إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سورة الحديد ... شاركونا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)


    يقول تعالى -مبينا لفضل الإيمان واغتباط أهله به يوم القيامة-: ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) أي: إذا كان يوم القيامة، وكورت الشمس، وخسف القمر، وصار الناس في الظلمة، ونصب الصراط على متن جهنم، فحينئذ ترى المؤمنين والمؤمنات، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، فيمشون بأيمانهم ونورهم في ذلك الموقف الهائل الصعب، كل على قدر إيمانه، ويبشرون عند ذلك بأعظم بشارة، فيقال: ( بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فلله ما أحلى هذه البشارة بقلوبهم، وألذها لنفوسهم، حيث حصل لهم كل مطلوب [محبوب]، ونجوا من كل شر ومرهوب، فإذا رأى المنافقون نور المؤمنين يمشون به
    وهم قد طفئ نورهم وبقوا في الظلمات حائرين، قالوا للمؤمنين: ( انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) أي: أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به، لننجو من العذاب، فـ ( قِيلَ) لهم: ( ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا) أي: إن كان ذلك ممكنا، والحال أن ذلك غير ممكن، بل هو من المحالات، ( فَضُرِبَ) بين المؤمنين والمنافقين ( بِسُورٍ) أي: حائط منيع، وحصن حصين، ( لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) وهو الذي يلي المؤمنين ( وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) وهو الذي يلي المنافقين، فينادي المنافقون المؤمنين، فيقولون لهم تضرعا وترحما: ( أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) في الدنيا نقول: ( لا إله إلا الله) ونصلي ونصوم ونجاهد، ونعمل مثل عملكم؟ ( قَالُوا بَلَى) كنتم معنا في الدنيا، وعملتم [في الظاهر] مثل عملنا، ولكن أعمالكم أعمال المنافقين، من غير إيمان ولا نية [صادقة] صالحة، بل ( فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ) أي: شككتم في خبر الله الذي لا يقبل شكا، ( وَغَرَّتْكُمُ الأمَانِيُّ) الباطلة، حيث تمنيتم أن تنالوا منال المؤمنين، وأنتم غير موقنين، ( حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ) أي: حتى جاءكم الموت وأنتم بتلك الحال الذميمة.
    ( وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) وهو الشيطان، الذي زين لكم الكفر والريب، فاطمأننتم به، ووثقتم بوعده، وصدقتم خبره.
    ( فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) فلو افتديتم بمثل الأرض ذهبا ومثله معه، لما تقبل منكم، ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ) أي: مستقركم، ( هِيَ مَوْلاكُمْ) التي تتولاكم وتضمكم إليها، ( وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) النار.
    [قال تعالى:] وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ .




    اللهم اغفر لنا وارحمــنا

    نفــع الله بكــمـ


    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


    تعليق


    • #17
      رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حفظكم الله من كل سوء
      بارك الله في جهودكم
      وجزاكم الله كل خير
      موضوع التفسير هذا بالذات بحاجة تثبيت
      بارك الله فيكم.
      التعديل الأخير تم بواسطة ولائى لدينى; الساعة 08-09-2011, 03:25 PM. سبب آخر: تعديل لصيغة الجمع

      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #18
        رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

        المشاركة الأصلية بواسطة كريشان مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        حفظكم الله من كل سوء
        بارك الله في جهودكم
        وجزاكم الله كل خير
        موضوع التفسير هذا بالذات بحاجة تثبيت
        بارك الله فيكم.

