إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبادة صامتة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبادة صامتة



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :


    عبادة صامتة

    لاتكلفك الكثير من الوقت
    وتجني منها الكثير من الحسنات
    *****************************

    استماع القرآن عبادة صامتة

    إذا ذبلت رياحين القلب؛
    فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة.
    وإذا سئمت من الخلق جفاءهم،
    وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛
    لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛
    فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله.


    تأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يسأل فيه ربه مستغيثًا بأسمائه الحسنى وصفات العلى:
    "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء همومنا وأحزاننا...".

    ***********************************

    فمن المؤكد أن تستشعر في آهات دعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم أن القرآن الكريم هو نور الأبصار،
    وربيع النفوس، وكاشف الهم والغم، وشفاء لما في الصدور، ورحمة للمؤمنين،
    وإرشاد للمهتدين، وإنذار للأحياء، ويحق الله به القول على الكافرين.

    وللتعبد بالقرآن، قراءة وسماعًا وتدبرًا، نور وحلاوة، ويُعَدّ سماع القرآن الكريم
    عبادة صامتة يغفل عنها الكثيرون؛ ويقول الله عز وجل
    :

    "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف: 204).



    سحر الأبدان أم القلوب؟

    ولسماع القرآن سحر للقلوب وسلطان عليها،
    ولذة لا تقاوم؛ حتى حذَّر الكفار أتباعهم من سماع القرآن لما يعلمون من صدقه وسلطانه على القلوب،
    حيث حكى القرآن عنهم فقال:
    "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (فصلت: 12).


    وقد جاء حكيم العرب -كما وصفوه- يساوم النبي صلى الله عليه وسلم؛
    مقلبًا له الأمور على كل وجوه الاسترضاء التي يقبلها البشر. وهنا يقول
    له النبي صلى الله عليه وسلم: "أفرغت أبا الوليد"، يقول نعم فيقول له:
    "فاسمع مني"، ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصل إلى قوله تعالى:
    "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" (فصلت: 13).
    فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل
    . وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به. ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام
    الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر،
    وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه".


    فما بال المؤمنين؟ وهم أتقى عباده وأحرصهم على الامتثال له والتقرب إليه؛
    فللسماع مذاق لا يعرفه إلا من ذاقه؛ لأن الصمت وسكون الجوارح أدعى لعمل القلب.
    حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطق أن يحرم لذة سماع القرآن؛
    رغم أنه عليه أنزل.

    فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلي الله عليه وسلم:
    "اقرأ عليَّ القرآن" فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال: "إني أحب
    أن أسمعه من غيري"، فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية:
    "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا" (النساء: 41).
    قال: "حسبك الآن"، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان"
    (متفق عليه).

    ويقول ابن بطال تعليقًا على هذا الحديث، كما ورد في فتح الباري: يحتمل أن يكون الرسول
    قد أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرضا، أو أن يكون لكي يتدبره ويتفهمه، وذلك أن
    المستمع أقوى على التدبر، ونفسه أنشط من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها.

    فمن صفات المؤمنين سماع القرآن بتدبر وطاعة؛ فقد يكون تدبره جزءا من اتصال
    العلاقة الإيمانية بينه وبين ربه. فيقول تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ
    وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا
    سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة: 285).


    ولم يقتصر تأثير القرآن على بني آدم فقط؛ ولكن كان له تأثير على الجن أيضًا؛
    "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *
    يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" (الجن:1-2)؛ وقوله عز من قائل:
    "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا" (الجن: 13).


    ****************************************

    الميت من لا يتدبر


    ويبدو أن عدم التدبر من صفات أعمى القلب؛
    فلقد نعى الله تعالى على الكفار عدم استجابتهم للسماع؛ فقال
    : "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ
    لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الأعراف: 179).

