إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللطائف والأسرار والحكم لابن الجوزي رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللطائف والأسرار والحكم لابن الجوزي رحمه الله






    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

    أما بعد :
    فهذه سلسلة {اللطائف والأسرار والحكم} أنتقيها من زاد المسير لابن الجوزي رحمه الله


    نبــــــذة :-
    زاد المسير في علم التفسير

    تأليف الإمام العلامة أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن الجوزي البغدادي الحنبلي / ت 597هـ
    طبع عدة طبعات منها، وهو مختصر يسير ولكنه ينطوي على علم غزير


    وقد بالغ المصنف رحمه الله في اختصار لفظه طالبا من القارئ الاجتهاد في حفظه
    وبدأ الكتاب بفصل في فضيلة علم التفسير
    وأول ما نزل من القرآن الكريم وآخر ما نزل واختلاف العلماء في ذلك
    ثم انتقل إلى الاستعاذة والبسملة والسور








    ونبدأها إن شاء الله من سورة الكهف
    {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
    (1)}
    تمدَّح بانزاله ، لأنه إِنعام على الرسول خاصة ، وعلى الناس عامَّة .
    {
    تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ (5) } أي : إِنها قول بالفم لا صحة لها ، ولا دليل عليها
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ(6)}
    فإن قيل : كيف قال : {
    فَلَعَلَّكَ } والغالب عليها الشك ، والله عالم بالأشياء قبل كونها؟
    فالجواب : أنها ليست بشكّ ، إِنما هي مقدَّرة تقدير الاستفهام الذي يعنى به التقرير ،
    فالمعنى : هل أنت قاتل نفسك؟! لا ينبغي أن يطول أساك على إِعراضهم ، فإن من حَكَمْنَا عليه بالشِّقْوَةِ لا تجدي عليه الحسرة ،
    ذكره ابن الأنباري .



    {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا(7)}

    فيه أربعة أقوال .
    الأول : الرجال والثاني : العلماء .
    والثالث : أنَّه ما عليها من شيء والرابع : النبات والشجر
    فإن قيل : قد نرى بعض ما على الأرض سَمِجاً وليس بزينة .
    فالجواب : أنا إِن قلنا : إِن المراد [ به ] شيء مخصوص ، فالمعنى : إِنا جعلنا بعض ما على الأرض زينةً لها ، فخرج مخرج العموم ، ومعناه الخصوص .
    وإِن قلنا : هم الرجال أو العلماء ، فلعبادتهم أو لدلالتهم على خالقهم . وإِن قلنا : النبات والشجر ، فلأنه زينة لها تجري مجرى الكسوة والحلية .
    وإِن قلنا : إِنه عامّ في كل ما عليها ، فلكونه دالاًّ على خالقه ، فكأنَّه زينة الأرض من هذه الجهة .
    قوله تعالى : {
    فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا(11)} قال الزجاج : المعنى : أنمناهم ومنعناهم السمع ، لأن النائم إِذا سمع انتبه



