بسم الله الرحمن الرحيم
*السؤال فى الآية الكريمة :
{ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ....}
- كلمة السمع جاءت مفردة وجاءت كلمة الأبصار جمعا ، مع أننا نسمع بأذنين ؛ كما نبصر بعينين؟ وجاءت أيضا كلمة الأفئدة جمعا فى آيات أخرى؟
الجواب
- يرجع ذلك لأمرين اثنين:
*الأمر الأول :
-أن السمع لا يمكن أن يدرك عددا من المسموعات إدراكا معه فهم وضبط فى وقت واحد أبدا،
فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين فى وقت واحد ويفهمهما فهما جيدا وواضحا كما هو معلوم ظاهر....
ومن أراد أن يجرب هذا الأمر فليضع فى أذنيه سماعتين فى وقت واحد وليحاول أن يفهم كلا الكلامين بدقة ووضوح...
أما البصر
فيمكن أن يدرك الشخص ببصره عدة أشياء فى وقت واحد وبوضوح،
فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين مثلا فيميز كلاهما عن الآخر دون عناء....
أما الفؤاد
- وهو العقل القلبى المتعلق بالعقل الذى فى الدماغ فذلك أيضا بدليل أن الإنسان يمكن أن يؤدى أكثر من عمل فى وقت واحد، فيتكلم ويتحرك وينظر ويسمع ونحو ذلك...
وبدون تداخل بين هذه الأفعال،
فسبحان من أحسن كل شئ خلقه.....
* الأمر الثانى :
من جهة اللغة
فلأن السمع مصدر ، والمصدر لا يجمع
، أما الأبصار والأفئدة ،فأسماء والأسماء تجمع...
ولعل هذا التغاير بينهما فى اللغة فى التعبير عن السمع بالمصدر، والأبصار والأفئدة بالاسم
اشارة للاختلاف بينها فى طبيعة الخلق...
- فإن حاسة البصر والفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان ، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار فى الأحوال الإعتيادية ،
فيستطيع أن يغمض عينيه أو لا يفكر فى أمر من الأمور غالبا....
- أما حاسة السمع فهى حاسة لا إرادية لا يستطيع أن يصم سمعه، بل يسمع جميع الأصوات حوله إجبارا لا اختيارا.....
والله أعلم
تعليق