إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

    بارك الله فيك اخى فى الله على جهدك الطيب
    وجعله الله فى ميزان حسناتك
    متابع ان شاء الله






    تعليق


    • #17
      رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

      جزاكم الله خيرا و نفع بكم و جعله في ميزان حسناتكم


      اللهم اجعلنا من أهل القران

      تعليق


      • #18
        رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

        وجـــزاكم الله بمثله

        شكرا على مروركم الطيب

        تعليق


        • #19
          رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

          جزاكم الله خيرا و نفع بكم و جعله في ميزان حسناتكم
          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

          تعليق


          • #20
            رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

            سورة البقرة: الآيات (34-39)



            وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)

            { وَإِذْ قُلْنَا } اذكر وقت قولنا، لنفس القول لا لنفس الوقت، وهكذا في القرآن كله، اللفظ ذكر الوقت، والمراد ذكر ما فيه أو اذكر الحادث، إذ قلنا كذا، أو اذكر وقت قلنا، أو أطاعوا إذ قلنا { لِلْمَلَٰئِكَةِ } كلهم، كما قال فسجد الملائكة كلهم أجمعون.

            وتخصيص الآية بالمأمورين بالنزول إلى قتال الجن في الأرض خروج عن الظاهر بلا دليل، وكذا في لأعراف، والحجر، والإسراء والكهف، وطه، وص، وذلك سبع سور ذكر فيها، { وإذ قلنا للملائكة } تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء عن إيذاء قومه له، كما أن أولهم آدم في محنة عظيمة للخلق، أي لا نطمع يا محمد أن يتفق الناس على الإيمان بك، إذ لم يتفق من آمن وعبدالله آلاف السنين، وشاهد ما لم يشاهد الناس، إذ خرج عنهم إبليس وكفر فكيف قومك وسائر الناس { اسْجُدُوا } لي { لآِدَمَ } قبل رفعه من الأرض للسماء، أي إلى جهة آدم، إعظاماً له، كالكعبة، وسبباً لوجود السجود، وذلك سجود على السماء والأرض، وما شاء الله، كسجود الصلاة، وهو لله عز وجل، أو المراد بالسجود مطلق الخضوع، أو مع انحناء، دون سجود الصلاة، وهو لآدم ونسخ وإبليس يحسده على الانقياد له، وعلى جعله قبلة، وعلى كل خير حتى الجعل له سببا.

            ونافق من جعل السجود كسجود الصلاة، وأنه لآدم تحقيقاً، ولو كان عبادة لله، لأن السجود كذلك عبادة يختص به الله في كل زمان، وفي جعله قبلة تعظيم حق المعلم على من يتعلم { فَسَجَدُوا } كلهم أجمعون، أهل السماء وأهل الأرض منهم، كل سجد حيث هو شرع في السجود أولا جبريل، فميكائيل، فإسرافيل فعزرائيل، فالملائكة المقربون، وقيل أولهم إسرافيل، وذلك يوم الجمعة من وقت الزوال إلى العصر، ويقال بقوا في السجود مائة سنة، ويقال خمسمائة، وهذه الأقوال في قول تفسير السجود كسجود الصلاة في قول تفسيره بالانحناء.

            { إِلاَّ إِبْلِيسَ } بمنع الصرف للعلمية والعجمة، وعلى أنه عربي من معنى الإياس من الخير أو الإبعاد عنه، فللعلمية، وكونه لا نظير له في الأسماء، وبرده وجود وزن العلم واسم الجنس كاف في انتقاء المنع لوزنه، أبا الجن على الصحيح أو مولود منهم الاستثناء منقطع، وفيه مناسبة للاتصال، إذ عبد لله مع الملائكة، وكان فيهم، كواحد منهم.

            حتى أنه قيل: كان خازن الجنة أربعين ألف سنة، بعبدالله، ومع الملائكة ثمانين ألف سنة، ووعظ الملائكة عشرين ألف سنة، وساد الكروبيين ثلاثين ألف سنة، الروحانيين ألف سنة وطاف حول العرش أربعة عشر ألف سنة، وجاهد في الأرض أربعين ألف سنة، ولم يترك موضعاً في الجنة إلا سجد فيه، وأحبط الله عمله كله بترك السجود لآدم، وكفره شرك، لأنه أمر معينا فخالف مواجهة، فلا يختص كفره بمذهب الخوارج، وعصيانه دليل على أنه ليس ملكا، وكذا كونه من نار، وقوله: { كان من الجن ففسق عن أمر ربه }.

            ودعوى أن من الملائكة من ليس معصوماً تكلف لا دليل له، وكون نوع من الملائكة غير معصوم لا يوجب أنه من ذلك الجن، فلعله من جن الشياطين المشهورين بهذا، وقد جعل الله كونه من الجن سببا لفسقه، وكونه ملكا سلخ عن الملكية فعصى دعوى، وهو مغمور في الملائكة بإبهام أنه منهم لا بالاحتقار فلا ينافي رياسته.

            { أَبَى } امتنع من السجود { وَاسْتَكْبَرَ } الاستفعال هنا للمبالغة، أي تقرر فيه كبر عظيم، وهو أصل الإباء أو مع الأنفة إلا أنه قدم الإباء، لأنه مما يظهر، والاستكبار قلبي إنما يظهر بأثره، وذكرا جميعا لبيان أن إباءه لا يزول، لأنه لكبر راسخ فيه { وَكَانَ مِنَ الْكَـٰفِرِينَ } في علم الله تعالى وقضائه الأزلي، أو من الكافرين الذين في الأرض قبل خلق آدم من الجن، وفي اللوح المحفوظ، أو كان كافراً لترك السجود طبق شقوته الأزلية.

            والآية دليل على أن الأمر للوجوب، إذ قطع عذره بمخالفة قوله اسجدوا دون أن يقول أوجبت عليكم أو نحو ذلك، وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بذكر وقت قوله، لآدم اسكن. . إلخ، إذ قال:

            { وَقُلْنَا يَٰئَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } لم يقل اسكنا لأنه المقصود بالذات، وهي تبع له في جميع الأحكام، والأمور والأمر لهما أمر وجوب كما هو الظاهر، وكما هو الأصل، لا أمر إباحة، وهي جنة بين فارس وكرمان، أو في عدن، أو فلسطين، والصحيح أنها دار السعداء، وقيل جنة في السماء أن يذكر الله عز وجل الرفع إليها، وأن ذكره أولى، وأيضاً قال اهبطوا، والأصل في الهبوط النزول من عال. ولو يطلق على الخروج من موضع ودخوله.

            حملته الملائكة من الدنيا، أو من باب الجنة على القول بأنه خلق عند بابها من تراب من الأرض، وأدخلوه الجنة، وقال له الله جل وعلا، اسكنها أنت وزوجك حواء.

            ولا يمنع مانع من دخول إبليس مسارقة، أو في فم الحية، كما كان يدخل السماوات وليس تكليف آدم بالترك للمأكل من الشجرة، ولغو إبليس وكذبهما عصيانا فيها كعصيانه أولا وكأكل آدم من الشجرة فلا ينافى ذلك قوله تعالى:

            { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً }[الواقعة: 25] وأيضاً هذه الآية لأهلها الداخلين فيها للجزاء الذي لا يشوبه شيء، وقد قيل: وسوس إليهما من باب الجنة، وبعد أن استقر فيها خلق الله زوجه حواء من ضلعه القصرى اليسرى، وهو نائم، ولم يحس ألما، فيقال، لو أحس الألم كان الرجل لا يعطف على المرأة، وخلق الله في موضع الضلع لحما، وذلك النوم ألقاه الله عليه إذ لا تعب فيها، أو من تعب فكر أو بدن في أمر قضاه الله عز وجل لأنه دخلها غير جزاء له، ومن دخلها غير جزاء له جاز له عليه فيها ما يجوز عليه في غيرها، مما شاء الله من نوم وتعب وحزن وخروج، وإذا دخلها بعد ذلك جزاء لم يجز عليه ذلك، وبسطت عدد الأضلاع واختلاف القول فيها في وفاء الضمانة بأداء الأمانة، ومنها ما قيل أضلاع اليسرى سبعة عشر واليمنى ثمانية عشر.

            { وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً } أكل رغد أو أكلا رغَدا، ونفس الرغد مبالغة وهو الوسع { حَيْثُ شِئْتُمَا } من حيث شئتما من أشجارها، وفي موضع من مواضعها مع سعتها فلا داعي لكما إلى تناول شجرة واحدة غير متعددة أنهاكم عنها { وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } الوحدة، شجرة الحنطة، أو العنب، أو النخلة، أو الحمص، الأترجة، أو التين، أو الحنظل حلوة فيها، أو الكافور، وتطلق الشجرة ولو على ما ليس له ساق كقوله تعالى { شَجَرَةً مِّنْ يَقْطِينٍ }[الصافات: 146] أو غير ذلك.

            والأصل ولا تأكلا من هذه الشجرة، إلا أنه نهى عن القرب مبالغة، وأيضاً الأكل منها مسبب، أو أراد حقيقة القرب لأن القرب إليهما يؤملهما فيها لاطلاعهما على شأنها مع وسوسة الشيطان { فَتَكُونَا } يقول، لا تقربا فلا تكونا، فهو مجزوم على العطف، أو لا يكن منكما قرب هذه الشجرة، فكونكما، فهو منصوب في جواب النفي { مِنَ الظَّٰلِمِينَ } المضرين لأنفسهم، أو الواضعين الشيء في غير موضعه، أو الناقصين لحظهم وحظ الحق.

            فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)

            { فَأَزَلَّهُمَا } أخرجهما إخراجا شبيها بالإزلال، أي بالإزلاق، فذلك استعارة أصلية اشتق منها تبعية في أزل، أو حملهما على الزلة وهي الذنب، وهو راجع إلى ذلك لأنه شبه الذنب بالزلق،

            { الشَّيْطَٰنُ } إبليس، بقوله، هل أدلك على شجرة الخلد.. إلخ وقوله: { مَا نَهَٰكُمَا رَبُّكما.. }[الأعراف: 20] إلخ، ومقاسمته لهما بعد إخراجه من الجنة لإبائه وتكبره، اتصلت إليهما وسوسته من حيث هو من الدنيا، أو من سماء، لخلق الله عز وجل له قوة ذلك، أو ذهبا في الجنة تمتعا حتى وصلا بابها، فأسمعهما من خارج الباب، أو دخل الجنة متصورا في صورة دابة من دواب الجنة ولم تعرفه الملائكة أو دخل في فم الحية فمنه سمها، وكانت بقوائم على طولها من أحسن الدواب، فعوقبت بسلب القوائم، وقيل تسورت على الحائط، وقيل وقف طاووس على الجدار. فذهب إليه آدم وحواء فوسوس منهما إليه، وقد جاز إلى قرب الحائط، وقيل وسوس إليهما من وراء الجدار.

            { عَنْهَا } أي عن الجنة، أو أزلهما عن الجنة عنها، أي بالشجرة، إذ أمرهما بالأكل منها { فَأَخْرَجَهُمَا } أي الشيطان بسبب الأكل الذي وسوس به، أسند الإخراج إلى السبب،

            { مِمَّا كَانَا فِيهِ } من النعم واللباس والجنة، وهذا في ضمن لإخراج المذكور بقوله أزلهما، كرره تفصيلا وزيادة زجر لغيرهما، وطاعة آدم وحواء نسيانا لنهى الله عز وجل، أو توهما من أول الأمر أن النهي للتنزيه من أمر سهل، يتحملانه من الأكل ولا يضرهما أو توهما التنزيه أو النسخ من قوله ما نهاكما وقوله، هل أدلك، ودعوه النصح مع القسم احتراماً لحق الله أن يكذب عنه، ويخالف وعد ذلك دنيا في حقهما لعلو مرتبتهما وعظم النعمة عليهما، فلا يردد أن الأنبياء لا يعصون قبل النبوة ولو صغيرة، ولا يستحضر في قصة آدم ما يقال حسنات الأبرار سيئات المقربين، إذ لم يفعل آدم شيئاً مما عوتب عليه يدعيه حسنة بل يستحضر أنه يعد في حق على الرتبة ذنبا ما ليس ذنبا في حق غيره.

            { وَقُلْنَا اهْبِطُوا } أنت وحواء، عبر عنهما بصيغة الجمع، كما قال اهبطوا منها جميعاً إلى الأرض، أنتما ومن فيكما من الذرية، وفيه خطاب المعدوم.

            أو أنتما وإبليس والحية، قيل والطاووس فنزل آدم بسرنديب من الهند على جبل يسمى نود، أو حواء بجدة بضم الجيم في مدة أربعين عاما فيما قيل، والله قادر على أقل كما ينزل جبريل وغيره في لحظة، وإبليس بأصبهان، والطاووس بالشام، أنتما لأكلكما من الشجرة. وإبليس لإبائه، والحية لحملها إبليس، والطاووس لإبلاغ أمر إبليس إليهما، وليس قولا بمرة، بل أهبط إبليس، ثم الحية، فالطاووس، ثم آدم وحواء، وللحية والطاووس في الجنة عقل، فعوقبا بالإخراج أو ليس عقابا.

            { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } يطلق على الواحد فصاعدا، لأنه بوزن المصدر، كالقبول كما أنه يطلق فعيل الوصف كذلك لشبهه بالمصدر كالدبيب، والصرير، وذلك مجموع لا جميع فإن العداوة بين آدم وحواء فريقا، وبين إبليس والحية فريقا لا بين آدم وحواء، ولا بين إبليس والحية، ولا بينهم وبين الطاووس، وقيل الخطاب للذرية في ضمن أبويهما، آدم وحواء، وذلك ظلم بعض لبعض { وَلَكُمْ في الأَرْضِ } متعلق بلكم لنيابته عن ثبت أو ثابت { مُّسْتَقَرٌّ } استقرار أو موضعه، والأول أولى، وليس المراد الموضع الذي نزلوا فيه { وَمَتَٰعٌ } تمتع أو ما يتمتع به { إِلَى حِينٍ } آخر أعماركم، وقيل قيام الساعة، لأن المراد هم وذرياتهم تنازعه مستقر ومتاع.

            فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)

            { فَتَلَقَّى ءَادَمُ } وحواء لقوله تعالى: قالا ربنا... الخ { مِنْ رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ } دعوا بهن ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، على الأصح، وقيل، سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، لا إله إلا أنت، ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

            وأخرج الحاكم في المستدرك عنه صلى الله عليه وسلم من طريق ابن عباس أنه قال، " يا رب ألم تخلقني بيدك، قال بلى، قال: يا رب ألم تنفخ في الروح من روحك، قال: بل، قال: يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك، قال: بلى، قال يا رب ألم تسكني جنتك، قال: بلى، قال: يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة، قال: نعم " .

            وتلقي الكلمات: التوجه إليهن بقبولهن، والدعاء بهن، إذ ألهمهم الرحمن الرحيم إياهن، وقيل: هن توسله بمحمد صلى الله عليه وسلم حين رآه مكتوباً على ساق العرش، وقد علمه الله الكتابة { فَتَابَ عَلَيْهِ } رجع إليه بعد الإعراض عنه.

            وولايته وعداوته لا تنقلبان لكنه شبه كراهته أكلهما بالإعراض ورضاه بندمهما بالرجوع، والله ينزه عن الجهات والأمكنة التنقل، أو قبل توبته أو وفقه للتوبة، وهكذا توبة الله حيث ذكرت وبعد ما تاب الله عليه بقى ثلثمائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل { إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ } كثير الرجوع وعظيمه على عباده بالإنعام وقبول التوبة { الرَّحِيمُ } للمعاصي والمطيع، إلا من أصر من العصاة فله في الدنيا فقط.

            ولا يقال: الله تائب لعدم وروده في القرآن بالإجماع، وأسماء الله توقيفية، وقيل تقاس فيما ورد فيه لفظ الفعل أو غيره مسنداً، فنقول الله تائب على عباده، لورود تاب عليه وتاب عليهم، وباني السماء وداحي الأرض.

            واعلم أن لفظ الشرك حرام باتفاق الأمة ولو لم ينو به الشرك إلا حكاية أو اضطرار لأنه موهم، وذلك من الإلحاد في أسمائه كما قال بعض العلماء: إن الله حكم بشرك من قال عزير بن الله، أو قال المسيح بن الله، ولو لم ينو حقيقة البنوة، وذلك بناء منهم على أن لفظ الإشراك شرك. ولم لم ينو، كما أن نيته شرك بلا لفظ أو مع لفظ، حتى إن من العلماء من لا يجيز للمضطر أن يلفظ بشرك ولو اطمأن قلبه بالإيمان، إلا بتأويل لفظه، أو بمعرضه، أو إسرار شيء يخالفه وينقضه، أو عناية ما مما ينقض اللفظ زيادة على اطمئنان قلبه، وإنما منعوا ما يوهم الشرك ولم لم يقصد، حسما لمادة الشرك، كما نص عليه بعض محشي البيضاوي.

            وقد اختلفوا في أسماء الله أتوقيفية أم قياسية فيما ورد فيه معنى المادة بشرط الإفاضة على الكيفية الواردة، مثل أن يقال فارش الأرض، وداحي الأرض، لقوله تعالى { وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا }[الذاريات: 48]،{ والأرض بعد ذلك دَحَٰهَآ }[النازعات: 30]، واتفقوا أنه لا يجوز تسميته بما يوهم شركا أو نقصاً ولو مجازاً بقرينة واضحة وعلاقة، مثل أن يقال: لله باب، فإنه لا يجوز إجماعاً من الأمة مع أن قائله لم يقصد حقيقة النبوة، وإنما اختلفوا، هل يشرك من لم يقصد حقيقة النبوة والأبوة، فقيل يشرك، وقيل لا، وأما أن يقول قائل بجواز أن يقال لله باب فلا، بل اتفقوا أنه لا يجوز أن يقال ذلك، ولو بلا قصد لحقيقة البنوة والأبوة.

            واتفقوا أنه لا يجوز أن يترك إنسان بقوله وقد قال بعض في برابرة المغرب:

            إذا كنت في الفِرْدَوْسِ جَار الْبَرْبَرِ ... فَيَلْزمُكَ الرَّحيل مِنهَا إِلَى سَقَرْ
            يَقُولُونَ لِلرَّحْمَنِ بَابٌ بِجَهْلِهِمْ ....... وَمَنْ قَالَ لِلرَّحْمَنِ بَابٌ فَقَدْ كَفَرْ

            وقد أصاب في قوله كفر إن أراد أنه تلفظ الشرك، وإن أراد أنه أشرك ولو لم يقصد الشرك فهو قول للعلماء كما رأيت، وهو ضعيف، وأخطأ في قوله: إذا كنت في الفردوس.... البيت.

            وأجابه بعض المغاربة بقوله:

            كَفَى بِكَ جَهْلا أَنْ نحن إِلَى سَقَرْ ... بَدِيلاً مِنَ الْفِرْدَوْسِ في خَيْر مُسْتَقَرّ
            فَإِنَّ أبَا ألإنسانِ يَدْعُونَ أنه ................ كَفِيلٌ وَقِيمٌ رَحِيمٌ بِهِ وَبَرّ
            وَمَنْ قَال للرَّحْمَنِ بَابٌ وقدْ عنى ..... بِهِ ذَلِكَ المعْنَى مَجَازاً فما كَفَرْ

            وهذا المجيب أصاب وجرى على الواضح، إلا أنه إن أرد أنه يجوز إبقاء البربري أو غيره على ذلك القول لعنايته الرحمة فقد أخطأ، فينبغي أن يفصح بأنه لم يشرك، وأنه لا يجوز له قول ذلك، ولا يجوز إبقاؤه بلا نهي عن ذلك.

            قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)

            { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً } أي من الجنة، وهذا يقوى، رجوع الضمير في منها إلى الجنة، وكرر قول اهبطوا لأن الأول مذكور برسم العقاب بالهبوط وفوت نعيم الجنة التي لا أجل لها، ومضار الهبوط من العداوة إلى دار مؤجلة، وبرسم التوبة، والثاني مذكور على رسم التكليف كما قال { فَإِمَّا } إلخ إن ماء، وما تأكيد لعموم الإتيان وهذا يقوى أن الخطاب للذرية في الأول أيضاً، لأن الحية والطاووس لا تكليف عليهما، وقد يقال الأول لهما ولآدم وحواء وإبليس، والثاني للذرية، أو ذكره أولا بليّة، وثانيا نعمة، إذا رتب عليه التكليف المؤدى إلى الرجوع إلى الجنة مع ما لا يحصى من ولده، كما روي أنه رق قلب جبريل على آدم وحواء فأوحى الله إليه، دعهما، فإنهما سيعودان إليها مع ما لا يحصى من ذريتهما، ويخلدون أبدا.

            وقد يقال كلا الخطابين كل لا كلية، وقد يقال هبوطان، الأول إلى السماء الدنيا، وخص السماء الدنيا لقربها من الأرض، ولا ضعف قولنا: اهبطوا إلى السماء الدنيا مقدرين الاستقرار والتمتع في الأرض، والثاني إلى الأرض.

            { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم } في الأرض { مِّنِّ هُدًى } وحي أو رسول، مقتضى الظاهر، فإذا أتاكم منى هدى لتحقق الإتيان، لكان لما كان بعث الأنبياء والوحي إليهم من الجائز لا الواجب، ولا واجب على الله عز وجل، ذكر بصيغة الشك المعتبرة المخاطبة، لأن العقل لا يوجبه، ولو كانت الحكمة أن لا يهمل العاقل، وفي صفة الشك أيضاً تدريج، وفيه تخفيف، أو لتنزيل العالم منزلة الجاهل الشاك إذا لم يجز على مقتضى علمه { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ } مقتضى الظاهر، فمن تبعه، لكن أظهر وأضاف للياء تعظيما، وقيل لأنه لعموم ما يعقل بالاستدلال.

            واتباع الهدى: الإيمان والعمل والتقوى، ومن آمن ومات، أو تاب ومات قبل وجوب الواجبات فهو من هذا القسم، ومن أصر ففي النار، ولم يذكر في هذه الآية إلا بمفهوم الشرط إذ شرط باتباع الهدى { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } والجملة جواب، وقيل محذوف، أي فاتبعوه في آخر موتهم، ولا في القبر ولا عند البعث، ويصيبهم الخوف في الدنيا من مضارها ومن سوء الخاتمة ومن العقاب وفي بعض مواطن الموقف { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } في الآخرة من ترك الإيمان والتقوى، إذ لم يتركوها فاستحقوا الجنة.

            والخوف غم لتوقع مكروه، والحزن غم لفوت مهم، ويجب التحفظ عن المعاصي قال بعض:

            يا ناظِراً يَرْنُو بِعَيْنِي رَاقِدِ ................ وَمُشَاهِدٍ للأَمْرِ غير مُشاهِدِ
            مَنَّيتَ نفسكَ ضلّةً وَأَبَحْتَها ............ طُرْقَ الرجاءِ وَهُنَّ غيْرُ قواصد
            تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلَى الذُّنوب وترتجي ...... دَرَجَ الْجِنَانِ بها وفَوزَ الْعَابِدِ
            ونَسيتَ أن اللهَ أخْرَجَ آدماً ................ مِنْها إلى الدُّنْيا بذنْبٍ واحدٍ

            وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)

            { وَالَّذِينَ كَفَرُوا } في قلوبهم أي بها بآياتنا { وَكَذَّبُوا بِآيَٰتِنَا } في ألسنتهم، وهي القرآن وسائر كتب الله العظيم، وهي آيات أي علامات على وجود الله، وكمال قدرته وصدق الأنبياء، ويدخل في الأول من أنكر الله.