    ونعتهم أيضًا بقوله: "فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ
    * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي العمي عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُون"
    (الروم: 52-53). وفي قوله تعالى: "فإنك لا تسمع الموتى"،
    أي وضحت الحجج يا محمد؛ لكن ماتت عقولهم وعميت بصائرهم،
    فلا يمكنك إسماعهم وهدايتهم.

    وقد ذكر الله شأن اليهود، وعصيانهم لبرهان ربهم: "مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ
    الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ
    وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ
    وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً" (النساء: 46).

    ويؤكد الله تعالى تحقق وفاتهم الإدراكية بعدم التدبر لكلام مولاهم: "وَمَا يَسْتَوِي
    الأعْمَى وَالْبَصِيرُ . وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ . وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ . وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ
    وَلاَ الأمْوَاتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ" (فاطر: 19 - 22).

    فهل نتشبه بهم؟





    ****************************************


    كيف نسمع القرآن؟


    نسمع القرآن ممن نستشعر منه القرآن، فعن طاووس رضي الله عنه، قال:
    سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتًا للقرآن وأحسن قراءة؟ قال:
    "من إذا سمعته رأيت أنه يخشى الله" (رواه مسلم).


    ولكن قد يتساءل سائل: كيف أسمع القرآن وأنا في ضيق؟ فنقول:

    أولاً: إذا كانت هذه العبادة راحة للأبدان والعقول وإشباع للنفوس؛ أفلا تستحق أن تضحي من أجلها. أما إذا ذقت لذتها فستعرف أنت الجواب.

    ثانيًا: السماع من أيسر العبادات فتستطيع أن تسمع في البيت، وفي العمل،
    وفي السيارة، وعلى كل الأحوال. ما دمت حاضر القلب كيفما تكون قائمًا أو جالسًا أو مضجعًا.


    وتميل النفوس إلى سماع القراءة بالترتيل والتجويد الصحيح والصوت الحسن أكثر من ميلها لمن لا يرتل؛ لأن للترتيل

    تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع.


    ويقول الإمام النووي رحمه الله: البكاء عند قراءة

    القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين.


    ونختتم بما قاله الغزالي في ذلك: يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله
    أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود،
    ثم ينظر تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن فليبكِ على فقْد ذلك وإنه من أعظم المصائب.





    التعديل الأخير تم بواسطة محبة العلم والدعوة; الساعة 01-11-2015, 10:35 PM. سبب آخر: وضع فواصل القسم ، بوركتم

  • #2
    رد: عبادة صامتة

    بارك الله فيك
    نسأل الله أن يحفظ القرآن في صدورنا وقلوبنا
    ويجعلنا قولا وعملا
    د.ناصر العمر |
    إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

    تعليق


    • #3
      رد: عبادة صامتة

      جزاك الله خيرا أخى الغالى على مروركم بالموضوع

      وبارك الله فيكم على كلماتكم وأسأل الله أن يحفظ القرآن فى صدورنا


      تعليق


      • #4
        رد: عبادة صامتة

        جزاك ربى كل خير اخى الحبيب

        اسئل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلنا من حفظة وكتابة ومن مستمعيه ومن مقرائى القراءن
        هوا لى ذالك والقادر علية


        لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
        كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
        عذراً لتقصيرى؟؟

        بهدوووووووووووء

        تعليق


        • #5
          رد: عبادة صامتة

          رسول الله يبكى عند سماعه
          ونحن لا نبكى بعد فراق حفظه
          اللهم علمنا منه ماجهلنا وذكرنا منه مانسينا
          واجعله شاهدا لنا لاعلينا
          واجعله قائدنا الى الجنة
          ولاتجعله سائقنا
          الى النار
          آمييييييييييييييييييييييييييين
          جزا كم الله خيرا على هذه
          التذكرة الطيبة

          تعليق


          • #6
            رد: عبادة صامتة

            جزاكم الله خيراااااااااااااااا..
            موضوع رااااااااااااااااااائع..

            بس لى تنبيه بسيط عل الحديث فى الصوره التى فى اخر الموضوع وهو مكتوب بصيغه غير صحيحه اصلا.

