إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ[البقرة : 129]

    من وسائل تزكية النفس :
    الإيمان باليـــوم الآخر ..

    فمن آفــات النفوس أنها ملول تميل إلى إتبــاع الهوى، مما يجعلها تعيش حياة الفوضى والعبثية .

    ويخاطب الله عزَّ وجلَّ هؤلاء فيقول تعالي {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] .
    فذكَّرهم الله تعالى باليوم الآخر .

    فمن أعظم ما يزجر النفس عن المعاصي .. هو استحضار مشاهد الآخرة بداية من الموت وعذاب القبر ثمَّ الحساب والمآل إما إلى الجنة أو النار ..
    فتذكُّر الموت يُفيق العبد من غفلته وإنغماسه في شهوات الدنيا.

    لذا عندما تجد نفسك غارقًا في الغفلة ..
    عليك أن تستمع إلى المواعظ، وتقوم بزيارة قبر أو تغسيل ميت ..
    كي يتحرَّك قلبك ويحجزك عن المعاصي، مما يقوى الوازع الديني في قلبك ويبعثك على المسارعة في الطاعة والعمل الصالح ..
    وكل شيء يهون حينها في سبيل الله.

    (الشيخ هاني حلمي)

    تعليق


    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ[البقرة : 129]

      من وسائل تزكية النفس :

      تعلم العلم النافع

      اعلم أن العلم النافع هو كل علمٍ يُقربَّك إلى الله تعالى ويزيدُ خشيتك له ويدفعك إلى العمل الصالح ..

      أما إذا لم تجد هذا الأثر في العلم الذي تتعلمه، فاعلم أن هناك خلل وأن هذا العلم غير نافع لك في الوقت الحالي.


      والعلم يكون نافعًا بما يلي:

      1) أن تعرف عقيدتك .. بحيث تكون عقيدةٌ صحيحة، تُرَّسِخ الإيمان في قلبك وتُهذِّب نفسك.

      2) أن تتعلم أحكام الحلال والحرام (الفقه).

      3) أن يثمر الخشية من الله.


      فهذا العلم يزجره عن فعل المعاصي والذنوب، مما يؤدي إلى تزكية نفسه،،

      الشيخ هاني حلمي

      تعليق


      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ[البقرة : 129]

        ومن أهم طرق تزكية النفس : العبادات

        1) الصـــلاة .. عن طريق تحقيق ثمرتها، وهي الخشوع والخضوع.

        2) الزكــــاة .. فهي تُطهِّر النفس من آفة الشح، وتُجسِّد معنى من معاني شكر النعمة.

        3) الصيــــــام .. لتقوية الإرادة والصبر، وفيه مجاهدة للنفس.

        4) الحــــج .. فهو تدريب عملي على الإمتثال لأوامر الله عزَّ وجلَّ، وجهاد للنفس وتدريبها على تحمُّل المشــاق.

        5) النوافل .. سواءًا كانت نوافل الصلاة والصيام والصدقات وتلاوة القرآن والعمرة وغيرها، فالإكثار من هذه الأعمال يقوَّيك ويجعلك في معيَّة الله عزَّ وجلَّ ..
        يقول تعالي في الحديث القدسي ".. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه .." [صحيح البخاري]

        (الشيخ هاني حلمي)

        تعليق


        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ[البقرة : 129]

          من وسائل تزكية النفس :
          المحاسبة والتوبة ..

          فقد أقسَّم الله عزَّ وجلَّ بالنفس اللوَّامة، في قوله تعالى
          {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2] ..

          وهذا من خلال المحاسبة والمراقبة والمعاقبة والمعاتبة للنفس ..

          ذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
          "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" ..

          وقال الحسن :
          "إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته"

          (الشيخ هاني حلمي)

          تعليق


          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ[البقرة : 129]

            من الأمور التي تُعين على محاسبة النفس لتزكيتها :

            أ) استشعار أن الله يراك وتذكُّر الحساب ويوم القيامة.
            ب) مطالعة سير الصحابة والسلف الصالح.

            فينبغي أن تحاسب نفسك .. على المعاصي الظاهرة والباطنة، والنيات، وتفويت الطاعات، والنِعَم ..
            ويُستحب أن يكون ذلك قبل النوم، لكي تُحاسب نفسك على أعمال اليوم والليلة فتعلم إن كنت رابحًا أم خاسرًا.