            و سميت الآية لأنها علامة على معناها، أو لأنها جماعة حروف وكلمات، خرج القوم بآياتهم أي بجماعتهم، أو لأنها علامة على الانقطاع عما قبلها وعما بعدها، باعتبار والتمام لا باعتبار المعنى، لأن المعنى كثيراً ما يتم بآيتين أو آيات، أو لأنه يتعجب من إعجازها يقال فلان آية من الآيات.

            { أُولَٰئِكَ أَصْحَٰبُ النَّارِ } ملابسوها { هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } لا تفنى ولا يفنون، ولا يخرجون، خاطب الله مشركي العرب ومنافقتهم، وقد يكون الخطاب على عموم الناس.

            تعليق


            • #21
              رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

              ما شاء الله بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
              أسأل الله تعالى أن يعفو عني ويغفر لي ولجميع المسلمين
              أرجو من الجميع أن يسامحني على تقصيري في المراقبة على قسم التجويد

              تعليق


              • #22
                رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                المشاركة الأصلية بواسطة شيرين ياسين مشاهدة المشاركة
                ما شاء الله بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
                وبارك فيكم وجـــزاكم بمثله

                تعليق


                • #23
                  رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                  سورة البقرة: الآيات (40-48)



                  يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)

                  ثم خاطب اليهود خصوصاً فقال: { يَٰبَنِي إِسْرَاءِيلَ } عبد الله يعقوب، واللفظان عبريان، أو أسر القوة أي قوة الله، أو أسرى ليلا مهاجراً إلى الله، أو أسر جنيّاً لوجه الله كان يطفئ سراج بيت المقدس، وعلى الثلاثة إبل لفظ عبري، معناه الله، وما قبله عربي.

                  كما قيل في تلمسان تلم بمعنى تجمع، عربي، وسان اثنان بلغة البربر، أي جمعت حسن البر والبحر أو اتفقت اللغتان العربية والعبرية، وقيل إسر صفوة، أو إنسان، أو مهاجر والمراد بنو إسرائيل الموجودون حال نزول الآية { اذْكُرُوا نِعْمَتِي } اذكروها في قلوبكم لتشكروها بتعظيم القلب ومدح اللسان وعمل الجوارح، ولا تكتفوا بمجرد حضورها في القلب واللسان،

                  { الَّتِي أَنْعَمْتُ } أنعمتها. أي أنعمت بها، أو ضمن معنى أثبت، وقد أجيز حذف الرابط بلا شرط إذا علم، وهي النتيجة من فرعون، وفرق البحر والإحياء بعد موت، وتظليل الغمام، والمن والسلوى، والعفو، وغفران الخطايا، والتوراة والماء من الحجر، والصحف مجموعهن نعمة، تتضمن نعماً، أو الإضافة للحقيقة أو النعمة اسم مصدر أي اذكروا إنعامي بذلك، وذلك لآبائهم، وما كان فخراً لآبائهم فهو فخر لهم، كما أنه نسب إليهم ما فعل آباؤهم من السوء لرضاهم عنهم مع السوء من قولهم سمعنا وعصينا، وأرنا الله جهرة، ولن نصبر على طعام واحد، واتخاذ العجل وتبديل الذين ظلموا وتحريف الكلم، والتولي بعد ذلك، وقسوة القلب والكفر بالآيات، وقتل الأنبياء.

                  { عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي } ما عهدت إليكم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم أخذه من موسى، وأخذه موسى عليكم، قال الله جل وعلا: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل، إلخ. والعهد إنزال نبوءته ورسالته صلى الله عليه وسلم في التوراة.

                  { أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } بما عهدته لكم من الجنة على الوفاء بعهدي { وَإِيَّٰيَ } ارهبوا، يقدر العامل هكذا، مؤخرا للحصر، أي خافوني وحدي على ترك الإيفاء بعهدي، والشاغل الياء المحذوفة في قوله:

                  { فَارْهَبُونِ } في جميع أحوالكم، وفي نقض العهد، وفي أن تنزل نعمة عليكم كآبائكم، وكأنها مذكورة، إذ وجدت نون الوقاية المكسورة لها والفاء الفاصلة للتأكيد، أو يقدر إياي ارهبوا، تنبهوا فارهبون، وعليه فحذف ارهبوا الله دلالة عليه لا على رسم الاشتغال، والرهبة الخوف أو مع التحرز.

                  وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)

                  { وَءَامِنُوا } يا بني إسرائيل، وقيل العلماء والرؤساء منهم ككعب بن الأشرف { بِمَا أَنْزَلْتُ } على محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن وسائر الوحي { مُصَدِّقاً } أنا فهو حال من التاء، والأولى أنه حال من الهاء المحذوفة؛ أي أنزلته أو من ما { لِّمَا مَعَكُمْ } من التوراة والإنجيل، أي صدقته بما أنزلته أو مصدقا له ما أنزلت، لأن القرآن جاء مطابقاً للتوراة والإنجيل فيما ذكر الله فيهما من نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ورسالته، وسيرته، ومن وصف القرآن، والقصص، والمواعظ، والتوحيد والدعاء إليه، والعبادة والنهى عن المنكر حتى إن اتباعهما موجب للإيمان به، وبما جاء به.

                  { وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ } أي مثل أول { كَافِرٍ بِهِ } أول فريق كافر أو لا يكون واحد منكم أول إنسان كافر به من أهل الكتاب، فيتبعكم من بعدكم ومن معكم، فيكون عليكم إثم كفركم ومثل إثم من تبعكم، وقد سبقكم في الكفر قريش وسائر العرب ولا تكونوا مثلهم، وإنكم أحق وأول من يؤمن لما تتلون في التوراة والإنجيل من الإخبار به.

                  و الهاء لما معكم، فكفركم بالقرآن كفر بما معكم من التوراة والإنجيل، والعرب لم تسبقكم بالكفر بهما، بل بالكفر بالقرآن.

                  والواو الثانية من أول منقلبة عن همزة، من وأل إذا لجأ، وفيه معنى السبق والتبادر، وقيل من آل بمعنى وجع، وقيل أصل شاذ لا فعل له، إذ لا توجد كلمة فاؤها وعينها واو، وما قيل من أن فعله ول بيان لا سماع، وقيل وزنه فوعل، ويرده منع صرفه.

                  { وَلاَ تَشْتَرُوا } ضد البيع، استعارة عن تستبدلوا { بِئَٰايَٰتِي } الآيات التي في التوراة والإنجيل الدالات على ما أنزلت على محمد؛ بأن تخفوها أو تمحوها أو تبدلوها أو تفسروها بغير تأويلها { ثَمَناً } مثمنا { قَلِيلاً } هو ما تعطيكم سفلتكم مبنيا على ذلك التغيير، وعلى رياستكم به، وفي الموسم وأزمان الثمار، فترك الآيات بتلك الأوجه ثمن اشتروا به مثمناً، هو ما يعطون، أو ثمنا بمعنى عوضاً، وكل من الثمن والمثمن ثمن ومثمن، من حيث أن كلا عوض.

                  أو تشتروا تستبدلوا من حيث إن الاستبدال أعم من الشراء، فذلك مجاز مرسل للإطلاق والتقييد، وما يأخذونه كثير، لكنه بالنسبة إلى ما تركوا من الدنيا قليل، وبَّخ الله اليهود المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتم، وبيع الدين، والتحريف وقولهم هذا من عند الله، ونحن أبناء الله، ويد الله مغلولة، وقتل أنفسهم، وإخراج فريق من ديارهم، والحرص على الحياة، وعداوة جبريل واتباع السحر { وَإِيَّٰيَ فَاتَّقُونِ } مثل إياي فارهبون.

