السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنَّ مصباحَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ انطفأَ ذاتَ ليلةٍ ،
فقال :
إنَّا للهِ وإنَّا إليْه راجعونَ.
فقيل : أمصيبةٌ هي يا رسولَ اللهِ ؟
قال : نعم ، كلُّ ما آذى المؤمنَ فهو مصيبةٌ
الراوي: عكرمة المحدث: القرطبي المفسر - المصدر:تفسير القرطبي - الصفحة أو الرقم: 2/465
خلاصة حكم المحدث: ثابت معناه في الصحيح
وذَكَرَ الزمخشري - رحمه الله
في تفسيره للآية الكريمة
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
وقال :
وإنما قلل في قوله :
( بشيء )
ليؤذن أن كل بلاء أصاب الإنسان وإن جل ففوقه ما يقل إليه ،
وليخفف عليهم ويريهم أن رحمته معهم
في كل حال لا تزايلهم وإنما وعدهم ذلك قبل كونه ليوطنوا عليه نفوسهم .
وأشار السعدي
- رحمه الله تعالى -
إشارة لطيفة في هذا الشأن
فقال
أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن،
ليتبين الصادق من الكاذب،
والجازع من الصابر،
وهذه سنته تعالى في عباده؛
لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان،
ولم يحصل معها محنة،
لحصل الاختلاط الذي هو فساد،
وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر.
هذه فائدة المحن،
لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان،
ولا ردهم عن دينهم،
فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين،
فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده ..)
انتهى كلامه
- رحمه الله –
وقد تأملت حياة الكثير من الناس في هذه الأزمنة
فوجدتهم يضيقون ذرعاً
بما نزل بهم من مصائب ومحن
يبحثون عن متنفّس هنا وهناك
شكوا من يرحمهم إلى من لايرحمهم
أنزلوا حوائجهم وشكايتهم بمن لايملكون حولاً ولاقوةً ,
إلى الخلق ,
والجميع فقراء إلى الله ,
والله هو الغنيّ الحميد ,
ولذا كم نسمع في مجالسنا ومنتدياتنا أناساً ديدنهم التذمر والشكاية وسب الدهر ,
ولم يتفطّنوا لقوله تعالى
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
وليس الصبرُ
هو الاسترجاعُ باللسان
بل بالقلب
بأن يَتصوَّرَ ما خُلق له وأنه راجِعٌ إلى ربه
ويتذكرَ نِعمَ الله تعالى عليه
ويرى أن ما أبقى عليه أضعافُ ما استردّ منه ،
فيهونُ ذلك على نفسه ويستسلم ,
والإيمان نصفان :
نصف صبر ونصف شكر ,
إذاً استرجع
يامن نزلت به مصيبة عظمت أوقلّت
كما استرجع نبيك
صلى الله عليه وسلم
عندما انطفأ سراجه ,
ولاتظهر شكايةً إلى الخلق إلا إذا كنت مستفتياً أومستشيراً ,
وتحفّظ على ما تحتسب أجره عند ربك ,
فالخلق لايقدّمون أو يؤخرون ,
ولكن يستأنس بهم حال الفتيا والاستشارة ...
......................صيد الفوائد............
بسم الله الرحمن الرحيم
أنَّ مصباحَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ انطفأَ ذاتَ ليلةٍ ،
فقال :
إنَّا للهِ وإنَّا إليْه راجعونَ.
فقيل : أمصيبةٌ هي يا رسولَ اللهِ ؟
قال : نعم ، كلُّ ما آذى المؤمنَ فهو مصيبةٌ
الراوي: عكرمة المحدث: القرطبي المفسر - المصدر:تفسير القرطبي - الصفحة أو الرقم: 2/465
خلاصة حكم المحدث: ثابت معناه في الصحيح
وذَكَرَ الزمخشري - رحمه الله
في تفسيره للآية الكريمة
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
وقال :
وإنما قلل في قوله :
( بشيء )
ليؤذن أن كل بلاء أصاب الإنسان وإن جل ففوقه ما يقل إليه ،
وليخفف عليهم ويريهم أن رحمته معهم
في كل حال لا تزايلهم وإنما وعدهم ذلك قبل كونه ليوطنوا عليه نفوسهم .
وأشار السعدي
- رحمه الله تعالى -
إشارة لطيفة في هذا الشأن
فقال
أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن،
ليتبين الصادق من الكاذب،
والجازع من الصابر،
وهذه سنته تعالى في عباده؛
لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان،
ولم يحصل معها محنة،
لحصل الاختلاط الذي هو فساد،
وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر.
هذه فائدة المحن،
لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان،
ولا ردهم عن دينهم،
فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين،
فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده ..)
انتهى كلامه
- رحمه الله –
وقد تأملت حياة الكثير من الناس في هذه الأزمنة
فوجدتهم يضيقون ذرعاً
بما نزل بهم من مصائب ومحن
يبحثون عن متنفّس هنا وهناك
شكوا من يرحمهم إلى من لايرحمهم
أنزلوا حوائجهم وشكايتهم بمن لايملكون حولاً ولاقوةً ,
إلى الخلق ,
والجميع فقراء إلى الله ,
والله هو الغنيّ الحميد ,
ولذا كم نسمع في مجالسنا ومنتدياتنا أناساً ديدنهم التذمر والشكاية وسب الدهر ,
ولم يتفطّنوا لقوله تعالى
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
وليس الصبرُ
هو الاسترجاعُ باللسان
بل بالقلب
بأن يَتصوَّرَ ما خُلق له وأنه راجِعٌ إلى ربه
ويتذكرَ نِعمَ الله تعالى عليه
ويرى أن ما أبقى عليه أضعافُ ما استردّ منه ،
فيهونُ ذلك على نفسه ويستسلم ,
والإيمان نصفان :
نصف صبر ونصف شكر ,
إذاً استرجع
يامن نزلت به مصيبة عظمت أوقلّت
كما استرجع نبيك
صلى الله عليه وسلم
عندما انطفأ سراجه ,
ولاتظهر شكايةً إلى الخلق إلا إذا كنت مستفتياً أومستشيراً ,
وتحفّظ على ما تحتسب أجره عند ربك ,
فالخلق لايقدّمون أو يؤخرون ,
ولكن يستأنس بهم حال الفتيا والاستشارة ...
......................صيد الفوائد............
تعليق