إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    قال تعالى:﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (40) ﴾


    ملخص الملخص المؤمن مع المنعم والكافر مع النعمة:

    نِعَم الصحة، ونِعَم الأمن، أنت من خوف الفقر في فقر، وأنت من خوف المرض في مرض، وتوقُّع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها،

    ونعمة الفراغ، فالإنسان الذي لا يملك وقت فراغ ليس إنساناً، هذا الذي يعمل ليلاً نهاراً هذا إنسان انتهى، انتهى عند الله وعند الناس، لأن وقته استهلكه، عمله استهلكه،
    أما هذا الذي يجد وقتاً لسماع درس علم، وللجلوس مع أخ وللقاء مثمر، هذا يحيا حياته الإنسانية،
    فالمؤمن على كلٍ مع المنعم دائماً.


    كان عليه الصلاة والسلام تعظم عنده النعمة مهما دقَّت،

    أي كأس ماء شربته معنى ذلك الطريق سالك،
    لو كان الطريق غير سالك ـ لا سمح الله ولا قدر ـ هؤلاء الذين يعانون الفشل الكلوي،

    قال لي أخ كريم: له قريب ذهب لغسيل الكليتين، قالت له الممرضة بقسوةٍ بالغة: هذه الجمعة لا تشرب ماء كثيراً لأن الجهاز معطل،
    أنت عندما تعطش تشرب بدون تقييد، فلا توجد لديك مشكلة إطلاقاً،
    تصور إذا شرب الإنسان ليس لديه جهاز يخرج هذا الماء ، ماذا يفعل ؟ "

    يا أمير المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس إذا مُنِعَ عنك ؟ " قال: " بنصف ملكي " ، قال: " فإذا منع إخراجه " ؟ قال: " بنصف ملكي الآخر " ،

    بكم تشتري أن تنام الليل مطمئناً ؟

    بكم تشتري إيواءك في بيت ؟

    كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته يقول: " الحمد لله الذي آواني وكم من لا مأوى له "،

    وكان إذا خرج من الخلاء يقول:

    (( الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني.))
    [ابن أبي شيبة والدار قطني عن طاوس مرسلاً]


    نعمٌ لا تنتهي،

    نعمة الصحة، ونعمة الأمن، ونعمة الفراغ، ونعمة الكفاية،

    هذا الذي يملك قوت يومه من نعم الله الكبرى، قوت يومه فقط، هذه نعمةٌ كبيرة .
    ملخص الملخص

    المؤمن مع المنعم والكافر مع النعمة،

    ومهما تفنن في النعمة يأتي الموت فينهي كل شيء،

    هذه النعمة التي تنعم بها هناك شيء لا بد منه،
    فإما أن تتركها وإما أن تتركك،
    نعمة البصر، يموت الإنسان انتهى البصر، أو يفقد بصره قبل أن يموت،
    ونعمة المال يموت انتهى كل ماله، أو يصبح فقيراً قبل أن يموت،

    فإما أن تتحول عنك وإما أن تتحول أنت عنها،

    لذلك وبالشكر تدوم النعم، قيدوا النعم بالشكر، " يا عائشة أكرمي مجاورة نعم الله، فإن النعمة إذا نفرت قلما تعود "،

    النعمة تقيَّد بالشكر، ومن شكر الله على نعمه زاده الله منها.

    موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية

    تعليق


    • #47
      رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (40) ﴾


      للشكر مستويات ثلاثة:


      الآن كيف نشكر ؟ قال العلماء : للشكر مستوياتٌ ثلاثة.


      1ـ أن تعزو النعمة إلى الله و هذا أحد أنواع شكره:


      المستوى الأول لمجرد أن تعزو النعمة إلى الله فهذا أحد أنواع شكره،
      إذا قلت: الله وفَّقني، الله أعطاني هذا البيت، والله هيَّأ لي هذه الزوجة، الله رزقني هؤلاء الأولاد، والله أعانني على نيل هذه الشهادة العليا، والله أعانني على طلب العلم، والله يَسَّر لي المجيء إلى المسجد، والله أعانني على تطبيق الإسلام في بيتي، والله أكرمني بزوجة مؤمنة، والله أكرمني بأولاد أطهار صالحين أبرار،
      حينما تقول هذا فهذا أحد أنواع الشكر،
      حينما تعزو النعمة إلى الله فهذا نوعٌ من شكرها.


      2ـ أن يمتلئ قلبك امتناناً لله عزَّ وجل:


      المستوى الثاني: حينما يمتلئ قلبك امتناناً لله عزَّ وجل فهذا مستوى أعلى.


      3ـ أن تتحرك لخدمة الخلق معرفةً بهذه النعمة:


      المستوى الثالث حينما تتحرك لخدمة الخلق معرفةً بهذه النعمة فهذا أعلى المستويات،

      قال تعالى:

      ﴿ اعْمَلُوا آلَ داو ود شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(30) ﴾

      (سورة سبأ)


      يحبك الله عزَّ وجل أن تكون شاكراً.


      علينا أن نسجد شكراً لله عند كل نعمة يمنحنا الله إياها:


      عود نفسك إذا منحك الله عزَّ وجل نعمة أن تقابلها بالسجود لله عزَّ وجل،
      كان عليه الصلاة والسلام يسجد سجود الشكر لله عزَّ وجل،

      تلقيت نبأً ساراً، رزقك الله مولوداً كاملاً بدون أي مشكلة،

      فلو لم ينفلق ثقب بوتان لاحتجت إلى مئتين وخمسين ألف ليرة عملية قلب مفتوح لإغلاق ثقب بوتان، وهو كما قال الأطباء: ثقب مفتوح بين الأذينين، ولكن عند الولادة ـ هكذا قالوا ـ تأتي جلطة فتغلق هذا الثقب،
      بيد من ؟ أية يدٍ تصل لداخل قلب الطفل لإغلاق هذا الثقب بين الأذينين ؟ الله جلَّ جلاله،
      فأي غلطة بالجسم تحتاج إلى ملايين الملايين.

      اجمع الأجهزة التي تنعم بها ثمنها ألف مليون،

      عملية زرع الكبد بفرنسا تكلف سبعة ملايين ـ لو تشمع الكبد ـ ونجاحها ثلاثون بالمئة، فالكبد سبعة ملايين،

      والكلية أصبح ثمنها الآن مليونين،

      وتبديل صمام، قال لي واحد: والله بدلت صماماً، لكن لا أنام الليل، لماذا ؟ قال لي: اسمع طول الليل طرقاً،
      أنت عندك صمام لا يوجد له صوت، أليست هذه نعمة ؟ صمام له صوت لا تنام الليل،
      قال لي: لا أحس بالنهار لوجود الضجيج، ولا أنام بالليل من صوت الصمَّام،
      توفي رحمه الله،
      هذه نعمة الصمام، صمام عدم رجوع، هل هذه نعمة قليلة ؟

      نعمة الأوردة،
      لها وريقات، دسَّامات،
      نعمة أن الشريان داخلي والوريد خارجي لو الآية بالعكس،
      إذا جرح إنسان يموت على الفور، لأن القلب مع الشريان،

      قال لي طبيب جراح: إذا أطلقت شرياناً ـ فنبض القلب للدم بالشريان يحرِّك الدم اثني عشرة متراً ـ يصل الدم أحياناً إلى السقف من نبضة قلب واحدة،
      جعل الله الشرايين داخلية، والأوردة خارجية،
      الحركة بطيئة بالوريد وغير خطرة، أما الشرايين كلها داخلية، في حرز حريز، هذه نعمٌ كبرى،

      فلذلك أخواننا الكرام المؤمن مع المُنْعِم، والكافر مع النعمة.


