سورة عبس
بصوت الشيخ سعد بن سعيد الغامدي
للاستماع هنا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{3} أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى{4} أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{7} وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى{10}
سبب نزول هذه الآيات الكريمة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يوما يخاطب بعض عظماء قريش وقد طمع في اسلامه فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أم مكتوم وكان ممن أسلم قديما فجعل يسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن شيء ويلح عليه وود النبي صلي الله عليه وسلم أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل طمعا ورغبة في هدايته وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه وأقبل علي الآخر فأنزل الله تعالي هذه الآيات :
عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2}
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى اي لعل الأعمي يتطهر عن الأخلاق الرذيلة، ويتصف بالأخلاق الجميلة؟
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى أو يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{7}
أما مَن استغنى عن هديك فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه ، فلو لم يتزك فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.
وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى{10
أي جاءك يقصك ويؤمك ليهتدي بما تقول له فتتشاغل عنه ،،
ومن هنا أمر الله تعالي رسوله صلي الله عليه وسلم أن لا يخص بالإنذار أحدا بل يساوي فيه بين الشريف والضعيف والفقير والغني والسادة والعبيد والرجال والنساء والصغر والكبار ، ثم الله تعالي يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ..
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ{12}
أي: حقا إن هذه الموعظة تذكرة من الله، يذكر بها عباده، ويبين لهم في كتابه ما يحتاجون إليه، ويبين الرشد من الغي، فإذا تبين ذلك
فَمَن شَاء ذَكَرَهُ أي: عمل به،
فَمَن شَاء ذَكَرَهُ أي: عمل به،
ثم ذكر محل هذه التذكرة وعظمها ورفع قدرها، فقال:
فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ{13} مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ{14}
أي هذه السورة والعظة بل جميع القرآن في صحف معظمة موقرة
مَّرْفُوعَةٍ أي عالية القدر مُّطَهَّرَةٍ أي من الدنس والزيادة والنقص .
مَّرْفُوعَةٍ أي عالية القدر مُّطَهَّرَةٍ أي من الدنس والزيادة والنقص .
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ{15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ{16}
وهم الملائكة الذين هم السفراء بين الله وبين عباده،
كِرَامٍ أي: كثيري الخير والبركة، بَرَرَةٍ قلوبهم وأعمالهم.
وذلك كله حفظ من الله لكتابه، أن جعل السفراء فيه إلى الرسل الملائكة الكرام الأقوياء الأتقياء، ولم يجعل للشياطين عليه سبيلا، وهذا مما يوجب الإيمان به وتلقيه بالقبول، ولكن مع هذا أبى الإنسان إلا كفورا، ولهذا قال تعالى:
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ{17} مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ{18} مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ{19}
ما أكفره لنعمة الله وما أشد معاندته للحق بعدما تبين، وهو ما هو؟ هو من أضعف الأشياء، خلقه الله من ماء مهين، ثم قدر خلقه، وسواه بشرا سويا، وأتقن قواه الظاهرة والباطنة.
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ{20}
أي قدر أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ{21}
أي: أكرمه بالدفن، ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون جيفها على وجه الأرض،
ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ{22}
أي: بعثه بعد موته للجزاء،
أي: بعثه بعد موته للجزاء،
فالله هو المنفرد بتدبير الإنسان وتصريفه بهذه التصاريف، لم يشاركه فيه مشارك، وهو ـ مع هذا ـ
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ{23}
لا يقوم بما أمره الله، ولم يقض ما فرضه عليه، بل لا يزال مقصرا تحت الطلب.
يتبع ان شاء الله تعالي ...
تعليق