السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعالوا معايا نشوف ليه ربنا سبحانه وتعالى
ذكر الكلب فى الايه دى بالذات
يقول الله فى سوره الاعراف
{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }175
وعشان اوضح لكم الموضوع اكتر المثل ده
ربنا سبحانه ذكره فى الايه السابقه
{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِي ۤ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ }
الأعراف/176
كأن هذا النبأ كان مشهوراً جداً
ويقال إنه قد قيل في ابن بعوراء أو أمية بن أبي الصلت أو عامر الراهب أو هو واحد من هؤلاء
والمهم ليس اسمه
المهم أنّ إنساناً آتاه الله آياته ثم انسلخ من الآيات
فبدلاً من أن ينتفع بها صيانة لنفسه
وتقرباً إلى ربه { فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا }
واتبع هواه ومال إلى الشيطان.
واعتقد كده اكون ربطت بين الايتين عشان مش عايز حد يقول يا شيخ يوسف ايه وجه الترابط بين الايتين
ولو فى حد لسه مش فاهم ابقى اكتب شرح للايه دى بعدين
وسنة الله أن من عمل عملاً طيباً يثيبه الله عليه.
ومن عمل سوءاً يعاقبه
ومشيئته سبحانه مطلقة
ولا راد لمشيئته ولا معقب لحكمه.
وبمقضى مشيئة الله فهو يعذب المذنب بعدله ويثيب الطائع بفضله
وله سبحانه مطلق الإرادة فهو عزيز وحكيم في كل فعل.
{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ}
الأعراف/ 176
و { أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ }
أي أنه اختار أن ينزل إلى الهاوية
رغم أن الحق هدى الإنسان وبين له طريق الخير ليسلكه فيصعد إلى العلو
والحق يقول
{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ }
الأنعام/ 151
ونخطئ حين نفهم أن تعالوا بمعنى أقبلوا فقط وهذا فهم ناقص
إنها دعوة للقبول وإلى العلو
لأنه سبحانه وتعالى يشرع لنا حتى لا نلزم منهج الأرض السفلى.
بل نرتقي ونأخذ منهج الله الذي يضمن لنا العلو.
وكأنه سبحانه يقول
تعالوا وتساموا في أخذ منهجكم من الله العلي الأعلى وإياكم أن تأخذوا منهجكم مما وضعه البشر ويناقض ما جاء في شرع الله لأن في هذا تسفلا ونزولا إلى الحضيض.
{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ }
الأعراف/ 176
ويقال: حملت على الكلب
فأنت حين تجلس ويقبل الكلب عليك وتزجره وتطرده وتنهره
فهذا تفسير لقوله تحمل عليه
أي أنك تحمل عليه طردا أو زجرا لذلك يلهث
وأن تركت الكلب بدون حمل عليه طردا أو زجراً فهو يلهث ايضا
لأن طبيعته أنه لاهث دائماً
وهذه الخاصية في الكلب وحده
حيث يتنفس دائما بسرعة مع إخراج لسانه.
ونعلم أن الحيوانات لا تلهث إلا أن فزعت فتجري
لتفوت من الألم أو من العذاب الذي يترصدها من كائن اخر
وحين يجري الحيوان فهو يحتاج لطاقة
فيدق القلب بشدة ليدفع الدم بما فيه من غذاء إلى كل الجسم
ولابد للقلب أن يتعاون مع الرئة التي تمد الدم بالهواء.
ونلحظ أن الكائن الحي حين يجلس برتابة فهو لا يلحظ تنفسه
لكن إذا جرى يلحظ أن تجويف الصدر أو سعة الصدر تنقبض وتنبسط لتسحب الأوكسجين من الهواء لتصل به للدم بكمية تناسب الحركة الجديدة فيحاول أن يتنفس أكثر.
ولا تفعل الحيوانات مثل هذه المسألة إلا إذا كانت جائعة أو متعبة أو مهاجمة
لكن الكلب وحده هو الذي يفعلها
جائعا أو شبعان عطشان أو غير عطشان
مزجوراً أو غير مزجور إنه يلهث دائماً.