      للنعمة مهمتان كبيرتان ؛


      أن تشكر الله عليها في الدنيا وأن تعرف الله من خلالها:


      أية نعمةٍ لله عزَّ وجل في الإنسان لها وظيفتان كبيرتان
      لها وظيفة تعريفية إرشادية، ولها وظيفة نفعية في الدنيا،

      الغرب بأكمله انتبه للوظيفة النفعية أما الوظيفة الإرشادية فهي أخطر وظيفة للنعمة،
      أن تعرف الله من خلالها،

      هناك نعمة سوف أقولها لكم وقد لا تصدق أنه لولاها لما وجدت على وجه الأرض إنساناً واحداً،

      هذه النعمة اسمها آلية المَص، يولد الطفل الآن لتوه يضع فمه على ثدي أمه ويحكم الإغلاق ويسحب،

      هذه عملية معقدة، لو أن هذه الآلية غير موجودة،

      تفضل علمه إياها، هل يستطيع أب مهما كان ذكياً، لو كان معه دكتوراه بعلم التربية أن يعلم ابنه الذي وُلِد لتوه: يا بابا الله يرضى عليك، ضع فمك على ثدي أمك، وإيَّاك أن تنفس الهواء، وإلا لن يخرج لك الحليب، لا يفهم عليك شيئاً، انتهى كل شيء،

      فلولا نعمة آلية المص لما كان على وجه الأرض إنسان،
      هذه نعمة أيضاً.

      أيها الأخوة، النعمة لها مهمتان كبيرتان ؛ أن تشكر الله عليها في الدنيا، وأن تعرف الله من خلالها،

      فمن لم يحقق معرفة الله من خلال النعمة عَطَّل أكبر مهمةٍ للنعمة،

      وكنت أضرب مثلاً دقيقاً
      عند أحدهم كتاب عن النحل والعسل، قرأه فتأثر تأثراً بالغاً، وفاضت عيناه بالدموع تعظيماً لله عزَّ وجل على هذه الإبداع في الخلق،
      لكن دخله بسيط جداً لا يسمح له بشراء العسل أبداً، ما ذاقه، لكنه عرف الله من خلاله،
      فهذا الإنسان الذي لم يذق طعم العسل، لكنه عرف الله من خلاله

      هذا الإنسان حقق الأكبر من خلق النحل والعسل،

      أما الذي جعل العسل غذاءه وهدفه الأساسي، ولم يفكر في خالق العسل هذا عطل الهدف الأكبر من خلق العسل،

      لذلك النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حينما رأى الهلال قال:

      (( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ))

      [ رواه أبو داود عن قتادة ]


      ينفعنا في الدنيا ويرشدنا إلى ربنا فالمؤمن مع المنعم ؛ والكافر مع النعمة:


      ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (40) ﴾


      ----------
      موسوعة النابلسى
      -----------------------------
      والى لقاء آخر إن شاء الله

      تعليق


      • #48
        رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        (( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ))

        عن ابن عباس : " وأوفوا بعهدي " الذي أخذت في أعناقكم للنبي محمد إذا جاءكم ، " أوف بعهدكم " أي أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه واتباعه ، بوضع ما كان عليكم من الإصر والأغلال التي كانت في أعناقكم بذنوبكم التي كانت من أحداثكم .

        وعن أبي العالية في قوله : " أوفوا بعهدي أوف بعهدكم " قال : عهده إلى عباده ، دين الإسلام أن يتبعوه ، " أوف بعهدكم " يعني الجنة .

        وعن السدي : " أوفوا بعهدي أوف بعهدكم " : أما " أوفوا بعهدي " فما عهدت إليكم في الكتاب . وأما " أوف بعهدكم " فالجنة ، عهدت إليكم أنكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنة

        وعن ابن جريج في قوله : " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " قال : ذلك الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة : ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) إلى آخر الآية [ ص: 559 ] [ سورة المائدة : 12 ] . فهذا عهد الله الذي عهد إليهم ، وهو عهد الله فينا ، فمن أوفى بعهد الله وفى الله له بعهده

        وعن ابن عباس ، في قوله " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " يقول : أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه وسلم وفي غيره ، " أوف بعهدكم " يقول : أرض عنكم وأدخلكم الجنة .

        وقال ابن زيد في قوله : " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " قال : أوفوا بأمري أوف بالذي وعدتكم ، وقرأ : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) حتى بلغ ( ومن أوفى بعهده من الله ) [ سورة التوبة : 111 ] ، قال : هذا عهده الذي عهده لهم .

        تفسير الطبرى

        ----------------

        تعليق


        • #49
          رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          (( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ))





          (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل : 91].


          وهكذا فقد ألزم الله عز وجل ذاته العلية بعهدٍ تجاهنا، ولكنه ألزم في الوقت ذاته عباده، ألزمنا بعهدٍ تجاهه، وجعل الأول منوطاً بالثاني. فما هو العهد الذي ألزمنا الله عز وجل به؟


          العهد الذي ألزمنا الله عز وجل به هو أن نكون مصدقي للدعوى التي نعلنها تجاه الله عز وجل. فنحن أعلنا أننا مؤمنون بربوبية الله عز وجل علينا ومن ثم أعلنا عن عبوديتنا لله سبحانه وتعالى، ألسنا نقول في مفتتح كل صلاة:
          (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة : 5].


          ألسنا نقول:


          (إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام : 162].


          هذه دعوى يا عباد الله، يريد الله عز وجل منا مصداقها، يريد الله عز وجل منا تطبيقها، فإن نحن صدَّقنا ما قد قلناه وفسَّرْنَا الدعوى بالتنفيذ فذلك هو الوفاء بالعهد الذي ألزمنا الله عز وجل به، ولابد حينئذٍ أن ينجز الله عز وجل عهده الذي ألزمه بذاته العلية، ولا ملزم له. يقول مولانا وخالقنا جل جلاله:


          (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال : 24-25].


          أرأيتم إلى هذا الذي يقوله لنا الله عز وجل
          (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ) نفذوا التعاليم التي ستكون مصداق وفائكم للعهد الذي التزمتم به تجاه الله سبحانه وتعالى ووفاؤكم لذلك لن يعود بخير إلى مولاكم الغني وإنما يعود بالخير إليكم
          (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)


          (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل : 97].


          هذا هو العهد الذي ألزمنا الله عز وجل به تجاهه مَرَدُّه إلى خيرنا، مَرَدُّه إلى سعادتنا في العاجلة والعقبى يا عباد الله.

