الحمد لله وحده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده ,
ثم اما بعد...
عباد الرحمن يتسمون بالتواضع
هي الصفة الاولي التي وصف الله بها عباد الرحمن
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )
الفرقان/63
يقول العلامة السعدي في تفسير :
" يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا "
أي : ساكنين متواضعين لله ، وللخلق ، فهذا وصف لهم ، بالوقار ، والسكينة ، والتواضع لله ، ولعباده .
الاعراض عن الجاهلين
" خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) "
أي : خطاب جهل ، بدليل إضافة الفعل ، وإسناده لهذا الوصف ،
"قَالُوا سَلَامًا "
أي : خاطبوهم خطابا يسلمون فيه ، من الإثم ، ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله . وهذا مدح لهم ، بالحلم الكثير ، ومقابلة المسيء بالإحسان ، والعفو عن الجاهل ، ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال .
عباد الرحمن قوامين لليل
" وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا "
أي : يكثرون من صلاة الليل ، مخلصين فيها لربهم ، متذللين له ، كما قال تعالى :
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) "
عباد الرحمن اساتذه في الخوف و الخشية
" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا "
أي : ادفعه عنا ، بالعصمة من أسبابه ، ومغفرة ما وقع منا ، مما هو مقتض للعذاب .
" إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا "
أي : ملازما لأهلها ، بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه .
" إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا "
وهذا منهم ، على وجه التضرع لربهم ، وبيان شدة حاجتهم إليه ، وأنهم ليس في طاقتهم احتمال هذا العذاب ، وليتذكروا منة الله عليهم ، فإن صرف الشدة ، بحسب شدتها وفظاعتها ، يعظم وقعها ويشتد الفرح بصرفها .
عباد الرحمن يتقون الله في اموالهم
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا "
النفقات الواجبة والمستحبة
"لَمْ يُسْرِفُوا "
بأن يزيدوا على الحد ، فيدخلوا في قسم التبذير ، وإهمال الحقوق الواجبة ،
" وَلَمْ يَقْتُرُوا"
فيدخلوا في باب البخل والشح
" وَكَانَ "
إنفاقهم
بين الإسراف والتقتير
" بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا "
يبذلون في الواجبات من الزكوات ، والكفارات ، والنفقات الواجبة ، وفيما ينبغي ، على الوجه الذي ينبغي ، من غير ضرر ولا ضرار ، وهذا من عدلهم واقتصادهم .
عباد الرحمن يعبدون الله حق عبادته و يجتنبون الفواحش
" وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ "
بل يعبدونه وحده ، مخلصين له الدين ، حنفاء ، مقبلين عليه ، معرضين عما سواه .
"وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ "
وهو نفس المسلم ، الكافر المعاهد ،
"إِلَّا بِالْحَقِّ "
كقتل النفس بالنفس ، وقتل الزاني المحصن ، والكافر الذي يحل قتله .
" وَلَا يَزْنُونَ "
بل يحفظون فروجهم
" إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ "
عباد الرحمن لا يشهدون الزور ابدا
" وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ "
أي : لا يحضرون الزور ، أي : القول والفعل المحرم ، فيجتنبون جميع المجالس ، المشتملة على الأقوال المحرمة ، أو الأفعال المحرمة ، كالخوض في آيات الله ، والجدال الباطل ، والغيبة ، والنميمة ، والسب ، والقذف ، والاستهزاء ، والغناء المحرم ، وشرب الخمر ، وفرش الحرير ، والصور ، ونحو ذلك . وإذا كانوا لا يشهدون الزور ، فمن باب أولى وأحرى ، أن لا يقولوه ويفعلوه . وشهادة الزور داخلة في قول الزور ، تدخل في هذه الآية بالأولوية ،
عباد الرحمن لا يلتفتون للغو
" وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامً "
وهو الكلام الذي لا خير فيه ، ولا فيه فائدة دينية ، ولا دنيوية ، ككلام السفهاء ونحوهم
" مَرُّوا كِرَامً "
أي : نزهوا أنفسهم ، وأكرموها عن الخوض فيه ، ورأوا أن الخوض فيه ، وإن كان لا إثم فيه ، فإنه سفه ونقص للإنسانية والمروءة ، فربؤوا بأنفسهم عنه . وفي قوله :
" وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ "
إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره ، ولا سماعه ، ولكن عند المصادفة ، التي من غير قصد ، يكرمون أنفسهم عنه .
