{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً* إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً }
(المزمل من الآية 1 : 7)
إنها دعوة من السماء وكلام الكبير المتعال … قم …
قم للأمر العظيم الذي ينتظرك والعبء الثقيل المتهيأ لك ..
قم للجهد والنصب والكد والتعب، قم فقد مضى وقت النوم والراحة … قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد.
وإنها لكلمة عظيمة رهيبة، تنتزعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من دفء الفراش في البيت الهادئ لتدفع به في الخضمِّ بين الزعازع والأنواء، وبين الشد والجذبِّ في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء.... .
قيل لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " قم " فقام وظل قائماً لثلاث وعشرون سنة لم يسترح، ولم يسكن حتى وارى الثرى بجسده الطاهر..
ولم يعش لنفسه ولا لأهله، قام وظل قائماً على دعوة الله، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ، ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض، عبء البشرية كلها، وعبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى.....
حمل عبء الكفاح والجهاد في ميدان الضمير البشري الغارق في أوهام الجاهلية وتصوراتها المثقل بأثقال الأرض وجواذبها، المكبل بحبال الشهوات وأغلالها..
وقام على دعوة الله وعلى المعركة الدائبة في ميادينها المتفرقة في شغف من العيش والدنيا مقبلة عليه وفي جهد وكد والمؤمنون يستروحون من حوله في ظلال الأمن والراحة وفي نصب دائم لا ينقطع، وفي صبر جميل على هذا كله....
إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً ، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير،،،،
فماله والنوم ؟ وماله والراحة ؟ وماله والفراش الدافئ ؟ والعيش الهادئ والمتاع المريح ؟
وقد عرف رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقيقة الأمر وقدره فقال لخديجة ـ رضي الله عنها:
( مضى عهد النوم يا خديجة )،،،،
أجل مضى عهد النوم وما عاد منذ اليوم إلا السَّهر والتعب والجهاد الطويل الشاق....
صلى الله وسلم عليك يا سيدي يارسول الله...
__________________
وضم الاله اسم النبي الى اسمه***اذا قال المؤذن في الخمس أشهد
وشق له من اسمه ليجله***فذو العرش محمود وهذا محمد
وشق له من اسمه ليجله***فذو العرش محمود وهذا محمد
تعليق