          تفسير البوطى
          ----------

          تعليق


          • #50
            رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            جزاكم الله خيرا ونفع بكم
            نعتذر عن سوء متابعتنا
            موضوع قيم

            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

            تعليق


            • #51
              رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              والوفاء بعهد الله أن نعبده ونشكره هو فطرة الإيمان لما أعطاه لنا من نعم. على أن الحق سبحانه وتعالى نجده يقول:

              وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ


              (من الآية 40 سورة البقرة)




              وفي آية أخرى:
              فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ


              (من الآية 152 سورة البقرة)



              وفي آية ثالثة:

              إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

              (من الآية 7 سورة محمد)



              ما هي هذه القضية التي يريد الحق سبحانه وتعالى أن ينبهنا إليها في هذه الآيات الكريمة؟

              الله سبحانه وتعالى يريد أن نعرف أنه قد وضع في يدنا مفتاح الجنة.

              ففي يد كل واحد منا مفتاح الطريق الذي يقوده إلي الجنة أو إلي النار.

              ولذلك إذا وفيت بالعهد أوفى الله. وإذا ذكرت الله ذكرك. وإذا نصرت الله نصرك ..


              والحديث القدسي يقول:
              وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وأن أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه البخارى فى كتاب التوحيد ورواه مسلم والترمذى

              وهكذا يريد الحق سبحانه وتعالى أن ينبهنا أن المفتاح في يدنا نحن.

              فإذا بدأنا بالطاعة. فإن عطاء الله بلا حدود.

              وإذا تقربنا إلي الله تقرب إلينا. وإذا بعدنا عنه نادانا. هذا هو إيمان الفطرة.
              هل هذا هو العهد المقصود من الله سبحانه في قوله: "أوفوا بعهدي أوف بعهدكم"

              أو هو العهد الذي أخذه الله على الأنبياء ليبلغوا أقوامهم بأنهم إذا جاء رسول مصدق لما معهم فلابد أن يؤمنوا به وينصروه؟


              فالحق سبحانه وتعالى أخذ على الأنبياء جميعا العهد لرسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..


              أو هو العهد الذي أخذه الله بواسطة موسى عليه السلام على علماء بني إسرائيل الذين تلقوا التوراة ولقنوها وكتبوها وحفظوها. عهد بألا يكتموا منها شيئا .. واقرأ قوله تعالى:
              وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ(187)


              (سورة آل عمران)


              تفسير الشعراوى


              --------

              تعليق


              • #52
                رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن


                ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (40) ﴾


                هذا جواب الطلب:


                ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾


                ( سورة البقرة)


                وقال:
                ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

                ( سورة محمد: الآية " 7 " )


                مثل هذه الآيات تعطيك في مضمونها ومحورها ثمن الجنة إن وفَّيت بعهد الله عز وجل. أي إذا ضحيت ببعض حريتك ؛ سمح لك أن تأكل، وأن تشرب، وأن تتزوج، وأن تفعل كل شيء وفق منهج، وفق قنوات نظيفة.


                إذا ضحى المؤمن ببعض حريته لزمن محدود ينعم بالجنة إلى الأبد فهي عملية تجارية :



                الكافر متفلِّت يفعل ما يشاء، المؤمن منضبط،

                الكافر يأكل ما يشاء، يشرب ما يشاء، يلتقي مع من يشاء، ويجلس مع من يشاء، المؤمن عنده حدود،



                إذاً بماذا يضحي الإنسان عندما يستقيم ؟ يضحي ببعض حريته، يضحي ببعض حريته لزمنٍ محدود لينعم بجنةٍ عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين،

                فهي عملية تجارية،

                رأسمالك صغير جداً والربح كبير جداً،

                الرأسمال أن تنضبط لبضعة سنوات والسعادة إلى الأبد،



                قال تعالى:

                ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي (40) ﴾


                في طاعتي:


                ﴿ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (40) ﴾


                بالجنة:


                ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

                ( سورة محمد: الآية " 7 " )


                في الدنيا والآخرة:


                ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾

                ( سورة البقرة)



                لو حَكَّمَ الإنسان عقله يجد الثمن قليلاً جداً والمبيع كبيراً جداً:
                كأن الله عزَّ وجل يريد أن نربح عليه:


                ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) ﴾

                ( سورة الصف)


                تجارة ؛ لك رأس مال، ولك ثمن مبيع، والفرق كبير جداً،

                رأسمالك:

                ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(11)يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(12) ﴾

                ( سورة الصف)


                أي لو حَكَّمَ الإنسان عقله يجد الثمن قليلاً جداً والمبيع كبيراً جداً، فالله عزَّ وجل يقول :


                ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (40) ﴾


                أما ترضى أن تعيش في الدنيا منضبطاً بعض الشيء ؟ الحرام حرام، والحلال حلال،

                لا يوجد شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة،
                وفق منهج واضح،
                الكافر يفعل كل شيء، لأنه متفلت أساساً، أما المؤمن فهو إنسان منضبط، الإيمان قيده ؛ هذه حرام، هذه تجوز، وهذه لا تجوز،
                قال لك:

                ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (40) ﴾


                في التعامل مع الله سبحانه لا يتناسب العطاء مع الثمن لأن الربح مع الله مضاعف:


                ادفع ثمن الجنة وادخل إلى الجنة متنعماً إلى أبد الآبدين، طبعاً لو ذكرنا الآيات المشابهة:


                ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾

                ( سورة البقرة)


                وقال:
                ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (40) ﴾


                وقال:
                ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

                ( سورة محمد: الآية " 7 " )


                لا يتناسب العطاء مع الثمن إطلاقاً، الإنسان في العادة يربح بالمئة عشرة، عشرين، ثلاثين، أو أربعين، أما بالمئة مئة يقول لك: هذه هي التجارة، إذا بالمئة مليار، إذا بالمئة ألف مليار، إذا بالمئة مليار مِليار مليار إلى أن ينقطع النفس، هكذا الربح مع الله عزَّ وجل.

                موسوعة النابلسى

                -----------------------------------------


                والى لقاء آخر مع رحلة تدبر القرآن

                تعليق


                • #53
                  رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  الله عزَّ وجل هيَّأَ لك جنة يسعدك فيها لا بقدر طاقاتك بل بقدر قدرة الله عزَّ وجل:

                  أيها الأخوة، أرى أن أذكى الأذكياء وأعقل العقلاء هو الذي يتاجر مع الله،

                  من هو أغبى الأغبياء بالمقابل ؟
                  الذي يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً،
                  بالعكس باع الآخرة من أجل المال،
                  مهما كان هذا المال سينتهي عند الموت،
                  كسب مالاً حراماً وضيَّع آخرته،
                  فمن أجل امرأة ضيَّع آخرته،
                  ومن أجل مكانة مؤقتة لا تدوم ضيع آخرته،

                  أحمق الحمقى، وأغبى الأغبياء، وأخسر الخاسرين، هؤلاء الذين يبيعون الأبد بدنيا محدودة، بدنيا قليلة،

                  الله عزَّ وجل يقول:

                  ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
                  ( سورة النساء: آية " 77 ")


                  دقق في كلام الله
                  ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾


