن: اتباع منهاج وسنة الأنبياء:
في قوله تعالى: {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ 79 إنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْـمُحْسِنِينَ 80 إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْـمُؤْمِنِينَ 81 ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ 82 وَإنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ} [الصافات: 79 - 83]، أي: إن إبراهيم عليه السلام كان على منهاج وسنة نوح عليه السلام [10].
يتبع مع المحور الثاني :
بيان المعاني والدلالات
تعليق