الحمد لله العلى الكبير والصلاة والسلاة على نبيه الآمين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، وعلى آله الطيبين ، وأصحابه الغُرُ الميامين وعلى التابعين بإحسانٍ إلى يوم الدين ...وبعد...
سورة "يوسف" :: هذه المعجزة الخالدة ، والدلالة القاطعة من دلائل نبوة سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ ، لطالما وقفت القلوب والعقول مبهورةً أمام ما تضمنه سياقها العظيم من أنواع النور ، من الخبر الصادق ، والقصص الحسن ، ومعانى الإيمان الصافى ، والعقيدة النقية ، وتعريف العباد بربهم العظيم وتعليق قلوبهم به سبحانه ، وتحبيب النفوس فى المُثُل العليا فى شخوص أنبياء الله _عليهم الصلاة والسلام أجمعين_ ، وكشف أغوار الشخصيات التى تجد أمثالها فى كل زمان ومكان ، فتعرف غور النفس البشرية وما يعتريها من أمراض وكيفية معالجتها .....
وغير ذلك من المعانى والحكم العظيمة التى تحتويها هذه السورة العظيمة وكل سور القرآن بالطبع ......
وغير ذلك من المعانى والحكم العظيمة التى تحتويها هذه السورة العظيمة وكل سور القرآن بالطبع ......
وهدفى من هذا الموضوع ليس كتابة تفسير لسورة "يوسف" ولكن الوقوف مع بعض كنوز هذه السورة العظيمة وذلك "تسليةً وتسرية " لنا جميعاً فى هذه المحن العظيمة التى تُحيط بنا وتُطبق على المسلمين ، وتبشيراً للمسلمين جميعاً بقرب النصرة والفرج والتمكين... والله المستعان.
إن من المقاصد العامة لسورة "يوسف" ::
مواساة رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ ومواساة المؤمنين معه فى محنتهم ، إذ أنها نزلت فى وقت عصيب اشتدَ فيه الكرب على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :: فقد أمعن المشركون فى إيذائه _صلى الله عليه وسلم_ ، وإيذاء من معه من المسلمين ، فإحتاج المسلمون ما يُسرى عنهم ، فسألوا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن يقص عليهم طرفاً من أخبار الأولين ،فأنزل الله هذه السورة لتكون له ولهم أعظم سلوى .....
وقد كانت هذه السورة له_صلى الله عليه وسلم_ من أعظم السلوى لما بينه وبين أخيه "يوسف"_عليه الصلاة والسلام_ من شبه فى أخلاقه وظروفه ومحنه :::
1_فسيدنا "يوسف"_عليه السلام_ قد آذاه له أقرب الناس إليه وهم "إخوته" ......
وسيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_قد آذاه له أقرب الناس إليه من أقاربه ...
2_وكان أول ما بدىء به "يوسف" صلى الله عليه وسلم _ من الوحى ((الرؤيا الصالحة)) ....
وأول ما بدىء به "محمد"_ صلى الله عليه وسلم_فى نبوته ((الرؤيا الصالحة)) ، كان يراها فتجىء مثل "فلق الصبح" .....
3_وقد أوتى "محمد" _ صلى الله عليه وسلم_ علماً غزيراً فى تأويل الرؤى .....كما أوتى "يوسف" صلى الله عليه وسلم_ ومحن نلمح ذلك من خلال تأويله لكثير من الرؤى التى رأها بنفسه والتى رآها بعض أصحابه.....
4_ تآمر إخوة "يوسف" صلى الله عليه وسلم_ على قتله أو طرحه أرضاً أو إلقائه فى الجبَ ....وكذا تآمرت (قريش)) على النبى _ صلى الله عليه وسلم_ لقتله أو حبسه أو إخراجه إلى أرض بعيدة...
5_ أُلقى "يوسف" _ صلى الله عليه وسلم_ فى ((الجُبَ)) ، واضطر سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم_ إلى الدخول إلى ((الغار)) ....
وكتب الله النجاة لهما ، فكان خروج سيدنا "يوسف" من ((الجُب)) منطلقاً إلى قصر رحب فسيح ، وجد فيه من الإكرام ما لم يجده فى سواه ....
وخرج سيدنا " محمد" صلى الله عليه وسلم_ من ((الغارَ)) ليلقى قوماً آمنوا به من قبل ، فحملوه على أعناقهم ، وطاروا به فرحاً ،وأنزلوه من نفوسهم منزلة آبائهم وأبنائهم ، بل أنزلوه منهم منزلة أنفسهم من أنفسهم بل كان أحب إليهم من أنفسهم ...
6_ودخل "يوسف" صلى الله عليه وسلم_ ((السجن)) ، وحوصر النبى _ صلى الله عليه وسلم_ فى شِعب "بنى هاشم" هو ومن معه من المؤمنين ، حتى أكلوا أوراق الشجر من شدة الجوع ومصَوا الحصى من شدة العطش.....
7_أعزَ الله "يوسف" صلى الله عليه وسلم_ ((بالملك والسلطان)) ، وأحوج إليه إخوته ، فأكرم وفادتهم وعفا عنهم قائلاً:: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }يوسف
ونصر الله سبحانه نبيه "محمداً" _صلى الله عليه وسلم_ ، وفتح الله له مكة ، وملَكه نواصى القوم ، فقال بعد أن جمعهم إلى ساحة الكعبة ::"" ما تظنون أنى فاعلٌ بكم ؟؟ قالوا خيراً : أخٌ كريم وابن أخٍ كريم !!!
فقال :: اذهبوا فأنتم الطلقاء"".....
والحمد لله رب العالمين....
يُتبع إن شاء الله ....
يُتبع إن شاء الله ....
تعليق