السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*********************************
قال الله تعالى:
{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا *
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }
(الفرقان: 62،61، تفسير ابن كثير، مجلد 5، صفحة 147)
يقول تعالى
ممجدا نفسه، ومعظما على جميل ما خلق في السماء من البروج -وهي الكواكب العظام،
وقيل: هي قصور في السماء للحرس، والقول الأول أظهر.
اللهم إلا أن يكون الكواكب العظام هي قصور للحرس، فيجتمع القولان، كما قال تعالى:
( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ) (الملك 5)؛
ولهذا قال: ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا )
وهي الشمس المنيرة، التي هي كالسراج في الوجود، كما قال: ( وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) (النبأ 13).
قوله
( وَقَمَرًا مُنِيرًا ) أي مضيئا مشرقا بنور آخر ونوع وفن آخر، غير نور الشمس، كما قال:
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ) (يونس 5)، وقال مخبرا عن نوح، عليه السلام، أنه قال لقومه:
( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) (نوح 15،16).
ثم
قال تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) أي : يخلف كل واحد منهما الآخر، يتعاقبان لا يفتران.
إذا ذهب هذا جاء هذا، وإذا جاء هذا ذهب ذاك ، كما قال:
( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) (إبراهيم 33)،
وقال:
( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ) (الأعراف 54)،
وقال:( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) (يس 40).
وقوله تعالى:
( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )
أي جعلهما يتعاقبان، توقيتا لعبيدة عباده له، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار، ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل.
وقد جاء في الحديث الصحيح:
"إنَّ اللهَ تعالى يَبسطُ يدَهُ بالليلِ ليتوبَ مُسِيءُ النهارِ ، ويبسُطُ يدَهُ بالنَّهارِ ليتوبَ مُسِيءُ الليلِ".
وقال مجاهد، وقتادة ( خِلْفَة ) أي مختلفين، أي هذا بسواده، وهذا بضيائه
م\ن
*********************************
قال الله تعالى:
{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا *
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }
(الفرقان: 62،61، تفسير ابن كثير، مجلد 5، صفحة 147)
يقول تعالى
ممجدا نفسه، ومعظما على جميل ما خلق في السماء من البروج -وهي الكواكب العظام،
وقيل: هي قصور في السماء للحرس، والقول الأول أظهر.
اللهم إلا أن يكون الكواكب العظام هي قصور للحرس، فيجتمع القولان، كما قال تعالى:
( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ) (الملك 5)؛
ولهذا قال: ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا )
وهي الشمس المنيرة، التي هي كالسراج في الوجود، كما قال: ( وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) (النبأ 13).
قوله
( وَقَمَرًا مُنِيرًا ) أي مضيئا مشرقا بنور آخر ونوع وفن آخر، غير نور الشمس، كما قال:
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ) (يونس 5)، وقال مخبرا عن نوح، عليه السلام، أنه قال لقومه:
( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ) (نوح 15،16).
ثم
قال تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) أي : يخلف كل واحد منهما الآخر، يتعاقبان لا يفتران.
إذا ذهب هذا جاء هذا، وإذا جاء هذا ذهب ذاك ، كما قال:
( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) (إبراهيم 33)،
وقال:
( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ) (الأعراف 54)،
وقال:( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) (يس 40).
وقوله تعالى:
( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )
أي جعلهما يتعاقبان، توقيتا لعبيدة عباده له، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار، ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل.
وقد جاء في الحديث الصحيح:
"إنَّ اللهَ تعالى يَبسطُ يدَهُ بالليلِ ليتوبَ مُسِيءُ النهارِ ، ويبسُطُ يدَهُ بالنَّهارِ ليتوبَ مُسِيءُ الليلِ".
وقال مجاهد، وقتادة ( خِلْفَة ) أي مختلفين، أي هذا بسواده، وهذا بضيائه
م\ن
تعليق