                  وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)

                  { وَلاَ تُلْبِسُوا الْحَقَّ } لا تخلطوه وهو ما في التوراة والإنجيل { بِالْبَٰطِلِ } هو خلاف الحق من أنفسهم خلطوه بالحق تفسيراً وكتابة فهو بعد كلام حق وقيل كلام آخر حق، سواء زادوه بينهما فقط، أو أسقطوا كلاما بينهما وجعلوا مكانه باطلاً { وَتَكْتُمُوا } أي ولا تكتموا، أو مع أن تكتموا جزما بالعطف، أو نصبا في جواب النهى { الْحَقَّ } كصفة محمد صلى الله عليه وسلم، وقتل المحصن، إذا سئلوا أنكروا وجود ذلك في التوراة، وكرر الحق للتأكيد، إذ لم يضمر له، أو لأن المراد بالأول غير صفته صلى الله عليه وسلم، ورجم المحصن.

                  { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه حق، أو تعلمون أنه موجود في التوراة، أو البعث والجزاء، أو أنكم لابسون كاتمون، وتقولون لا يوجد، وذلك قبيح ولو لم تعلموا، فكيف وقد علمتم، أو وأنتم من ذوى العلم، هكذا فلا يقدر له عمل في محذوف.

                  وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)

                  { وَأَقِيمُوا الصَّلَٰوةَ وَءَاتُوا الزَّكَٰوةَ } المنزلتين في القرآن، لوجوب الإيمان به واتباعه عليكم { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } محمد وأصحابه، جماعة أو الجنس فالكفار مخاطبون بفروع الشريعة كما خوطبوا بالتوحيد، وتأويل الآية ونحوها بآمنوا بوجوب إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ليكون من الأصول دعوى بلا دليل وتكلف، والحق جواز الأمر بالشيء قبل بيانه، لا ليفعلوه قبل بيانه، فليس ذلك من تأخير البيان عن وقت الحاجة، كما تقول لعبدك، خِط هذا الثوب، فيقول: لا أعرف، فتقول سأعلمك، وأنت حين أمرته عارف بأنه لا يعرف.

                  وقدم الصلاة تدريجاً لأنها أسهل على النفس من المال، ولأنها أفضل العبادات بعد التوحيد، وقرنها بالزكاة لأنها تطهر النفس من البخل، وتورثها فضيلة الكرم، كما أنها تنمي المال وتطهره من البخل، فإن الزكاة لغة النمو والطهارة.

                  وفيه تلويح بزجرهم عما هم عليه قبل، من الصلاة فرادى بلا ركوع، أو المراد بالركوع الانقياد لأمر الشرع وترك التكبير، كانت اليهود تأمر سرّاً من أحبوه من قرباهم ومن حلفائهم من الأوس والخزرج، وأصهارهم، ومراضيعهم، ومن سألهم من قريش وغيرهم من العرب باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ويقولون لهم: إنه رسول الله، وهم لا يؤمنون فنزل:

                  أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)

                  { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ } أنواع الخير والطاعات، وترك المحرمات والمكاره، والمراد الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه جامع لذلك، وللتوسع في الخير مع الله والأقارب والأجانب كما هو، أصل البرد المأخوذ من البر بالفتح للقضاء الواسع { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } تتركونها عمد من البر، فلا تأمرونها به، والاستفهام توبيخ لهم، أو إنكار لأن يصح ذلك عقلا أو شرعا ومحطه قوله وتنسون أنفسكم.

                  { وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَٰبَ } التوراة وفيما النهى عن مخالفة القول العمل، فإنها صورة الجاهل بالشرع والخالي عن العقل، إذ كان يعظ ولا يتعظ، وليس عدم العمل مسقطا لفرض الأمر والنهى، فإن لم يعمل ولم يأمر، ولم ينه فقد ترك فروضا، وإن عمل وَلم يأمر ولم ينه أو أمر وَنهى وترك العمل فقد ترك بعضها.

                  والنسيان مشترك بين الزوال عن الحافظة والترك عمدا، وقيل مجاز في الترك، لأنه لازم ومسبب عن الزوال عنها، ونكتة التعبير به التلويح إلى أنه لا يليق أن يصدر ذلك إلا لزوال عن الحافظة.

                  يطلع ناس من أهل الجنة على ناس في النار فيقولون: كنتم تأمروننا بأعمال دخلنا بها الجنة، فيقولون كنا نخالف إلى غيرها.

                  { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي فألا تعقلون قبح ذلك، قدمت الهمزة عن العاطف لتمام صدارتها، أو دخلت على معطوف عليه محذوف، وهكذا في القرآن، أي أتغفلون فلا تعقلون؟!

                  وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)

                  { وَاسْتَعِينُوا } خطاب للمؤمنين لا لليهود، لأنه يليق بمن أذعن فيستكمل به لا للشارد، ولا ينتفع الباقي على كفره بالصبر والصلاة إلا أنه لا مانع من الخطاب لهم مراعاة لقوله أوفوا وآمنوا واتقون، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، واركعوا ولا سميا أن ما قبل وما بعد فيهم، والمراد، اطلبوا المعونة على عبادتكم ومباحكم { بِالصَّبْرِ } حبس النفس على الاجتهاد في العبادة وعما نشتهي من توسيع اللذات وعن المعاصي والمكاره، وعلى المصيبة.

                  ويقال من صبر على الطاعة فله ثلثمائة درجة، أو عن المعاصي فستمائة درجة، أو على المصيبة فتسعمائة، بين الدرجتين ما بين الأرض والسماء، ويقال الصبر على الطاعة أعظم ثواباً من الصبر على المصيبة، وعن المعصية أعظم منها.

                  ولفظ ابن أبى الدنيا وأبى الشيخ، عن علي، الصبر ثلاثة: فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلثمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرض العليا إلى منتهى الأرضين، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلى منتهى العرش مرتين.

                  { وَالصَّلَٰوةِ } قدم الصبر عليها لأنها لا تكون إلا بالصبر عن الكسل والملاذ الصارفة عنها، وعلى وظائفها من الطهارة من الأنجاس، ورفع الأحداث، والخشوع وإحضار القلب، وسائر شروطها، وشطورها، وأفردها بالذكر لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، إذا أتى بها كما أمر به.

                  وكان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد عليه أمر بادر إليها، والآية أنسب باليهود، فهم داخلون بالمعنى، ولو عل القول بأن الخطاب لغيرهم، لأنهم منعهم عن الإيمان حب الرياسة والشهوات، فأمروا بالصبر، ومنه الصوم، أو المراد به الصوم، وهو ضعيف، وبالصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتورث الخشوع { وَإِنَّهَا } أي الصلاة لأنها أقرب مذكور، والاستعانة بالصبر والصلاة، كقوله{ اعدلوا هو أقرب للتقوى }[المائدة: 8] وقوله تعالى{ وإِن تشكروا يرضه لكم }[الزمر: 7] أي يرضى الشكر، أو أن الأمور من قوله اذكروا إلى قوله واستعينوا. والراجح الأول { لَكَبِيرَةٌ } شاقة، كقوله تعالى:{ كبر على المشركين ما تدعوهم إليه }[الشورى: 13] أي شق عليهم.

                  { إِلاَّ عَلَى الْخَٰشِعِينَ } الساكني الجوارح الحاضري القلوب، سبيلا إلى الطاعة، فلا تثقل فيهم، وإن ثقلت فأقل من ثقلها على غيرهم لاعتيادهم أمثال ذلك، ورجائهم من الثواب ما يستحقر له مشاقهم حتى إنه صلى الله عليه وسلم قال: " جعلت قرة عيني في الصلاة، ويقول: أرحنا يا بلال بالصلاة " .

                  وصح التفريغ لأن كبيرة بمعنى لا تسهل، كما جاء بعد أبى لأنه بمعنى لم يرد، أو هو منقطع، أي لكن الخاشعون لا تكبر عليهم.

                  الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

                  { الَّذِينَ يَظُنُّونَ } يعلمون، كما استعمل العلم بمعنى الظن في قوله تعالى: { فإن علمتموهن مؤمنات } { أَنَّهُمْ مُلَٰقُوا رَبِّهِمْ } ملاقوا حسابه بعد البعث أو ثوابه، وذلك حذف، أو ملاقوه بالحساب أو الثواب، فشبه المعاملة بالحساب أو الثواب بالحضور، تعالى الله عن الحلول والجهات.

