بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قوله - تعالي - : " يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"(1).
أي: أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها وما فيها، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة، كأن أحدهم مُغَفّل لا ذهن له ولا فكرة.
قال الحسن البصري: والله لَبَلَغَ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي.
وقال ابن عباس في قوله: "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"
يعني: الكفار، يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهال(2).
وقيل: فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا نحو " يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" .
وقيل: الذين فرحوا الرسل لما كذبهم قومهم أعلمهم الله عز وجل أنه مهلك الكافرين ومنجيهم والمؤمنين ف "فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ "(3) بنجاة المؤمنين" وَحَاقَ بِهِمْ "(4) أي بالكفار " مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " أي عقاب استهزائهم بما جاء به الرسل -صلوات الله عليهم-.
قوله -تعالى- : " فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا "(5) أي عاينوا العذاب.
" قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ " أي بالأوثان التى أشركناهم في العبادة " فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا" بالله عند معاينة العذاب وحين رأوا البأس(6).
وقال الكرماني: كل ما يعلم بأوائل الروية فهو الظاهر وما يعلم بدليل العقل فهو الباطن وقيل: هو هنا التمتع بزخارفها والتنعم بملاذها، وتعقب بأنهما ليسا مما علموه منها بل من أفعالهم المرتبة على علمهم.
وعن ابن جبير أن الظاهر هو ما علموه من قبل الكهنة مما تسترقه الشياطين ، وليس بشيء كما لا يخفى، وأياً ما كان فالظاهر أن المراد بالظاهر مقابل الباطن، وتنوينه للتحقير والتخسيس أي يعلمون ظاهراً حقيراً خسيساً، وقيل: هو بمعنى الزائل الذاهب كما في قول الهذلي:
وعيرها الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
أي يعلمون أمراً زائلاً لا بقاء له ولا عاقبة من الحياة الدنيا " وَهُمْ عَنِ الاخرة" التي هي الغاية القصوى والمطلب الأسني "هُمْ غافلون" لا تخطر ببالهم فكيف يتفكرون فيها وفيما يؤدي إلى معرفتها من الدنيا وأحوالها(7).
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قوله - تعالي - : " يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"(1).
أي: أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها وما فيها، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة، كأن أحدهم مُغَفّل لا ذهن له ولا فكرة.
قال الحسن البصري: والله لَبَلَغَ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي.
وقال ابن عباس في قوله: "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"
يعني: الكفار، يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهال(2).
وقيل: فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا نحو " يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" .
وقيل: الذين فرحوا الرسل لما كذبهم قومهم أعلمهم الله عز وجل أنه مهلك الكافرين ومنجيهم والمؤمنين ف "فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ "(3) بنجاة المؤمنين" وَحَاقَ بِهِمْ "(4) أي بالكفار " مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " أي عقاب استهزائهم بما جاء به الرسل -صلوات الله عليهم-.
قوله -تعالى- : " فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا "(5) أي عاينوا العذاب.
" قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ " أي بالأوثان التى أشركناهم في العبادة " فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا" بالله عند معاينة العذاب وحين رأوا البأس(6).
وقال الكرماني: كل ما يعلم بأوائل الروية فهو الظاهر وما يعلم بدليل العقل فهو الباطن وقيل: هو هنا التمتع بزخارفها والتنعم بملاذها، وتعقب بأنهما ليسا مما علموه منها بل من أفعالهم المرتبة على علمهم.
وعن ابن جبير أن الظاهر هو ما علموه من قبل الكهنة مما تسترقه الشياطين ، وليس بشيء كما لا يخفى، وأياً ما كان فالظاهر أن المراد بالظاهر مقابل الباطن، وتنوينه للتحقير والتخسيس أي يعلمون ظاهراً حقيراً خسيساً، وقيل: هو بمعنى الزائل الذاهب كما في قول الهذلي:
وعيرها الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
أي يعلمون أمراً زائلاً لا بقاء له ولا عاقبة من الحياة الدنيا " وَهُمْ عَنِ الاخرة" التي هي الغاية القصوى والمطلب الأسني "هُمْ غافلون" لا تخطر ببالهم فكيف يتفكرون فيها وفيما يؤدي إلى معرفتها من الدنيا وأحوالها(7).
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية: 7 من سورة الروم.
(2) ابن كثير, تفسير القرآن العظيم, ج 6, ص 306.
(3) الآية, 83, من سورة غافر.
(4) الآية 33 من سورة الجاثية .
(5) الآية 84 من سورة غافر.
(6) تفسير القرطبي, ج 6, 636 .
(7) الألوسي, روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني, ج 15, ص 331.
تعليق