وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "سورة الكهف 28
تأمل قوله تعالى " مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا "
لم يقول الله تبارك وتعالى (لسانه) فقد تجد إنسان دائم الذكر ولا تجد أثره في دينه وخلقه ومعاملاته
والسبب أن ذكره بلسانه لا بقلبه
والمراد بإغفال القلب : جعله غافلا عن التفكر في الوحدانية حتى راج فيه الإشراك
فإن ذلك ناشئ عن خلقة عقول ضيقة التبصر مسوقة بالهوى
وأصل الإغفال : إيجاد الغفلة ، وهي الذهول عن تذكر الشيء ،
وأريد بها هنا غفلة خاصة ، وهي الغفلة المستمرة المستفادة من جعل الإغفال من الله تعالى كناية عن كونه في خلقة تلك القلوب.
وقد اعتضد هذا المعنى بجملةواتبع هواه ، فإن اتباع الهوى يكون عن بصيرة لا عن ذهول
فالغفلة خلقة في قلوبهم ، واتباع الهوى كسب من قدرتهم .
تعليق