            حدثنا أحمد بن منيع حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب قال هذا حديث حسن صحيح

            قال الترمذي : حديث حسن صحيح
            قال الشيخ الألباني : ضعيف

            تطلب من ..دار النعيم للنشر والتوزيع
            ت : 01003418784
            وفريق نشر الهداية
            ت : 01111323838

            تعليق


            • #7
              ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              عبادة صامتة
              لاتكلفك الكثير من الوقت
              وتجني منها الكثير من الحسنات
              موضوع اعجبني فنقلته

              *****************************
              استماع القرآن عبادة صامتة
              إذا ذبلت رياحين القلب؛
              فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة.
              وإذا سئمت من الخلق جفاءهم،
              وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛
              لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛
              فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله.

              تأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يسأل فيه ربه مستغيثًا بأسمائه الحسنى وصفات العلى:
              " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي و غمي...".
              الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: مختصر الصواعق المرسلة - الصفحة أو الرقم: 128
              خلاصة حكم المحدث: صحيح

              ***********************************
              فمن المؤكد أن تستشعر في آهات دعاء النبي أن القرآن الكريم هو نور الأبصار،
              وربيع النفوس، وكاشف الهم والغم، وشفاء لما في الصدور، ورحمة للمؤمنين،
              وفرقان للحيارى، وإرشاد للمهتدين، وإنذار للأحياء، ويحق الله به القول على الكافرين.
              وللتعبد بالقرآن، قراءة وسماعًا وتدبرًا، نور وحلاوة، ويُعَدّ سماع القرآن الكريم
              عبادة صامتة يغفل عنها الكثيرون؛ ويقول الله عز وجل:
              "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف: 204).
              سحر الأبدان أم القلوب؟
              ولسماع القرآن سحر للقلوب وسلطان عليها،
              ولذة لا تقاوم؛ حتى حذَّر الكفار أتباعهم من سماع القرآن لما يعلمون من صدقه وسلطانه على القلوب،
              حيث حكى القرآن عنهم فقال:
              "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (فصلت: 12).
              وقد جاء حكيم العرب -كما وصفوه- يساوم النبي صلى الله عليه وسلم؛
              مقلبًا له الأمور على كل وجوه الاسترضاء التي يقبلها البشر. وهنا يقول
              له النبي صلى الله عليه وسلم: "أفرغت أبا الوليد"، يقول نعم فيقول له:
              "فاسمع مني"، ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصلإلى قوله تعالى:
              "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" (فصلت: 13).

              فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل
              . وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به.
              ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه".

              فما بال المؤمنين؟وهم أتقى عباده وأحرصهم على الامتثال له والتقرب إليه؛ فللسماع مذاق لا يعرفه إلا من ذاقه؛ لأن الصمت وسكون الجوارح أدعى لعمل القلب.
              حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطق أن يحرم لذة سماع القرآن؛ رغم أنه عليه أنزل.

              فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ علي القرآن " قال فقلت : يا رسول الله ! أقرأ عليك ، وعليك أنزل ؟ قال " إني أشتهي أن أسمعه من غيري " فقرأت النساء . حتى إذا بلغت : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }[ 4 / النساء / الآية - 41 ] . رفعت رأسي . أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي . فرأيت دموعه تسيل . وفي رواية : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو على المنبر ، " اقرأ علي " .
              الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 800
              خلاصة حكم المحدث: صحيح
              ويقول ابن بطال تعليقًا على هذا الحديث، كما ورد في فتح الباري‏:‏ يحتمل أن يكون الرسول قد أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرضا، أو أن يكون لكي يتدبره ويتفهمه، وذلك أن المستمع أقوى على التدبر، ونفسه أنشط من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها.

