"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ " المدارات التى تتنقل فيها الكواكب. " وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ". يوم الحساب. " وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ" الله وملائكته ورسله شهود على الناس. "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ" لعنوا وهلكوا. والأخدود شق فى الأرض ملئ بالمواد الملتهبة وألقى المؤمنون به ليحترقوا فيه. وشهداء الحق كثيرون فى تاريخ البشر وقساوة الظلمة ليس لها حدود... وقد عرفت بعض الشهداء فرأيت فى تكوينهم كأنهم خلقوا لهذا المصير، فهم يحتقرون الباطل وأهله ولا يرون حرجا فى افتداء الحق بأرواحهم! سمعت أحدهم يخطب قبل موته يقول: إن فناء فى الحق هو عين البقاء! وجاءنى بعض الشباب من نصف قرن يودعوننى ذاهبين إلى الميدان فى فلسطين، وقد ذهبوا ولم يعودوا. وكانت شجاعتهم حديث الراحل والمقيم!! وقرأت نبأ المرأة المؤمنة التى قادها الزبانية إلى الأخدود، وكان معها ولدها فتقاعست قليلا ـ لعله من أجل ولدها ـ فقال لها ابنها اثبتى فأنت على الحق، فاقتحمت النار!! وقرأت نبأ غلام الراهب الذى أبلى بلاء حسنا فى نشر الإيمان، فحكم عليه بالقتل.
وأرسله الملك المدعى للألوهية مع نفر من أتباعه لينفذوا الحكم.. فعاد إلى الملك يقول له إن ربى أنقذنى من رجالك. فأرسله مع آخرين، فنجا منهم، وتكررت المحاولات وتكرر الفشل! ثم قال الغلام للملك تريد قتلى؟ قال! نعم! قال اجمع أهل المدينة واصلبنى أمامهم وصوب إلى السهم وأنت تقول باسم الله رب الغلام. ثم أطلق السهم! فقتله!! ولكنه قتل معه خرافة الفرعون المتأله.. وعرف الأحمق أنه هدم ألوهيته بنفسه.
قال المؤرخون فشق الأخدود لحرق المؤمنين! " النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ *وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" .
ص _510
وكم من أفراد وجماعات ماتوا فى سبيل الله وكسبوا الدار الآخرة. وقد هدد الله الفتانين من أهل مكة كى يدعوا جرائمهم " إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ".
والجزاء من جنس العمل. ثم ذكرت السورة بعض صفات الجلال والجمال ليخشى من يخشى ويتوب من يتوب. " إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ" . ومع هذا التذكير بصفات الله إشارة موجزة إلى ما فعل بالجبابرة الأقدمين.
إنه أملى لهم قليلا ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر. " وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين" ويلفت النظر هنا وصف الظلمة بأنهم "جنود " "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ* إن الحكم العادى بعيد الفتك، ويكثر البلاء مع الانقلابات العسكرية، التى تغتال الإيمان وأهله ، وينال الدين منها ضر شديد .
ص _511
وكم من أفراد وجماعات ماتوا فى سبيل الله وكسبوا الدار الآخرة. وقد هدد الله الفتانين من أهل مكة كى يدعوا جرائمهم " إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ".
والجزاء من جنس العمل. ثم ذكرت السورة بعض صفات الجلال والجمال ليخشى من يخشى ويتوب من يتوب. " إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ" . ومع هذا التذكير بصفات الله إشارة موجزة إلى ما فعل بالجبابرة الأقدمين.
إنه أملى لهم قليلا ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر. " وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين" ويلفت النظر هنا وصف الظلمة بأنهم "جنود " "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ* إن الحكم العادى بعيد الفتك، ويكثر البلاء مع الانقلابات العسكرية، التى تغتال الإيمان وأهله ، وينال الدين منها ضر شديد .
ص _511
تعليق