                  أي مهما كنت متنعماً فيها،
                  يتنعم الإنسان في الدنيا بحسب قدراته،

                  لو معك ألفْ ألف مليون، وأردت أن تأكل، ماذا تستطيع أن تأكل ؟ أوقية لحمة، أوقيتين، أكثر لا تستطيع، مهما كنت غنياً الاستمتاع بالحياة محدود بقدر طاقاتك،

                  لكن الله عزَّ وجل هيَّأَ لك جنة يسعدك فيها لا بقدر طاقاتك بل بقدر قدرة الله عزَّ وجل،

                  فهذه فكرة دقيقة كثيراً، أنت بالدنيا وجدت تفاحاً جيداً، أكلت تفاحة كبيرة، أكمل والله لا أقدر، طيبين، والله لا أقدر، طعمتهم طيبة، والله اكتفيت، ولا أقدر أن أزيد،

                  فعندك سقف بكل شيء، بكل شيء من دون استثناء ؛ الزواج، الأكل، الشرب، السفر، حتى بالثياب تلبس بذلة واحدة، وتستعمل سريراً واحداً، تأكل وجبة واحدة، هناك سقف، ولك حدود، تستمتع في الدنيا بقدر طاقاتك المحدودة،

                  ولكنك بالآخرة وفي الجنة تستمتع لا بقدر قدراتك المحدودة في الدنيا بل بقدر قدرات الله في الآخرة، فالله عزَّ وجل خلقك لجنةٍ عرضها السماوات والأرض.


                  لا يزهد في الجنة إلا أحمق ولا يسعى إليها إلا عاقل:


                  والله أيها الأخوة، لا يزهد في الجنة إلا أحمق ولا يسعى إليها إلا عاقل،

                  المؤمن في الدنيا طموح جداً لأنه يسعى إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض فيها مالا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فهذه الآيات:


                  ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (40) ﴾


                  وقال:
                  ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾
                  ( سورة البقرة)


                  إذا ذكرك الله، فهل نال إنسان في الأرض عزاً كرسول الله ؟

                  ليس هناك على الإطلاق، اذهب إلى المدينة، قف أمام قبره في أيام الحج تجد ملايين كثيرة من شتى بقاع الأرض يقفون أمامه ويبكون، وقد مضى على وفاته ألفٌ وخمسمئة عام تقريباً،

                  ماذا ترك ؟

                  الله تعالى قال:


                  ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
                  ( سورة الشرح )


                  إذا الله رفع ذكرك:


                  ((يا ابن آدم! إن ذكرتني في نفسك؛ ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ؛ ذكرتك في ملأ من الملائكة (أو قال: في ملأ خير منه) ))
                  [البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]


                  -------------

                  موسوعة النابلسى


                  والى لقاء آخر إن شاء الله

                  تعليق


                  • #54
                    رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾


                    يملك الإنسان بالدنيا حرية اختياره، ما معنى مخيَّر ؟

                    أي لك أن تفعل كل شيء، لك أن ترتكب المعاصي كلها إلى أمد منظور دون أن يصيبك شيء،

                    هذا الاختيار،
                    فيمكنك أن لا تصلي، وألا تصوم، وأن تفعل كل الموبقات من غير أن يحدث لك شيء ؛ القلب منتظم، والضغط منتظم، وكل الأجهزة تامة، وأنت في كل المعاصي والآثام هذا الاختيار،

                    اعملوا ما شئتم، كل شيء بحسابه،

                    أما هذا الذي يخشى الله بالغيب فهو المؤمن،

                    طبعاً كل إنسان يخاف بعينه، وإذا خاف الإنسان بعينه هبط إلى مستوى الحيوان،
                    أما الإنسان الراقي فيخاف بعقله، الذي يخاف بعقله هو المؤمن،

                    الدنيا ليس فيها أية فوارق، تجد الكافر هذه الأيام مثل المؤمن، مثل الفاسق، مثل الفاجر، كلهم في البيوت يأكلون ويشربون، لكن المؤمن خائف من يوم القيامة فتجده مستقيماً، الكافر يعيش لحظته

                    موسوعة النابلسى

                    -------------------------

                    ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾

                    لا تخاف إلا من الله

                    فهو فقط من يملك لك النفع والضر

                    (( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) 17 الأنعام

                    وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 107 ) . يونس


                    عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي ، وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957) .


                    فاطمأن ولا تخاف إلا من الله


                    ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾


                    فاحذر أن تفعل ما يغضب الله


                    فإن عقابه أليم


                    وحسابه شديد


                    وارجع اليه قبل فوات الأوان


                    فإن العمر محدود


                    والوقت معدود


                    والفرصة لن تعود


                    وتذكر دائما قوله عز وجل :


                    ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾

                    -------------------------------


                    والى لقاء آخر إن شاء الله

                    تعليق


                    • #55
                      رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      لكن لدي ملحوظه بسيطة وهي ان تضعوا مشاركة واحدة يوميا حتى يسهل على اﻻعضاء متابعتكم واﻻستفادة مما تضعونه فالعبرة بالكيف وليس الكم

                      اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                      تعليق


                      • #56
                        رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        المشاركة الأصلية بواسطة راجية حب الرحمن مشاهدة المشاركة
                        جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                        لكن لدي ملحوظه بسيطة وهي ان تضعوا مشاركة واحدة يوميا حتى يسهل على اﻻعضاء متابعتكم واﻻستفادة مما تضعونه فالعبرة بالكيف وليس الكم
                        جزاكم الله خيرا على المتابعة

                        وإن شاء الله يتم ما طلبتم

                        دعواتكم لييسر الله لى اتمام هذا الموضوع وجمعه من التفاسير

                        فالمقصود من الموضوع هو تدبر الآيات والعمل بما فيها وليس التفسير لأن كتب التفاسير كثيرة

                        ولكن أردت أن نبحر داخل الآيات ونأخذ منها العبر والعظات ونستقيم بها على أمر الله عز وجل

                        وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه

                        تعليق


                        • #57
                          رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾

                          عبادة الله تعالى تتضمن الخوف ، والرجاء ، والمحبة له سبحانه تعالى ؛ وهذا هو كمال الإيمان .

                          قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه ) الإسراء/ 57


                          فكلما ازداد العبد إيماناً : ازداد خوفه من الله ، ألا ترى أن الله تعالى أثنى على أنبيائه ، ورسله بهذه الصفة ، قال تعالى : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) الأحزاب/ 39 ،

                          وقال عن الملائكة الكرام : ( وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/ 28 ، وقال : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 .
                          وعن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالمَلإ الأَعْلَى وَجِبْريلُ كَالحِلْسِ البَالِي مِنْ خَشْيَةِ الله عزَّ وَجَلَّ ) رواه الطبراني في " الأوسط " ( 5 / 64 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2289 ) .
                          والحلس البالي : الثوب البالي .
                          وهكذا كان حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد قال عن نفسه : (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) رواه البخاري (20) ومسلم (1108) .