ثم اما بعد...
عباد الرحمن يتسمون بالتواضع
هي الصفة الاولي التي وصف الله بها عباد الرحمن
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )
الفرقان/63
يقول العلامة السعدي في تفسير :
" يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا "
أي : ساكنين متواضعين لله ، وللخلق ، فهذا وصف لهم ، بالوقار ، والسكينة ، والتواضع لله ، ولعباده .
الاعراض عن الجاهلين
" خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) "
أي : خطاب جهل ، بدليل إضافة الفعل ، وإسناده لهذا الوصف ،
"قَالُوا سَلَامًا "
أي : خاطبوهم خطابا يسلمون فيه ، من الإثم ، ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله . وهذا مدح لهم ، بالحلم الكثير ، ومقابلة المسيء بالإحسان ، والعفو عن الجاهل ، ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال .
عباد الرحمن قوامين لليل
" وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا "
أي : يكثرون من صلاة الليل ، مخلصين فيها لربهم ، متذللين له ، كما قال تعالى :
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) "
عباد الرحمن اساتذه في الخوف و الخشية
" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا "
أي : ادفعه عنا ، بالعصمة من أسبابه ، ومغفرة ما وقع منا ، مما هو مقتض للعذاب .
" إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا "
أي : ملازما لأهلها ، بمنزلة ملازمة الغريم لغريمه .
" إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا "
وهذا منهم ، على وجه التضرع لربهم ، وبيان شدة حاجتهم إليه ، وأنهم ليس في طاقتهم احتمال هذا العذاب ، وليتذكروا منة الله عليهم ، فإن صرف الشدة ، بحسب شدتها وفظاعتها ، يعظم وقعها ويشتد الفرح بصرفها .
عباد الرحمن يتقون الله في اموالهم
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا "
النفقات الواجبة والمستحبة
"لَمْ يُسْرِفُوا "
بأن يزيدوا على الحد ، فيدخلوا في قسم التبذير ، وإهمال الحقوق الواجبة ،
" وَلَمْ يَقْتُرُوا"
فيدخلوا في باب البخل والشح
" وَكَانَ "
إنفاقهم
بين الإسراف والتقتير
" بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا "
يبذلون في الواجبات من الزكوات ، والكفارات ، والنفقات الواجبة ، وفيما ينبغي ، على الوجه الذي ينبغي ، من غير ضرر ولا ضرار ، وهذا من عدلهم واقتصادهم .
عباد الرحمن يعبدون الله حق عبادته و يجتنبون الفواحش
" وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ "
بل يعبدونه وحده ، مخلصين له الدين ، حنفاء ، مقبلين عليه ، معرضين عما سواه .
"وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ "
وهو نفس المسلم ، الكافر المعاهد ،
"إِلَّا بِالْحَقِّ "
كقتل النفس بالنفس ، وقتل الزاني المحصن ، والكافر الذي يحل قتله .
" وَلَا يَزْنُونَ "
بل يحفظون فروجهم
" إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ "
عباد الرحمن لا يشهدون الزور ابدا
" وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ "
أي : لا يحضرون الزور ، أي : القول والفعل المحرم ، فيجتنبون جميع المجالس ، المشتملة على الأقوال المحرمة ، أو الأفعال المحرمة ، كالخوض في آيات الله ، والجدال الباطل ، والغيبة ، والنميمة ، والسب ، والقذف ، والاستهزاء ، والغناء المحرم ، وشرب الخمر ، وفرش الحرير ، والصور ، ونحو ذلك . وإذا كانوا لا يشهدون الزور ، فمن باب أولى وأحرى ، أن لا يقولوه ويفعلوه . وشهادة الزور داخلة في قول الزور ، تدخل في هذه الآية بالأولوية ،
عباد الرحمن لا يلتفتون للغو
" وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامً "
وهو الكلام الذي لا خير فيه ، ولا فيه فائدة دينية ، ولا دنيوية ، ككلام السفهاء ونحوهم
" مَرُّوا كِرَامً "
أي : نزهوا أنفسهم ، وأكرموها عن الخوض فيه ، ورأوا أن الخوض فيه ، وإن كان لا إثم فيه ، فإنه سفه ونقص للإنسانية والمروءة ، فربؤوا بأنفسهم عنه . وفي قوله :
" وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ "
إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره ، ولا سماعه ، ولكن عند المصادفة ، التي من غير قصد ، يكرمون أنفسهم عنه .
تعليق