بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده,
ثم أما بعد,
لماذا لا يمل المنصرين و من قبلهم المستشرقين من الطعن في اصالة القران الكريم ؟! و العجيب اننا نجد مواقع نصرانية اجنبية تتحدث عن الاخطاء اللغوية في القرآن ؟ و كأن هؤلاء الجهال اعلم بلغة العرب من اهل مكة الذين تحداهم القرآن الكريم ان يأتوا بسورة من مثله و فشلوا..
و لكن لماذا القرآن ؟! يأتي النصاري بافترائات اكثر من مضحكة و لا مصدر لها و لا دليل الا في عقولهم المريضة و يتم ضحدها ببساطة شديدة و مع ذلك لا يملون و لا يكلون من البحث عن غيرها..
و لكن هيهات لقد تكفل بحفظ هذا الكتاب رب العالمين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
و نقول لهؤلاء {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
يقول د عبد الراضي عبد المحسن في كتابه الغارة التنصيرية علي اصالة القرآن الكريم :
تتعدد دوافع الجدل التنصيري ضد القرآن الكريم، فمنها دوافع خاصة بأهل الكتاب ومنها دوافع عامة لكل خصوم القرآن من كتابيين وغيرهم, ومن تلك الدوافع التي يمكن رصدها:
1 ـ صرف الأنظار بعيدًا عن القرآن.
وقد كان ذلك هدفًا لمشركي مكة، وسعوا إلى تحقيقه بوسائل عدة منها: صدُّ الناس عن القرآن، والتصفيق والصفير عند تلاوته وإثارة المزاعم والشكوك حوله.
وكان ظن المشركين أن ذلك مجلبة للغلبة والنصر، قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } (فصلت / 26).
وهذا ما اعتقده المنصرون تمامًا، يقول المنصرّ وليم جيفورد بالكراف : "متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه" .
والمقصود بالحضارة التي حَالَ القرآن بين المسلمين وبينها فيما أشار إليه المنصِّر هي الحضارة ذات المفهوم الغربي للكون والحياة، ذلك النموذج الذي أكد " جياني ديميكليس " رئيس المجلس الوزاري الأوربي على ضرورة فرضه وإلا فالحرب هي الخيار ولا شك أن المناعة الذاتية الجبارة التي خلقها القرآن في المسلمين قد حالت بينهم وبين الاندحار الحضاري أو السقوط المدوي أمام التكالب الأممي لجحافل التتار والصليبيين في الماضي وأمام الغزو الاستعماري في العصر الحديث، وكذلك جعلت من إمكان تنصير المسلمين مرهونة بإبعادهم عن القرآن وصرف أنظارهم عنه، وقد تجلَّى انكشاف تلك الحقيقة الثمينة في تأكيد غلاد ستون أحد موطدي دعائم الإمبراطورية البريطانية في الشرق الإسلامي: "ما دام هذا القرآن موجودًا فلن تستطع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان"
ـ موقف القرآن الكريم من كتب أهل الكتاب ومعتقداتهم.
حدد القرآن الكريم بوضوح وجلاء موقفه من الكتب السابقة، متمثلا في:أ - الهيمنة عليها، قال تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ( المائدة / 48 ).
ب - أفضليته وكماله، قال تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ } (الزمر / 23 )، وترجع أفضلية القرآن على غيره من الكتب إلى كماله من جهتين:
أولاهما: تبيانه لكل شيء، قال تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (الأنعام / 38 )، وقال تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } (النحل / 89). والثانية: إرشاده إلى غاية ما يصبو إليه الإنسان وما يحقق له كمال الدنيا والدين، قال تعالى: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } (الإسراء / 9 ).
جـ - كشف التحريف والتبديل الواقع فيها: بالإخفاء والكتمان: { قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا } (الأنعام / 91)، أو بالنسيان: { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } (المائدة / 14)، أو بالوضع: { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } (البقرة / 79 )، أو بالتغيير المتعمد: { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (البقرة / 75 ).
