اللقاء الرابع _ تدبر سورة المؤمنون _ مع الشيخ/ علي زيادة

[آمــال الأقصى]

مقاصد السورة:
سورة المؤمنين تدور حول محور تحقيق الوحدانية، وإبطال الشرك، ونقض قواعده، والتنويه بالإيمان وشرائعه، ويمكن تلخيص مقاصدها وأهدافها في التالي:
أولاً: تقرير الفلاح للمؤمنين، وبيان الصفات التي حازوا بها الفلاح، وتقرير أن هذا الفلاح خاص بهم دون غيرهم؛ لما تحلوا به من أصول الفضائل الروحية والعملية، التي بها تزكية النفس واستقامة السلوك.

ثانياً: بيان دلائل الإيمان في الأنفس والآفاق؛ وذلك من خلال عرض أطوار الحياة الإنسانية منذ نشأتها الأولى إلى نهايتها في الحياة الدنيا؛ والغرض من كل ذلك الدلالة على تفرد الله تعالى بالألوهية؛ لتفرده بخلق الإنسان ونشأته؛ وذلك بقصد اعتبار الإنسان في كيفية بدء خلقه، ثم موته وانتهاء حياته، ودلالة ذلك الخلق على إثبات البعث بعد الممات، وأن الله لم يخلق الخلق سدى ولعباً.

ثالثاً:بيان حقيقة الإيمان وأنه إفراد العبودية لله وحده دون سواه، وهي الحقيقة التي تَوَافَق عليها الرسل دون استثناء:
{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}(المؤمنون:23).
ثم بيان تفرق الناس بعد الرسل، وتنازعهم حول تلك الحقيقة الواحدة:
{فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} (المؤمنون:53).

رابعاً:بيان غفلة كثير من الخلق عن ابتلاء الله لهم بالنعمة، واغترارهم بما هم فيه من متاع، بينما المؤمنون مشفقون من خشية ربهم، يعبدونه ولا يشركون به، وهم مع ذلك دائمو الخوف والحذر:
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون}(المؤمنون:60).

خامساً:لفت نظر الإنسان إلى الاعتبار بخلق السماوات ودلالته على حكمة الله تعالى، وإلى الاعتبار والامتنان بمصنوعات الله تعالى التي أصلها الماء الذي به حياة ما في هذا العالم من الحيوان والنبات، وما في ذلك من دقائق الصنع، وما في الأنعام من المنافع، ومن تسخير المنافع للناس وما أوتيه الإنسان من آلات الفكر والنظر.

نبحر فى معاني هذه الآيات فى اللقاء الرابع من مدارسة سورة المؤمنون
مع الشيخ/ على زيادة.

لتحميل اللقاء من
هنا

رابط السلسلة من
هنــا

اللقاء يتجدد معنا أسبوعيًا الأربعاء في تمام الساعة 8:30 م توقيت مصر بإذن الله.

رابط غرفة الهداية الدعوية
هنـا

رابط جدول غرفة الهداية الدعوية
هنــا

رابط الاستماع للغرفة عبر الإذاعة
هنــا

[آمــال الأقصى]

رد: اللقاء الرابع _ تدبر سورة المؤمنون _ مع الشيخ/ علي زيادة

.......

.....


.....
التلخيص الكتابي:

