نظرات في سورة التكاثر
قوله تعالى:
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}
اخلصت هذه السوره للوعد والوعيد والتهديد وكفى بها موعظه لمن عقلها فقوله تعالى(أَلْهَاكُمُ) أي شغلكم على وجه لاتعتذرون فيه فان الالهاء عن الشي هو الانشغال عنه فان كان بقصد فهو بمحل التكليف وان كان بغير قصد كقوله صلى الله عليه وسلم في الخميصه " فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي" صحيح البخارى كان صاحبه معذورا وهو نوع من النسيان.
وفي الحديث : فلها صلى الله عليه وسلم عن الصبي " فلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشيءٍ بينَ يدَيه .... فقال : ( أينَ الصبيُّ ) " اسناده حسن أي ذهل عنه ويقال:لها بالشيء أي اشتغل به ولها عنه:اذا انصرف عنه.
واللهو:للقلب واللعب:والجوارح ولهذا يجمع بينهما.
لهذا كان قوله (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر) أبلغ في الذم من :أشغلكم فان العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به فاللهو هو ذهول واعراض والتكاثر :تفاعل من الكثره أي مكاثره بعضكم لبعض
فالتكاثر في كل شيء من مال أو جاه أو رياسه أو نسوة أو حديث أو علم ولا سيما إذا لم يحتج إليه والتكاثر في الكتب والتصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها.
التكاثر: أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره وهذا مذموم الا فيما يقرب الى الله فالتكاثر فيه منافسه في الخيرات ومسابقه اليها وفي صحيح مسلم.من حديث عبد الله بن الشخير قال
"أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو يقرأُ : أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ . قال " يقولُ ابنُ آدمَ : مالي . مالي
( قال ) وهل لك ، يا ابنَ آدمَ ! من مالكَ إلا ما أكلتَ فأفنيتَ ، أو لبستَ فأبليتَ ، أو تصدقتَ فأمضيتَ ؟ "
تعليق