وهنا السوال
لماذا يشبهه سبحانه بالكلب اللاهث؟
عايز تعرف الاجابه كده ببلاش مش تصلى على حبيبك صلى الله عليه وسلم
لأن الذي يظهر بهذه الصورة تجده مكروها دائما
لأنه متبع لهواه
وتتحكم فيه شهواته
وحين تتحقق له شهوة الآن
يتساءل هل سيفعل مثلها غداً؟
وتتملك الشهوة كل وقته
لذلك يعيش في كرب مستمر
لأنه يخاف أن يفوته النعيم أو أن يفوت هو النعيم
ويصير حاله كحال الكلب يلهث آمناً أو غير آمن
جائعاً أو غير جائع عطشان أو غير عطشان.
هكذا يكون مصير من كذب بالآيات.
وقول الحق
{ فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ }
الأعراف/171
يوضح لنا أن الله لا يريد أن يعلمنا تاريخا
لكنه يعلمنا كيف نأخذ العبرة من التاريخ
بدليل أنه يكرر القصة أكثر من مرة
وكل مرة يأتي سبحانه بلقطة جديدة
لتعدد ما في القصة الواحدة من العبر
ولو أنه أراد أن يقص علينا التاريخ لقال لنا روايته مرة واحدة.
ونجد في القرآن الكثير من قصص الحق مع الباطل
ومن قصص المبطلين مع المحقين
ومن قصص المعاندين مع الرسل
لأن القصة أمر واقعي
والتقنين للمناهج أمر لفظي
فيريد سبحانه وتعالى أن يوضح لنا المنهج المناسب للواقع
لأن واقع الحياة يعطي القصة القولية حرارة وسخونة فلا يظل المنهج مجرد كلام نظري معزول عن الواقع.
وهكذا يبين الحق سبحانه وتعالى في هذه الآية
أنه سبحانه قد أنزل علم منهجه بواسطة الرسل إلى بعض خلقه
فمنهم من يأخذ منهج الله بالاستيعاب أولا
وتوظيف ما علم ثانيا
وبذلك يرتفع من منطق الأرض إلى منطق السماء
ومن يعطيه الله ذلك المنهج
ما كان يصح له أن يترك ارتفاعه إلى السماء ليهبط إلى مستوى الأرض.
وهذا ما يفعله البشر حين يقننون لأنفسهم
ويضعون نظم الحياة على وفق هواهم
وعلى وفق نظمهم ويتركون منهج الله الذي خلقهم وصنعهم ووضع لهم قانون صيانتهم.
وهذا كلام نظري له واقع في ابن باعوراء
هذا الذي آتاه الله العلم
ولكنه أخلد في الأرض ولم يتبع ما علم
فانسلخ من المنهج كما تنسلخ الشاة من جلدها
وقال فيه الحق
{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ }
الأعراف/ 176
ومن يريد أن يرفعه الله إلى السماء بالوحي بالمنهج ثم يهبط إلى الأرض
نجد الحق سبحانه وتعالى يمثل حاله بحال الكلب
مع الفارق بين الاثنين
لأن الكلب يلهث غريزة فهو غير مذموم حين يلهث وهو مطرود
ويلهث غير مطرود فهذه غريزة فيه ولا يذم على هذه ولا على تلك
لكن الإنسان الذي فطره الله على حب الخير وميز غرائزه بمنهج عقلي يصون حركته
ما كان يصح له أن يفعل ذلك ولا ينبغي أن تقولوا
وما ذنب الكلب في أنه يلهث ويضرب به المثل في الكفر؟
لأن الكلب يفعلها غريزة وهو بغير تكليف فيفعل ما يشاء
أما الإنسان الذي ارتفع بكفره وميزه الله بأن يختار بين البديلات
ما كان يصح له أن يصل إلى هذا المستوى
ومثل هذا السلوك في الكلب محمود فيه
لأن طبيعته هكذا
وإياك أن تقول
لماذا ربنا يضرب المثل بأشياء وما ذنبها هي؟
والحق سبحانه هو القائل عن اليهود
{ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً }
الجمعة/ 5
هل الحمار حين يحمل أسفارا يستحق الذم لأنه لم يفقه ما في الأسفار؟
هذا ما سوف نتحدث فيه فى الدرس القادم سويا ان شاء الله
وأسأل الله جل جلاله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل
وأن ينجينا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأن يرزقني وإياكم حسن الخاتمة والجنة بغير حساب
اللهم امين
وسامحونى على الاطاله وبارك الله فيكم
تعليق