إخوانى أخواتى أسعد الله أوقاتكم ودمتم بخير
احبتى فى الله يجب أن ننتبه إلى شىء هام وهو
ان الله سبحانه خلق الإنسان بدون ذكر أو انثى
معجزة تخضع لله سبحانه وتعالى
وخلق الانثى من الرجل وحده
معجزة تخضع لارادة الله سبحانة وتعالى
خلق الرجل من الانثى وحدها دون أن يمسها رجل
معجزة جعلها الله سبحانه وتعالى
خلق الإنسان من ذكر وأنثى
معجزة جعلها الله تمضى فى الدنيا بالأسباب والمسببات
ولكنه لم يطلقها لتتم بالأسباب والمسببات وحدها؟
فأدخل فيها المشيئة
يقول الحق سبحانه وتعالى
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (الشوري 50)
إذن
كل معجزة الخلق التى تمت إنما تخضع لمشيئة الله سبحانة وتعالى
فليس وجود النوعين موجبا لأن يوجد الخلق
يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الشورى
{ لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} الشورى
المسألة ليست وجود مسببات بل إن الله سبحانه وتعالى حين يريد للأسباب أن تفعل
فهى تفعل
وحين يريدها أن تتعطل فهى تتعطل
وحين يريد أن تأتى بالعلل دون الأسباب يأتى بها فلا قيود ولا حدود
لقدرة الله سبحانه وتعالى
يقوم واحد يسالنى
طب وإذا تعطلت الاسباب الحل بيكون ايه ياعم الشيخ يوسف
الجواب بيكون
هذه قضية فى أصل الكون
وهى قضية طرحها الله سبحانه وتعالى وأعطاها للبشر ليدخل الإيمان إلى قلب المؤمن فيضع فيه السكينه
فالله سبحانه وتعالى يقول للمؤمن إذا ضاعت الأسباب فلا تيأس
فأنا الذى خلقت الاسباب وأنا القادر على ايجاد المسببات دون القانون
فلا تيأس إن عزت الأسباب
ومن هنا يأوى المؤمن إلى ركن شديد
ويحس بالطمأنينة تملأ قلبه
ولا يمزقه الفزع خوفا او رعبا حينما يفقد أى شىء ليه؟
ذلك أنه يأخذ بالأسباب أولا
فإذا عزت الأسباب أو تعذرت ووجد كل الطرق مغلقة فى وجهه
اتجه إلى الله سبحانة وتعالى
فالمؤمن لا ييأس من روح الله ابدا
ولا تنهار نفسه ويضيع أمنه عندما يرى انهيار الأسباب
فاهمين ولا فى حد مش فاهم المقصود
نوضح اكتر معنى الكلام وتعالى معى نشوف القران لما تحدث عن نقطة الأسباب والمسببات كان ازاى
تعرض لنا هذه القصة فى سورة مريم
ميلاد مريم رضى الله عنها كان لها ضجة
يحكى ذلك القرآن الكريم
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران:35]
كلمة انى وضعتها أنثى التى قالتها امرأة عمران
تحسر على أنها لم تضع ذكرا
أى أن الوليد الذى جاء لا يؤدى الغرض الذى وهب من أجله
لأن امرأة عمران نذرت ما فى بطنها لله سبحانة وتعالى
وكيف تستطيع مريم أن تؤدى الخدمة فى المعبد وهى أنثى
امرأة عمران تقول ان الرجل أفضل من الأنثى فى ذلك
فيقول لها الله سبحانه وتعالى
أنك مازلت تحسبين أن الذكر أحسن من الأنثى
هذه العملية التى تفكرين بها هى منطق الدنيا الخائب
ويضيف الله سبحانه وتعالى فى قوله
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} سورة مريم36
أى أن الأنثى التى جاءت أفضل من الذكر الذى تمنيته
وكأنما الأنثى لها مكانة أكثرمما تظنين
فلا تقولى أن الله قد أعطانى أنثى ولم يعطينى ذكر
لأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق
ولأنه يعرف أن هذه الأنثى سيصبح لها شأن أخر
وبعد ذلك نعرف أن والد مريم متوفى
حيث أنها حين ولدت أرادوا أن يكفلوها
وكلمة من يكفلها دليل على أن وليها الطبيعى وهو الوالد غير موجود
ويكفلها زكريا عليه السلام