                          قال ابن القيم رحمه الله :
                          والمقصود : أن الخوف من لوازم الإيمان ، وموجباته ، فلا يتخلف عنه ، وقال تعالى : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) المائدة/ 44 , وقد أثنى سبحانه على أقرب عباده إليه بالخوف منه ، فقال عن أنبيائه بعد أن أثنى عليهم ومدحهم : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) الأنبياء/ 90 ، فالرغَب : الرجاء , والرغبة ، والرهَب : الخوف ، والخشية .
                          وقال عن ملائكته الذين قد أمَّنهم من عذابه : ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/ 50 ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) ، وفي لفظ آخر : ( إني أخوفكم لله وأعلمكم بما أتقي ) – رواه مسلم - ، وكان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء – رواه أبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .
                          وقد قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 ، فكلما كان العبد بالله أعلم : كان له أخوف ، قال ابن مسعود : وكفى بخشية الله علماً .


                          ونقصان الخوف من الله : إنما هو لنقصان معرفة العبد به ؛ فأعرف الناس : أخشاهم لله , ومن عرف الله : اشتد حياؤه منه ، وخوفه له ، وحبه له , وكلما ازداد معرفة : ازداد حياء ، وخوفاً ، وحبّاً ، فالخوف من أجلِّ منازل الطريق , وخوف الخاصة : أعظم من خوف العامَّة , وهم إليه أحوج ، وهم بهم أليق ، ولهم ألزم .
                          " طريق الهجرتين " ( 423 ، 424 ) .


                          موقع الاسلام سؤال وجواب

                          تعليق


                          • #58
                            رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾

                            نماذجٌ من خوف السلف

                            قال الضحاك بن مزاحم -رحمه الله-:

                            مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه على طيرٍ قد وقع على شجرة فقال: طُوبى لك يا طيرُ تطير فتقع على الشجر ثم تأكل من الثمر ثم تطير ليس عليك حسابٌ ولا عذاب !

                            ياليتني كُنت مثلك ؛ والله لوددتُ أني كنتُ شجرةً إلى جانتِ الطريق فمر عليَّ بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم إزدردني ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراً.!

                            -------

                            قال: وقال أبو الدرداء: يا ليتني كنت شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي ولم أكن بشراً.!

                            حلية الأولياء (1/52) ، شعب الإيمان (1/485) ، تاريخ دمشق (30/331).
                            ----------

                            قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:
                            لو وقفتُ بين الجنة والنار ، فقيل لي : اختر نُخَيُّرُك من أيهما تكونُ أحبُّ إليك ، أو تكونَ رماداً ؟ لأحببتُ أن أكونَ رماداً .!َ
                            المعجم الكبير للطبراني (7/499) ، حلية الأولياء (1/133)
                            ---------

                            قال أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-:

                            والله لو تعلمون ما أعلم ، لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ، ولو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ، ولا تقاررتم على فُرُشِكُم ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون ،

                            والله لوددت أن الله عز وجل خلقني يوم خلقني ، شجرة تُعْضَدُ ، ويؤكل ثمرها.!

                            مصنف ابن أبي شيبة (13/341) ، مصنف عبد الرزاق (7/123) ، حلية الأولياء (1/164) .
                            ------------

                            من تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، ونحن جميعا بين التقصير ، بل التفريط والأمن ،


                            فهذا الصديق - رضي الله عنه - يقول : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن ، ذكره أحمد عنه .

                            وذكر عنه أيضا أنه كان يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد ، وكان يبكي كثيرا ، ويقول : ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .

                            وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل .

                            وأتى بطائر فقلبه ثم قال : ما صيد من صيد ، ولا قطعت شجرة من شجرة ، إلا بما ضيعت من التسبيح ، فلما احتضر ، قال لعائشة : يا بنية ، إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد ، فأسرعي به إلى ابن الخطاب ، وقال : والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد .


                            وقال قتادة : بلغني أن أبا بكر قال : ليتني خضرة تأكلني الدواب .


                            وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور إلى أن بلغ : إن عذاب ربك لواقع [ سورة الطور : 77 ] فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه .

                            وقال لابنه وهو في الموت : ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ، ثم قال : ويل أمي ، إن لم يغفر لي ( ثلاثا ) ، ثم قضي .

                            وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه ، فيبقى في البيت أياما يعاد ، يحسبونه مريضا ، وكان في وجهه - رضي الله عنه - خطان أسودان من البكاء .

                            وقال له ابن عباس ، مصر الله بك الأمصار ، وفتح بك الفتوح ، وفعل ، فقال : وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر .

                            ---------

                            وهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبل لحيته ، وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير .

                            --------

                            وهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وبكاؤه وخوفه ، وكان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل ، واتباع الهوى ، قال : فأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة ، والآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل .

                            --------

                            وهذا أبو الدرداء كان يقول : إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي : يا أبا الدرداء ، قد علمت ، فكيف عملت فيما علمت ؟ وكان يقول : لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة ، ولا شربتم شرابا على شهوة ، ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ، ولخرجتم إلى الصعدات تضربون صدوركم ، وتبكون على أنفسكم ، ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل .

                            --------------

                            وكان عبد الله بن عباس أسفل عينيه مثل الشراك البالي من الدموع .

                            -----------

                            وكان أبو ذر يقول : يا ليتني كنت شجرة تعضد ، ووددت أني لم أخلق وعرضت عليه النفقة ، فقال : ما عندنا عنز نحلبها وحمر ننقل عليها ، ومحرر يخدمنا ، وفضل عباءة ، وإني أخاف الحساب فيها .

                            ----------

                            وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية ، فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات [ سورة الجاثية : 21 ] جعل يرددها ويبكي حتى أصبح .

                            --------

                            وقال أبو عبيدة عامر بن الجراح : وددت أني كبش فذبحني أهلي ، وأكلوا لحمي وحسوا مرقي .

                            --------------

                            وهذا باب يطول تتبعه !.

                            الْجَوَابُ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي (ص 40)
                            -------------------------



                            قال مالك بن ضيغم : حدثني الحكم بن نوح قال:
                            بكى أبوك -ضيغم بن مالك- ليلة من أول الليل إلى آخره ، لم يسجد فيها سجدة ولم يركع فيها ركعة ، ونحن معه في البحر،

                            فلما أصبحنا قلنا: يا مالك لقد طالت ليلتك لا مصلياً ولا داعياً،

                            قال: فبكى ثم قال: لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً، !
                            والله إني لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده ، ذكرت به الموقف وشدة الأمر هناك ، وكل امرئ يومئذ تهمه نفسه: (لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً)
                            صفة الصفوة (2/212)



                            ---------


                            قال بشر بن منصور - رحمه الله -:
                            كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي - وهو السَّلِيْمِيُّ من صغار التابعين- في غداة باردة ،
                            فقلت له: يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار لا تبعث إلى الحساب ؟
                            فقال: إي ورب الكعبة ، ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحاً ، قبل أن تصل إليها. !

                            حلية الأولياء (6/216) ، شعب الإيمان (1/522) ، ونحوها في السير (6/87)
                            --------



                            قيل لأبي مسعود الأنصاري -رحمه الله-:
                            ماذا قال حذيفة عند موته؟
                            قال: لما كان عند السحر، قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا - ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا.
                            سير أعلام النبلاء (2/368)



                            ---------


                            لما احتضر سعيد بن مروان -رحمه الله- قال:
                            يا ليتني لم أكن شيئًا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال: هاتوا كفني.. أُفٍ لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك
                            تاريخ الخلفاء: (136).



