إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

و الله يعصمك من الناس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: و الله يعصمك من الناس

    جزيت خيرا اخى الكريم ابو انس


    اللهم ياربنا ياذا الجلال والاكرام بارك لنا فى عبد ابو انس واقر عينيه بحسن خلق ودين ابنائه
    واصلح له شانه كله


    هدانا الله واياكم الى الحق المبين

    لا تنسى اخوك العابدلله من دعواتك

    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-12-2015, 10:33 PM. سبب آخر: حذف كلمة الحبيب كون القسم مختلط بارك الله فيك
    اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

    تعليق


    • #17
      رد: و الله يعصمك من الناس

      السلام علبكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم ياربنا ياذا الجلال والاكرام بارك لنا فى عبد ابو انس واقر عينيه بحسن خلق ودين ابنائه
      واصلح له شانه كله


      هدانا الله واياكم الى الحق المبين

      لا تنسى اخوك العابدلله من دعواتك
      والله يا أخي لا أجد مكافئا لك على دعائك الطيب
      إلا أن أقول لك كما تقول الملائكة
      ولك بمثله

      أحبك الله وجمعنا بك على طاعته

      تعليق


      • #18
        رد: و الله يعصمك من الناس

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        اللهم يسر بفضلك يا كريم
        الحلقة السادسة

        ومن صور العصمة الإلهية
        نجاته من كل محاولات الاغتيال :


        وهذا الدليل استدل به اليهود أنفسهم على
        صدق النبي ( صلى الله عليه وسلم )
        :


        ففي حديث عائشة
        عندما سَحر النبي ( صلى الله عليه وسلم )
        لبيدُ بن الأعصم

        (أَخْرَجَ اِبْن سَعْد بِسَنَدٍ لَهُ إِلَى عُمَر بْن الْحَكَم (مُرْسَلا)
        قَالَ : لَمَّا رَجَعَ رَسُول اللَّه ( مِنْ الْحُدَيْبِيَة فِي ذِي الْحَجَّة، وَدَخَلَ الْمُحَرَّم مِنْ سَنَة سَبْع
        جَاءَتْ رُؤَسَاء الْيَهُود إِلَى لَبِيد بْن الْأَعْصَم -
        وَكَانَ حَلِيفًا فِي بَنِي زُرَيْق وَكَانَ سَاحِرًا –
        فَقَالُوا لَهُ : يَا أَبَا الْأَعْصَم , أَنْتَ أَسْحَرنَا ،
        وَقَدْ سَحَرْنَا مُحَمَّدًا فَلَمْ نَصْنَع شَيْئًا،
        وَنَحْنُ نَجْعَل لَك جُعْلًا عَلَى أَنْ تَسْحَرهُ لَنَا سِحْرًا يَنْكَؤُهُ،

        وفي رواية اِبْن سَعْد :
        فَقَالَتْ أُخْت لَبِيد بْن الْأَعْصَم :
        إِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَسَيُخْبَرُ ،وَإِلَّا فَسَيُذْهِلُهُ هَذَا السِّحْر حَتَّى يَذْهَب عَقْله)
        فتح الباري (10/237).

        قلت:
        وقد ذكر بعض أهل التفسير أن (النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) هن بنات أوأخوات لبيد بن الأعصم،
        و اليعض الآخر يقول :
        يعني: السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن،
        وعلى الجملة فهن من الساحرات عموما فيدخلن بذلك في جملة المستعاذ منهن والله أعلم.

        وقد عافاه الله من ذلك
        فقد روى البخاري في صحيحه يسنده :
        عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها -
        قَالَتْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
        رَجُلٌ مِنْ بَنِى زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ ،
        حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّىْءَ وَمَا فَعَلَهُ ،

        حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهْوَ عِنْدِى لَكِنَّهُ
        دَعَا
        وَدَعَا


        ثُمَّ قَالَ
        « يَا عَائِشَةُ ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِى فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ،
        أَتَانِى رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِى ، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَىَّ ،
        فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ
        فَقَالَ مَطْبُوبٌ . قَالَ مَنْ طَبَّهُ
        قَالَ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ .
        قَالَ فِى أَىِّ شَىْءٍ قَالَ فِى مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ ، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ .
        قَالَ وَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِى بِئْرِ ذَرْوَانَ » .

        فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ

        فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ » .

        قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أَسْتَخْرِجُهُ قَالَ « قَدْ عَافَانِى اللَّهُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا » .
        فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ .

        َقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ فِى مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ . يُقَالُ الْمُشَاطَةُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ ، وَالْمُشَاقَةُ مِنْ مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ .أهـ

        حقا وصدقا قول ربنا سبحانه
        (والله يعصمك من الناس)

        قال الله تعالى:
        (... وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
        (من البقرة/102)


        قال ابن حجر في الفتح:
        "لَمْ يَقْتُل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِيد بْن الْأَعْصَم لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَنْتَقِم لِنَفْسِهِ ، وَلِأَنَّهُ خَشِيَ إِذَا قَتَلَهُ أَنْ تَثُور بِذَلِكَ فِتْنَة بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْن حُلَفَائِهِ مِنْ الْأَنْصَار ، وَهُوَ مِنْ نَمَط مَا رَاعَاهُ مِنْ تَرْك قَتْل الْمُنَافِقِينَ "أهـ

        قلت:
        و هذا من حكمته ورحمته - صلى الله عليه و سلم –

        قال الحافظ في الفتح:
        قال ابن القيم رحمه الله:
        "ومن أنفع الأدوية، وأقوى ما يوجد من النُشرة
        مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة
        بالأدوية الإلهية:
        من الذكر،
        والدعاء،
        والقراءة.
        فالقلب إذا كان ممتلئاً من الله، معموراً بذكره، وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه، لا يخلّ به, كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له.

        قال:
        وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة.
        ولهذا غالب ما يؤثر فيه النساء والصبيان والجهال."أهـ

        قال ابن عثيمين في تفسيره :
        "أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في إذهاب ذلك وهما المعوذتان،
        وفي الحديث:
        "لم يتعوذ المتعوذون بمثلهما"
        النسائي في السنن (8/ 251)
        من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

        وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان.أهـ

        ومن أمثلة العصمة أيضا:
        ما ثبت في الصحيحين عَنْ أَنَسٍ :
        أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ ،فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ.
        قَالَ : « مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَيَّ »
        متفق عليه (البخاري: 2617 ، ومسلم: 2190).

        الله أكبر
        تأمل هداك الله
        إلى مدي ثقة النبي – صلى الله عليه وسلم – في ربه تعالى لتعلم
        لتتعلم الصورة العملية الواقعية لحفظ الله لمن حفظ بالغيب
        وأن الجزاء من جنس العمل


        وتأمل كيف تحقق قول النبي – صلى الله عليه وسلم –
        « احْفَظ الله يَحْفَظْكَ ،
        احفَظ الله تجدْهُ تُجاهَكَ ،
        إِذا سأَلْتَ فَاسألِ الله ،
        وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ بالله ،
        واعلمْ أَنَّ الأمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعوكَ بشيءٍ ،
        لم يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بشيء قَدْ كَتَبَه الله لَكَ ،
        ولو اجتَمعُوا على أَنْ يَضرُّوكَ بشيء ،
        لم يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشيءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَليكَ ،
        رُفِعَت الأَقلامُ ، وجَفّتِ الصحُف »

        رواه الترمذي واللفظ له ( 2516 ) ، وأحمد في مسنده : ( 1 / 293 ) ، والطبراني في « الكبير » : ( 12 / 12988 ، 12989 ) .

        ويروي أبو داود من حديث جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ :
        أَنَّ يَهُودِيَّةً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً مَصْلِيَّةً(مشوية)،
        ثُمَّ أَهْدَتْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) ،
        فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) الذِّرَاعَ
        فَأَكَلَ مِنْهَا،
        وَأَكَلَ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَهُ،
        ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) :
        « ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ ».

        وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا ،
        فَقَالَ لَهَا :« أَسَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ ؟ »
        قَالَتْ الْيَهُودِيَّةُ :مَنْ أَخْبَرَكَ؟
        قَالَ :« أَخْبَرَتْنِي هَذِهِ فِي يَدِي ». لِلذِّرَاعِ ، قَالَتْ: نَعَمْ .
        قَالَ : «فَمَا أَرَدْتِ إِلَى ذَلِكَ ؟ ».
        قَالَتْ : قُلْتُ : إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَنْ يَضُرَّهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ .
        فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
        وَلَمْ يُعَاقِبْهَا)
        (سنن أبي داود (4510) قال الألباني في مشكاة المصابيح ( 5874). صحيح لغيره).

