السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى فى سوره المائده
( ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
والإكمال هو أن يأتي الشيء على كماله
وكمال الشيء باستيفاء أجزائه
واستيفاء كل جزء للمراد منه
وقد أتم الله استمرار النعمة بتمام المنهج
لقد رضي الحق الإسلام ديناً للمسلمين
ومادام رضي سبحانه الإسلام منهجاً
فإياكم أن يرتفع رأس ليقول
لنستدرك على الله
لأن الله قال: أكملت فلا نقص.
وقال: أتممت فلا زيادة.
وعندما يأتي من يقول
إن التشريع الإسلامي لا يناسب العصر..؟
نرد إن الإسلام يناسب كل عصر
وإياك أن تستدرك على الله
لأنك بمثل هذا القول تريد أن تقول
إن الله قد غفل عن كذا
وأريد أن أصوب لله
وسبحانه قال: أكملت فلا تزيد
وقال: أتممت فلا استدراك
وقال: ورضيت فمن خالف ذلك فقدغلب رضاه على رضا ربه.
إن الخالق سبحانه هو أعلم بخلقه تمام العلم
ويعلم جل وعلا أن الخلق ذو أغيار
وقد تطرأ عليهم ظروف تجعل تطبيق المنهج بحذافيره
عسيراً عليهم أو معتذراً فلا يترك لهم أن يترخصوا هم
بل هو الذي يرخص
فلا يقولن أحد إن هذه مسألة ليست في طاقتنا
فساعة علم الحق أن هناك أمراً
ليس في طاقة المسلم فقد خففه من البداية.
وما دمنا ذوي أغيار
وصاحب الأغيار ينتقل مرة من قوة إلى ضعف
ومن وجود إلى عدم ومن عزة إلى ذلة
لذلك قدر سبحانه أن يكون من المؤمنين
بهذا المنهج الكامل من لا يستطيع القيام لمرض أو مخمصة
فرخص لنا سبحانه وتعالى
{ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
إذن فالحق قد ذكر أن شيئاً من الأغيار
قد يطرأ على النفس البشرية
وما دام استبقاء الحياة يتطلب القوت
والإنسان قد يمر بمخمصة وهي المجاعة
التي تسبب الضمور في البطن
هنا يرخص الحق للجائع في مخمصة
أن يأكل الميتة أو ما في حكمها
بس بشرط الاضطرار لاستبقاء الحياة
فلا يقول واحد على سبيل المثال
أنا مضطر أن أتعامل مع البنك بالربا
لأني أريد أن أتاجر في مائة ألف جنيه
وليس معي إلا ألف جنيه
وهذا ما هو حادث في كل الناس
هنا أقول: لا عليك بالتجارة في الألف التي تملكها
ولا تقل أنا مضطر للتعامل في الربا.
فالمضطر هو الذي يعيش في مجاعة
وإن لم يفعل ذلك يموت أو يموت من يعول
وقد رخص الشرع للإنسان الذي لا يملك مالاً
أن يقترض من المرابي
إن لم يجد من يقرضه ليشتري دواء أو طعاماً
أو شيئا يضطر إليه لنفسه أو لمن يعول
والإثم هنا يكون على المرابي
لا على المقترض لأنه مضطر.
ولذلك قال الحق
{ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ }
أي أنه كاره للإثم وإن ذهب إليه.
ولذلك يباح للمضطر على قدر الضرورة
لدرجة أن رجال الشريعة قالوا
إن على الإنسان المضطر
ألا يأكل من الميتة أو ما في حكمها بالقدر الذي يشبع
بل يأخذ أقل الطعام الذي يمسك عليه
رمقه ويبقى حياته فقط.
فإذا كان يسير في الصحراء
فعليه ألا يأخذ من الميتة أو ما في حكمها
إلاَّ قدراً يسيراً لأنه لا يجد شيئاً يتقوت به.
إذن فمعنى اضطر في مخمصة
شرط أن يكون غير متجانف لإثم
أي لا يكون مائلاً إلى الإثم فرحا به
فعليه ألا يأخذ إلا على قدر الضرورة
ومادام على قدر الضرورة
فهو لن يحمل معه من هذه الأشياء المحرمة
إلا ما يقيم أوده ويمسك روحه.
والمضطر هو من فقد الأسباب البشرية.
