إن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه مباركاً ونوراً وهدىً وشفاء وموعظة، أنزله لنتدبر آياته، وتلاوة القرآن لها أجر عظيم، وتجويده له أجر عظيم، ولكن تدبره هو الوظيفة الأساسية من إنزاله، لماذا أنزل الله القرآن؟ ليدبروا آياته، والتلاوة تعين على التدبر، والتجويد ومعرفة الوقوف وحق الحروف كذلك، وأما التدبر فإنه إعمال العقل في معنى الآية، وهذا يزيد الإيمان ويدفع للعمل، ولذلك ذكر ربنا سبحانه وتعالى في كتابه أنه أنزله ليتدبروه، والتدبر قد يكون من الإنسان وحده، وقد يكون التدبر جماعياً، وهو عملية مدارسة القرآن التي ذكرها نبي الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)، والسكينة: هي الطمأنينة والوقار، والتدارس عبادة عظيمة نسيها أكثر الناس،
إن هذا التدارس شأنه عظيم وأجره كبير، وهذا التدارس هو القراءة بتمعن، معرفة المعنى، وإنزال المعنى على الواقع، هذه المدارسة العبادة العظيمة التي نكاد نفقدها اليوم، وأكثر ما يقوم الناس به تجاه القرآن تلاوة، لكن المدارسة قليل من يقوم بها،
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)
نبحر فى معاني هذه الآيات فى اللقاء الخامس من مدارسة سورة المؤمنون
مع الشيخ/ على زيادة.
لتحميل اللقاء من
هنا
رابط السلسلة من
هنــا
اللقاء يتجدد معنا أسبوعيًا الأربعاء في تمام الساعة 8:30 م توقيت مصر بإذن الله.
رابط غرفة الهداية الدعوية
هنـا
رابط جدول غرفة الهداية الدعوية
هنــا
رابط الاستماع للغرفة عبر الإذاعة
هنــا
تعليق