    { سِنِينَ عَدَدًا }

    والفائدة في ذِكْر العدد في الشيء المعدود ، توكيد كثرة الشيء ، لأنه إِذا قَلَّ فُهِم مقداره ، وإِذا كَثُر احتيج إِلى أن يُعَدَّ العدد الكثير
    وقيل : معنى {
    سِنِينَ عَدَدًا } : أنه لم يكن فيها شهور ولا أيام ، إِنما هي كاملة ، ذكره الماوردي
    قوله تعالى : {
    فَابْعَثُوا أَحَدَكُم (19) }
    قال ابن الأنباري : إِنما قال : «أحدَكم» ، ولم يقل : واحدَكم ، لئلا يلتبس البعض بالممدوح
    المعظَّم ، فان العرب تقول : رأيت أحد القوم ،
    ولا يقولون : رأيت واحد القوم ، إِلا إِذا أرادوا المعظَّم ، فأراد بأحدهم : بعضَهم ، ولم يُرِد شريفهم .
    قوله تعالى : {
    وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ(21) } أي : وكما أنمناهم وبعثناهم ، أطلعنا وأظهرنا عليهم .
    قال ابن قتيبة : وأصل هذا أن من عَثَر بشيء وهو غافل ،
    نظر إِليه حتى يعرفه ، فاستعير العِثار مكان التبيين والظهور ، ومنه قول الناس : ما عثرت على فلان بسوءٍ قط ، أي : ما ظهرت على ذلك منه
    قوله : { وثامنهم كلبهم }
    فأما دخول الواو في قوله : {
    وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ(22)}
    ولم تدخل فيما قبل هذا ، ففيه أربعة أقوال .
    أحدها : أن دخولها وخروجها واحد ، قاله الزجاج .
    والثاني : أن ظهور الواو في الجملة الثامنة دلالة على أنها مرادة في الجملتين المتقدمتين ، فأعلم بذكرها هاهنا أنها مرادة فيما قبل
    ، وإِنما حذفت تخفيفاً ، ذكره أبو نصر في شرح «اللمع» .
    والثالث : أن دخولها يدل على انقطاع القصة ، وأن الكلام قد تمَّ ، ذكره الزجاج أيضاً ، وهو قول مقاتل بن سليمان ، فإن الواو تدل على تمام الكلام قبلها ،
    واستئناف ما بعدها؛ قال الثعلبي : فهذه واو الحكم والتحقيق ، كأن الله تعالى حكى اختلافهم ، فتم الكلام عند قوله :
    {
    وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ } ، ثم حكم أن ثامنهم كلبهم .
    وجاء في بعض التفسير أن المسلمين قالوا عند اختلاف النصارى : هم سبعة ، فحقَّق الله قول المسلمين .
    والرابع : أن العرب تعطف بالواو على السبعة ، فيقولون : ستة ، سبعة ، وثمانية ، لأن العقد عندهم سبعة ، كقوله :
    {
    التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ . . . } إِلى أن قال في الصفة الثامنة : { وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [ التوبة : 112 ] ،
    وقوله في صفة الجنة : {
    وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [ الزمر : 73 ] وفي صفة النار : { فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [ الزمر : 71 ] ،
    لأن أبواب النار سبعة ، وأبواب الجنة ثمانية ، ذكر هذا المعنى أبو إِسحاق الثعلبي
    قوله تعالى : {
    وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ(25)}
    قال الضحاك : نزلت : {
    وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ} فقالوا : أياماً ، أو شهوراً ، أو سنين؟
    فنزلت : «
    سِنِينَ» فلذلك قال : «سِنِينَ» ، ولم يقل : سنة .
    قيل : إِنما زاد التسع ، لأنه تفاوت ما بين السنين الشمسية والسنين القمرية ، حكاه الماوردي .





    {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ(31)}

    قال المفسرون : لما كانت الملوك تلبَس في الدنيا الأساور في اليد والتيجان على الرؤوس ، جعل الله ذلك لأهل الجنة
    قوله تعالى : {
    وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ ..............(32)}
    قيل : هذا المَثَل [ ضُرِبَ ] لعيينة بن حصن وأصحابه ، ولسلمان وأصحابه .
    قوله تعالى : {
    كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا(33)}
    قال الزجاج : لم يقل «آتتا» ، لأن لفظ «كلتا» لفظ واحدة ، والمعنى : كل واحدة منهما آتت أكلها
    {
    وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)} فأعلمَنَا أن شربهما كان من ماء نهر ، وهو من أغزر الشرب .
    قوله تعالى : {
    وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} يعني : للأخ الكافر { ثَمَرٌ}
    فإن قيل : ما الفائدة في ذِكْر الثّمر بعد ذِكْر الجنَّتين ، وقد عُلم أن صاحب الجنة لا يخلو من ثمر؟ فعنه ثلاثة أجوبة .
    أحدها : أنه لم يكن أصل الأرض ملكاً له ، وإِنما كانت له الثمار ، قاله ابن عباس .
    والثاني : أن ذِكْر الثّمر دليل على كثرة ما يملك من الثمار في الجنّتين وغيرهما ، ذكره ابن الأنباري .
    والثالث : إِنا قد ذكرنا أن المراد بالثمر الأموال من الأنواع ، وذكرنا أنها الذهب ، والفضّة ، وذلك يخالف الثمر المأكول؛ قال أبو علي الفارسي :
    من قال : هو الذهب ، والوَرِق ، فإنما قيل لذلك : ثُمُر على التفاؤل ، لأن الثمر نماء في ذي الثمر ، وكونه هاهنا بالجَنى أشبه من الذهب والفضة .
    ويقوي ذلك : {
    وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا .. (42)} ، والإِنفاق من الوَرِق ، لا من الشجر .

    يتبع ان شاء الله



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:55 PM. سبب آخر: حذف صور منتهية


  • #2

    {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)}
    المراد بالطلب هاهنا : الوصول ، فقام الطلب مقامه لأنه سببه
    { وهي خاوية } أي : خالية ساقطة { على عروشها } والعُروش : السقوف ،
    والمعنى : أن حيطانها قائمة والسقوف قد تهدَّمت فصارت في قرارها ، فصارت الحيطان كأنها على السقوف



