وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴿١﴾ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴿٢﴾ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ﴿٣﴾ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴿٤﴾ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴿٥﴾ . الذى أختاره أن هذه الأقسام بالكواكب الدوارة فى الفضاء، تشق طريقها بغير وقود وتسرع السير بغير توقف وتعرف الطريق بغير جندى مرور، ثم يجيئها أجلها مع نهاية العالم، فإذا هى تتلاشى! متى؟ "يوْمَ تَرْ*جُفُ الرَّاجِفَةُ ﴿٦﴾ تَتْبَعُهَا الرَّ*ادِفَةُ ﴿٧﴾" . فى الزلزال الكبير الذى يفقد كل شىء توازنه، وتترادف مزعجاته فإذا القلوب مضطربة والأبصار كسيرة! يقول المشركون عند سماع هذا النذير " أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ " . أراجعون نحن إلى الطريق التى جئنا منها؟ أعائدون إلى الحياة مرة أخرى؟! هكذا يحدثنا الرسول! ومتى؟ بعد أن نموت ونبلى "تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ " ! عودة لا خير فيها لأننا ما صدقناها ولا أعددنا لها.. " فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ " . بساعة الحشر والجزاء. إن أتباع الفلسفة المادية المعاصرين لا يزيدون على مشركى الصحراء الأقدمين عندما يقولون: إن هى إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر! فما الموقف إذا رأوا أنفسهم أحياء لم يصبهم شىء؟ واستتلت الآيات تتحدث عن فرعون، وهو من أكابر المجرمين. والحق أن الفرعنة مرض عام أساسه بطر الحق وغمص الناس. وقد يكون فى الحكام والإداريين والفنانين والكناسين. والمرء إذا ذهب بنفسه عاش أنانيا جائرا لا يحق حقا ولا يبطل باطلا. وجهنم تأخذ حطبها من هؤلاء جميعا. ويخاطب القرآن البشر: علام الكبر والصد عن سبيل الله؟ "أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا ﴿٢٧﴾ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ﴿٢٨﴾ " .
ص _499
إن الإنسان ـ بالنسبة إلى غيره ـ كائن ضعيف ما يجوز له أن يعمى ويطغى. بل يجب أن يتقى ربه ويتزكى. وإذا كان قد ملك التصرف فى كائنات أخرى، فليسخر هذا التفوق فى شكر الله وأداء حقوقه. وعادت السورة إلى ما بدأت به من حديث عن البعث والجزاء ليجعل الإنسان من حياته الأولى مهادا للحياة الأخرى " فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴿٣٥﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴿٣٦﴾" إن الناس يومئذ رجلان: عبد لشهواته يعيش لإشباعها، وعبد لله يشعر بقيامه ورقابته فلا ينسى حقه "فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴿٣٧﴾ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٣٨﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾ " . ويجمح التطلع والاستخفاف بأصحابهما فيتساءلون عن الساعة "أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴿٤٢﴾ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَ*اهَا ﴿٤٣﴾ إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ﴿٤٤﴾" . إن علمها عند الله وحده، وما ينفعكم العلم بها إذا لم تستعدوا لها؟ إن الوجود موصول، والموت فاصل خفيف بين الوجودين الأول والأخير، وسنعرف قيمة الدنيا يوم اللقاء " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " .
ص _500
إن الإنسان ـ بالنسبة إلى غيره ـ كائن ضعيف ما يجوز له أن يعمى ويطغى. بل يجب أن يتقى ربه ويتزكى. وإذا كان قد ملك التصرف فى كائنات أخرى، فليسخر هذا التفوق فى شكر الله وأداء حقوقه. وعادت السورة إلى ما بدأت به من حديث عن البعث والجزاء ليجعل الإنسان من حياته الأولى مهادا للحياة الأخرى " فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴿٣٥﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴿٣٦﴾" إن الناس يومئذ رجلان: عبد لشهواته يعيش لإشباعها، وعبد لله يشعر بقيامه ورقابته فلا ينسى حقه "فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴿٣٧﴾ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٣٨﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾ " . ويجمح التطلع والاستخفاف بأصحابهما فيتساءلون عن الساعة "أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴿٤٢﴾ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَ*اهَا ﴿٤٣﴾ إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ﴿٤٤﴾" . إن علمها عند الله وحده، وما ينفعكم العلم بها إذا لم تستعدوا لها؟ إن الوجود موصول، والموت فاصل خفيف بين الوجودين الأول والأخير، وسنعرف قيمة الدنيا يوم اللقاء " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " .
ص _500
مأخوذ من كتاب نحْوَ تفسير مَوْضوعيّ.
الشيخ محمد الغزالي.
الشيخ محمد الغزالي.
تعليق