        قلت :
        لم يعاقبها رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
        أي وقتها مباشرة

        فقد ذكر ابن كثير في سيرته :
        "وتوفى بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند بالقرن والشفرة وهو مولى لبني بياضة من الأنصار".

        هذا ما تيسر من فضل الله
        وللحديث بقية إن شاء الله

        أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        محبكم في الله
        (أبو أنس)
        عفا الله عنه وعنكم

        تعليق


        • #19
          رد: و الله يعصمك من الناس

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          اللهم يسر بفضلك يا كريم

          تابع الحلقة السادسة
          ومن صور العصمة الإلهية
          نجاته من كل محاولات الاغتيال :


          عودة إلى ما قبل الهجرة فقد بدأت هذه المحاولات مع بداية البعثة :
          فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
          ( أَنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاهَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى،
          لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ.
          قَالَ : فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا،
          فَقَالَتْ : هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِكَ فِي الْحِجْرِ قَدْ تَعَاهَدُوا أَنْ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ،
          قَالَ : يَا بُنَيَّةُ أَدْنِي وَضُوءًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ الْمَسْجِدَ ،فَلَمَّا رَأَوْهُ
          قَالُوا : هُوَ هَذَا. فَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ وَعُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ ، وَلَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ رَجُلٌ،
          فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَحَصَبَهُمْ بِهَا،
          وَقَالَ : «شَاهَتِ الْوُجُوهُ ».
          قَالَ : فَمَا أَصَابَتْ رَجُلًا مِنْهُمْ حَصَاةٌ إِلَّا قَدْ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا)(1).

          وكذا حادثة الهجرة عندما أرادوا أن يقتلوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قبل هجرته، فجعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مكانه عليَّ بنَ أبي طالب ،وخرج من بيته مع أن الكفار قد أحاطوا به من كل جانب ؛إلا أن الله قد أعمى أبصارهم عنه(2) ،

          وفي هذا يقول سبحانه :
          ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( [الأنفال:30].

          وفي حادثة الهجرة عندما طوق المشركون الغار ، ولم يكن بينهم وبين النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلا أن ينظر أحدهم إلى قدمه ،في هذه الحال العصيبة أحس النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بتوتر أبي بكر الصديق ( وشدة اضطرابه وخوفه فقال له : « لا تحزن إن الله معنا » (7).

          وقال تعالى :
          ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
          [التوبة:40] .
          أي ثبات هذا وأي قلب يستطيع أن يهدأ في مثل هذا الموقف ؟

          وهذه صورة أخرى
          يرويها أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ( -في حديث الهجرة الطويل،وفيه-:الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ ، فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا .
          فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ ،
          فَقَالَ:« اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ ».فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ ،
          ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ ،
          فَقَالَ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ .
          قَالَ : «فَقِفْ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا ».
          قَالَ : فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ ( ، وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ )(3).

          قال ابن حجر :
          (وفي قصة سراقة مع النبي ( صلى الله عليه وسلم )
          يقول سراقة مخاطبا أبا جهل:
          أبا حكم والله لو كنت شاهدا لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
          علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول ببرهان فمن ذا يقاومه) (4)

          ومن صور العصمة أيضا كذلك
          حادثة بني النضير الذي أرادوا أن يلقوا الصخرة على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو جالس تحت بيت من بيوتهم ، فكان هذا سببا لجلائهم من المدينة(5) .

          ولم تكن هذه المحاولات بعد الهجرة قاصرة على اليهود ، بل حتى كفار قريش كانوا مستمرين في ذلك؛

          فـ(عن ابن شهاب قال :
          لما رجع كل المشركين إلى مكة ،
          فأقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحِجْر ،
          فقال صفوان : قبح الله العيش بعد قتلى بدر.
          قال : أجل والله ما في العيش خير بعدهم ، ولولا دين عليَّ لا أجد له قضاء ، وعيال لا أدع لهم شيئا ، لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأتُ عيني منه ، فإن لي عنده علة أعتل بها عليه ، أقول قَدِمْتُ من أجل ابني هذا الأسير .
          قال : ففرح صفوان وقال له : عليَّ دينُك وعيالك أسوة عيالي في النفقة ، لا يسعني شيء فأعجز عنهم .

