هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتاً, أي في الضلالة هالكاً حائراً, فأحياه الله أي أحيا قلبه بالإيمان, وهداه له ووفقه لاتباع رسله يــالله كم كنا في ضلالة وظلمات الجهل والبعد عنك كم كنا لانعرف معنى السعادة كم كنا نتقلب على فراشنا ليلاً ونشعر بضيق لانعرف سببه ونظل حائرين ونشعر بأن الجدران التفت حول اعناقنا وتخنقنا ونشعر بالظلام ليس ظلام الغرفة بل ظلام القلب وفي يوم أشرق القلب بنور الإيمان والخوف من الرحمن فعرفنا معنى السعادة وتلذذنا بالخلوة مع الله يالله كم كنا في غم وضيق وبالقرب منك الحياة تطيب يالله كم كنا تائهين في الدروب واطمئنت قلوبنا بذكر علام الغيوب يالله عجزت عن وصف حال من كان في الضلال ثم عرف الرحمن جل في علاه يالله حياتنا في البعد عنك لم تكن حياة بل كانت ممات لم تكن سعادة بل كانت شقاء كيف يسعد قلب من لم يعرف مولاه وعصاه واتبع هواه كيف يسعد قلب من لم يذكرك ويشكرك وانت صاحب كل نعمة وسامع كل شكوى كيف يسعد قلب من نسي الآخرة الباقية وتمتع بالدنيا الفانية كيف يسعد قلب من باع جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات وأجترح المعاصي والسيئات ورب الكعبة لا يفهم ويستشعر معنى هذه الآية إلا من كان في ظلمات المعاصي فعرف ربه وعاد إليه بقلب نادم معترف مقبل على الطاعات الأخت التي كانت تسير بين الناس وهي ميتة(بعيدة عن الله)وترى هذه تلبس أحدث موديل وهذه تضع العطور وهذه وهذه تتمنى أن تكون مثلها وتسعى لذلك لكـــن عندما تسير بين الناس وهي حية(قريبة من الله) وترى ما كانت ترى قبل ذلك تقــــــــول عذرًا فقد عرفت ربــــي لم يعد ذلك يهمني فما عند ربي خير وأبقى لا يستوي من أطاع ومن عصى فهذا في الدنيا سعيد بمولاه وهذا في الدنيا تعيس يتبع هواه وهذا في الآخرة في ظل عرش الرحمن وهذا في الآخرة في أرض الحشر حيران وهذا برفقه الأنبياء والصالحين في الجنة في انتظار يوم المزيد وهذا برفقة العصاة والغارقين في جهنم وتقول هل من مزيد هذا مزيد وهذا مزيد لكن شتان فأيهم تريد واختم بكلام لابن القيم رحمه الله إذا أشرق القلب بنــور الطـــــاعة أقبلت وفـــود الخيـــرات إليه من كل نــــاحـيـة
فينتقل صــاحبه من طــاعة إلى طــاعة و إذا أظلم القلب بظـلـمـة المـعـصـيـة
أقبلت سحــائب البـــلاء و الـشّـر إليه من كل نــاحية فينتقل صـــاحبه من معـصـيـة
تعليق