                            ---------


                            قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- لمّا طعن:
                            «لو أنّ لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب اللّه قبل أن أراه !»
                            رواه البخاري 3692 ، شرح السنة للبغوي (14/ 373) ، حلية الأولياء (1/52)
                            علق ابن الجوزي :
                            واعجبا من خوف عمر مع كماله وأمنك مع نقصانك !



                            -----------


                            بكى الحسن -رحمه الله-:
                            فقيل: ما يبكيك؟ قال: «أخاف أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي»
                            التخويف من النار لابن رجب (23).



                            ----------


                            قال أرطأة بن المنذر -رحمه الله-:
                            قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال، وحرسا إذا صلّيت لا تغتال وتنحّ عن الطّاعون.
                            قال:
                            «اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمّن خوفي»
                            سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي (163).



                            -----------


                            قال يزيد بن حوشب -رحمه الله-:
                            «ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأنّ النّار لم تخلق إلّا لهما»
                            تاريخ دمشق (45/236)



                            ---------


                            أوى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل –رحمه الله- إلى فراشه فقال:
                            " يا ليت أمي لم تلدني. فقالت له امرأته: أبا ميسرة، أليس قد أحسن الله إليك، هداك للإسلام، وفعل بك كذا؟ قال: بلى، ولكن الله أخبرنا أنا واردون على النار، ولم يبين لنا أنا صادرون عنها "
                            حلية الأولياء [4/141]



                            ----------


                            قال إبراهيم التيمي -رحمه الله-:
                            شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت وذكر الموقف بين يدي الله تعالى.
                            التذكرة للقرطبي ص (125)



                            ----------


                            قَالَ بعض أَصْحَاب الْحسن -رحمه الله-:
                            كُنَّا ندخل على الْحسن فَمَا هُوَ إِلَّا النَّار وَالْقِيَامَة وَالْآخِرَة وَذكر الْمَوْت



                            ------------


                            وَكَانَ ابْن سِيرِين -رحمه الله-:
                            إِذا ذكر عِنْده الْمَوْت مَاتَ كل عُضْو مِنْهُ على حِدته وَقَالَ التَّيْمِيّ رَحمَه الله شَيْئَانِ قطعا عني لذاذة الدُّنْيَا ذكر الْمَوْت وَذكر الْوُقُوف بَين يَدي الله عز وَجل



                            ----------


                            وَقَالَ مطرف بن عبد الله-رحمه الله-:
                            رَأَيْت فِي مَا يرى النَّائِم كَأَن قَائِلا يَقُول فِي وسط جَامع الْبَصْرَة قطع ذكر الْمَوْت قُلُوب الْخَائِفِينَ فوَاللَّه مَا تراهم إِلَّا والهين محزونين



                            ----------


                            وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله :
                            لَو فَارق ذكر الْمَوْت قلبِي ساعة لفسد



                            -------------


                            وَكَانَ يزِيد الرقاشِي -رحمه الله-:
                            لنَفسِهِ وَيحك يَا يزِيد من ذَا الَّذِي يُصَلِّي عَنْك بعد الْمَوْت من ذَا الَّذِي يَصُوم عَنْك بعد الْمَوْت من ذَا الَّذِي يُرْضِي عَنْك رَبك بعد الْمَوْت
                            ثمَّ يَقُول أَيهَا النَّاس أَلا تَبْكُونَ وتنوحون على أَنفسكُم بَاقِي حَيَاتكُم وَيَا من الْمَوْت موعده والقبر بَيته وَالثَّرَى فرَاشه والدود أنيسه وَهُوَ مَعَ هَذَا ينْتَظر الْفَزع الْأَكْبَر كَيفَ يكون حَاله ثمَّ يبكي حَتَّى يسْقط مغشيا عَلَيْهِ



                            ---------

                            وَقَالَ حَامِد اللفاف -رحمه الله-:
                            وَيْح ابْن أَدَم إِن أَمَامه ثَلَاثَة أَشْيَاء موت كريه المذاق ونار أليمة الْعَذَاب وجنة عَظِيمَة الثَّوَاب



                            -------------


                            وَقَالَ ابْن السماك رَحمَه الله تَعَالَى :
                            إِن الْمَوْتَى لم يبكوا من الْمَوْت وَلَكنهُمْ يَبْكُونَ من حسرة الْفَوْت فَاتَتْهُمْ وَالله دَار لم يتزودوا مِنْهَا ودخلوا دَارا لم يتزودوا لَهَا فأية سَاعَة مرت على من مضى وأية سَاعَة بقيت علينا وَالله إِن المتفكر فِي هَذَا لجدير أَن يتْرك الأوطان ويهجر الخلان ويدع مَا عز وَمَا هان.

                            العاقبة في ذكر الموت (ص 39)



                            ------------


                            كان عمرو بن قيس –رحمه الله-:
                            إذا نظر إلى أهل السوق بكى وقال: «ما أغفل هؤلاء عما أعد لهم»
                            حلية الأولياء (5/102)



                            ----------


                            قال المغيرة بن حكيم -رحمه الله-:
                            قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: يا مغيرة، قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، ولكني لم أر من الناس أحدا قط كان أشد خوفا من ربه من عمر، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع "
                            الزهد والرقائق ص (308) ، تاريخ دمشق (45/235) ،حلية الأولياء (5/260)



                            -----------


                            قال عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-:
                            لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه من غضارة الدنيا وزهوتها، فبينا هم كذلك وعلى ذلك أتاهم جاد من الموت، فاخترمهم مما هم فيه، فالويل والحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت ويذكره في الرخاء، فيقدم لنفسه خيرا يجده بعدما فارق الدنيا وأهلها، قال: ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء فقام "
                            حلية الأولياء (5/264)



                            ------------


                            قال عبد الله بن المفضل التميمي –رحمه الله-:
                            كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، "
                            فإن ما في أيديكم أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديا أو رائحا إلى الله تعالى وتضعونه في صدع من الأرض ثم في بطن الصدع، غير ممهد ولا موسد، قد خلع الأسلاب، وفارق الأحباب، وأسكن التراب، وواجه الحساب، فقير إلى ما قدم أمامه، غني عما ترك بعده؟،

                            أما والله إني لأقول لكم هذا، وما أعرف من أحد من الناس مثل ما أعرف من نفسي، قال: ثم قال: بطرف ثوبه على عينه فبكى، ثم نزل فما خرج حتى أخرج إلى حفرته "

                            حلية الأولياء (5/266)



                            -------


                            قال عبد السلام، مولى مسلمة بن عبد الملك -رحمه الله-:
                            بكى عمر بن عبد العزيز فبكت فاطمة، فبكى أهل الدار لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء، فلما تجلى عنهم العبر، قالت له فاطمة: بأبي أنت يا أمير المؤمنين، مم بكيت؟ قال: ذكرت يا فاطمة منصرف القوم من بين يدي الله عز وج*ل، فريق في الجنة، وفريق في السعير، قال: «ثم صرخ وغشي عليه»
                            حلية الأولياء (5/269)



                            -----------


                            قَالَ مَيْمُونٌ بن مَهْرَانْ -رحمه الله-:
                            لَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ كُنْتُ أَسْتَحِي أَنْ أَتَكَلَّمَ عِنْدَهُ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِحَقٍّ أَوْ يَسْكُتَ، وَأَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَمْلَأُ عَيْنَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ خَوْفَاً مِنْ رَبِّهِ.!
                            المجالسة وجواهر العلم (4/88) ، سير أعلام النبلاء (5/77)



                            -------------

                            قال الحسن البصريّ- رحمه الله-:
                            «إنّ المؤمنين قوم ذلّت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتّى حسبهم الجاهل مرضى، وهم والله أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (فاطر/ 34) والله لقد كابدوا في الدّنيا حزنا شديدا وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم»
                            التخويف من النار ص (31)



                            ------------


                            كان محمد بن المنكدر –رحمه الله-:

                            ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهله وسألوه: ما الذي أبكاه؟ فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء .

                            فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره فجاء أبو حازم إليه فإذا هو يبكي، قال: يا أخي ما الذي أبكاك؟! قد رعت أهلك! أفمن علة أم ما بك؟! فقال: إنه مرت بي آية في كتاب الله عز وجل، قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)

                            فبكى أبو حازم أيضاً معه، واشتد بكاؤهما! فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته! فأخبرهم ما الذي أبكاهما.

                            حلية الأولياء (3/146)



                            ----------


                            قال المعلى بن زياد -رحمه الله-:
                            كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف: «لا أدري ما تقولون، حال ذكر النار بيني وبين الجنة»
                            الزهد لأحمد (ص 411) ، تاريخ دمش ( 58/301 ) ، حلية الأولياء (2/202)



                            ---------


                            قال عبد الله بن أبي الهذيل -رحمه الله-:
                            لقد شغلتِ النارُ من يعقلُ عن ذكرِ الجنةِ.
                            حلية الأولياء (4/358)



                            ----------


                            قال مالك -رحمه الله-:
                            لو استطعتُ أنْ لا أنامَ لمْ أَنَمْ، مخافةَ أن ينزِلَ العذابُ وأنا نائمٌ، ولو وجدتُ أعواناً لفرَّقتُهم ينادونَ في سائرِ الدنيا كلِّها: يا أيها الناسُ النارَ النار!!
                            حلية الأولياء (2/369) ، تاريخ دمشق (56/413)

                            --------



                            قال فرقد السبخي -رحمه الله-:
                            «ما انتبهت من نوم لي قط إلا ظننت مخافة أن أكون قد مسخت»
                            حلية الأولياء (3/47)



                            --------


                            قال سلمة بن دينار -رحمه الله-:
                            " إِنَّ خَيْرَ خَصْلَةٍ أَوْ أَفْضَلَ خَصْلَةٍ تَكُونُ فِي الْإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ النَّاسِ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ، وَأَرْجَاهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "
                            حلية الأولياء (8/54) ، شعب الإيمان (9/58)



                            --------


                            قال عبدُ الأعلى التيمي -رحمه الله-:
                            شيئان قطعا عني لذاذةَ الدنيا: ذِكْرُ الموتِ والوقوفُ بينَ يدي اللهِ عزَّ وجلَّ.
                            حلية الأولياء (5/89)



                            ------------


                            قال بلال بن سعد -رحمه الله-:
                            «رب مسرور مغبون، ورب مغبون لا يشعر، فويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب، ويضحك ويلعب، وقد حق عليه في قضاء الله أنه من أهل النار ...
                            زاد عباس بن الوليد في حديثه :
                            فيا ويلا لك روحا، ويا ويلا لك جسدا، فلتبك، وليبك عليك البواكي بطول الأبد»
                            حلية الأولياء (5/233) ، تاريخ دمشق (10/505) ، شعب الإيمان (2/244)



                            ------------


                            قال نعيم بن مورع –رحمه الله-:
                            أتينا عطاء السليمي وكان عابدا فدخلنا عليه فجعل يقول: ويل لعطاء ليت عطاء لم تلده أمه فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس فذكرنا بعد منازلنا فقمنا وتركناه وكان يقول في دعائه: اللهم ارحم غربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم وحدتي في قبري، وارحم قيامي بين يديك .!
                            سير أعلام النبلاء (6/87)



                            -----------

                            قال بشر بن المنذر –رحمه الله-:
                            رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع .!
                            سير أعلام النبلاء (7/ 119)



                            ---------


                            كان عطاء السليمي -رحمه الله-:
                            يبكي حتى خشي على عينه فأتي طبيب يداوي عينه، قال: أداوي بشرط أن لا تبكي ثلاثة أيام! قال: فاستكثر ذلك وقال: لا حاجة لنا فيك.
                            شعب الإيمان (1/496)



                            ---------


                            قال عمر بن حفص -رحمه الله-:
                            لما احتضر عمرو بن قيس الملائي بكى، فقال أصحابه: على ما تبكي من الدنيا؟ فوالله لقد كنت تبغض العيش أيام حياتك، فقال: والله ما أبكي على الدنيا إنما أبكي خوفاً أن أحرم خوف الآخرة.
                            صفة الصفوة (2/ 73)



                            ----------


                            قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-:
                            كان داود الطائي يقول: إن للخوف حركات تعرف في الخائفين ومقامات تعرف في المحبين وإزعاجات تعرف في المشتاقين وأين أولئك؟! أولئك هم الفائزون.
                            شعب الإيمان (1/513)



                            ----------


                            قال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-:
                            كان طاووس يفترش فراشه، ثم يضطجع عليه، فيتقلى كما تقلى الحبة على المقلى، ثم يثب، فيدرجه، ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طير ذكر جهنم نوم العابدين.
                            صفة الصفوة (1/ 454)



                            -----------


                            قالت أم عمر بن المنكدر -رحمه الله-:
                            يا بني أشتهي أن أراك نائما. فقال: يا أماه والله إن الليل ليرد علي فيهولني فينقضي عني وما قضيت منه إربي.
                            التبصرة لابن الجوزي (2/ 297)

                            ---------

                            قال محمد بن عبد العزيز بن سلمان –رحمه الله-:
                            كنت أسمع أبي يقول: عجبت ممن عرف الموت كيف تقر في الدنيا عينه أم كيف تطيب بها نفسه أم كيف لا يتصدع قلبه فيها قال: ثم يصرخ هاه هاه حتى يخر مغشيا عليه
                            حلية الأولياء (6/244)



                            ---------

                            كان عطاء السليمي - رحمه الله -:
                            إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى بكاء شديدا، فيقال له في ذلك فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل.
                            صفة الصفوة (2/ 192)



                            المصدر :


                            موقع صيد الفوائد

                            والى لقاء آخر إن شاء الله مع تدبر آيات القرآن

                            تعليق


                            • #59
                              رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              مجهود طيب ومبارك ،
                              جعله الله في موازين حسناتك أخي الكريم

                              تعليق


                              • #60
                                رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                ﴿ وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) ﴾

                                هذه الآية في الحقيقة مخيفة

                                هل من الممكن أن يشتري أحد ما سبيكة ذهب وزنها كيلو غرام يعملها مجرفة بالبيت ؟
                                هل من المعقول أن تجعل هذه المادة الثمينة الغالية أداة رخيصة بالبيت ؟
                                هل من الممكن أن تشتري كمبيوتراً غالياً جداً فتعمله طاولة ؟

                                أنت اشتريت به ثمناً قليلاً،
                                هل من الممكن أن تستخدم لإشعال المدفئة ورقة من فئة الألف ليرة مثلاً ؟ أهذا معقول ؟
                                فكل شيء ثمين يجب أن تعرف قيمته.