          فاتفقا وحمله صفوان وجهزه ، وأمر بسيف عمير فصُقِلَ وسُمَّ ،وقال عمير لصفوان :اكتم خبري أياما .

          وقدم عمير المدينة فنزل بباب المسجد وعقل راحلته ، وأخذ السيف وعمد إلى رسول الله ( ، فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار ، ففزع ودخل إلى رسول الله ( ، فقال : يا رسول الله لا تأمنه على شيء .
          فقال : « أدخله علي ». فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله ( ويحترسوا من عمير ،
          وأقبل عمر و عمير حتى دخلا على رسول الله ( ومع عمير سيفه ،
          فقال رسول الله (لعمر : « تأخر عنه ».

          فلما دنا عمير قال : أنعموا صباحا - وهي تحية الجاهلية - فقال رسول الله
          « قد أكرمنا الله عن تحيتك، وجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهو السلام ».
          فقال عمير :إن عهدك بها لحديث. فقال :« ما أقدمك يا عمير ؟ ».
          قال :قدمت على أسيري عندكم ، تفادونا في أسرانا ، فإنكم العشيرة والأهل .
          فقال : « ما بال السيف في عنقك؟».
          فقال :قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنا شيئا ، إنما نسيته في عنقي حين نزلت .
          فقال رسول الله ( : « اصدقني ما أقدمك يا عمير ؟ » .
          قال : ما قدمت إلا في طلب أسيري.
          قال : « فماذا شرطت لصفوان في الحجر ؟ ».
          ففزع عمير وقال : ماذا شرطت له ؟
          قال: «تحملت له بقتلي على أن يعول أولادك ، ويقضي دينك ، والله حائل بينك وبين ذلك ».
          فقال عمير : أشهد أنك رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله ،كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي وبما يأتيك من السماء ، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحِجْر - كما قلتَ - لم يطلع عليه أحد ، فأخبرك الله به ، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق .

          ففرح به المسلمون وقال له رسول الله ( : « اجلس يا عمير نواسِك ».
          وقال لأصحابه : « علموا أخاكم القرآن » . وأطلق له أسيره ،
          فقال عمير : ائذن لي يا رسول الله ، فألحق بقريش ، فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ، فأذن له فلحق بمكة ،
          وجعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر .
          وجعل يسأل كل راكب قدم من المدينة هل كان بها من حدث ، حتى قدم عليهم رجل فقال لهم :قد أسلم عمير . فلعنه المشركون
          وقال صفوان : لله عليَّ إلا أكلمه أبدا ولا أنفعه بشيء . ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام، ونصحهم بجهده ، فاسلم بسببه بشر كثير)(6).

          وغير ذلك من المحاولات التي باءت بالفشل ،
          مما يدل على صدق قوله تعالى:
          ( والله يعصمك من الناس(
          [المائدة : 67] .


          وهذا يدل على صدق النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ،
          وأنه محفوظ من كل أذى حتى يبلغ دين الله كاملا،


          إنها حقا النبوة.

          قلت(أبو أنس(: وهكذا حفظ الله أنبياءه و أولياءه وعباده الصالحين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ومن هذا الباب قول الله تعالى عن نوح:
          ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (
          [يونس:71].

          وقول هود:
          (...قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (
          [هود:54-56].
          ..................................................
          هامش
          (1) أخرجه الإمام أحمد (3475) وإسناده صحيح كما قال الألباني في السلسلة الصحيحة (6/781) رقم : 2824.
          (2) انظر الروض الأنف في شرح سيرة ابن هشام ، للسهيلي (4/178)
          (3) البخاري: كتاب المناقب، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، رقم:3911).
          (4) الإصابة (3/42 ) .
          (5) انظر : الرحيق المختوم في سيرة المعصوم ، للمباركفوري(ص:293)، دار الحديث، القاهرة .
          (6) الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر (4/726) وذكر أنه أخرجه موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب مرسلا ،وابن إسحاق في المغازي عن محمد بن جعفر مرسلا أيضا ، وجاء موصولا أخرجه ابن مندة والطبراني عن أنس ، مما يدل أن للقصة أصلا.
          (7) أخرجه البخاري (كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام،رقم:3615).