                  { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَجِعُونَ } للجزاء، أو هذا مطلق رجوع لمطلق الحساب، وملاقاتهم هي على ثواب الصبر والصلاة فلا تكرير، فالظن على ظاهره إذ لا يحزمون بالسعادة.

                  يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)

                  { يَٰبَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } كرره للتأكيد، والإيذان بكمال غفلتهم، وليبني عليه قوله: { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ } أي نعمتي، وتفضيلكم، هذا عطف خاص على عام { عَلَى الْعَٰلَمِينَ } عالمي زمانكم من الناس، إذ جعلت فيكم النبوة والرسالة، والمعجزات، والكرامات، إذ جعل فكيم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين " كالمن والسلوى وفلق البرح، أما غير الناس من الجمادات والحيوان فلا اعتداد به، وأما الجن فتبع للناس أو يرادون في العالمين، وأما الملائكة فليسوا في الآية. لأنها فيمن تمكن فيه النبوءة وما يتبعها، ولو قلنا إن الإنسان المؤمن أفضل من الملائكة.

                  وخرج بعالمي زمانهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، فإنهم أفضل الخلق على الإطلاق، والدليل قوله تعالى{ كنتم خير أمة }[آل عمران: 110] الآية. وحديث " أنا سيد ولد آدم " بل لا ينافى أنهم فضلوا علينا أي زادوا علينا بكثرة الأنبياء، وما ذكر لأنا أفضل منهم فرداً فرداً بالذات، من حيث إن ثوابنا أكبر من ثوابهم، وسومح لنا ما لم يسمح لهم.

                  وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)

                  { وَاتَّقُوا يَوْماً } يوم القيامة، احذروا هوله وعذابه بالإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب الحرام، ويوما مفعول به كما رأيت على حذف مضاف، ويجوز أنه ظرف مفعول محذوف أي العذاب في يوم.{

                  لاّ تَجْزِي } فيه { نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً } لا نغنى عنها في شيء إغناء ما، أو لا تدفع عنها شيئاً بقوتها، أو بأعوان لها لو كانوا { وَلاَ تُقْبَلُ } فيه { مِنْهَا شَفَٰعَةٌ } أي لا شفاعة للنفس الأولى في الثانية، فضلا عن أن تقبل منها، والسالبة تصدق بنفي الموضوع، قال جل وعلا { فَمَا لَنَا مِنْ شَٰفِعِينَ }.

                  { وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا } من النفس الثانية { عَدْلٌ } نداء، أو لا يقبل من الثانية شفاعة ولا يؤخذ منهم عدل، ولا تشفع مؤمنة في كافرة ولا يقبل منها عدل فيها ولا في غيرها، وكذا كافرة في كافرة لقرابة أو محبة.

                  { وَلاَ هُمْ } أي النفس لتنكيرها بعد السلب { يُنْصَرُونَ } يدفع عنهم العذاب بالمقاومة والغلبة.

                  والآية دليل لنا وللمعتزلة على أن لا شفاعة لأهل الكبائر، لأن الآية ولو كانت في المشركين، لكنها في صفة يوم من شأنه أنه لا شفاعة فيه يدفع العذاب عن مستحقه، ولا مقام أو زمان من مقامات الموقف وأزمنته نص فيهما على ثبوتها للفساق ولا الشخص مصر.

                  تعليق


                  • #24
                    رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                    سورة البقرة: الآيات (49-54)



                    وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)

                    { وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُمْ } واذكروا إذْ نجيناكم، بإنجاء آبائكم، واذكروا نعمتي وتفضيلي ووقت إنجاء آبائكم { مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ } أتباع فرعون في دينه.

                    وهو الوليد بن مصعَب بن ريان عُمِّر أكثر من أربعمائة سنة ولقبه فرعون.

                    والفرعنة الدهاء والمكر، كذا قيل، ولعله تصرف بالعربية من لفظ عجمي لا عربي، بدليل منعه من الصرف، فإنه لا علة فيه مع العلمية سوى العجمة التي ندعيها، وهو من ذرية عمليق بن لاود بن إرم بن سام بن نوح.

                    وألف آل عن هاء أهل، والمعنى واحد فيصغر على أول، ونقله الكسائي نصاً عن العرب وهن أبى عمر، غلام ثعلب، الأهل القرابة، ولو بلا تابع والآل بتابع.

                    { يَسُومُونَكُمْ } يولونكم على الاستمرار { سُوءَ الْعَذَابِ } ضرّ العذاب ومرارته، والعذاب السوء الأشد.

                    صنف يقطع الحجارة من الجبل، وهم أقواهم، وصنف ينقلها، والطين للبناء، وصنف يضربون اللبن، ويطبخ الأجر، وصنف للنجارة بالنون، وصنف للحدادة وصنف يضرب الجزية، وهم الضعفاء، كل يوم من غربت عليه الشمس ولم يؤدها غلت يده لعنقه شهراً، وصنف لغزل الكتان ونسجه، وهن النساء.

                    ومن سوء العذاب تذبيح الأبناء كما قال الله تعالى { يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } وقد ذكر أنواع السوء إجمالاً مع الذبح في قوله تعالى ويذبحون بالواو وأما هنا فالمراد ذلك، أو المراد بسوء العذاب خصوص التذبيح، ولا منافاة لأنه لم يحصره في الذبح، بل ذكر في موضع الامتنان ما هو أشد، مع أنه لا مانع من إرادة العموم هنا أيضا بسوء العذاب، إلا أنه ميز بعضا فقط، كأنه قيل منه تذبيح الأبناء، ذبح إثنى عشر ألف اين، أو سبعين ألفاً، غير ما تسبب لإسقاط أمه، فإن أسقطت ذكراً ذبحه.

                    والتحقيق أن سوء العذاب أعم، فذكر التذبيح تخصيص بعد تعميم، أو المراد ما عدا التذبيح، وجملة يذبحون حال، وعلى أن المراد بسوء العذاب التذبيح تكون مفسرة.

                    { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } يبقونهن حيات، أو يعالجون حياتهن إذا أسقطهن، أو النساء البنات الصغار، يبقونهن بلا قتل، وإن كان السقط بنتاً عالجوا حياتها، أو المراد عموم ذلك كله.

                    { وَفِي ذَلِٰكُمْ } المذكور من سوء العذاب إجمالاً والتذبيح خصوصاً { بَلآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } امتحان أو في ذلكم الإنجاء إنعام، أو في ذلك الإنجاء، وسوء العذاب والذبح ابتلاء، أتصبرون وتشكرون، أم تجزعون، والله عالم، قال الله تعالى{ وَنَبْلُوَكُمْ بالشر والخير }[الأنبياء: 35].{ فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَٰهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَا إِذَا مَا ابْتَلَٰهُ فَقَدرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ }[الفجر: 15 - 16].

                    رأى فرعون في النوم ناراً أقبلت من بيت المقدس، وأحاطت بمصر وأحرقت كل قبطي بها ولم تتعرض لبني إسرائيل، فشق ذلك عليه، وسأل الكهنة، فقالوا له: يولد في بني إسرائيل من يكون سبباً في ذهاب ملكك، فأمر بقتل كل غلام فيهم، وأسرع الموت في شيوخهم، فجاء رؤساء القبط وقالوا أنت تذبح صغارهم، ويموت كبارهم، ويوشك أن يقع العمل علينا، فأمر بالذبح سنة والترك أخرى، فولد هارون سنة ترك الذبح، وموسى سنة الذبح.

                    وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)

                    { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ } لأجلكم يا بني إسرائيل، أو بسببكم، أو شبه سلوكهن بالآلة في كونه واسطة في حصول الفرق، فكانت الباء، نفى ذلك استعارة تبعية، والفرق مقدم على السلوك فيه، لقوله تعالى{ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كل فرق كَالطّودِ العَظِيم }[الشعراء: 63] وما قيل من أنه فرق شيئاً فشيئاً بسلوكهم لا يصح.

