يقول الله تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
ويقول سبحانه: (وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ)
ويقول أيضاً: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
وفي موضع آخر يقول سبحانه: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ)
ومن هنا يتضح الفرق بين البلاء والنقمة :
فالبلاء يكون ضرراً ويكون نفعاً وإذا أردت النفع قلت أبليته وفي القرآن
" وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً " ومن الضر بلوته، وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من الصبر به ويكون ذلك إبتداء.
وأما النقمة فلا تكون إلا جزاء وعقوبة وأصلها شدة الانكار تقول نقمت عليه الأمر إذا أنكرته عليه .
وقد تسمى النقمة بلاء والبلاء لا يسمى نقمة إذا كان إبتداء ، والبلاء أيضاً إسم للنعمة وفي كلام الأحنف: البلاء ثم الثناء أي النعمة ثم الشكر.
من كتاب : الفروق اللغوية المؤلف : أبو هلال العسكري
تعليق