          هذا ما تيسر من فضل الله
          وللحديث بقية إن شاء الله

          أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          محبكم في الله
          (أبو أنس)
          عفا الله عنه وعنكم

          تعليق


          • #20
            رد: و الله يعصمك من الناس

            وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته


            جزاك الله خيرا اخى الكريم ابا انس ونفعنا الله بما تقدمه لنا من الدرر

            بارك الله فيك اخي الكريم
            التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-12-2015, 10:35 PM. سبب آخر: حذف كلمة الحبيب كون القسم مختلط بارك الله فيك
            اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

            تعليق


            • #21
              رد: و الله يعصمك من الناس

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              أسأل الله أن يحبك و أن يباهي بك الملائكة

              قلت:
              وهذا يدل على صدق النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ،
              وأنه محفوظ من كل أذى حتى يبلغ دين الله كاملا،

              إنها حقا النبوة.

              قلت(أبو أنس(: وهكذا حفظ الله أنبياءه و أولياءه وعباده الصالحين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

              ومن هذا الباب
              قول الله تعالى عن نوح:
              ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (
              [يونس:71].

              وقول هود:
              (...قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (
              [هود:54-56].

              تعليق


              • #22
                رد: و الله يعصمك من الناس

                حياك الله وبياك ورفع ذكراك اخى الكريم
                التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-12-2015, 10:36 PM.
                اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

                تعليق


                • #23
                  رد: و الله يعصمك من الناس

                  بارك الله فيك اخي الكريم
                  التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-12-2015, 10:36 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    رد: و الله يعصمك من الناس

                    يارك الله فيك وجزاك الله خيرا

                    تعليق


                    • #25
                      رد: و الله يعصمك من الناس

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      أسأل الله أن يحبكم و أن يباهي بكم الملائكة

                      أخوتي الأحبة
                      (العابد لله)
                      (إلا رسول الله)
                      (sodies)
                      وتقبل الله منا ومنكم

                      تعليق


                      • #26
                        رد: و الله يعصمك من الناس

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم يسر بفضلك

                        تابع الحلقة السادسة
                        كيف يسحر الرسول صلى الله عليه وسلم
                        والله يقول له:
                        (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)؟

                        إنه سؤال هام جدا وخطير أيضا بل يكفيك أن تعرف أنه شبهة من شبه العلمانيين والمستشرقين وغيرهم،
                        وكعادتي معكم سأترك المضمار لفارسه والقوس لباريه ومع عالم جليل نعيش هذا الرد الجميل

                        سؤال رقم 20177-
                        كيف سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
                        كيف يسحر الرسول صلى الله عليه وسلم والله يقول له: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ؟
                        وكيف يسحر وهو يتلقى الوحي عن ربه ويبلغ ذلك للمسلمين ،
                        فكيف يبلغ وهو مسحور وقول الكفار والمشركين :
                        ( إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ) ؟
                        نرجو إيضاحها ، وبيان هذه الشبهات .

                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
                        فقد ثبت في الحديث الصحيح
                        أن هذا السحر وقع في المدينة ،
                        عندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ،
                        وبعد أن قامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ،
                        ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ،

                        تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ،
                        فعمل له سحراً في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ
                        أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ،

                        لكن لم يَزَل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه
                        فيما يحدث به الناس ،
                        واستمر يكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ،
                        لكنه أحس بشيء أثَّر عليه بعض الأثر مع نسائه ،

                        كما قالت عائشة رضي الله عنها :
                        " إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه "

                        وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء
                        وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما

                        ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس
                        أو يخل بالرسالة أو بالوحي ،

                        والله جل وعلا عصمه من الناس
                        مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .

                        أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء
                        فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام ،
                        بل أصابه شيء من ذلك ،
                        فقد جُرح يوم أحد ،
                        وكُسرت البيضة على رأسه ،
                        ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ،
                        وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ،

                        وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ،
                        فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ،
                        ومما كتبه الله عليه ،
                        ورفع الله به درجاته ،
                        وأعلى به مقامه ،
                        وضاعف به
                        حسناته ،

                        ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله
                        ولا منعه من تبليغ الرسالة ،
                        ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ
                        فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم .
                        والحمد لله رب العالمين .

                        و انظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 8/ 149 ).