                    { الْبَحْرَ } لتسلكوه وتنجوا من عدوكم، بحر القلزم فرقاً مستديراً راجعاً إلى جهة المدخل، وكان عرضه في ذلك المحل أربعة فراسخ، فيستبعد السلوك فيه على ذلك الطول بلا تقويس، فيحتاجون إلى رجوع في سفن مع كثرتهم، وقيل النيل فرقا على سمت، ويسهل رجوعهم في سفن، أو على استدارة وتقويس إلى جهة المدخل، وهو أولى ويهلك عدوكم.

                    { فَأَنْجَينَٰكُمْ } من عدوكم ومن الغرق { وَأَغْرَقْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ } المراد فرعون وآله، أي هذا الجنس الشامل لفرعون وآله، لقوله تعالى{ ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدم }[الإسراء: 70] أي جنس البشر الشامل لآدم وذريته، أو آل فرعون هو فرعون، وأما قومه فأتباع له وذكر بالغرق في أي أخر، وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم " مزامير آل داودَ " أي مزامير داود، وكان الحسن البصري يقول: اللهم صل على آل محمد بدل اللهم صلى على محمد، وذلك أن ما للإنسان يكون لأهله، تحقيقاً أو فخراً، وأيضاً إذا أغرق أهله فهو أولى، لأنه رأسهم وبه ضلوا.

                    وناسب نجاة موسى من الغرق نجاته منه حين ألقي فيه طفلاً، وللأمة نصيب مما لبنيها، وفرعون غرق بالماء إذ فاخر به في قوله{ وهذه الأنهار تجري من تحتي }[الزخرف: 51] ولقومه نصيب مما قاله، وكما عجل الموت بأنهار الدم عجل موته بالغرق، والموت به شديد. ولذلك كان الغريق شهيداً.

                    { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } بعد خروج آخركم منه، أو انطباق البحر عليهم بعد دخول آخرهم وبعد خروج أولهم.

                    وبنو إسرائيل يومئذ ستمائة وعشرون ألفا ليس فيهم ابن عشرين لصغره، ولا ابن ستين لكبره، وأنهم بقوا في مصر، وكانوا يوم دخلوا مصر مع يعقوب عليه السلام اثنين وسبعين إنساناً، ما بين رجل وامرأة، وبين يعقوب وموسى عليهما السلام ألف سنة، وقيل أربعمائة، بارك الله في ذلك النسل وهم عدا من مات، ومن ذبح وآل فرعون أل ألف وسبعمائة ألف، وفيهم من دهم الخيل سبعون ألفا.

                    وإسناد النظر إذا كان بمعنى بالعين إنما هو للمجموع، لأنه إنما يرى الغرق، أو أجبر بني إسرائيل الذين يقربون من البحر، وإن فسرناه بالعلم، فهو لكل واحد، وفي المشاهدة نعمة زائدة، وإن فسرنا النظر ينظر بعض إلى بعض من أكلوا حين استوحشوا، فأشار بالعصا فكانت أكلوا، فالأمر ظاهر كلن على هذا تتعلق الجملة بأنجيناكم أو بفرقنا لا بأغرقنا.

                    وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)

                    { وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَى } المفاعلة للمبالغة لأن من شأن المتفاعلين جذب كل واحد ليغلب الآخر، أو على بابها، إذ وعده الله إنزال التوراة ووعد الله المجيء إلى الطور للعبادة، أو يكفى فيها فعل من طرف، وقبول من آخر، كعالجت المريض أو الطلب طرف وامتناع القبول طرف.

                    { أَرْبِعِينَ لَيْلَةً } تمام أربعين يوماً بلياليها ذا القعدة وعشرة من ذى الحجة، أو ذا الحجة وعشرة من المحرم، يصوم الأيام في الطور بوصال، ويقوم الليالي. ويتعبد، جعلت له ذلك لأنزل عليه التوراة بعد تمامها، فتعملوا بها، وأخبره الله بذلك، وعبر بالليالي لأنها أول اليوم، والشهور والأعوام، فإنها بالهلال والهلال بالليل ولأن الظلمة أقدم من الضوء، وآية لهم الليل نسلخ منه النهار.

                    استخلف هارون على بني إسرائيل، فذهب إلى الطور، فتعبد أربعين، وأنزل عليه بعد تمامها، أو في العشرة الأخيرة أو في الأربعين كلها أو في أولها، أقوال التوراة سبعين سفرا، وقلما توجد كلها عند إنسان واحد على عهد موسى أو ما يليه وذلك بعد ما ذهب منها بإلقائه الألواح الزبرجدية المكتوبة هي فيها، فيحتاج إنسان إلى مسألة، فيقال هي في سفر كذا وكذا، عند فلان في موضع كذا؛ فتلاشت ولم يبق منها إلى القليل، ثم وقع التحريف أيضا.

                    ومواعدة الأربعين إخبار بما في نفس الأمر عند الله، إذ كان في الغيب عند الله أن يتعبد ثلاثين، أمره بها ثم زاد عشرة، والنصب على المفعولية أي واعدنا موسى إعطاء أربعين يتعبد فيها، أو على الظرفية، أي أمراً واقعاً فيها أو بعدها، أو مفعول مطلق، أي مواعدة أربعين.

                    { ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ } اتخذ آباؤكم الباقون في مصر ومن معهم، إلا اثني عشر ألف رجل مع هارون، وقيل اتخذه ثمانية آلاف { الْعِجْلَ } الذي صاغه موسى السامري المنافق إلها يعبدونه، فالمفعول الثاني إلها، أو لا ثاني له، كقوله اتخذت سيفا صنعته.

                    { مِنْ بَعْدِهِ } بعد ذهاب موسى عليه السلام إلى ميقات الأربعين.

                    { وَأَنْتُمْ ظَٰلِمُونَ } باتخاذه لأنفسكم ولدين الله، ولم يقتدى بكم وزمانكم ومكانكم.

                    وكل من عصى الله فقد ظلم وقته ومكانه، والظلم الضر، ونقص حق الشيء، ووضع الشيء في غير موضعه فاحفظ ذلك لغير هذا الموضوع، واعتبره، وقد وضعوا العبادة واسم الألوهية في غير موضعهما.

                    وذلك العجل لحم ودم بإذن الله على الصحيح، وقيل صورة، فنسبة الخوار إليه على التجوز، ونسب للجمهور.

                    ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)

                    { ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ } الاتخاذ قبلنا توبة عبدة العجل بعد ما قتلوا منهم سبعين ألفا، ورفع الله عنهم السيف، وصح إطلاق العفو مع عقابهم بالقتل لأنه عفو عن مزيد العقاب بخلاف الغفران فلا يكون مع العقاب كذا قيل، والصحيح أنه يستعمل كالعفو بلا عقاب ومع عقاب.

                    { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } تستعملون قلوبكم، وألسنتكم، وجوارحكم في العبادة لمقابلة نعمة العفو إذ عاملناكم معاملة من يرجو الشكر على ما أنعم به أو لتشكروا، والشكر استشعار العجز عن الوفاء بحق النعم، عند الجنيد، والنواضع عند حضور النعمة القلب عند الشبلى، والطاعة لمن فوقك لنعمه ولنظيري بالمكافأة ولمن دون ذلك بالإحسان.

                    وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)

                    { وَإِذْ ءَاتَيْنَا } هي إذ الساكنة، فتحت بالنقل، ومدت بألف آتينا بعد حذف همزه.

                    { مُوسَى } منع الصرف للعملية والعجمة، مركب من ماء وشجر، فمو ماء، وسى شجر أبدلت الشين سينا، وزاد الألف لأنه وجد بين ماء وشجر في بركة فرعون من النيل، وقيل عربي مفعل، وقيل فعلى، من ماس يميس، أبدلت الياء واو كطوبى من طاب يطيب، والألف للتأنيث، وهو ضعيف، لأن زيادة الميم أولا أولى من زيادة الألف.