              فمن صفات المؤمنين سماع القرآن بتدبر وطاعة؛ فقد يكون تدبره جزءا من اتصال العلاقة الإيمانية بينه وبين ربه. فيقول تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"(البقرة: 285).
              ولم يقتصر تأثير القرآن على بني آدم فقط؛ ولكن كان له تأثير على الجن أيضًا؛
              "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *
              يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
              " (الجن:1-2)؛ وقوله عز من قائل:
              "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا" (الجن: 13).

              وقد تعدى تأثير القرآن إلى الحيوانات.

              ****************************************
              الميت من لا يتدبر
              ويبدو أن عدم التدبر من صفات أعمى القلب؛
              فلقد نعى الله تعالى على الكفار عدم استجابتهم للسماع؛ فقال
              : "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌلاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ"(الأعراف: 179).
              ونعتهم أيضًا بقوله: "فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ* وَمَا أَنْتَ بِهَادِي العمي عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُون"(الروم: 52-53).
              وفي قوله تعالى‏: "فإنك لا تسمع الموتى
              أي وضحت الحجج يا محمد؛ لكن ماتت عقولهم وعميت بصائرهم،
              فلا يمكنك إسماعهم وهدايتهم‏.‏
              وقد ذكر الله شأن اليهود، وعصيانهم لبرهان ربهم: "مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً"(النساء: 46).
              ويؤكد الله تعالى تحقق وفاتهم الإدراكية بعدم التدبر لكلام مولاهم: "‏وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ . وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ . وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ .وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلاَ الأمْوَاتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ"‏(‏فاطر: 19 -‏ 22‏)‏.
              فهل نتشبه بهم؟
              ****************************************
              كيف نسمع القرآن؟
              نسمع القرآن ممن نستشعر منه القرآن،فعن جابر بن عبدالله :إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ ، رأيت أنه يخشى الله
              الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2202
              خلاصة حكم المحدث: صحيح
              ولكن قد يتساءل سائل: كيف أسمع القرآن وأنا في ضيق؟ فنقول:
              أولاً: إذا كانت هذه العبادة راحة للأبدان والعقول وإشباع للنفوس؛ أفلا تستحق أن تضحي من أجلها. أما إذا ذقت لذتها فستعرف أنت الجواب.
              ثانيًا: السماع من أيسر العبادات فتستطيع أن تسمع في البيت، وفي العمل، وفي السيارة، وعلى كل الأحوال. ما دمت حاضر القلب كيفما تكون قائمًا أو جالسًا أو مضجعًا.
              وتميل النفوس إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع‏. ‏ويقول الإمام النووي رحمه الله‏:‏ البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين.
              ونختتم بما قاله الغزالي في ذلك‏:‏ يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود،ثم ينظر تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن فليبكِ على فقْد ذلك وإنه من أعظم المصائب‏.
              **********************************
              بقلم الأستاذ عماد الدين دهينة
              باحث شرعي بكلية دار العلوم.
              ::::::::::
              تحياتي لكم
              التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 02-09-2014, 10:28 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                الاخت الكريمة حفيدة حليمة السعدية

                لكمني كل الشكر و التحية و سعيدة بتواجدك العطر معنا دائما

                تعليق


                • #9
                  رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                  أشكرك أختي على مرورك
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 02-09-2014, 10:28 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤


                    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                    لها بالشفاء العاجل

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                      بارك الله فيكم وجزاكم ربي الجنة
                      التعديل الأخير تم بواسطة om khadija; الساعة 19-04-2010, 06:35 PM. سبب آخر: يمنع استخدام الصور التعبيرية بين الجنسين تبعا لتعليمات الإدارة وشكرا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                        جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أسعدني مروركم

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                          جزاك الله خيرا أختى حفيده
                          وأثابك ونفع بك

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                            عابدة خاشعة بارك الله فيك وجزاك الجنة

                            تعليق


                            • #15
                              رد: ¤§¤~^~¤ عبـــــــادة صــامتة : ¤~^~¤§¤

                              جزاكم الله خيرا

                              رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

                              تعليق

                              يعمل...
                              X