وسبحانه وتعالى قد بسط أسبابه في الكون
ومد بها يديه إلى خلقه
وأمر الأسباب
استجيبي لهم مؤمنين كانوا أو كافرين
فالذي يزرع ويحسن الزراعة والري والبذر والحرث فالله يعطيه
والذي يتقن عمله كتاجر
تتسع تجارته وتزيد أرباحه
{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا }
[الشورى: 20]
إن عطاء الأسباب هو عطاء الربوبية
والمضطر هو من فقد أسبابه
ولذلك فالحق يجيب المضطر إذا دعاه.
وقد يقول قائل: إنني أدعو الله ولا يجيبني.
ونقول: إنك غير مضطر لأنك تدعو
على سبيل المثال
بأن تسكن في قصر بدلاً من الشقة التي تسكنها
وأنت تدعو بأن يعطيك الله سيارة فارهة
وأنت تملك وسيلة مواصلات عادية.
فالمضطر إذن هو الذي فقد الأسباب ومقومات الحياة.
{ أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ }
[النمل: 62]
وقد ضربنا من قبل المثل ولله المثل الأعلى
بتاجر يستورد بضائع تصله من الخارج في صناديق ثقيلة
تحملها السيارات الضخمة
ويقوم أحد العمال أمامه بحمل صندوق ضخم
فغلب الصندوقُ العامل
وهنا يقفز التاجر ليسند العامل
وهذه هي المساندة في المجال البشري
إذن فلا يرد واحد أسبابَ الله من يده
ويقول من بعد ذلك يارب أعني
لأن الله في تلك اللحظة يوضح للعبد
إن عندك أسبابي ومادامت أسبابي موجودة
فلا تطلب من ذاتي إلا بعد أن تنفذ أسبابي من عندك
لذلك يباح للمضطر أن يأخذ القدر الذي يرد به السوء عن نفسه.
{ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
ومادام سبحانه قد رخص لنا ذلك
فما الداعي أن يذيل الآية بمغفرته ورحمته؟
ولنفهم أن الإنسان يأخذ الغفر مرة
على أنه ستر العقاب عنه
وقد يكون الغفر سترَ الذنب عن العبد
لأن الله رحيم
وهذا ما يشرح لنا ما قاله الحق لرسوله
{ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ }
[الفتح: 2]
فسبحانه يغفر بستر العقاب
ويقدم الغفر لستر الذنب فلا يفارقه الإنسان
والى لقاء اخر ودرس جديد باذن الله
يقول الله تعالى فى سوره المائده
( ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
والإكمال هو أن يأتي الشيء على كماله
وكمال الشيء باستيفاء أجزائه
واستيفاء كل جزء للمراد منه
وقد أتم الله استمرار النعمة بتمام المنهج
لقد رضي الحق الإسلام ديناً للمسلمين
ومادام رضي سبحانه الإسلام منهجاً
فإياكم أن يرتفع رأس ليقول
لنستدرك على الله
لأن الله قال: أكملت فلا نقص.
وقال: أتممت فلا زيادة.
وعندما يأتي من يقول
إن التشريع الإسلامي لا يناسب العصر..؟
نرد إن الإسلام يناسب كل عصر
وإياك أن تستدرك على الله
لأنك بمثل هذا القول تريد أن تقول
إن الله قد غفل عن كذا
وأريد أن أصوب لله
وسبحانه قال: أكملت فلا تزيد
وقال: أتممت فلا استدراك
وقال: ورضيت فمن خالف ذلك فقدغلب رضاه على رضا ربه.
إن الخالق سبحانه هو أعلم بخلقه تمام العلم
ويعلم جل وعلا أن الخلق ذو أغيار
وقد تطرأ عليهم ظروف تجعل تطبيق المنهج بحذافيره
عسيراً عليهم أو معتذراً فلا يترك لهم أن يترخصوا هم
بل هو الذي يرخص
فلا يقولن أحد إن هذه مسألة ليست في طاقتنا
فساعة علم الحق أن هناك أمراً
ليس في طاقة المسلم فقد خففه من البداية.
وما دمنا ذوي أغيار
وصاحب الأغيار ينتقل مرة من قوة إلى ضعف
ومن وجود إلى عدم ومن عزة إلى ذلة
لذلك قدر سبحانه أن يكون من المؤمنين
بهذا المنهج الكامل من لا يستطيع القيام لمرض أو مخمصة
فرخص لنا سبحانه وتعالى
{ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
إذن فالحق قد ذكر أن شيئاً من الأغيار
قد يطرأ على النفس البشرية
وما دام استبقاء الحياة يتطلب القوت
والإنسان قد يمر بمخمصة وهي المجاعة
التي تسبب الضمور في البطن
هنا يرخص الحق للجائع في مخمصة
أن يأكل الميتة أو ما في حكمها
بس بشرط الاضطرار لاستبقاء الحياة
فلا يقول واحد على سبيل المثال
أنا مضطر أن أتعامل مع البنك بالربا
لأني أريد أن أتاجر في مائة ألف جنيه
وليس معي إلا ألف جنيه
وهذا ما هو حادث في كل الناس
هنا أقول: لا عليك بالتجارة في الألف التي تملكها
ولا تقل أنا مضطر للتعامل في الربا.
