إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانتفاع بالقرآن وشروطه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    قاعدة جليلة في فوائد الإنتفاع بالقرآن وشروطه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الشيخ الإمام , محي السنّة قامع البدعة , أبو عبد الله
    الشهير بابن القيّم الجوزيّة رحمه الله تعالى : في كتابه الـفـوائــد .

    قاعدة جليلة

    الانتفاع بالقرآن وشروطه
    إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته وسماعه , وأَلف سمعك , وأحضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه , فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله , قال تعالى : {إِنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[سورة ق ، الآية : 37] .

    وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر مقتض , ومحل قابل , وشرط لحصول الأثر , وانتفاء المانع الذي يمنع منه , تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظٍ وأبينه , وأدلّه على المراد .
    فقوله تعالى : {إِنَّ في ذَلِكَ لَذِكْـرَى}أي : لعــبـرة . إشـارة الى ما تقـدم من أول الـســورة إلى هاهـنا ، وهذا هـو المـؤثــر .
    وقوله : {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}أي : لب يعي به ، وقال مجاهد : عقل . فهذا هو المحل القابل , والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله , كما قال تعالى : {إِنْ هُوَ إلا ذِكرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ . لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَياً}[سورة يس الآية : 69 – 70] ، أي حي القلب ، هو قول قتادة . أنظر تفسير ابن كثير ، وزاد قوله : حيـي البصر . وأخرجه ابن جرير كذلك عن قتادة ، وانظر الدر المنثور للسيوطي .
    وقوله : {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}أي : استمع الكلام فوعاه ، وتعقله ، وتفهمه بلبه . وقال مجاهد : يعني لا يحدث نفسه في هذا بقلب . وقال الضحاك : العرب تقول ألقى فلان سمعه إذا استمع بأذنيه . أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه الى ما يقال له , وهذا شرط التأثر بالكلام .
    وقوله : {وَهُوَ شَهِيدٌ}أي شاهد القلب حاضر غير غائب . هو قول الضحاك . انظر تفسير ابن كثير ، قال : قال الضحاك : في قوله : {أو ألقى السمع} وهو شاهد بقلب غير غائب ، وهكذا قال الثوري وغير واحد . وأخرجه ابن جرير عن الضحاك . وذكر السيوطي في الدر المنثور ، معناه عن محمد بن كعب فيما رواه ابن المنذر عنه .
    قال الإمام الجليل عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، صاحب كتاب "تأويل مختلف الحديث" المتوفى سنة 276ه : ((استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم , ليس بغافل ولا ساهٍ)) . انظر غريب القرآن . وهو إشارة الى المانع من حصول التأثير , وهو سهو القلب , وغيبته عن تعقل ما يقال له , والنظر فيه وتأمله . فإذا حصل المؤثر وهو القرآن , والمحل القابل وهو القلب الحي , ووجد الشرط وهو الإصغاء , وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب , وإنصرافه عنه إلى شيء آخر , حصل الأثر وهو الإنتفاع والتذكر .
    فان قيل : اذا كان التأثير انما يتم بمجموع هذه, فما وجه دخول أداة "أو" في قوله "أو ألقى السمع" , والموضع موضع واو الجمع لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين .
    قيل : هذا سؤال جيد ، والجواب عنه أن يقال : خرج الكلام بـــ(أو) باعتبار حال المخاطب المدعو , فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه , تام الفطرة , فاذا فكر بقلبه , وجال بفكره , دلّه قلبه وعقله على صحة القرآن , وأنه الحق , وشهد قلبه بما أخبر به القرآن , فكان ورود القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة , وهذا وصف الذين قيل فيهم : {وَيَرَى اللَّذيِنَ أُوتُوا العِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إليْكَ مِنْ رَبِكَ هُوَ الحقَّ}[سورة سبأ ، الآية : 6] . وقال في حقهم : {اللهُ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ(1) فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشآءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[سورة النور ، الآية : 35] .
    فهذا نور الفطرة على نور الوحي , وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي .
    قال ابن القيم –رحمه الله- : وقد ذكرنا ما تضمنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" . فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن , فيجدها كأنها قد كتبت فيه , فهو يقرؤها عن ظهر قلب . ومن الناس من لا يكون تام الإستعداد , واعي القلب , كامل الحياة , فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطن , ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي , فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام , وقلبه لتأمله , والتفكر فيه , وتعقل معانيه , فيعلم حينئذٍ أنه الحق .

    فالأول : حال من رأى بعينه ما دعي اليه وأخبر به .

    والثاني : حال من علم صدق المخبر وتيقنه , وقال : يكفيني خبره , فهو في مقام الإيمان , والأول في مقام الإحسان . هذا قد وصل إلى علم اليقين , وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين , وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام .
    فعين اليقين نوعان : نوع في الدنيا , ونوع في الآخرة , فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد إلى العين . وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار , وفي الدنيا بالبصائر , فهو عين يقين في المرتبتين .
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة العلم والدعوة; الساعة 03-02-2015, 07:08 PM.

    تعليق


    • #17
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فيكم وجعل عملكم في موازين حسناتكم
      كون الموضوع مكرر تم دمجه مع الموضوع القديم
      وجزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #18
        رد: الانتفاع بالقرآن وشروطه

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        بارك الله فيكم ونفع بكم
        محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
        أقرأ القرآن أون لاين
        هنا
        لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
        و نرجوا الدخول هنا


        تعليق

        يعمل...
        X