        جزاكم الله خير اخونا الفاضل
        ونفع بكم و جعله فى ميزان حسناتكم
        التعديل الأخير تم بواسطة ولائى لدينى; الساعة 08-09-2011, 03:26 PM.
        قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


        تعليق


        • #19
          رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

          أكملي على بركة الله يا أختي
          نحن في أنتظارك
          جزاك الله خيراً

          تعليق


          • #20
            رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

            وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

            بااااااااااااااااااااااارك الله فيكم اختنا الفاضله
            جهد رااااااااااااااااائع


            لقد لمس قلبى تفسير هذا الجزة من الايه

            ( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ) من الأعمال والعمال، فيعرض عليه العباد، فيميز الخبيث من الطيب، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
            نعم هو ربى المصرف فى كل أمورنا

            أساله الاخلاص والقبول والفردوس الاعلى
            اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
            اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
            وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

            تعليق


            • #21
              رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

              مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وهي النفقة [الطيبة] التي تكون خالصة لوجه الله، موافقة لمرضاة الله، من مال حلال طيب، طيبة به نفسه، وهذا من كرم الله تعالى [حيث] سماه قرضا، والمال ماله، والعبد عبده، ووعد بالمضاعفة عليه أضعافا كثيرة، وهو الكريم الوهاب، وتلك المضاعفة محلها وموضعها يوم القيامة، يوم كل يتبين فقره، ويحتاج إلى أقل شيء من الجزاء الحسن،
              اللهم تقبل منا ومنكم
              اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
              اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
              وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

              تعليق


              • #22
                رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                المشاركة الأصلية بواسطة ولائى لدينى مشاهدة المشاركة
                أكملي على بركة الله يا أختي
                نحن في أنتظارك
                جزاك الله خيراً
                جزاكِ الله خير وبارك فيكِ اختى الفاضلة
                المشاركة الأصلية بواسطة المصرية فيروز مشاهدة المشاركة
                وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

                بااااااااااااااااااااااارك الله فيكم اختنا الفاضله
                جهد رااااااااااااااااائع


                لقد لمس قلبى تفسير هذا الجزة من الايه



                نعم هو ربى المصرف فى كل أمورنا

                أساله الاخلاص والقبول والفردوس الاعلى
                جزاكِ الله خير وبارك فيكِ اختى الفاضلة
                وتقبل منكِ وفرج همكِ ويسر امركِ

                قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


                تعليق


                • #23
                  رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا


                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (
                  17) .

                  لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات في الدار الآخرة، كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربها، والاستكانة لعظمته، فعاتب الله المؤمنين [على عدم ذلك]، فقال: ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نزلَ مِنَ الْحَقِّ)
                  أي: ألم يجئ الوقت الذي تلين به قلوبهم وتخشع لذكر الله، الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية والأحكام الشرعية كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك، ( وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ) أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولا ثبتوا، بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم، ( فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزله الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين.
                  ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فإن الآيات تدل العقول على العلم بالمطالب الإلهية، والذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على أن يحيي الأموات بعد موتهم، فيجازيهم بأعمالهم، والذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر قادر على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحق على رسوله، وهذه الآية تدل على أنه لا عقل لمن لم يهتد بآيات الله و[لم] ينقد لشرائع الله.


                  اللهم ارزقنا قلوب حية خاشغة
                  اللهم اهدنا واغفر لنا
                  نفع الله بكم
                  قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


                  تعليق


                  • #24
                    رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    جزاك الله كل خير أختنا الفاضله
                    هذه الآية لها وقع عظيم على القلب
                    وكلما قُرأت علي شعرت وعرفت كم نحن مقصرين وكم هي قلوبنا قاسيه
                    أسأل الله العظيم أن ينور قلوبنا بالقرآن
                    وأن يجملها بالإيمان
                    وأن لا يجعلها قاسية
                    يا أرحم الراحمين
                    بارك الله فيك أختنا الفاضله
                    متااابعييين بإذن الله

                    قال الحسن البصري - رحمه الله :
                    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                    تعليق


