يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة يوسف
"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى"
عندما يذكر القرآن حكام مصر القدامى لا يذكرهم إلا بلقب (فرعون) وذلك في حوالي ستين آية كريمة
إلا في سورة واحدة ذكر فيها حاكم مصر بلقب (ملك) وذلك في سورة يوسف
قال تعالى : "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ"
وقوله تعالى: "وقـال الـملك ائتـوني به"
إنها سورة يوسف … لم يذكر فيها لقب فرعون مع أن يوسف عليه السلام عـاش في مصر
وذكرت السورة في ثلاث آيات هي ( 43 و 50 و 54 )
أن حاكم مصر كان لقبه ملكاً وليس فرعوناً فكيف هذا ؟
سؤال
من بعثه الله أولا..موسى أم يوسف ؟؟؟
الإجابة
يوسف قبل موسى كما قال الله
"وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ "غافر 34
وهو خطاب موجه إلى بنى إسرائيل....إذن فيوسف قبل موسى
ينقسم تاريخ مصر إلى الممالك القديمة والممالك الحديثة
فى عصر الممالك القديمة كان يطلق على حاكم مصر لفظ الملك
ولقد كان حاكم مصر (الملك) فى هذا الوقت من أبنائها حتى غزا الهكسوس مصر وتربعوا على عرشها...من عام 1730 إلى عام 1580 ق.م
فى هذه الفترة كان يعيش يوسف عليه السلام...وهذا كله فى المملكة المصرية القديمة
ولذلك عبر القرآن الكريم فقال
"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي"
استمر الهكسوس فى مصر حتى تم إجلائهم عنها على يد أحمس فى 1580 ق.م
وهنا بدأت المملكة المصرية الحديثة التى استعملت لقب (فرعون) فى وصف حاكم مصركتعبير عن الاحترام والتبجيل
وبدأت هذه الفترة من (1530 إلى 1292ق.م.) وهنا بعث نبى الله موسى عليه السلام
إذن فقد عاصر موسى المملكة الجديدة ولذلك وردت الإشارة إلى حاكم مصر في زمنه بكلمة "فرعون"
وهنا قال تعالى
"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا موسَى مَسْحُورًا"
بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً...وقف أمامه المفسرون عاجزين عن حل هذا اللغز
حتى فكك ( شامبليون ) حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر
فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق
فظهرت المعجزة العجيبة.
والله الموفق
تعليق