سورة النبأ
بصوت الشيخ سعد بن سعيد الغامدي
بصوت الشيخ سعد بن سعيد الغامدي
للاستماع هنا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَسَاءلُونَ{1} عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ{2} الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ{3}
يقول ربنا سبحانه تعالي منكرا عن المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكارا لوقوعها وهو أعلم :
عَمَّ يَتَسَاءلُونَ :عن أي شيء يتسائل المكذبون بآيات الله،،
ثم بين جل جلاله مايتسائلون عنه فقال : عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ{2} الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ{3}
عن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم، وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد، وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب، والذي يختلف الناس فيه فمنهم من هو مؤمن به ومن يكفر به .
ثم قال ربنا متوعدا لمن أنكر يوم القيامة ،
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ{4} ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ{5}
هذا تهديد ووعيد شديد لمن أنكر يوم القيامة فسيعلمون إذا نزل بهم العذاب ماكانوا به يكذبون .
بين الله تعالى بعد ذلك النعم والأدلة الدالة علي قدرته علي مايشاء من أمر المعاد وغيره فقال:
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً{6}
ألم نجعل لكم الأرض ممهدة ساكنة ثابته لكم ولمصالحكم .
وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً{7}
والجبال تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد .
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً{8}
وخلقناكم ذكورا وإناثا ، ليسكن كل منكما إلى الآخر، فتكون المودة والرحمة، وتنشأ عنكما الذرية.
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتا{9}
وجعلنا نومكم راحة لكم وقطعا لأشغالكم والسعي في المعايش في عرض النهار.
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً{10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً{11}
وجعلنا الليل لكم سكنا وجعلنا النهار لكم مشرقا منيرا مضيئا ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك .
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً{12}
أي سبع سموات، في غاية القوة، والصلابة والشدة، وقد أمسكها الله بقدرته، وجعلها سقفا للأرض، وزينها بالكواكب الثوابت والسيارات
ولهذا قال تعالي :
ولهذا قال تعالي :
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً {13}
وهي الشمس المنيرة علي جميع العالم التي يتوهج ضوؤها لأهل الأرض كلهم .
وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً {14}
وأنزلنا من المعصرات ( السحاب ) ماء ثجاجا ((ماء كثيراا متتابعا ))
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً {15} وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً{16}
لنخرج بهذا الماء الكثير الطيب المبارك حبا من بر وشعير وذرة وأرز، وغير ذلك مما يأكله الآدميون.
ونخرج منه بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة وألوان مختلفة وطعوم وراوئح متفاوتة .
ونخرج منه بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة وألوان مختلفة وطعوم وراوئح متفاوتة .
فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة ، التي لا يقدر قدرها، ولا يحصى عددها، كيف تكفرون به و تكذبون ما أخبركم به من البعث والنشور؟ أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها؟
فذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون، ويجحده المعاندون، أنه يوم عظيم،وأنه مؤقت بأجل معدود لا يزاد عنه ولا ينقص منه ولا يعلم وقته علي التعيين إلا الله عز وجل.
وذلك في قوله تعالي : إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً {17
يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً {18}
يوم ينفخ المَلَك في "القرن" إيذانًا بالبعث فتأتون أممًا, كل أمة مع إمامهم،
وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً {19}
وتتشقق السماء حتي تكون أبوابا ومسالك لنزول الملائكة
َوسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً {20}
وتسير الجبال حتي تكون كالهباء المبثوث فيخيل إليك أنها شيء وهيا ليست بشيء.
يتبع إن شاء الله تعالي ....
وتسير الجبال حتي تكون كالهباء المبثوث فيخيل إليك أنها شيء وهيا ليست بشيء.
يتبع إن شاء الله تعالي ....
تعليق