فالمضطر هو الذي يعيش في مجاعة
وإن لم يفعل ذلك يموت أو يموت من يعول
وقد رخص الشرع للإنسان الذي لا يملك مالاً
أن يقترض من المرابي
إن لم يجد من يقرضه ليشتري دواء أو طعاماً
أو شيئا يضطر إليه لنفسه أو لمن يعول
والإثم هنا يكون على المرابي
لا على المقترض لأنه مضطر.
ولذلك قال الحق
{ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ }
أي أنه كاره للإثم وإن ذهب إليه.
ولذلك يباح للمضطر على قدر الضرورة
لدرجة أن رجال الشريعة قالوا
إن على الإنسان المضطر
ألا يأكل من الميتة أو ما في حكمها بالقدر الذي يشبع
بل يأخذ أقل الطعام الذي يمسك عليه
رمقه ويبقى حياته فقط.
فإذا كان يسير في الصحراء
فعليه ألا يأخذ من الميتة أو ما في حكمها
إلاَّ قدراً يسيراً لأنه لا يجد شيئاً يتقوت به.
إذن فمعنى اضطر في مخمصة
شرط أن يكون غير متجانف لإثم
أي لا يكون مائلاً إلى الإثم فرحا به
فعليه ألا يأخذ إلا على قدر الضرورة
ومادام على قدر الضرورة
فهو لن يحمل معه من هذه الأشياء المحرمة
إلا ما يقيم أوده ويمسك روحه.
والمضطر هو من فقد الأسباب البشرية.
وسبحانه وتعالى قد بسط أسبابه في الكون
ومد بها يديه إلى خلقه
وأمر الأسباب
استجيبي لهم مؤمنين كانوا أو كافرين
فالذي يزرع ويحسن الزراعة والري والبذر والحرث فالله يعطيه
والذي يتقن عمله كتاجر
تتسع تجارته وتزيد أرباحه
{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا }
[الشورى: 20]
إن عطاء الأسباب هو عطاء الربوبية
والمضطر هو من فقد أسبابه
ولذلك فالحق يجيب المضطر إذا دعاه.
وقد يقول قائل: إنني أدعو الله ولا يجيبني.
ونقول: إنك غير مضطر لأنك تدعو
على سبيل المثال
بأن تسكن في قصر بدلاً من الشقة التي تسكنها
وأنت تدعو بأن يعطيك الله سيارة فارهة
وأنت تملك وسيلة مواصلات عادية.
فالمضطر إذن هو الذي فقد الأسباب ومقومات الحياة.
{ أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ }
[النمل: 62]
وقد ضربنا من قبل المثل ولله المثل الأعلى
بتاجر يستورد بضائع تصله من الخارج في صناديق ثقيلة
تحملها السيارات الضخمة
ويقوم أحد العمال أمامه بحمل صندوق ضخم
فغلب الصندوقُ العامل
وهنا يقفز التاجر ليسند العامل
وهذه هي المساندة في المجال البشري
إذن فلا يرد واحد أسبابَ الله من يده
ويقول من بعد ذلك يارب أعني
لأن الله في تلك اللحظة يوضح للعبد
إن عندك أسبابي ومادامت أسبابي موجودة
فلا تطلب من ذاتي إلا بعد أن تنفذ أسبابي من عندك
لذلك يباح للمضطر أن يأخذ القدر الذي يرد به السوء عن نفسه.
{ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
ومادام سبحانه قد رخص لنا ذلك
فما الداعي أن يذيل الآية بمغفرته ورحمته؟
ولنفهم أن الإنسان يأخذ الغفر مرة
على أنه ستر العقاب عنه
وقد يكون الغفر سترَ الذنب عن العبد
لأن الله رحيم
وهذا ما يشرح لنا ما قاله الحق لرسوله
{ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ }
[الفتح: 2]
فسبحانه يغفر بستر العقاب
ويقدم الغفر لستر الذنب فلا يفارقه الإنسان
والى لقاء اخر ودرس جديد باذن الله
تعليق