ومعنى أن يكفلها زكريا وفيه نبوة
أنه يأتى إليها بكل مقومات حياتها
فعندما يدخل عليها المحراب يجد عندها رزقا
ومعنى أن زكريا يجد عندها الرزق عند دخوله المحراب أو المكان الذى تصلى فيه مريم وتسجد
معناه أنه لم يأت بهذا الرزق
وإنما الذى أتى به هو الله سبحانه وتعالى
بدليل أن زكريا يسألها
أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ(37) آل عِمران
وابتدأت الصغيرة المكفولة مريم بفطرتها
تفهم أن الله سبحانه وتعالى ليس له قانون يحكمه
وأنه يرزق من يشاء بغير حساب
هنا نتوقف قليلا ونركز معى بعض فى النقطه القادمه دى وهى
أن الله سبحانه وتعالى حينما أعد مريم للمهمة التى ستقوم بها
جعلها أولا منذورة لله سبحانه وتعالى ولعبادته
ثم جعل من يكفلها نبيا هو زكريا
ثم بعد ذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يمهد لها فبين لها أن لكل شىء فى هذا الكون سببا
إلا أن هناك أشياء تحدث بلا أسباب
أو يعطل الله فيها الأسباب
وبدأ بمسألة الرزق الذى يرزقها به
فاكهة من غير أوانها
ورزق ليس موجودا على الأرض
تمهيدا لما هو قادم
واعلانا لها بأن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء
ثم بعد ذلك أتى الله سبحانه وتعالى بقضية أخرى هى دعاء زكريا بالولد
عندما رأى الرزق بلا حساب عند مريم
هنالك دعا زكريا ربه .. وطلب زكريا ولدا فاستجاب الله لدعائه
وبشره بالغلام .. هنا تذكر زكريا عند هذه البشرى
إنهيار الأسباب عنده
فقال ربى اننى رجل عجوز .. وامرآتى عاقر
اى أن الأسباب الكونية لإمكان الانجاب غير موجودة
فكيف أستطيع أن أنجب طفلا
فقال الله سبحانه وتعالى
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا سورة مريم
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق زكريا .. ولم يك شيئا يذكر
هو لا يستطيع أن يعطيه الغلام دون التقيد بالأسباب
هنا تذكير مرة أخرى لمريم بأذن الله سبحانه وتعالى إذا أراد فإنه يوجد الاشياء بدون الأسباب نفسها أولا
أعطاها الرزق بلا أسباب للرزق .. ثم استجاب لدعوة زكريا التى دعاها فى المحراب
فقال الله سبحانه وتعالى هنالك دعا زكريا ربه
وكلمة هنالك أن الدعاء تم فى المحراب عند مريم لتشهد مرة أخرى ما يثبت فؤادها فيما أعده الله لها
فترى الخلق يتم بدون أسباب الخلق .. فزكريا عجوز .. وامرأته عاقر
ومع ذلك فإن الله قادر على أن يرزقه بولد
وكل هذا هدفه ألا تهتز مريم مما ستتعرض له من ولادة دون ذكر
ومع ذلك .. ومع هذه المقدمات اهتزت مريم حين رأت جبريل عليه السلام
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"20سورة مريم"
أى أن بعد كل هذه المقدمات من رزق بلا أسباب
ومن ولد لزكريا مع أنتقاء الأسباب
مع كل هذه المقدمات أهتزت مريم عندما رأت جبريل حتى سبحانه وتعالى ليثبتها قال لها
كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ *21*مريم
والله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لمريم بعد كل هذه المقدمات من رزق بلا أسباب
ومن خلق مع اختفاء الأسباب تتعجبين مما يحدث
لقد قلت يامريم يرزق من يشاء بغير حساب
شهدت يامريم أن الله سبحانه وتعالى حين يريد تعطيل نواميس الكون وايجاد المسببات بلا أسباب
يستطيع أن يفعل ذلك..شهدته مع زكريا ومع ذلك تتعجبين
وانا عارف انى طولت عليكم اليوم فسامحونى على الاطاله
والقاكم فى درس جديد ان شاء الله
تعليق