                    • #25
                      رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                      المشاركة الأصلية بواسطة كريشان مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      جزاك الله كل خير أختنا الفاضله
                      هذه الآية لها وقع عظيم على القلب
                      وكلما قُرأت علي شعرت وعرفت كم نحن مقصرين وكم هي قلوبنا قاسيه
                      أسأل الله العظيم أن ينور قلوبنا بالقرآن
                      وأن يجملها بالإيمان
                      وأن لا يجعلها قاسية
                      يا أرحم الراحمين
                      بارك الله فيك أختنا الفاضله
                      متااابعييين بإذن الله

                      بارك الله فيكم وتقبل منكم
                      جزاكم الله خير الجزاء
                      قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


                      تعليق


                      • #26
                        رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا




                        إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) .
                        ( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ) بالتشديد أي: الذين أكثروا من الصدقات الشرعية، والنفقات المرضية، ( وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) بأن قدموا من أموالهم في طرق الخيرات ما يكون مدخرا لهم عند ربهم، ( يُضَاعَفُ لَهُمُ) الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ( وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) وهو ما أعده الله لهم في الجنة، مما لا تعلمه النفوس.



                        وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19) .
                        ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) والإيمان عند أهل السنة: هو ما دل عليه الكتاب والسنة، هو قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، فيشمل ذلك جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة، فالذين جمعوا بين هذه الأمور هم الصديقون أي: الذين مرتبتهم فوق مرتبة عموم المؤمنين، ودون مرتبة الأنبياء.
                        [وقوله:] ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) كما ورد في الحديث الصحيح: ( إن في الجنة مائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله) وهذا يقتضي شدة علوهم ورفعتهم، وقربهم من الله تعالى.
                        ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) فهذه الآيات جمعت أصناف الخلق، المتصدقين، والصديقين، والشهداء، وأصحاب الجحيم، فالمتصدقون الذين كان جل عملهم الإحسان إلى الخلق، وبذل النفع إليهم بغاية ما يمكنهم، خصوصا بالنفع بالمال في سبيل الله.
                        والصديقون هم الذين كملوا مراتب الإيمان والعمل الصالح، والعلم النافع، واليقين الصادق، والشهداء هم الذين قاتلوا في سبيل الله [لإعلاء كلمة الله، وبذلوا أنفسهم وأموالهم] فقتلوا، وأصحاب الجحيم هم الكفار الذين كذبوا بآيات الله.
                        وبقي قسم ذكرهم الله في سورة فاطر، وهم المقتصدون الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، إلا أنهم حصل منهم تقصير ببعض حقوق الله وحقوق عباده، فهؤلاء مآلهم الجنة، وإن حصل لهم عقوبة ببعض ما فعلوا.



                        اللهم اغفر لنا وارحمنا واجعلنا من اهل القران
                        قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


                        تعليق


                        • #27
                          رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                          إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) .
                          ( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ) بالتشديد أي: الذين أكثروا من الصدقات الشرعية، والنفقات المرضية، ( وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) بأن قدموا من أموالهم في طرق الخيرات ما يكون مدخرا لهم عند ربهم، ( يُضَاعَفُ لَهُمُ) الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ( وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) وهو ما أعده الله لهم في الجنة، مما لا تعلمه النفوس.
                          هذة الايه لها معنا ذكرى راااااائعه

                          بوركتِ أختنا تقبل الله منا ومنكم
                          اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                          اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                          وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                          تعليق


                          • #28
                            رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                            جزاكِ الله خير الجزاء أختى الفاضله
                            زادك الله من علمه وفضله

                            تعليق


                            • #29
                              رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              جزاك الله كل خير أختنا الفاضله
                              وأسأل الله أن يرزقنا الشهادة نقاتل ونقتل
                              في سبيله جل وعلا.
                              بارك الله فيك
                              متااااااااااابعيييييييين
                              بإذن الله

                              قال الحسن البصري - رحمه الله :
                              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                              تعليق


                              • #30
                                رد: تفسير سورة الحديد ... شاركونا

                                بسم الله الرحمن الرحيـــــم
                                ............................................

                                اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)
                                .