            وتتحقق التوبة من خلال .. الندم والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل.

            والصحبة الصالحة من أهم ما يُعينك في الطريق إلى تزكية نفسك.

            كانت هذه هي الأسس التي تقوم عليها التزكية

            اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها،،

            الشيخ هاني حلمي

            تعليق


            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ[البقرة : 130]

              فإنه جرد توحيد ربه تبارك وتعالى ، فلم يدع معه غيره ، ولا أشرك به طرفة عين ،
              وتبرأ من كل معبود سواه ، وخالف في ذلك سائر قومه ، حتى تبرأ من أبيه ، فقال :
              (يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) [ الأنعام : 78 ، 79 ] ،
              وقال تعالى :
              ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ) [الزخرف : 26 ، 27]
              وقال تعالى :
              ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) [التوبة : 114]
              وقال تعالى :
              ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) [النحل : 120 ، 122]

              ولهذا وأمثاله قال تعالى :
              ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم )
              أي : عن طريقته ومنهجه . فيخالفها ويرغب عنها
              ( إلا من سفه نفسه )
              أي : ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره بتركه الحق إلى الضلال ، حيث خالف طريق من اصطفي في الدنيا للهداية والرشاد ، من حداثة سنه إلى أن اتخذه الله خليلا وهو في الآخرة من الصالحين السعداء فترك طريقه هذا ومسلكه وملته واتبع طرق الضلالة والغي ،

              فأي سفه أعظم من هذا ؟ أم أي ظلم أكبر من هذا ؟
              كما قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم )

              تفسير بن كثير

              تعليق


              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(130)سورة البقرة

                ما هي ملة إبراهيم؟

                إنها عبادة الله وحده لا شريك له

                فإبراهيم وفَّي كل ما كلفه به الله وزاد عليه . وقابل الابتلاء بالطاعة والصبر .


                وقوله تعالى: "ومن يرغب"
                يعني يعرض ويرفض.
                ويقال رغب في كذا أي أحبه وأراده. ورغب عن كذا أي صد عنه وأعرض .
                والذين يصدون عن ملة إبراهيم ويرفضونها هؤلاء هم السفهاء والجهلة،

                لذلك قال عنهم الله سبحانه وتعالى: "إلا من سفه نفسه" .. دليل على ضعف الرأي وعدم التفرقة بين النافع والضار .
                إذن الذي يعرض عن ملة إبراهيم هو سفيه لا يملك عقلا يميز بين الضار والنافع.

                ويقول الله سبحانه وتعالى: "ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين" ..
                اصطفاه في الدنيا بالمنهج وبأن جعله إماما وبالابتلاء .

                وكثير من الناس يظن أن ارتفاع مقامات بعضهم في أمور الدنيا هو اصطفاء من الله لهم بأن أعطاهم زخرف الحياة الدنيا ويكون هذا مبررا لأن يعتقدوا أن لهم منزلة عالية في الآخرة .
                نقول لا،
                فمنازل الدنيا لا علاقة لها بالآخرة.

                ولذلك قال الله تبارك وتعالى: "ولقد اصطفيناه في الدنيا" . وأضاف: "وإنه في الآخرة لمن الصالحين" . لنعلم أن إبراهيم عليه السلام له منزلة عالية في الدنيا ونعيم في الآخرة أي الاثنين معا.

                تفسير الشعراوى

                تعليق


                • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) سورة البقرة

                  الإسلام لا يكون إلا لله لأنه هو سبحانه المأمون علينا .

                  وإبراهيم عليه السلام قال في رده: "أسلمت لرب العالمين".
                  ومعنى ذلك أنه لن يكون وحده في الكون
                  لأنه إذا أسلم لله الذي سخر له ما في السماوات والأرض يكون قد انسجم مع الكون المخلوق من الله للإنسان .

                  ومن أكثر نضجاً في العقل ممن يسلم وجهه لله سبحانه
                  لأنه يكون بذلك قد أسلمه إلي عزيز حكيم قوي لا يقهر، قادر لا تنتهي قدرته غالب لا يغلب، رزاق لا يأتي الرزق إلا منه.
                  فكأنه أسلم وجهه للخير كله.