                        هذا ما تيسر
                        وجزاكم الله عنا خيرا

                        محبكم في الله
                        (أبو أنس)
                        عفا الله عنه وعنكم

                        تعليق


                        • #27
                          رد: و الله يعصمك من الناس


                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          اللهم يسر بفضلك



                          تابع الحلقة السادسة

                          (عوارض الأذى لا تنافي العصمة)

                          وهنا سؤال يفرض نفسه بجدية



                          كيف مات النبي صلى الله عليه مسموما

                          والقرآن يقول :

                          والله يعصمك من الناس؟



                          وبعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

                          قال أهل العلم:

                          " نظرا لشدة عداوة الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم،

                          وكثرتهم وقوتهم،

                          وحرصهم على قتله صلى الله عليه وسلم

                          والتخلص منه بكل وسيلة

                          اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحرس في بداية الأمر

                          كما تمليه السنن الكونية والطبيعة البشرية..



                          فلما نزل عليه قول الله تبارك وتعالى:

                          (( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ))

                          {المائدة: 67}.

                          ترك الحرس فلم يصل إليه عدوّ بقتل ولا أسر ولا قهر.. مع كثرة الأعداء وكثرة محاولاتهم،



                          والأمثلة على ذلك كثيرة ثابتة فمنها محاولة عمير بن وهب وصفوان بن أمية ،

                          ومحاولة عامر بن الطفيل وأربد بن قيس ،

                          ومحاولة بني قينقاع ،

                          ومحاولة اليهودية في خيبر وهي ثابتة في كتب السنة،



                          ولكن الله سبحانه وتعالى عصمه من تلك المحاولات ومن غيرها.

                          وقد استشكل بعضهم أن اليهود سحروه ووضعوا له السم

                          وأن قريشا شجوه وكسروا رباعيته...

                          ولا إشكال في ذلك،



                          فما أصابه صلى الله عليه وسلم من الآلام والأذى ... في سبيل الله

                          إنما هو لرفع درجاته وتعظيم أجره عند الله تعالى،

                          وليتأسى به الدعاة والعلماء المصلحون .. من بعده.



                          فالله سبحانه وتعالى ضمن له العصمة والسلامة من القتل والأسر وزوال العقل وتلف الجملة..

                          حتى يبلغ رسالته ويكمل دينه.



                          وأما عوارض الأذى فلا تمنع عصمة الجملة،

                          ولم تكن تهم النبي صلى الله عليه وسلم،

                          وإنما كان الذي يهمه هو الخوف من القضاء على شخصه قبل أن يبلغ رسالة ربه.

                          وعندما أكمل الله الدين لعباده

                          وأتم عليهم نعمته بكمال تشريعه

                          وأصبح رجال الإسلام الذين تعهدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتربية قادة قادرين على حمل الدين وتبليغه أجرى الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم سنته الماضية في خلقه،

                          كما قال تعالى:

                          ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

                          {آل عمران: 185}.



                          وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحس بأن مهمته في هذه الحياة قد انتهت،

                          وأنه بلغ الرسالة،

                          وأدى الأمانة،

                          ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده...



                          فأشار إلى ذلك في حجة الوداع عندما خطب في تلك الجموع الحاشدة،

                          فبين لهم شرائع الإسلام وأوصاهم وصية مودع..



                          وقال: لعلي لا ألقاكم في موضعي هذا بعد عامي هذا !.

                          فلم يكن موته صلى الله عليه وسلم فجأة

                          ولا بسبب قتل أو اغتيال



                          وإنما كانت موتة طبيعية بسبب الحمى والصداع

                          الذي كان من أسبابه آثار تلك الأكلة المسمومة التي تناولها بخيبر،

                          فلم تؤثر عليه في ذلك الوقت،

                          فقاد الجيوش بعد ذلك ودخل المعارك الكبرى وانتصر فيها، وفاوض الأعداء، واستقبل الوفود، ومارس حياته العادية اليومية بصورة طبيعية حتى وافاه الأجل المحتوم بصورة طبيعية.



                          وتأثير السم عليه بعد ذلك عند نهاية الأجل

                          إنما هو لرفع درجاته وعلو منزلته عند الله تعالى،

                          ولينال بذلك مقام الشهداء.



                          وبهذا نعلم أنه لا تعارض بين عصمة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم،

                          وبين ما لقيه صلى الله عليه وسلم من الأذى.

                          والله أعلم.

                          رقم الفتوى 54814

                          المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه



                          قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: فتُوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً، و قاله موسى بن عُقبةَ. 4/72



                          تنبيه حديثي

                          ((فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ))

                          لم يروه البخاري موصولا وإنما ذكره معلقا خلافا لما يردده البعض ويجزم بصحته

                          يظنه موصولا ويُنكِر على من يسأل عن صحته !!