                                يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه، ويبين غايتها وغاية أهلها، بأنها لعب ولهو، تلعب بها الأبدان، وتلهو بها القلوب، وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا، فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات أعمارهم بلهو القلوب، والغفلة عن ذكر الله وعما أمامهم من الوعد والوعيد، وتراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا، بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة، فإن قلوبهم معمورة بذكر الله، ومعرفته ومحبته، وقد أشغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله، من النفع القاصر والمتعدي.
                                [وقوله:]
                                ( وَزِينَةً) أي: تزين في اللباس والطعام والشراب، والمراكب والدور والقصور والجاه. [وغير ذلك] ( وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ) أي: كل واحد من أهلها يريد مفاخرة الآخر، وأن يكون هو الغالب في أمورها، والذي له الشهرة في أحوالها، ( وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ) أي: كل يريد أن يكون هو الكاثر لغيره في المال والولد، وهذا مصداقه، وقوعه من محبي الدنيا والمطمئنين إليها.
                                بخلاف من عرف الدنيا وحقيقتها، فجعلها معبرا ولم يجعلها مستقرا، فنافس فيما يقربه إلى الله، واتخذ الوسائل التي توصله إلى الله وإذا رأى من يكاثره وينافسه بالأموال والأولاد، نافسه بالأعمال الصالحة.
                                ثم ضرب للدنيا مثلا بغيث نزل على الأرض، فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها، وأعجب نباته الكفار، الذين قصروا همهم ونظرهم إلى الدنيا جاءها من أمر الله [ما أتلفها] فهاجت ويبست، فعادت على حالها الأولى، كأنه لم ينبت فيها خضراء، ولا رؤي لها مرأى أنيق، كذلك الدنيا، بينما هي زاهية لصاحبها زاهرة، مهما أراد من مطالبها حصل، ومهما توجه لأمر من أمورها وجد أبوابه مفتحة، إذ أصابها القدر بما أذهبها من يده، وأزال تسلطه عليها، أو ذهب به عنها، فرحل منها صفر اليدين، لم يتزود منها سوى الكفن، فتبا لمن أضحت هي غاية أمنيته ولها عمله وسعيه.
                                وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع، ويدخر لصاحبه، ويصحب العبد على الأبد، ولهذا قال تعالى:
                                ( وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ) أي: حال الآخرة، ما يخلو من هذين الأمرين: إما العذاب الشديد في نار جهنم، وأغلالها وسلاسلها وأهوالها لمن كانت الدنيا هي غايته ومنتهى مطلبه، فتجرأ على معاصي الله، وكذب بآيات الله، وكفر بأنعم الله.
                                وإما مغفرة من الله للسيئات، وإزالة للعقوبات، ورضوان من الله، يحل من أحله به دار الرضوان لمن عرف الدنيا، وسعى للآخرة سعيها.
                                فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، ولهذا قال:
                                ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) أي: إلا متاع يتمتع به وينتفع به، ويستدفع به الحاجات، لا يغتر به ويطمئن إليه إلا أهل العقول الضعيفة الذين يغرهم بالله الغرور.
                                ثم أمر بالمسابقة إلى مغفرة الله ورضوانه وجنته، وذلك يكون بالسعي بأسباب المغفرة، من التوبة النصوح، والاستغفار النافع، والبعد عن الذنوب ومظانها، والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح، والحرص على ما يرضي الله على الدوام، من الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق بجميع وجوه النفع، ولهذا ذكر الله الأعمال الموجبة لذلك، فقال:
                                ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) والإيمان بالله ورسله يدخل فيه أصول الدين وفروعها، ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) أي: هذا الذي بيناه لكم، وذكرنا لكم فيه الطرق الموصلة إلى الجنة، والطرق الموصلة إلى النار، وأن فضل الله بالثواب الجزيل والأجر العظيم من أعظم منته على عباده وفضله. ( وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الذي لا يحصى ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده .



                                قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


                                تعليق

                                يعمل...
                                X