                  والله جل جلاله يريد من الإنسان أن يسلم قيادته لله . بأن يجعل اختياراته في الدنيا لما يريده الله تبارك وتعالى .
                  فإذا تحدث لا يكذب، لأن الله يحب الصدق،
                  وإذا كلف بشيء يفعله لأن التكليف في صالحنا ولا يستفيد الله منه شيئا .
                  وإذا قال الله تعالى تصدق بمالك أسرع يتصدق بماله ليرد له أضعافا مضاعفة في الآخرة .

                  تفسير الشعراوي

                  تعليق


                  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) ﴾ البقرة

                    التي قبلها :

                    ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) ﴾

                    اصطفاه لأنه :

                    ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) ﴾

                    أيها الأخوة،
                    الدين في أصله وفي جوهره استسلامٌ لله عزَّ وجل وخضوع،
                    ولكن هذا الخضوع لمن ؟
                    للخالق، الخضوع للقوي، الخضوع للعليم، للرحيم، للعدل، للخبير،
                    وهذا الذي يخضع لغير الله إنسانٌ أحمق، لأنه يخضع لضعيف، وعاجز، وجاهل،

                    وأصل الدين أن تخضع لله، بل إن العبادة في أصلها غاية الإذعان مع غاية الحب،

                    ولا يليق بالإنسان أن يخضع لغير الله، ولا أن يُحسَب على غير الله، ولا أن يستسلم لغير الله،
                    لأن الإنسان خُلِق لله .

                    تفسير النابلسي

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ (131)﴾ سورة البقرة

                      دقِّق،
                      أحياناً تأخذ فكرةً عن طبيبٍ متفوِّقٍ جداً ؛ عالمٍ، ورعٍ، مسلمٍ، مخلصٍ، يعطيك تعليمات،
                      راقب نفسك،
                      فقلَّما تحاول أن تفكَّر في حكمة هذه التعليمات
                      لأنك مؤمنٌ أنه متفوِّق في علمه، وفي ورعه، وفي اختصاصه، وفي نصحه،
                      فأنت مع إنسان تستسلم، فكيف مع الواحد الديَّان ؟

                      الاستسلام لله شيء مسعد، وكل هذا الكون يشهد لله عزَّ وجل بالعظمة، ويشهد له بالحكمة، والرحمة، والعلم، والعدل،
                      فإذا استسلمت لله حقَّقت كل مصالحك . فالإنسان له مصالح، وأكبر هذه المصالح السلامة والسعادة،
                      فإذا استسلمت إلى خالقك وطبَّقت منهجه فهو الصانع الحكيم، وتعليماته هي تعليمات الصانع، والجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها .
                      أما أن يستسلم الإنسان لإنسان، أيْ لمخلوق ضعيف، إذ يستسلم لما يبدو له أنه قوي وهو في الحقيقة ضعيف

                      تفسير النابلسي

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) ﴾ سورة البقرة

                        هذا هو الدين،
                        إنّه خضوع ؛
                        إنك حينما تخضع لأمر إلهي، تخضع لأنه أمر الله عز وجل،
                        قال علماء الأصول: " علَّة كل أمرٍ أنه أمر " .

                        وهذا يقودنا إلى قول سيدنا أبي بكر الصديق حينما أنبأه أهل قريش : أن صاحبك يقول إنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد في ليلته .
                        لا توجد طائرات، ولا مركبات سريعة، ولا قطار سريع، ولا يوجد إلا الجمال، فشهر ذهاب وشهر إياب، أما أن يذهب إنسان ويصلي في بيت المقدس ويعود !!
                        أرادوا أن يؤكِّدوا له أن صاحبك يقول كلاماً غير معقول !!
                        فماذا كان جواب سيدنا الصديق ؟ قال: "إن قال هذا فقد صدق "،

                        أرأيت الاستسلام !

                        ذهب عالم عربي إلى أمريكا، وأجرى حواراً مع عالم مسلم أمريكي حول لحم الخنزير،
                        فالعالِم الذي من بلدنا أفاض، وشرح، وبيَّن الحكم، والعلل، والجراثيم، والدودة الشريطيَّة .
                        فابتسم هذا المسلم الأمريكي وقال له: كان يكفيك أن تقول لي إن الله حرَّمه .
                        لأن كل علم الله في هذا التحريم، ولأن كل رحمة الله في هذا التحريم، وحكمته وخبرته أيضاً،
                        قال تعالى: ﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾سورة فاطر

                        (تفسير النابلسي)

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة : 132]