    {
    هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَق } {قرأ أبو عمرو برفع «الحقُّ» ووافقه الكسائيُّ}
    فإن قيل : لم نُعتت الولاية وهي مؤنثة بالحقِّ وهو مصدر؟ فعنه جوابان ذكرهما ابن الأنباري .
    أحدهما : أن تأنيثها ليس حقيقياً ، فحُملت على معنى النصر؛ والتقدير : هنالك النصر لله الحقُّ ، كما حُملت الصيحة على معنى الصياح في قوله :
    {
    وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [ هود : 67 ] .
    والثاني : أن الحقَّ مصدر يستوي في لفظه المذكَّر والمؤنث والاثنان والجمع ، فيقال : قولك حق ، وكلمتك حق ، وأقوالكم حق
    قوله تعالى : {
    هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} [ الكهف : 44 ]، أي : هو أفضل ثواباً ممن يُرجى ثوابه ، وهذا على تقدير أنه لو كان غيره يثيب لكان ثوابه أفضل
    قوله تعالى : {
    وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا }[ الكهف : 48 ] إِن قيل : هذا أمر مستقبل ، فكيف عُبِّر [ عنه ] بالماضي؟ فالجواب : أن ما قد علم الله وقوعه ، يجري مجرى المعايَن ، كقوله : {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ } [ الأعرف : 43 ] .



    {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ }
    قوله تعالى {
    نادوا شركائيَ } أضاف الشركاء إِليه على زعمهم




    {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
    قال ابن الأنباري : إِن قيل : لم قال : «
    مَوْبِقًا» ولم يقل : «مَوْبِقًا» ، بضم الميم ، إِذ كان معناه عذاباً مُوبقاً؟
    فالجواب : أنه اسم موضوع لمَحْبِس في النار ، والأسماء لا تؤخذ بالقياس ، فيُعلم أن «
    مَوْبِقًا» : مَفْعِل ، من أوبقه الله : إِذا أهلكه ، فتنفتح الميم ، كما تنفتح في «مَوْعِد» و«مَوْلِد» و«مَحْتِد» إِذا سمّيت الشخوص بهنَّ .




    {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) }
    فإن قيل : إِذا كان المراد بسُنَّة الأولين العذاب ، فما فائدة التكرار بقوله : {
    أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ } ؟
    فالجواب : أن سُنَّة الأولين أفادت عذاباً مبهماً يمكن أن يتراخى وقته ، وتختلف أنواعه ، وإِتيان العذاب قُبُلاً أفاد القتل يوم بدر . قال مقاتل : «سُنَّة الأولين» : عذاب الأمم السالفة؛ «أو يأتيَهم العذاب قِبَلاً» ، أي : عِياناً قتلاً بالسيف يوم بدر .




    {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا}
    فإن قيل : ظاهر هذه الآية يقتضي أن تأخير العذاب عن الكفار برحمة الله ، ومعلوم أنه لا نصيب لهم في رحمته .
    فعنه جوابان .
    أحدهما : [ أن ] الرحمة هاهنا بمعنى النعمة ، ونعمة الله لا يخلو منها مؤمن ولا كافر .
    فأما الرحمة التي هي الغفران والرضى ، فليس للكافر فيها نصيب .{فيه نظر}
    والثاني : أن رحمة الله محظورة على الكفار يوم القيامة ، فأما في الدنيا ، فإنهم ينالون منها العافية والرزق .




    {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ}
    فأما فتاه فهو يوشع بن نون من غير خلاف . وإِنما سمي فتاه ، لأنه كان يلازمه ، ويأخذ عنه العلم ، ويخدمه .

    {لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ }
    ومعنى { لا أبرح } : لا أزال . وليس المراد به : لا أزول ، لأنه إِذا لم يُزل لم يقطع أرضاً





    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-05-2016, 05:56 PM. سبب آخر: حذف صور منتهية

    تعليق


    • #3
      رد: اللطائف والأسرار والحكم لابن الجوزي رحمه الله

      جزاكـِ الله خيرا اختي ونفع بگ .★ متابعه باذن الله
      تضيقُ بنَا الدّنيَا أو لا تضيقْ؛ سنقُولُ لهَا يومًا وداعًا وينتهِي الطرِيق

      تعليق


      • #4
        رد: اللطائف والأسرار والحكم لابن الجوزي رحمه الله


        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا أختنا
        موضوع رائع


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: اللطائف والأسرار والحكم لابن الجوزي رحمه الله

          المشاركة الأصلية بواسطة وداعا لدنيا فانيه مشاهدة المشاركة
          جزاكـِ الله خيرا اختي ونفع بگ .★ متابعه باذن الله
          المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة

          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا أختنا
          موضوع رائع


          جزانا وإيّاكم أخواتي، وبارك الله فيكم لمروركم الطيب


          تعليق


          • #6
            رد: اللطائف والأسرار والحكم لابن الجوزي رحمه الله

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

            جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك الله فيكم

            تعليق

            يعمل...
            X