السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....وبعد
أنا طالبة مبتدئة في الشرح وعندي شرح هذه الجزئية من شبهة ترك الإحتساب بحجة عدم إستجابة الناس أنا بحــــثت عـن هذه الجزئية فديو لكــني لـم أجدها
أنا أخاف ماأوصــل المعلومة جيدا فجزاكم الله خيرا أريد فقط شرحه أنا وضعت أسئلة عليها لكن لامانع من وضع أسئلة غيرمباشرة حتى أسئلهــن وأختبرهـن
أتــمنى أن لايكون طــلبي ثقيـل ..
أريده قبل يوم الثلاثاء القادم 25/12 ومشكورييين
وهذا هـو الرد على تلك الشبهة ـــــ,,
احتجاج أصحاب الشبهة ببعض الآيات :
يحتجّ أصحاب هذه الشبهة ببعض النصوص التي جاء فيها – على حسب زعمهم – الأمر بالتذكير مشروطاً بالنفع ، أو مخصوصاً لمن خاف الوعيد، أو خشي الرحمن بالغيب ، واتبع الذكر . ومن النصوص :
قوله تعالى : ((فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)) الأعلى9
وقوله تعالى : ((إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)) فاطر18
وقوله تعالى : ((إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبٍِ)) يس 11
وقوله تعالى: (( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)).ق45
قالوا : نجد في هذه الآيات بأن الله تعالى اشترط لأمره بالتذكير ((إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)) كما أرشد نبيه الكريم أن يقتصر في إنذاره عل ((مَن يَخَافُ وَعِيدِ)) ((وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبٍِ))((مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ))
لذا لا داعي لبذل الجهود في أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر وهم لا يستجيبون .
كشف النقاب عن حقيقة الاحتجاج :
سنبيّن بتوفيق الله تعالى حقيقة احتجاجهم بالآيات من وجهين :
1. النظر في سيرة من أنزل عليه تلك الآيات .
2. المراد بالآيات على ضوء تفسير المفسرين .
أولاً : النظر في سيرة من أنزل عليه تلك الآيات:
أنزلت تلك الآيات على محمد ، وهو الذي كان يتلوها على المؤمنين ، ويعلّمهم إياها ،وإليه أسندت مهمة بيانها ، وكان صلى الله عليه وسلم صورة حية لما نزلت عليه من الآيات لنا أن نسأل هؤلاء هل ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بسبب إعراض الناس ؟ كلا ، فقد استمر في التذكير والإنذار رغم عناد الكفرة وتمردهم ، والفهم الصحيح للآيات هو فهمه وكل استنباط أو استدلال يعارض فهمه وعمله باطل ومردود على صاحبه .
ثانياً: المراد بالآيات على ضوء تفسير المفسرين :
بيّن المفسرون المراد بتلك الآيات فأجادوا وأفادوا جزاهم الله تعالى عنا خير الجزاء وسنذكر بعض ما ذكروا – بعون الله تعالى – في هذا المقام .
أما قوله تعالى ((فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)) فنترك مجال تفسيره للإمام الرازي حيث يقول مثيراً بعض الأسئلة حوله :
السؤال الأول : أنه عليه السلام كان مبعوثاً إلى الكل فيجب عليه أن يذكرهم سواء نفعتهم الذكرى أم لم تنفعهم ، فما المراد من تعليقه على الشرط في قوله تعالى ((فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)) ؟.
الجواب : أن المعلق (( بأن )) على الشيء لا يلزم أن يكون عدما عند عدم ذلك الشيء، ويدل عليه الآيات ، منها هذه الآية :
ومنها قوله تعالى : (( وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً)) النور33
ومنها قوله تعالى : (( َاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)). البقرة152
ومنها قوله تعالى : (( َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ)) النساء101
فإن القصر جائز وإن لم يوجد الخوف .
ومنها قوله : (( وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ)) البقرة283
والرهن جائز مع الكتابة .
ومنها قوله : (( فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ))البقرة230
والمراجعة جائزة بدون هذا الظن .
ويتابع الإمام الرازي كلامه ويقول: (( إذا عرفت هذا ذكروا لذكر هذا الشرط فوائد:
أحدهما : أن من باشر فعلاً لغرض فلا شك أن الصورة التي عُلم فيها إفضاء تلك الوسيلة إلى ذلك الغرض ،كان إلى ذلك الفعل أوجب من الصورة التي عُلم فيها عدم ذلك الإفضاء ، فلذلك قال : ((إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى))
ثانيها : أنه تعالى ذكر أشرف الحالتين ونبّه على الأخرى كقوله : ((سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ)) والتقدير ((فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى))أو لم تنفع .
ثالثها : أن المراد به البعث على انتفاع بالذكرى كما يقول المرء لغيره إذا بيّن له الحق: ((قد أوضحت لك أن كنت تعقل )) فيكون مراده البعث على القبول والانتفاع
رابعها : أن هذا يجري مجرى تنبه الرسول أنه لا تنفعهم الذكرى كما يقال للرجل : (( ادع فلانا إن أجابك )) ما أراه يجيبك .
خامسها : أنه عليه السلام دعا إلى الله كثيراً ، وكلما كانت دعوته أكثر كان عتوهم أكثر ، وكان عليه السلام يحترق حسرة عل ذلك ، فقل له : (( وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ))
إذ التذكير العام واجب في أول الأمر فأما التكرير فلعله إنما يجب عند رجاء حصول المقصود فلهذا المعنى قيّده بهذا الشرط )).
وأما قوله تعالى : ((إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)) فين المفسرون رحمهم الله تعالى بأن المنتفعين بالإنذار هم أولئك ، وليس المعنى : بأن غيرهم لا يُذَكر ولا يُنذر . يقول أبو القاسم الغرناطي : (( المعنى أن الإنذار لا ينفع إلا الذين يخشون ربهم ، وليس المعنى اختصاصهم بالإنذار )).
وأما قوله تعالى : ((إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ))
فالمراد به – كما بيّن المفسرون – مثل المقصود بالآية السابقة . يقو أبو القاسم الغرناطي في تفسيره : (( معناه كقوله : ((إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبٍِ)) وقد ذكرناه في فاطر )).
وأما قوله تعالى : (( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)).فهو – كما يقول أبو القاسم الغرناطي – كقوله : ((إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم)) لأنه لا ينفع التذكير الا من يخاف .
فخلاصة القول أن الاستدلال بتلك الآيات على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب عدم استجابة الناس غير صحيح.
تعليق