                          فقال البخاري

                          وَقَالَ يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ عُرْوَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ



                          قال الحافظ في الفتح

                          وَهَذَا قَدْ وَصَلَهُ الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَالْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق عَنْبَسَةَ بْن خَالِد عَنْ يُونُس بِهَذَا الْإِسْنَاد . وَقَالَ الْبَزَّار : تَفَرَّدَ بِهِ عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُس ، أَيْ بِوَصْلِهِ ، وَإِلَّا فَقَدْ رَوَاهُ مُوسَى بْن عُقْبَة فِي الْمَغَازِي عَنْ الزُّهْرِيّ لَكِنَّهُ أَرْسَلَهُ ، وَلَهُ شَاهِدَانِ مُرْسَلَانِ أَيْضًا أَخْرَجَهُمَا إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي " غَرَائِب الْحَدِيث " لَهُ أَحَدهمَا مِنْ طَرِيق يَزِيد بْن رُومَان وَالْآخَر مِنْ رِوَايَة أَبِي جَعْفَر الْبَاقِر ، وَلِلْحَاكِمِ مَوْصُول مِنْ حَدِيث أُمّ مُبَشِّر قَالَتْ : " قُلْت : يَا رَسُول اللَّه مَا تَتَّهِم بِنَفْسِك ؟ فَإِنِّي لَا أَتَّهِم بِابْنِي إِلَّا الطَّعَام الَّذِي أَكَلَ بِخَيْبَر ؛ وَكَانَ اِبْنهَا بِشْر بْن الْبَرَاء بْن مَعْرُور مَاتَ ، فَقَالَ : وَأَنَا لَا أَتَّهِم غَيْرهَا . وَهَذَا أَوَان اِنْقِطَاع أَبْهَرِي "



                          وَرَوَى اِبْن سَعْد عَنْ شَيْخه الْوَاقِدِيِّ بِأَسَانِيد مُتَعَدِّدَة فِي قِصَّة الشَّاة الَّتِي سُمَّتْ لَهُ بِخَيْبَر ، فَقَالَ فِي آخِر ذَلِكَ : " وَعَاشَ بَعْد ذَلِكَ ثَلَاث سِنِينَ حَتَّى كَانَ وَجَعه الَّذِي قُبِضَ فِيهِ . وَجَعَلَ يَقُول : مَا زِلْت أَجِد أَلَم الْأَكْلَة الَّتِي أَكَلْتهَا بِخَيْبَر عِدَادًا حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان اِنْقِطَاع أَبْهَرِي " عِرْق فِي الظَّهْر وَتُوُفِّيَ شَهِيدًا اِنْتَهَى

                          وَقَوْله : " عِرْق فِي الظَّهْر " مِنْ كَلَام الرَّاوِي ، وَكَذَا قَوْله : " وَتُوُفِّيَ شَهِيدًا "



                          انتهى كلامه رحمه



                          وللحديث طرق أخرى موصولة ومرسلة تركت ذكرها خشية الإطالة =لا تخلو من علةٍ=

                          ومجموعها يدل على أن للحديث أصلا



                          قلت : ويبقى الحديث صحيحاً

                          فالبخاري إذا علق الحديث بصيغة الجزم إلى بعض رواته فهو صحيح منه إلى من سماه، وهو يونس هنا.. وهذا أمر شائع في الصحيح.



                          إضافة إلى أن الحديث قد وصله غيره بحمد الله.. فصحته ظاهرة، والله أعلم.



                          هذا ما تيسر وبالله التوفيق ونسأل الله العصمة من الزلل وكل ما يبغضه



                          تقبلوا تحياتي

                          (أبو أنس)

                          عفا الله عنه وعنكم

                          تعليق


                          • #28
                            رد: و الله يعصمك من الناس

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

                            تعليق


                            • #29
                              رد: و الله يعصمك من الناس

                              طبت وطاب ممشاك وسلمت يمينك جزاك الله خيرا
                              قال أحد الحكماء :
                              ليس كل مايعرف يقال - ولا كل مايقال جاء أوانه
                              ولا كل ماجاء أوانه حضر أهله

                              تعليق


                              • #30
                                رد: و الله يعصمك من الناس

                                جزاكم الله خيرا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X