حدثنا الله عز وجل عن المفلحين وعدَّدَ لنا صفاتهم ثم تحدثنا في اللقاء الماضي عن قصة سيدنا نوح عليه السلام.
ماذا فعل سيدنا نوح عليه السلام حين كذبَهُ قومه؟
ج: اتجه إلى ربه سبحانه وتعالى وقال: " رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ".
هو يعلم أنَّ وما النصرُ إلا من عند الله.
بِمَا كَذَّبُونِ: الباء هنا سببية.
أي بسبب تكذيبهم بالرسالة، وهنا يتضح أن سيدنا نوح عليه السلام لا ينتصر لنفسه إنما ينتصر للرسالة التي كذبوها والتي هي من عند الله عز وجل.
" فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ " (27).
فَأَوْحَيْنَا: النون هنا نون العظمة.
إِلَيْهِ: ضمير الهاء هنا يعود على سيدنا نوح عليه السلام.
الْفُلْكَ: أي السفينة.
وهنا نعلم أن الله عز وجل هو الذي أوحى لسيدنا نوح عليه السلام وعلَّمَه صناعة السُفن.
لذا أول من صنع السُفن على وجه الأرض هو سيدنا نوح عليه السلام بوحيٍ من الله عز وجل.
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا: لازالت نون العظمة تدل على أن الوحي من عنده عز وجل ومعيته لسيدنا نوح عليه السلام.
سيدنا نوح عليه السلام قال رب انصرني بما كذبون فاتى الله له عز وجل بحل غير متوقع " أن اصنعِ الفلك " فالله عز وجل لديه حلول لمشاكلنا.
فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا: أمرنا أي بعذاب قومٍ.
التَّنُّورُ: المكان الذي يُخبز فيه.
وَفَارَ التَّنُّورُ: الذي هو علامةً على بداية طوفان الماء.
فَاسْلُكْ فِيهَا...لماذا لم يقل فاحمل فيها أو فادخل فيها؟
ج: لأن فاسلك تدل على التنظيم والترتيب والإحكام.
فِيهَا: الهاء تعود على السفينة.
مِن كُلٍّ: كُلٍّ تعود على جميع أنواع الكائنات والأحياء ليستمر النسل.
وَأَهْلَكَ: أي بناتك، زوجتك، كل أهلك.
إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ: أي زوجته وابنه.
وَلا تُخَاطِبْنِي: الله عز وجل يُحدث سيدنا نوح عليه السلام.
لماذا قال الله عز وجل " وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا " ؟
ج: لأنهم مغرقون.
" فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " (28).
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ: أي أنت يا نوح.
لماذا لم يقل الله عز وجل فَإِذَا دَخَلْتَ؟
ج: لأن الاستواء ملائم لعملية الاستقرار في السفينة.
لماذا قال الله عز وجل " فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ " ولم يقل " فقولوا "؟
ج: لأن مرتبة النبوة والرسل والقيادة لأممهم ولأنهم أعدل الناس وأتقاهم فإذا بدءوا هم تبعهم قومهم.
وهنا يدل على أسرار وفضل الذِكر " فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ".
" وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ " (29).
الله عز وجل كتب له النجاة وركب السفينة ومع ذلك حث على الذِكر.
وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ:
هذا دعاء شامل، لأن الله عز وجل إذا اختار لك منزِل فسيختار لك الأفضل لأنه عز وجل عالم الغيب.
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ " (30).
ذَلِكَ...تعود على ماذا؟
ج: على الأمر العظيم الذي ذكره الله عز وجل " قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه ".
لَآيَاتٍ: أي لدلالات وعلاماتٍ على صِدق الأنبياء عليهم السلام.
فهنا تظهر الآيات والعلامات ونصر الله عز وجل لعباده الصالحين.
وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ: يظهر لنا أن قصة سيدنا نوح عليه السلام إنما هي كانت ابتلاء...لمن؟
ج: ابتلاء لرسل الله عز وجل في قومهم بأنهم يدَّعون كذبهم وأن بهم جنون وابتلاء ليزداد حسنات الرُسُل، وأيضًا ابتلاء للقوم الظالمين أن أُقيمت عليهم الحُجة.
" ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ " (31).
الله عز وجل لا يعجزه شيء، غضبَ الله عز وجل على قوم أهلك الأرض ومن عليها وأنشأ قومًا آخرين.
.......

[مهاجر إلى الله ورسوله]

رد: اللقاء الرابع _ تدبر سورة المؤمنون _ مع الشيخ/ علي زيادة

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك فيكم