                                لا بدَّ من أن يمتحن الله عزَّ وجل الإنسان والمؤمن هو الذي ينجح في الامتحان:


                                قال تعالى:
                                ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً (41) ﴾


                                أي أن أحدهم باع نفسه لله لسنوات محدودة فكان الثمن الجنة، الآن بالعكس، باع الجنَّة واشترى بها الدنيا.

                                بالمناسبة: لا بدَّ من أن يمتحن الله عزَّ وجل الإنسان، يضعه أحياناً أمام خيار صعب ؛
                                إما الآخرة أو الدنيا،
                                إما أن ترضي الله، وإما أن تأتيك المصالح تماماً،

                                فالإنسان قلَّما ينجو من امتحان صعب، قلَّما ينجو من ابتلاء، قلَّما ينجو من خيار صعب،
                                إنه أمام مفترق طرق، فالمؤمن هو الذي ينجح في الامتحان، معاذ الله،

                                سأضرب لكم أوضح مثل: طبيب ناشئ، أي عنده مشوار طويل، لا يوجد معه شيء ؛ لا بيت، ولا عيادة، ولا شيء، يعمل طبيباً في قرية، قُتِل إنسان وكانت الجريمة مُحْكَمَة، وقالوا له: خذ عشرة ملايين واكتب وفاة طبيعيَّة، إنه يحِل كل مشاكله بهذه الملايين، ضحَّى القاتل بعشرة ملايين، فإذا كتب الطبيب وفاة طبيعيَّة ماذا فعل ؟ اشترى بدينه ثمناً قليلاً، هناك أشخاص لو وضعت له مال قارون لا يخالف قناعاته إطلاقاً، هذا هو المؤمن إنه رجل مبدأ.

                                يمكن لإنسان أن يحلف يمين كذب، أو أن يشهد شهادة زور، ممكن لمصلحة مُعَيَّنة أن يستعصي في بيت قد استأجره، ويقول لك: أنا القانون معي، أي أنه باع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل،
                                هذا معنى:

                                ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً (41) ﴾


                                موسوعة النابلسى
                                -------------------


                                .من فوائد الشعراوي في الآية:


                                نعلم أن التجارة هي وساطة بين المنتج والمستهلك.. المنتج يريد أن يبيع إنتاجه. والمستهلك محتاج إلى هذا الإنتاج. والربح عملية تطول فترة.. وتقصر فترة مع عملية تحرك السلعة والإقبال عليها إن كان سريعا أو بطيئا.


                                وعملية الاتجار استخدمها الله سبحانه وتعالى ليبين لنا أنها أقصر طريق إلى النفع. فالتجارة تقوم على يد الإنسان. يشتري السلعة ويبيعها. ولكنها مع الله سيأخذ منك بعضا من حرية نفسك. ليعطيك أخلد وأوسع منها.


                                وكما قلنا: لو قارنا بين الدنيا بعمرها المحدود- عمر كل واحد منا- كم سنة؟ خمسين.. ستين.. سبعين!! نجد أن الدنيا مهما طالت.. ستنتهي والإنسان العاقل هو الذي يضحي بالفترة الموقوته والمنتهية ليكون له حظ في الفترة الخالدة. وبذلك تكون هذه الصفقة رابحة.


                                إن النعيم في الدنيا على قدر قدرات البشر. والنعيم في الآخرة على قدر قدرات الله سبحانه وتعالى. يأتي الإنسان ليقول: لماذا أضيق على نفسي في الدنيا؟ لماذا لا أتمتع؟ نقول له: لا.. إن الذي ستناله من العذاب والعقاب في الآخرة لا يساوي ما أخذته من الدنيا.. إذن الصفقة خاسرة. أنت اشتريت زائلا. ودفعته ثمنا لنعيم خالد.


                                والله سبحانه وتعالى يقول لليهود:


                                {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا}


                                أي لا تدفعوا الآيات الإيمانية التي أعطيت لكم لتأخذوا مقابلها ثمنا قليلا..

                                وعندما يأخذ الإنسان أقل مما يعطي.. فذلك قلب للصفقة. والقلب تأتي من الخسارة دائما.


                                وكأن الآية تقول: تدفعون آيات الله التي تكون منهجه المتكامل لتأخذوا عرضا من أعراض الدنيا. قيمته قليلة ووقته قصير. هذا قلب للصفقة.


                                ولذلك جاء الأداء القرآني مقابلا لهذا القلب.

                                ففي الصفقات.. الأثمان دائما تدفع والسلعة تؤخذ.



                                ولكن في هذه الحالة التي تتحدث عنها الآية في قوله تعالى:


                                {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا}


                                قد جعلت الثمن الذي يجب أن يكون مدفوعا جعلته مشتري وهذا هو الحمق والخطأ.


                                الله يقول: {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا}


                                أي لا تقبلوا الصفقة..

                                الشيء الذي كان يجب أن تضحوا به لا تجعلوه ثمنا.

                                لأنك في هذه الحالة تكون قد جعلت الثمن سلعة.

                                ما دمت ستشتري الآيات بالثمن.. فقد جعلت آيات الله ثمنا لتحصل على مكاسب دنيوية.

                                وليتك جعلتها ثمنا غاليا. بل جعلتها ثمنا رخيصا.


                                لقد تنكرت لعهدك مع الله ليبقى لك مالك أو مركزك!!



                                أما إذا ضحى الإنسان بشيء من متع الدنيا.. ليأخذ متع الآخرة الباقية.. فتكون هذه هي الصفقة الرابحة.



                                ذلك لأن الإنسان في الدنيا ينعم على قدر تصوره للنعيم. ولكنه في الآخرة ينعم على قدر تصور الله سبحانه وتعالى في النعيم.


                                إن المال عبد مخلص. ولكنه سيد رديء. هو عبدك حين تنفقه. ولكن حين تخزنه وتتكالب عليه يشقيك ويمرضك. لأنك أصبحت له خادما.


                                {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}


                                أي اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال في الله وقاية.

                                حتى لا يصيبكم عذاب عظيم.



                                وكيف نجعل بيننا وبين صفات الجلال في الله وقاية؟



                                أن تكون أعمالنا في الدنيا وفقا لمنهج الله سبحانه وتعالى.



                                ------


                                والى لقاء آخر إن شاء الله
                                ----------

                                تعليق

                                يعمل...
                                X