                    { ٱلْكِتَابَ } الصحف { وَالْفُرْقَانَ } التوراة الفارقة بين الحق والباطل، والحلال والحرام، أو الكتاب التوراة، والفرقان المعجزات، كالعصا واليد أو كلاهما التوراة وعطف تنزيلا لتغاير الصفات منزلة تعاير الذات أي آتينا موسى كلاما جامعاً بين كونه مكتوباً من الله في الألواح، وفي اللوح المحفوظ، وكونه مفرقا بين ذلك.

                    والفرقان أيضا مكتوب في اللوح المحفوظ، وفي صحف الملائكة، والفرقان النصر الفارق بين العدو والولي، كما قيل سمى يوم بدر يوم الفرقان لذلك وذلك كما تقول جاء زيد العالم الشجاع والكريم، تريد جاء زيد المتصف بالعلم والشجاعة والكرم، ويدل لذلك قوله تعالى: الفرقان وضياء وذكراً { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } من الضلال بهما أو به، إذ قلنا هما واحد، أي لتهتدوا، أو عاملناكم معاملة الراجي، أو أرجو الاهتداء، وكذا حيث تكون لعل من الله ولو لم أذكر ذلك.

                    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)

                    { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ } من عبد العجل من الرجال والنساء، فإن لفظ قوم يستعمل عامّاً للنساء مع الرجال، تبعاً على المشهور، ولو كان لا يستعمل فيهن وحدهن لأنهم القائمون بهن، الرجال قوامون على النساء، وقيل يجوز إطلاق القوم عليهن حقيقة أو مع الرجال كذلك.

                    { يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ } إلَهاً { فَتُوبُوا } من عبادة العجل، وتسميته إلَها، والدعاء إليه، والرضى بتصويره، مع أنه لا يقدر على فعل شيء، فضلا عن أن يكون خالقاً.

                    { إِلَى بَارِئِكُمْ } خالقكم براء من التفاوت، كيد في عياة القصر والرقة، وأخرى طويلة غليظة أو يد سوداء، ووجه أبيض، وهو أخص من الخلق ومخرجكم من العدم والخلق النقل من حال الأحرى والتقدير.

                    { فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } ليس هذا من التوبة، تفسير إلها بل هي في قوله توبوا، وهذا عقاب تصح به توبتهم، وتقبل كمن فعل ذنباً مما بينه وبين الله فاستقبحه، وندم، وعزم على عدم العود، وأمر بكفارة، فالتحقيق أن الكفارة ليست من حد التوبة ولو كانت قد تؤخذ في تعريفها بخلاف رد المظلمة فمن حدها.

                    ومعنى اقتلوا أنفسكم، ليقتل بعضكم بعضاً أنفسكم، أو نزلهم منزلة شيء واحد، وذلك أنهم لم يؤمر كل واحد أن يقتل نفسه بل أمر من لم يعبد العجل، وهم اثنا عشر ألفا أن يقتل من عبده، والقاتل والمقتول كنفس واحدة، نسبا وديناً، والخطاب لمن يعبده في اقتلوا، أو اقتلوا يا عابدي العجل، بعضكم بعضاً، أو أسلموا أنفسكم للقتل، فالخطاب للعابدين.

                    قالوا: نصبر للقتل طاعة الله ليقبل تربتنا، وعلى أن القاتلين من لم يعبد العجل.

                    فالعابدون جلسوا محبتين، وقال هلم موسى من حل حبوته أو مد طرفه إلى قاتله، أو اتقاه بيد أو رجل فهو ملعون مردود التوبة، فأخرجت الخناجر والسيوف، وأقبلوا عليهم للقتل فكان الرجل يرى أباه وابنه وأخاه وقريبه وصديقه وجاره فيرق له ولا يمكنه أن يقتله، فقالوا يا موسى: كيف نفعل، فأرسل الله عليهم سحابة سوداء تغشى الأرض كالدخان لئلا يعرف القاتل المقتول، فشرعوا يقتلون من الغداة إلى العشي، حتى قتلوا سبعين ألفا، واشتد الكرب، فبكى موسى وهارون تضرعاً إلى الله، فانكشفت السحابة وسقطت الشفار من أيديهم، ونزلت التوبة، فأوحى الله إلى موسى، أما يرضيك أن أدخل القاتل والمقتول الجنة؟

                    فكان من قتل منهم شهيداً، ومن بقى منهم مغفوراً له خطيئته من غير قتل، وذلك حكمة من الله عز وجل، وله أن يفعل ما يشاء، أبدلهم عن الحياة الدنيا حياة سرمدية بهيجة، وقيل التقل إذلال النفوس بالطاعة وترك المعصية.

                    { ذَٰلِكُمْ } أي القتل { خَيْرٌ } منفعة أو اسم تفضيل خارج عنه، وإن لم يخرج فباعتبار لذة المعصية في النفوس، أو من باب العسل أحلى من الخل { لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ } الخطاب للذين لم يعبدوا العجل، والذين عبدوه.

                    أذعن العابدون للقتل، وامتثل غير العابدين قتل العابدين، مع أنهم من نسبهم وقرابتهم وأصدقائهم وأصهارهم، وجيرانهم، وكرر لفظ بارئ ولم يقل خير لكم عنده. ليشعر بأن من هو بارئ حقيق بأن يمتثل له أمره ونهيه { فَتَابَ } الله، ومقتضى الظاهر، فتبت { عَلَيْكُمْ } قبل توبتكم، من قتل، ومن لم يقتل لإذعانه للقتل { إِنَّهُ هُوَ } مقتضى الظاهر إنني أنا { التَّوَّابُ } على كل من تاب من خلقه { الرَّحِيمُ } المنعم على من تاب أو أنه هو الذي عهدتم يا بني إسرائيل قبل ذلك توبته عليكم ورحمته لكم.


                    تعليق


                    • #25
                      رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب
                      أحسن الله إليكم ونفع بكم
                      ضل الطريق من ترك الطريق . عودة من جديد

                      يامن خذلتنا وخذلت إخوانك .. في وقت احتاجوا فيه نصرتك وعونك لهم .. ولكنك تركتهم ولم تلتفت لهم .!
                      ابشر بالخذلان .

                      حزب العار

                      تعليق


                      • #26
                        رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                        المشاركة الأصلية بواسطة mega byte مشاهدة المشاركة
                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب
                        أحسن الله إليكم ونفع بكم

                        وجـــزاك بمثله أخى الحبيب ونفع بك

                        تعليق


                        • #27
                          رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                          بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

                          اضافه خاصه بقول الحق سبحانه وتعالى

                          يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ

                          خد بالك هنا الحق سبحانه وتعالى لما بيخاطب المسلمين يا بنى ادم
                          وميقولش اذكرر نعمتى امال بيقول ايه
                          يقول اذكروا الله
                          اما بنى اسرائيل فالوضع مختلف تاتى بعد قول يا بنى اسرائيل على طول اذكروا نعمتى
                          لان بنى اسرائيل ماديون ومادم انتم بتحبو الماده فهنا ربنا بيذكرهم بها فبيقول لهم اذكروا نعمتى اللى انتم فيها اما نحنوا المسلمين امه اسلاميه مش ماديه علشان كده النداء الموجه لنا بتكون صيغته اذكروا الله مادام الله فى قلوبكم اما انتم بنى اسرائيل ما دم الدنيا هى التى فى قلوبكم فاذكروا نعمة الله عليكم فى هذه الدنيا
                          جزاك الله خيرا اخى وبارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك
                          متابع ان شاء الله






                          تعليق


                          • #28
                            رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                            جــــزاك الله خيرا على الإضافة أخى الحبيب

                            تعليق


                            • #29
                              رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                              عذرا منكم لن أستطيع أن أكمل تفسير القران الكريم فى هذا الموضوع

                              ولكن أرجو متابعتكم لتفسير القران الكري لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى

                              وهو شرح مبسط ومفصل جدا عن هذا التفسير , أعتذر ثانية

                              تعليق


                              • #30
                                رد: تفسير القران الكريم للشيخ محمد بن يوسف اطفيش متجدد

                                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                                جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X