                          لما كان من شأن أهل الحق والحكمةِ أن يكونوا حريصين على صلاح أنفسهم وصلاح أمتهم كان من مكملات ذلك أن يحرِصوا على دوام الحق في الناس متَّبَعاً مشهوراً فكان من سننهم التوصية لمن يظنونهم خلفاً عنهم في الناس بأن لا يحيدوا عن طريق الحق ولا يفرطوا فيما حصل لهم منه


                          وَوَصَّىٰ بِهَا
                          عائد على الملة أو على الكلمة أي قوله : {أسلمت لرب العالمين} البقرة :131
                          فإن كان بالملة فالمعنى أنه أوصى أن يلازموا ما كانوا عليه معه في حياته ،
                          وإن كان الثاني فالمعنى أنه أوصى بهذا الكلام الذي هو شعار جامع لمعاني ما في الملة .

                          بن عاشور

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن


                            ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ﴾
                            سورة البقرة

                            حينما يسقط الإنسان في الدنيا تصبح وصيَّته دنيويَّة،

                            فكم من إنسان على فراش الموت وصَّى أولاده بمتابعة البناء، وبيع الصفقات، وجمع الأرباح، وتوزيع الثروات، وكلها متعلِّقة بالدنيا،

                            أما أب يجعل وصيَّته الأولى تقوى الله عزَّ وجل
                            ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ﴾

                            أنت إنسان معك منهج دقيق لو طبَّقته لسَلِمْتَ وسعدت في الدنيا والآخرة،
                            فمنهج الله بين يديك، هذا الكتاب وهذه السُنَّة طريق قويم وصراطٌ مستقيم وحبلٌ متين ونورٌ مبين .

                            تفسير النابلسي

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(132) سورة البقرة

                              عندما تقرأ كلمة وصى فاعلم أن الوصية تأتي لحمل الإنسان على شيء نافع في آخر وقت لك في الدنيا؛ لأن آخر ساعات الإنسان في الدنيا إن كان قد عاش فيها يغش الناس جميعا فساعة يحتضر لا يغش نفسه أبدا ولا يغش أحدا من الناس لماذا؟ لأنه يحس إنه مقبل على الله سبحانه فيقول كلمة الحق.

                              النصح أو الوصية هي عظة تحب أن يستمسك بها من تنصحه وتقولها له مخلصا في آخر لحظة من لحظات حياته ..

                              وهكذا يريد الله سبحانه أن يبين لنا أن الوصية دائما تكون لمن تحب ..
                              وأن حب الإنسان لأولاده أكيد سواء أكان هذا الإنسان مؤمنا أم كافرا ..
                              ونحن لا نتمنى أن يكون في الدنيا من هو احسن منا إلا أبناءنا ونعمل على ذلك ليكون لهم الخير كله.

                              وصى إبراهيم بنيه، ويعقوب وصى بنيه ..

                              "لا تموتن إلا وأنتم مسلمون"

                              فالمعنى لا تفارقوا الإسلام لحظة حتى لا يفاجئكم الموت إلا وأنتم مسلمون.

                              والله سبحانه وتعالى أخفى موعد الموت ومكانه وسببه ..
                              فالإنسان لابد أن يتمسك بالإسلام وبالمنهج ولا يغفل عنه أبدا ..
                              حتى لا يأتيه الموت في غفلته فيموت غير مسلم .. والعياذ بالله.

                              تفسير الشعراوي

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ (132) ﴾ البقرة

                                قال بن عاشور :
                                { اصطفى لكم }
                                اختار لكم الدين أي الدين الكامل ،
                                وفيه إشارة إلى أنه اختاره لهم من بين الأديان وأنه فضلهم به لأن اصطفى لك يدل على أنه ادخره لأجله ، وأراد به دين الحنيفية المسمى بالإسلام فلذلك قال
                                {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}

                                قال الخازن :
                                {فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون}
                                أي مؤمنون مخلصون فالمعنى دوموا على إسلامكم حتى يأتيكم الموت وأنتم مسلمون لأنه لا يعلم في أي وقت يأتي الموت على الإنسان.
                                وقيل: في معنى وأنتم مسلمون
                                أي محسنون الظن بالله عز وجل يدل عليه ما روي عن جابر
                                قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول:
                                «لا يموتن أحدكم إلاّ وهو يحسن الظن بربه»
                                أخرجاه في الصحيحين. اهـ.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X