ورفض القرآن زعم اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه، وبكَّتهم وذمَّ أخلاقهم وفضح خطيئاتهم بما يعنيه ذلك من طعن في مشروعية امتلاك حق مقدس في قيادة البشرية, قال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ } ( المائدة / 18 ).
وأنكر عليهم دعواهم صلب المسيح؛ { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا } . { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (النساء: 157 ـ 158).
وكفّر الذين قالوا ببنوة المسيح وألوهيته: { وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (التوبة / 30 ).
وقال تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } (المائدة / 17 ).
وقد كان هذا الموقف القرآني الدقيق من العهدين القديم والجديد ومعتقداتهما جدارًا صلبًا أمام نجاح الفكر التنصيري أو ما يرتبط به من رؤى حضارية في اختراق الحياة الروحية أو صمود العقيدة الإسلامية، مما دفع بدهاقنة العمل التنصيري إلى التساؤل بعد أربعة عشر قرنًا من بدء الغارة التنصيرية :
- هل من الممكن حقا إقناع المسلم بأن النصارى لم يزوِّروا الكتاب المقدس؟ أو أنهم ليسوا مشركين؟ أو أن المسيح هو أكثر من كونه ابن مريم كما هو مذكور في القرآن؟ أو أن صلب المسيح وبعثه قد تم فعلا؟.
هل الإسلام بوصفه دينًا قائمًا على الكتاب ( القرآن ) يعقِّد عملية قبول النصرانية أو ييسِّرها؟ وبأية وسيلة؟
كيف يمكننا التغلب على النصوص القرآنية التي تكذِّب بعض الأجزاء المهمة من رؤية العهد الجديد؟
3 ـ إبطال المعجزة القرآنية
لما كان القرآن الكريم هو دليل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ـ الأكبر، وبرهانها الساطع وحجتها البالغة وأخص آياتها, وأظهر علاماتها بسبب اجتماع الوحي المدَّعى والدليل المعجز الذي تحدى به النبي صلى الله عليه وسلم ـ العالم إنسه وجنّه: { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } (الإسراء / 88 ).
لذلك فقد أدرك المنصرون أن القرآن أقوى أسلحة المسلمين وأمضاها في صراعهم ضد جحافل التنصير، فعملوا جاهدين على إبطال فاعلية هذا السلاح، بتحجيم قيمته، من مضمونه، ونفي أصالته، تمهيدًا لمحاولة سلب محمد صلى الله عليه وسلم شرف النبوة بحجة: "عدم وجود معجزة تؤيد نبوته"
وقد حدد الواعظ التنصيري " جون تاكلي " هذا الباعث من الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم، قائلا: " يجب أن نستخدم كتابهم وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه لنقضي عليه تمامًا, يجب أن يرى الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديدًا وأن الجديد فيه ليس صحيحًا"
الي هنا انتهي كلام الكاتب و نحن نقول انهم فشلوا في كل ما حاولوا فيه فلاهم استطاعوا اثبات ان القران لم يأتي بجديد بل انه الأن يدافع عن القران بني جلدتهم من العلماء..
و لا هم استطاعوا اثبات انه من عند محمد صلي الله عليه و علي اله و صحبه و سلم لما فيه من معجزات غيبية و علمية و حتي بيانيه..
و لا هم استطاعوا ان يتصدوا للايات القرانيه الصريحة التي تهدم عقيدتهم من اساسها..
و نقول لهم أما ان الوقت ان تتعلموا من اسلافكم ؟! فلقد دأب اهل الضلال منذ بعثة محمد صلي الله عليه و سلم علي الطعن في هذا الدين و لم يزدادوا الا خسرانا و لم يزداد المسلمين الا ايمانا ..
و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..
اللهم اهدنا و اهدي بنا و اجعلنا سببا لمن اهتدي..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق