إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشاهد حية للأخرة في القرآن العظيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تابع
    الجزء التاسع و العشرون
    مشاهد الأخرة من القرأن العظيم
    وبعض الآيات من سورة القيامة

    إن رحمة الله للعالمين تتجلى في بيان دلائل يوم البعث
    وفي هذه المرة يقسم الله تعالى بيوم القيامة
    وهذا القسم تخر له القلوب المؤمنة ساجدة لله الحق.
    عازمة النية على التوبة وعمل الصالحات والتقرب الى الله بأداء الفرائض.
    أما من تولى وكفر فلا يلومن إلا نفسه.

    و المشاهد تبدأ بعلامات الساعة .
    ثم تنقلنا الى مشهد وجوه المؤمنين الناضرة .
    ثم الى مشهد وجوه المكذبين العابسة الكالحة .
    وتنتهي بتذكير الإنسان بمرحلة تكوينه في بطن أمه ثم إنتقاله إلى الدنيا
    ثم إنتقاله الى مرحلة البرزخ .
    ثم يطرح ربنا سؤال على الإنسان لتأكيد مرحلة البعث
    أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ؟ ..
    بلى قادر سبحانه .

    ********

    لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)

    أقسم الله سبحانه بيوم الحساب والجزاء, وأقسم بالنفس المؤمنة التقية التي تلوم صاحبها على ترك الطاعات وفِعْل الموبقات، أن الناس يبعثون.
    أيظنُّ هذا الإنسان الكافر أن لن نقدر على جَمْع عظامه بعد تفرقها؟ بلى سنجمعها، قادرين على أن نجعل أصابعه أو أنامله -بعد جمعها وتأليفها- خَلْقًا سويًّا، كما كانت قبل الموت .
    بل ينكر الإنسان البعث، يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره, يسأل هذا الكافر مستبعدًا قيام الساعة: متى يكون يوم القيامة؟

    العلامات الكبرى للقيامة

    فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)

    فإذا تحيَّر البصر ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال يوم القيامة، وذهب نور القمر, وجُمِع بين الشمس والقمر ., يقول الإنسان وقتها: أين المهرب من العذاب؟
    لا ملجأ ولا منجى من الله إلا اليه... إلى الله وحده مصير الخلائق يوم القيامة ومستقرهم، فيجازي كلا بما يستحق.
    يُخَبَّر الإنسان في ذلك اليوم بجميع أعماله: من خير وشر، ما قدَّمه منها في حياته وما أخَّره.

    بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)

    بل الإنسان حجة واضحة على نفسه تلزمه بما فعل أو ترك، ولو جاء بكل معذرة يعتذر بها عن إجرامه، فإنه لا ينفعه ذلك.

    ******
    لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)

    ********

    كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21)

    والإنسان إذا لم يحكم عقلة في مصيره ..قد تتخطفه شياطين الإنس والجن لتهوي به في جهنم.
    حيث تصور له المعاصي حرية والفجور ثقافة , وتشوه له صورة المؤمنين ..بحيث يحكم على رسالة الإسلام من خلال فئات معينة ..ليسوا بحجة على الإسلام.
    وتعصف الدنيا بالإنسان المغيب عن مصيره ولا يرى إلا اللعب والشهوات .
    فحب الدنيا وزينتها ، وترك الآخرة ونعيمها. يؤدي الي الهلاك

    مشهد وجوه أهل الإيمان

    وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)

    وجوه أهل السعادة يوم القيامة مشرقة حسنة ناعمة, ترى خالقها ومالك أمرها, فتتمتع بذلك.

    مشهد وجوه أهل الكفر والنفاق

    وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)

    ووجوه الأشقياء يوم القيامة عابسة كالحة, تتوقع أن تنزل بها مصيبة عظيمة, تقصم فَقَار الظَّهْر.

    كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِي (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)

    وهنا بدأ مرحلة جديدة يدخلها كل إنسان
    فهل يستطيع أي إنسان أن يعترض عليها ؟
    أو يأتي بطبيب أو راقي ليمنع خروجه من هذه المرحلة الى المرحلة التي تليها ؟
    وهنا تعرض لنا مشهد من يغتر بهذه الدنيا.

    فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)

    فلا آمن الكافر بالرسول والقرآن، ولا أدَّى لله تعالى فرائض الصلاة, ولكن كذَّب بالقرآن، وأعرض عن الإيمان، ثم مضى إلى أهله يتبختر مختالا في مشيته.- أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى - وعيد بالهلاك يتلوه وعيد بالهلاك

    وتضع الصورة هنا أيدينا على حقيقة القدرة
    إن لم يستوعبها المغيبون عن الإيمان.

    أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)

    أيظنُّ هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك هَمَلا لا يُؤمر ولا يُنْهى، ولا يحاسب ولا يعاقب؟ ألم يك هذا الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين ، ثم صار قطعة من دم جامد، فخلقه الله بقدرته وسوَّى صورته في أحسن تقويم؟ فجعل من هذا الإنسان الصنفين: الذكر والأنثى، أليس ذلك الإله الخالق لهذه الأشياء بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم؟ بلى إنه - سبحانه وتعالى- لقادر على ذلك.

    *****
    وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا دخل أهل الجنة -الجنة- يقول الله تبارك وتعالى‏:‏ تريدون شيئاً أزيدكم‏؟‏ فيقولون‏:‏ ألم تبيض وجوهنا‏؟‏ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار‏؟‏ فيكشف الحجاب، فما أعطو شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

    نسأل الله تعالى أن ينضر وجوهنا بالنظر إليه .

    ******

    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

    تعليق


    • #47
      مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

      بسم الله الرحمن الرحيم

      تابع
      الجزء التاسع و العشرون
      مشاهد الأخرة من القرآن العظيم
      وبعض الآيات من سورة الإنسان

      إنتهت سورة القيامة بسؤال تقريري- أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ؟
      والجواب - بلى قادر سبحانه
      وتبدأ سورة الإنسان بسؤال يجب أن ننتبه اليه جيدا
      بل يجب أن نستصحب المشهد للأرض ونحن نجيب .
      والسؤال هو : هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ؟

      ونستحضر مشهد الأرض وليس عليها إنسان

      والجواب الذي يقر به كل إنسان عاقل- نعم قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
      وبنظرة سريعة لمشهد الأرض اليوم - من خلق هؤلاء المليارات من البشر ؟
      فهل يصعب على الله تعالى أن يعيد أولئك البشر مرة أخرى يوم القيامة ؟
      بعد هذا المنطق .. هل يوجد من يعترض على البعث..؟
      فهل لأي مجادل أن يأتي بحجة تناقد هذه القضية ؟

      فإن رحمة الله الواسعة بعباده تمهل الإنسان حتى يعود لرشده
      إن الله يدعوا إلى دار السلام وهي الجنة وبها أماكن لكل البشر
      فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
      وهذه مشيئة الله في البشر جعلهم مختارين في هذا الأمر
      لا إكراه في الدين
      فالإنسان مجبر في أمور كثيرة ..حيث ولد بدون إختيار ويموت دون إختيار
      ويبعث دون إختيار

      فعلى العاقل أن يتدبر رسالة الله تعالى للعالمين ويختار طريق الإيمان قبل فوات الأوان.

      ونمضي مع مشاهد السورة,
      مستحضرين الذاكرة لمشهد الأرض ولم يكن عليها أي إنسان .

      هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)

      إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)

      إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج, نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد, فجعلناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصر؛ ليسمع الآيات, ويرى الدلائل, إنا بينَّا له وعرَّفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر; ليكون إما مؤمنًا شاكرًا, وإما كفورًا جاحدًا.

      إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاً وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)

      إنا أعتدنا للكافرين قيودًا من حديد تُشَدُّ بها أرجلهم, وأغلالا تُغلُّ بها أيديهم إلى أعناقهم, ونارًا يُحرقون بها.

      إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5)

      إن أهل الطاعة والإخلاص الذين يؤدون حق الله, يشربون يوم القيامة مِن كأس ممزوجة بأحسن أنواع الطيب, وهو ماء الكافور.

      عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10)

      هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله, يُفَجِّرُونَهَا حيث شاؤوا إجراءً سهلا.
      هؤلاء كانوا في الدنيا يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله,
      ويخافون عقاب الله في يوم القيامة -إلا مَن رحم الله, ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه, فقيرًا عاجزًا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئًا, وطفلا مات أبوه ولا مال له, وأسيرًا أُسر في الحرب من المشركين وغيرهم,
      ويقولون في أنفسهم: إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله, وطلب ثوابه, لا نبتغي عوضًا ولا نقصد حمدًا ولا ثناءً منكم. إنا نخاف من ربنا يومًا شديدًا تَعْبِس فيه الوجوه, وتتقطَّبُ الجباه مِن فظاعة أمره وشدة هوله.

      فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14)

      فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم, وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم, وبهجة وفرحًا في قلوبهم, وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا, ويَلْبَسون فيها الحرير الناعم, متكئين فيها على الأسرَّة المزينة بفاخر الثياب والستور, لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد, وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم, وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلا.

      وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18)

      ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضيَّة, وأكواب الشراب من الزجاج, زجاج من فضة, قدَّرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون لا تزيد ولا تنقص, ويُسْقَى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسًا مزجت بالزنجبيل, يشربون مِن عينٍ في الجنة تسمى سلسبيلا؛ لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه.

      وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19)
      وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20)
      عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21)

      ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم, إذا أبصرتهم ظننتهم- لحسنهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرَّق المضيء.
      وإذا أبصرت أيَّ مكان في الجنة رأيت فيه نعيمًا لا يُدْركه الوصف، ومُلْكا عظيمًا واسعًا لا غاية له.
      يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر, وظاهرها من الحرير الغليظ, ويُحَلَّون من الحليِّ بأساور من الفضة, وسقاهم ربهم فوق ذلك النعيم شرابًا طهورا

      إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22)

      ويقال لهم: إن هذا أُعِدَّ لكم مقابل أعمالكم الصالحة, وكان عملكم في الدنيا عند الله مرضيًا مقبولا.

      *******
      إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23)
      فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25)
      وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)
      *******
      مشاهد المشركين المحبين للعاجلة والكارهين الأخرة.

      إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)
      نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً (28)

      إن هؤلاء المشركين يحبون الدنيا, وينشغلون بها, ويتركون خلف ظهورهم العمل للآخرة, ولما فيه نجاتهم في يوم عظيم الشدائد.
      نحن خلقناهم, وأحكمنا خلقهم, وإذا شئنا أهلكناهم, وجئنا بقوم مطيعين ممتثلين لأوامر ربهم.

      إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (31)

      إن هذه السورة عظة للعالمين, فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه.
      وما تريدون أمرًا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته. إن الله كان عليمًا بأحوال خلقه, حكيمًا في تدبيره وصنعه.
      يُدْخل مَن يشاء مِن عباده في رحمته ورضوانه, وهم المؤمنون, وأعدَّ للظالمين المتجاوزين حدود الله عذابًا موجعًا.

      فنعمة الإيمان لا تعادلها نعمة ..فإذا ذهب إنسان ليصلي فقد فتح الله له ذلك الطريق
      فليحمد الله على الهداية ويكثر من الطاعات.
      فكثير غيره يلعبون ومغيبون ولا يفيقوا إلا على الموت.
      فعلى العاقل أن ينقذ نفسه ويرفع يده إلى خالقه الحق مالك الملك
      ويدعوا أن يتقبله ربه في الصالحين.

      اللهم تقبلنا في الصالحين.

      *****
      وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة‏:‏ يا أهل الجنة، فيقولون ‏:‏ لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك فيقول‏:‏ هل رضيتم‏؟‏ فيقولون‏:‏ وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك‏!‏ فيقول‏:‏ ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون‏:‏ وأي شيء أفضل من ذلك‏؟‏ فيقول‏:‏ أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

      *******
      وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

      تعليق


      • #48
        مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

        بسم الله الرحمن الرحيم

        تابع
        الجزء التاسع و العشرون
        مشاهد الأخرة من القرآن العظيم
        وبعض الآيات من سورة المرسلات

        إمتاز هذا الجزء بالمشاهد العديدة والمفصلة للأخرة.
        وتختم بسورة المرسلات التي تؤكد حقيقة البعث.
        وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على رحمة الله للعالمين
        حيث أمر رسوله بأن يقسم على وقوع البعث في سورة التغابن
        قال تعالى : قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ .
        ثم أقسم رب العزة بيوم القيامة في سورة القيامة.
        وهنا يتكرر القسم من الرحمن الرحيم بأن الوعد بالبعث أتي لا شك فيه.

        وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)

        أقسم الله تعالى بالرياح حين تهب متتابعة, وبالرياح الشديدة, وبالملائكة الموكلين بالسحب يسوقونها حيث شاء الله, وبالملائكة التي تنزل من عند الله بما يفرق بين الحق والباطل, وبالملائكة التي تتلقى الوحي من عند الله وتنزل به على أنبيائه; إعذارًا من الله إلى خلقه وإنذارًا منه إليهم ; لئلا يكون لهم حجة.
        إن الذي توعدون به مِن أمر يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء لنازلٌ بكم لا محالة.

        فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)

        فإذا النجوم طُمست وذهب ضياؤها, وإذا السماء تصدَّعت, وإذا الجبال تطايرت وتناثرت, وإذا الرسل عُيِّن لهم وقت للفصل بينهم وبين الأمم, يقال: لأيِّ يوم عظيم أخِّرت الرسل؟ أخِّرت ليوم القضاء والفصل بين الخلائق.
        وما أعلمك -أيها الإنسان- أيُّ شيء هو يوم الفصل وشدته وهوله؟ هلاك عظيم في ذلك اليوم للمكذبين بهذا اليوم الموعود.

        والمشاهد توضح حقيقة العذاب للمكذبين في الدنيا قبل الأخرة
        حيث وقع ذلك الهلاك بالفعل لأمم كذبت رسلهم .

        أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)

        ألم نهلك السابقين من الأمم الماضية; بتكذيبهم للرسل كقوم نوح وعاد وثمود؟ ثم نلحق بهم المتأخرين ممن كانوا مثلهم في التكذيب والعصيان. مِثل ذلك الإهلاك الفظيع نفعل بهؤلاء المجرمين الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
        ومرة أخرى تبين الأيات المراحل التي
        يمر بها الإنسان لكي تضع أيدينا على حقيقة البعث وأنها مرحلة سوف تأتي بإذن الله تعالى.

        أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)

        ألم نخلقكم من ماء ضعيف وهو النطفة, فجعلنا هذا الماء في مكان حصين, وهو رحم الأم, إلى وقت محدود ومعلوم عند الله تعالى؟ فقدرنا على خلقه وتصويره وإخراجه, فنعم القادرون

        أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ كِفَاتاً (25) أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتاً (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً (27) وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)

        ألم نجعل هذه الأرض التي تعيشون عليها, تضم على ظهرها أحياء لا يحصون, وفي بطنها أمواتًا لا يحصرون, وجعلنا فيها جبالا ثوابت عاليات؛ لئلا تضطرب بكم, وأسقيناكم ماءً عذبًا سائغًا؟

        مشهد للمكذبين وهم يعذبون
        يهربون من النار الى ظل لا يحميهم من العذاب.

        انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنْ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)

        يقال للكافرين يوم القيامة: سيروا إلى عذاب جهنم الذي كنتم به تكذبون في الدنيا, سيروا, فاستظلوا بدخان جهنم يتفرع منه ثلاث قطع, لا يُظِل ذلك الظل من حر ذلك اليوم, ولا يدفع من حر اللهب شيئًا. إن جهنم تقذف من النار بشرر عظيم, كل شرارة منه كالبناء المشيد في العِظم والارتفاع. كأن شرر جهنم المتطاير منها إبل سود يميل لونها إلى الصُّفْرة.

        هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)

        هذا يوم القيامة الذي لا ينطق فيه المكذبون بكلام ينفعهم, ولا يكون لهم إذن في الكلام فيعتذرون؛ لأنه لا عذر لهم.

        مشهد للمكذبين حيث يجمع بهم من كل العصور
        ويطلب منهم أن يعملوا حيلهم للخلاص ولكن لا جدوى.

        هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)

        هذا يوم يفصل الله فيه بين الخلائق, ويتميز فيه الحق من الباطل, جمعناكم فيه –يا معشر كفار هذه الأمة- مع الكفار الأولين من الأمم الماضية, فإن كان لكم حيلة في الخلاص من العذاب فاحتالوا, وأنقذوا أنفسكم مِن بطش الله وانتقامه.

        مشاهد النعيم للمتقين

        إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (44)

        إن الذين خافوا ربهم في الدنيا, واتقوا عذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه, هم يوم القيامة في ظلال الأشجار الوارفة وعيون الماء الجارية, وفواكه كثيرة مما تشتهيه أنفسهم يتنعمون. يقال لهم: كلوا, واشربوا هنيئًا؛ بسبب ما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال. إنا بمثل ذلك الجزاء العظيم نجزي أهل الإحسان في أعمالهم وطاعتهم لنا

        ******
        مشهد أهل الكفر والكبر في الدنيا

        حيث لا هم لهم إلا الأكل و التمتع ونسوا من وهب لهم الحياة وأمدهم بالطعام والشراب وبكل ما ينعمون به

        وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45)
        كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47)
        وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49)

        ثم هدَّد الله الكافرين فقال : كلوا من لذائذ الدنيا, واستمتعوا بشهواتها الفانية زمنًا قليلا؛ إنكم مجرمون بإشراككم بالله.
        وإذا قيل لهؤلاء المشركين: صلُّوا لله, واخشعوا له, لا يخشعون ولا يصلُّون, بل يصرُّون على استكبارهم.

        *********

        وهذا كتاب ربنا القرآن العظيم
        كتاب أتى بعقيدة التوحيد واضحة جلية
        وبين الفرائض والعبادات التي تقربنا الى الله تعالى
        كتاب وضع مبادئ القيم الرفيعة والأخلاق العالية
        كتاب أتى بشريعة صالحة لكل زمان ومكان
        كتاب أتى بأخبار الرسل السابقين والأمم السابقة
        كتاب بين بداية خلق الإنسان ونشئة الكون
        كتاب به أخبار الدار الأخرة بالتفاصيل التي عشنا معها في هذه السلسلة
        كتاب به معجزات علمية تم اكتشافها حديثا وسوف تستمر إلى يوم القيامة

        جاء في الحديث: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
        ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم,
        هو بالفصل ليس بالهزل,
        من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم,
        وهو الصراط المستقيم,
        وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه,
        من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم


        فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)

        إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، فبأي كتاب وكلام بعده يؤمنون؟ وهو المبيِّن لكل شيء، الواضح في حكمه وأحكامه وأخباره، المعجز في ألفاظه ومعانيه.

        ******

        نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن .
        ونسأله الرضى .
        ونسأله الفردوس الأعلى .

        وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ شهدت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه‏:‏ ‏"‏فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر‏"‏ ثم قرأ : تتجافى جنوبهم عن المضاجع - إلى قوله تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين.‏ ‏‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏

        *******

        وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى

        تعليق


        • #49
          مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

          بسم الله الرحمن الرحيم

          مع الجزء الثلاثون
          مشاهد الأخرة من القرآن العظيم

          ونلاحظ في هذا الجزء
          أنه مليئ بمشاهد الآخرة .

          وأول هذه المشاهد
          مشهد من يكذب بنبأ البعث والحساب رغم أنه من أعظم الأنباء
          التي ينبغي أن يلتفت إليها ويدرسها الإنسان جيدا لأن في ذلك مصيره الحقيقي والخلود الأبدي الذي لا موت بعده .

          عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ -1 عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ -2
          الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ -3

          إن إستحضار مشاهد الآخره في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي.
          كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد
          كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين
          كما يحمي النفس من الجزع والخوف من الموت حيث ينحصر الخوف من الوقوع في المعاصي والظلم
          والحرص على عمل الخيرات لزيادة الحسنات لبلوغ أعلى مراتب الجنة.
          والتقرب إلى الله تعالى في أداء ما افترضه علينا
          من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
          قال تعالى : قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ - سورة ص-67
          أي ما أنذركم به من الحساب والثواب والعقاب خبر عظيم القدر فلا ينبغي أن يستخف به.

          والمشاهد تعرض بوضوح تام.

          إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً (21) لِلْطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزَاءً وِفَاقاً (26)

          إن جهنم كانت يومئذ ترصد أهل الكفر الذين أُعِدَّت لهم, للكافرين مرجعًا, ماكثين فيها دهورًا متعاقبة لا تنقطع، لا يَطْعَمون فيها ما يُبْرد حرَّ السعير عنهم، ولا شرابًا يرويهم, إلا ماءً حارًا، وصديد أهل النار، يجازَون بذلك جزاء عادلا موافقًا لأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا.

          إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً (30)

          إنهم كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له, وكذَّبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا, وكلَّ شيء علمناه وكتبناه في اللوح المحفوظ, فذوقوا -أيها الكافرون- جزاء أعمالكم, فلن نزيدكم إلا عذابًا فوق عذابكم

          ******

          المشاهد التالية للمؤمنين

          إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35)

          إن للذين يخافون ربهم ويعملون صالحًا, فوزًا بدخولهم الجنة. إن لهم بساتين عظيمة وأعنابًا, و زوجاتهم نواهد مستويات في سن واحدة, ولهم كأس مملوءة ممتتابعة. لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول، ولا يكذب بعضهم بعضًا.

          جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً (36) رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)

          لهم كل ذلك جزاء ومنَّة من الله وعطاءً كثيرًا كافيًا لهم، ربِّ السموات والأرض وما بينهما، رحمنِ الدنيا والآخرة, لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه, يوم يقوم جبريل عليه السلام والملائكة مصطفِّين، لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة, وقال حقًا وسدادًا. ذلك اليوم الحق الذي لا ريب في وقوعه, فمن شاء النجاة مِن أهواله فليتخذ إلى ربه مرجعًا بالعمل الصالح.

          إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)

          إنَّا حذَّرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم, ويقول الكافر من هول الحساب: يا ليتني كنت ترابًا فلم أُبعث

          ********

          نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
          ونسأله الرضى.
          ونسأله الفردوس الأعلى.

          وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك فيقول: هل رضيتم؟
          فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك!
          فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟
          فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً" ((متفق عليه)).

          ******

          وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

          تعليق


          • #50
            رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

            بسم الله الرحمن الرحيم

            تابع
            الجزء الثلاثون
            مشاهد الأخرة من القرآن العظيم

            *****

            إن الربط بين سلوك الإنسان في الدنيا وحياته في الدار الأخرة
            تبينه تلك الآيات التي معنا في سورة النازعات

            فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)

            فأمَّا مَن تمرد على أمر الله, وفضل الحياة الدنيا على الآخرة, فإن مصيره إلى النار .
            فالطغيان والفساد في الدنيا مسيرة في نفق إلى الجحيم يوم القيامة.

            هل أدركنا الأن قيمة إستحضار المشاهد الحية للأخرة في تغير سلوك الإنسان ؟
            فإن هذه المشاهد إذا بهتت أو تلاشت فلا يبقى أمام الإنسان إلا الحياة الدنيا.
            والحياة الدنيا مهما طالت فهي مرحلة منتهية وإلى زوال
            تتجاذب معها صراعات مريرة داخل الإنسان وخارجه بين الخوف من المجهول , وعدم الجدوى والقيمة لحياة تنتهي بعمر الإنسان.
            وينتهي ذلك الصراع إما بالأمراض النفسية والعقلية وإما بالإنتحار
            وهذا ما نلاحظه في المجتمعات الغنية المترفة البعيدة عن الإيمان
            والوضع يختلف تماما عند المؤمن.

            ونسمع ونرى هذه المشاهد

            وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)

            وأمَّا مَنْ خاف القيام بين يدي الله للحساب، ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة, فإن الجنة هي مسكنه.
            والخوف من الله تعالى هو أساس العقيدة الصحيحة للإنسان المؤمن . حيث الأمن والأمان .
            فالذي يخاف الله تعالى متزن السلوك أمينا في عمله
            وفيا في معاهداته ومعاملاته مع الله ومعاملاته مع البشر
            وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رحم الله رجلا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.

            والمؤمن أمينا مع كل ما حوله من جمادات وحيوانات
            فهو بار بوالديه ورحيم بإخوانه وأقاربه والناس أجمعين
            حيث أنه مكلف برسالة يجب تبليغها للعالم بسلوكه قبل أن يتفوه بكلمة, وهي رسالة الإسلام .

            فالمؤمن من أمنه الناس , والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
            فلا يعتدي بالقتل ولا يسرق ولا يزني ولا يغدر

            وكيف يفعل ذلك من يخاف الله تعالى ؟
            والنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي , فالمؤمن ينهى النفس عن الوقوع في المعاصي التي تهواها النفس .
            فإن أعداء الإنسان ,الشيطان والنفس والهوى
            فالمؤمن يحمي نفسه من الشيطان الرجيم بالإستعاذة بالله تعالى .
            وبأداء الفرائض يحمي نفسه من الوقوع في المعاصي ,
            إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
            وبالخوف من الله تعالى ونهي النفس عن الهوى ينجو المؤمن
            في الأخرة وتكون الجنة هي المأوى.

            ******

            نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
            ونسأله الرضى.
            ونسأله الفردوس الأعلى.

            وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم‏؟‏ قال‏:‏ "بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.

            *****
            وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

            تعليق


            • #51
              رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

              بسم الله الرحمن الرحيم

              تابع
              الجزء الثلاثون
              مشاهد الأخرة من القرآن العظيم
              وبعض آيات من سورة عبس

              ويطرح هذا السؤال

              قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ -17 مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ -18 مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ - 19
              ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ – 20 ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ -21 ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ - 22 كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ - 23

              لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب, ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ من نطفة خلقه , فقدَّره أطوارا, ثم بين له طريق الخير والشر, ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه, ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء.

              فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ -24
              أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا -25 ثُمَّ شَقَقْنَا الأرْضَ شَقًّا -26
              فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا -27 وَعِنَبًا وَقَضْبًا -28
              وَزَيْتُونًا وَنَخْلا -29 وَحَدَائِقَ غُلْبًا -30
              وَفَاكِهَةً وَأَبًّا -31 مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ –32

              فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا, ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى, فأنبتنا فيها حبًا, وعنبًا وعلفًا للدواب, وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار, وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم

              ثم تلفتنا الآيات إلى مصدر الغذاء الذي خلقه الله لنا لنحيا في هذه الدنيا
              وكيف تتم الزراعة , حيث يتم حرث الأرض ورمي البذور بدخلها , وتروى
              بالماء سواء عن طريق الري بماء الأنهار أو بالأمطار
              والصورة الملفتة للنظر هي الأرض الميتة التي تتنزل عليها الأمطار

              قال تعالى :
              وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ -5 ( الحج )

              صورة حية ومثالا للبعث والحياة بعد نزول الماء على الأرض الميتة أمام أعيننا
              تتكرر..... وتمر سنين جفاف على الأرض ويكاد تحدث مجاعات ويتضرع المؤمنون لربهم أن ينزل المطر لتعود الحياة إلى الأرض الميتة مرة أخرى.

              سبحان الله .. ما أشبه الصورتين , صورة البشر وهم يقبرون ثم يبعثون بإذن الله تعالى ,
              وصورة البذور المقبورة إذا نزل عليها الماء, فتنبت بإذن الذي خلقها .

              قال تعالى:
              وَهُوَ الّذِي يُرْسِلُ الرّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتّىَ إِذَآ أَقَلّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مّيّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلّ الثّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى َلَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ - الأعراف 57
              وقال تعالى:
              وَالّذِي نَزّلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً بِقَدَر ٍفَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ - الزحرف 11

              *******

              مشاهد تعرض لأول مرة ,
              مشهد الإنشغال بالنجاة – والفرار من أقرب الناس.

              فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)

              فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع, يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه, وأمه وأبيه, وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.

              ******

              صورتان لصنفين من البشر , وعلى العاقل أن يختار من الأن إلى أي الصنفين يذهب ؟

              وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)

              وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة، مسرورة فرحة, ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة, تغشاها ذلَّة. أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذَّبوا بآياته, وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.

              ******
              نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
              ونسأله الفردوس الأعلى.

              وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.

              *****
              وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

              تعليق


              • #52
                رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

                بسم الله الرحمن الرحيم

                تابع
                الجزء الثلاثون
                مشاهد الأخرة من القرآن العظيم

                سورة التكوير

                مشاهد حية توضح بدأ يوم القيامة
                صورة مهيبة قوية

                إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)

                إذا الشمس لُفَّت وذهب ضَوْءُها, وإذا النجوم تناثرت, فذهب نورها, وإذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثًا, وإذا النوق الحوامل تُركت وأهملت, وإذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض, وإذا البحار أوقدت، فصارت على عِظَمها نارًا تتوقد, وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها, وإذا الطفلة المدفونة حية سُئلت يوم القيامة سؤالَ تطييب لها وتبكيت لوائدها : بأيِّ ذنب كان دفنها؟ وإذا صحف الأعمال عُرضت, وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها, وإذا النار أوقدت فأضرِمت, وإذا الجنة دار النعيم قُرِّبت من أهلها المتقين, إذا وقع ذلك, تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر

                ******

                سورة الأنفطار

                إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)

                إذا السماء انشقت, واختلَّ نظامها, وإذا الكواكب تساقطت, وإذا البحار فجَّر الله بعضها في بعض، فذهب ماؤها, وإذا القبور قُلِبت ببعث مَن كان فيها, حينئذ تعلم كلُّ نفس جميع أعمالها, ما تقدَّم منها, وما تأخر, وجوزيت بها

                ******
                سورة المطففين

                والمشاهد هنا تقرر أهمية الوعي بيوم الحساب

                إن الإسلام ليس شعارات ترفع ثم يفعل الإنسان مايخالف الأخلاق التي أمرنا الله بها .
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غشنا فليس منا.
                إن فساد المجتمع يأتي من عدم اليقين بالحساب.
                والكيل بمكيالين أصبح اليوم خلق حتي بين الدول .
                ولا يستقيم حال البشرية إلا إذا عادوا إلى أخلاق الأسلام
                حيث العدل والمساواة .

                وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)

                عذابٌ شديد للذين يبخسون المكيال والميزان, الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم, وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونًا يُنْقصون في المكيال والميزان, فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما, ويبخس الناس أشياءهم؟
                ألا يعتقد أولئك المطففون أن الله تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعمالهم في يوم عظيم الهول؟ يوم يقوم الناس بين يدي الله, فيحاسبهم على القليل والكثير, وهم فيه خاضعون لله رب العالمين

                كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)

                حقا إن مصير الفُجَّار ومأواهم لفي ضيق, وما أدراك ما هذا الضيق؟ إنه سجن مقيم وعذاب أليم، وهو ما كتب لهم المصير إليه، مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه ولا يُنقص.

                وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)

                عذاب شديد يومئذ للمكذبين، الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء, وما يكذِّب به إلا كل ظالم كثير الإثم, إذا تتلى عليه آيات القرآن قال: هذه أباطيل الأولين. ليس الأمر كما زعموا, بل هو كلام الله ووحيه إلى نبيه, وإنما حجب قلوبهم عن التصديق به ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب.
                فالكفار, يوم القيامة عن رؤية ربهم- جل وعلا- لمحجوبون، ثم إنهم لداخلو النار يقاسون حرها, ثم يقال لهم: هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون.

                كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)

                حقا إن كتاب الأبرار -وهم المتقون- لفي المراتب العالية في الجنة. و كتاب الأبرار مكتوب مفروغ منه, لا يزاد فيه ولا يُنقص، يَطَّلِع عليه المقربون من ملائكة كل سماء.

                مشاهد مشرقة للأبرار
                وهم المؤمنون الصادقون العاملون

                وعلى هذا النعيم الأبدي يجب أن تكون المنافسة , قال تعالى : فاستبقوا الخيرات.
                أما التنافس على الدنيا فهي الهلاك .
                وكلنا نرى ما يحدث من فساد وخراب ودمار من أجل التنافس على الدنيا.
                بينما لو حدث التنافس على الخيرات لعم الرخاء والسعادة والتعاون والحب بين البشر .
                هذا في الدنيا , أما في الأخرة فالنعيم الأبدي بلا حدود.

                إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)

                إن أهل الصدق والطاعة لفي الجنة يتنعمون, على الأسرَّة ينظرون إلى ربهم, وإلى ما أعدَّ لهم من خيرات، ترى في وجوههم بهجة النعيم, يُسْقَون من رحيق مختوم, آخره رائحة مسك, وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق المتسابقون. وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تُعْرَف لعلوها بـ "تسنيم", عين أعدت ; ليشرب منها المقربون, ويتلذذوا بها.
                مشاهد للمؤمنين وهم يضحكون في الأخرة.
                وكانوا صابرين على الأذى في الدنيا كما قال تعالى في أخر سورة المؤمنون:

                إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -109
                فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ -110
                إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ -111

                فالعبرة بالخواتيم

                إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)

                إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين, وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم, وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار المؤمنين, وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء لضالون – ولكن في يوم القيامة تعدل الصورة ويضحك أهل الإيمان من هؤلاء الكفرة الفجرة .

                ******
                نسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
                ونسأله الفردوس الأعلى.

                وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة‏.‏ فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم‏:‏ والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً‏!‏ فيقولون‏:‏ وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً‏!‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

                *****
                وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

                تعليق


                • #53
                  رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  تابع
                  الجزء الثلاثون
                  مشاهد الأخرة من القرآن العظيم

                  سورة التكوير

                  مشاهد حية توضح بدأ يوم القيامة
                  صورة مهيبة قوية

                  إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)

                  إذا الشمس لُفَّت وذهب ضَوْءُها, وإذا النجوم تناثرت, فذهب نورها, وإذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثًا, وإذا النوق الحوامل تُركت وأهملت, وإذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض, وإذا البحار أوقدت، فصارت على عِظَمها نارًا تتوقد, وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها, وإذا الطفلة المدفونة حية سُئلت يوم القيامة سؤالَ تطييب لها وتبكيت لوائدها : بأيِّ ذنب كان دفنها؟ وإذا صحف الأعمال عُرضت, وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها, وإذا النار أوقدت فأضرِمت, وإذا الجنة دار النعيم قُرِّبت من أهلها المتقين, إذا وقع ذلك, تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر

                  ******

                  سورة الأنفطار

                  إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)

                  إذا السماء انشقت, واختلَّ نظامها, وإذا الكواكب تساقطت, وإذا البحار فجَّر الله بعضها في بعض، فذهب ماؤها, وإذا القبور قُلِبت ببعث مَن كان فيها, حينئذ تعلم كلُّ نفس جميع أعمالها, ما تقدَّم منها, وما تأخر, وجوزيت بها

                  ******
                  سورة المطففين

                  والمشاهد هنا تقرر أهمية الوعي بيوم الحساب

                  إن الإسلام ليس شعارات ترفع ثم يفعل الإنسان مايخالف الأخلاق التي أمرنا الله بها .
                  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غشنا فليس منا.
                  إن فساد المجتمع يأتي من عدم اليقين بالحساب.
                  والكيل بمكيالين أصبح اليوم خلق حتي بين الدول .
                  ولا يستقيم حال البشرية إلا إذا عادوا إلى أخلاق الأسلام
                  حيث العدل والمساواة .

                  وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)

                  عذابٌ شديد للذين يبخسون المكيال والميزان, الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم, وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونًا يُنْقصون في المكيال والميزان, فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما, ويبخس الناس أشياءهم؟
                  ألا يعتقد أولئك المطففون أن الله تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعمالهم في يوم عظيم الهول؟ يوم يقوم الناس بين يدي الله, فيحاسبهم على القليل والكثير, وهم فيه خاضعون لله رب العالمين

                  كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)

                  حقا إن مصير الفُجَّار ومأواهم لفي ضيق, وما أدراك ما هذا الضيق؟ إنه سجن مقيم وعذاب أليم، وهو ما كتب لهم المصير إليه، مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه ولا يُنقص.

                  وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)

                  عذاب شديد يومئذ للمكذبين، الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء, وما يكذِّب به إلا كل ظالم كثير الإثم, إذا تتلى عليه آيات القرآن قال: هذه أباطيل الأولين. ليس الأمر كما زعموا, بل هو كلام الله ووحيه إلى نبيه, وإنما حجب قلوبهم عن التصديق به ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب.
                  فالكفار, يوم القيامة عن رؤية ربهم- جل وعلا- لمحجوبون، ثم إنهم لداخلو النار يقاسون حرها, ثم يقال لهم: هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون.

                  كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)

                  حقا إن كتاب الأبرار -وهم المتقون- لفي المراتب العالية في الجنة. و كتاب الأبرار مكتوب مفروغ منه, لا يزاد فيه ولا يُنقص، يَطَّلِع عليه المقربون من ملائكة كل سماء.

                  مشاهد مشرقة للأبرار
                  وهم المؤمنون الصادقون العاملون

                  وعلى هذا النعيم الأبدي يجب أن تكون المنافسة , قال تعالى : فاستبقوا الخيرات.
                  أما التنافس على الدنيا فهي الهلاك .
                  وكلنا نرى ما يحدث من فساد وخراب ودمار من أجل التنافس على الدنيا.
                  بينما لو حدث التنافس على الخيرات لعم الرخاء والسعادة والتعاون والحب بين البشر .
                  هذا في الدنيا , أما في الأخرة فالنعيم الأبدي بلا حدود.

                  إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)

                  إن أهل الصدق والطاعة لفي الجنة يتنعمون, على الأسرَّة ينظرون إلى ربهم, وإلى ما أعدَّ لهم من خيرات، ترى في وجوههم بهجة النعيم, يُسْقَون من رحيق مختوم, آخره رائحة مسك, وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق المتسابقون. وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تُعْرَف لعلوها بـ "تسنيم", عين أعدت ; ليشرب منها المقربون, ويتلذذوا بها.
                  مشاهد للمؤمنين وهم يضحكون في الأخرة.
                  وكانوا صابرين على الأذى في الدنيا كما قال تعالى في أخر سورة المؤمنون:

                  إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -109
                  فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ -110
                  إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ -111

                  فالعبرة بالخواتيم

                  إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)

                  إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين, وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم, وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار المؤمنين, وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء لضالون – ولكن في يوم القيامة تعدل الصورة ويضحك أهل الإيمان من هؤلاء الكفرة الفجرة .

                  ******
                  نسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
                  ونسأله الفردوس الأعلى.

                  وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة‏.‏ فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم‏:‏ والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً‏!‏ فيقولون‏:‏ وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً‏!‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

                  *****
                  وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

                  تعليق


                  • #54
                    رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    تابع
                    الجزء الثلاثون
                    مشاهد الأخرة من القرآن العظيم

                    سورة الإنشقاق

                    إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)

                    وبعد هذه المقدمات لقيام الساعة
                    التي ترتجف لها القلوب
                    تبين لنا السورة قيمة عمل الإنسان في الدنيا حيث
                    يتم كتابة صحيفته بناء على هذه الأعمال.
                    فمن يستطيع من الأن أن يحسن في صحيفته فليفعل , وهذا أمر يسير على من يسره الله له , فالتوبة الخالصة تمحو ما كان بينك وبين الله من تقصير.
                    ورد المظالم إلى أهلها تمحو ما كان بينك وبين البشر
                    قال تعالى في سورة هود : وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)
                    فهل توجد رحمة وسعة أكثر من هذا ؟
                    حتي الكافر وما اقترفه من معاصي لو أسلم تمحى صفحاته السيئة إلى صفحات بيضاء جديدة.
                    قال تعالى في سورة الزمر : قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
                    وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54)
                    وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55)
                    أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56)
                    أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (57)
                    أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (58)
                    بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ (59)

                    ونعود إلى المشاهد التي معنا

                    يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6)
                    فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)
                    وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11) وَيَصْلَى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً (15)

                    يا أيها الإنسان إنك ساعٍ إلى الله, وعامل أعمالا من خير أو شر, ثم تلاقي الله يوم القيامة, فيجازيك بعملك بفضله أو عدله.
                    فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه, وهو مؤمن بربه, فسوف يحاسب حسابًا سهلا ويرجع إلى أهله في الجنة مسرورًا.
                    وأمَّا مَن أُعطي صحيفة أعماله من وراء ظهره, وهو الكافر بالله, فسوف يدعو بالهلاك والثبور, ويدخل النار مقاسيًا حرها. إنه كان في أهله في الدنيا مسرورًا مغرورًا, لا يفكر في العواقب, إنه ظنَّ أن لن يرجع إلى خالقه حيا للحساب. بلى سيعيده الله كما بدأه ويجازيه على أعماله, إن ربه كان به بصيرًا عليمًا بحاله من يوم خلقه إلى أن بعثه.

                    *******

                    سورة البروج

                    وتبدأ السورة بمشاهد من الدنيا يقف فيها الطغاة على معاينة تعذيب وقتل المؤمنين ..وكان ذلك الأنتقام البشع ليس لجريمة أقترفها هؤلاء.
                    ولكن لأنهم آمنوا بالله وحده لا شريك له ورفضوا عبادة البشر

                    وقد ورد في تفسير إبن كثير الحديث الطويل لهذه القصة ( الغلام والملك )
                    ولمن يرغب في معرفتها الرجوع إليها

                    وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
                    إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)

                    إن الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار؛ ليصرفوهم عن دين الله, ثم لم يتوبوا, فلهم في الآخرة عذاب جهنم, ولهم العذاب الشديد المحرق.
                    وهنا تتجلى رحمة الله بجميع خلقه حيث فتح باب التوبة حتى لهؤلاء الطغاة ..فقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا

                    ******

                    مشاهد للمؤمنين الفائزين

                    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)

                    إن الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحات, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ذلك الفوز العظيم.

                    *******

                    سورة الأعلى

                    و قيمة الذاكرين من المؤمنين
                    ومصير المغيبين عن الإيمان.

                    سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13)
                    قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)

                    قد فاز مَن طهر نفسه من الأخلاق السيئة، وذكر الله, فوحَّده ودعاه وعمل بما يرضيه, وأقام الصلاة في أوقاتها؛ ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرعه

                    بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)

                    ويتعظ بذلك الذي يخاف ربه, إن الخوف من الله تعالى والرجاء في عفوه سبحانه هو سبيل المؤمن إلى حياة طيبة في الدنيا ونعيم أبدي في الأخرة
                    ويبتعد عن هذه الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه, و يجعل الدنيا هي الأهم في حياته كلها بحيث يضيع أخرته إلى جحيم لا يموت فيها فيستريح, ولا يحيا حياة تنفعه.
                    وهذه دعوة لكافة الناس أن ينظروا الى مقارنة الدنيا الزائلة بالأخرة الباقية , وأن ما جاء به الإسلام ليس بدعا ولا مخالفا للأديان , بل جاء متتما للرسالات السماوية وتصحيح العقائد التي حرفت... وأن هذه المعاني وردت في صحف إبراهيم وموسى

                    *****
                    نسال الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
                    ونسأله الفردوس الأعلى.

                    وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “إذا دخل أهل الجنة - الجنة- ينادي مناد‏:‏ إن لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا، فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسوا أبداً‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

                    *****
                    وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

                    تعليق


                    • #55
                      رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      الخاتمة
                      الجزء الثلاثون
                      مشاهد الأخرة من القرآن العظيم

                      سورة الغاشية

                      هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ - 1 وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ -2 عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ -3 تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً -4 تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ -5 لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِن ضَرِيعٍ - 6 لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ -7

                      وجوه الكفار يومئذ ذليلة بالعذاب, مجهدة بالعمل متعبة, تصيبها نار شديدة التوهج, تُسقى من عين شديدة الحرارة. ليس لأصحاب النار طعام إلا من نبت ذي شوك لاصق بالأرض, وهو مِن شر الطعام وأخبثه, لا يُسْمن بدن صاحبه من الهُزال, ولا يسدُّ جوعه ورمقه.

                      ******
                      مشهد لنعيم المؤمنين

                      وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ -8 لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ -9 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ -10 لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً -11 فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ -12 فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ -13 وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ - 14 وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ -15 وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ -16

                      وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛ لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة, في جنة رفيعة المكان والمكانة, لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة, فيها عين تتدفق مياهها, فيها سرر عالية وأكواب معدة للشاربين, ووسائد مصفوفة, الواحدة جنب الأخرى, وبُسُط كثيرة مفروشة.

                      والمتأمل في آيات الله الكونية يدرك
                      عظيم قدرة الله تعالى في الكون المنظور
                      حيث لايوجد عذر للكافر والملحد والمشرك في عدم معرفتهم بالخالق الأعظم

                      وننظر الى تلك الصور على أرض الواقع

                      أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ -17 وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ -18
                      وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ –19 وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ -20

                      ومع التأمل في مخلوقات الله والكون من حولنا يعيش المؤمن ,
                      فلننظر إلى الإبل كيف سخرها ربنا لنا , بهذا الحجم الهائل يسوقها غلام صغير ,
                      ولولا تسخير الله لها , ما كنا نستطيع أن نستفيد بها
                      والمتأمل في السماء يدرك عظمة الخالق, لهذا الكون العظيم , من مجرات ونجوم وكواكب وأقمار ,
                      وكلها تسير في مدارات وضعت لها ,
                      ولو إنحرفت عن هذه المسارت ,... لم أستطع أن أعبر عن مدى الدمار الذي يحدث ؟؟
                      وعلى الأرض نرى هذه الجبال الشامخة , وكيف نصبت على هذه الهيئة التي تحفظ توازن الأرض بإذن الله .
                      والمتأمل والدارس لكوكب الأرض يراى عجائب صنع الله ,
                      فباطن الأرض مرتفع الحرارة , تعبر عنه البراكين والحمم ,
                      فكلنا رأينا ما يخرج من البراكين من نيران ومنصهرات تذيب ما تقع عليه في لحظات , ومع هذا الجحيم في باطن الأرض
                      نرى سطح الأرض أمنا معبد للإنسان.. , به الأودية والأنهار والبحار والزروع وجميع الأحياء , رغم أن باطن الأرض منصهر ....
                      . فكيف سطحت هذه الأرض بهذه الكيفية الأمنة ؟ , والجواب .. قدرة الله العظيم .

                      فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ - 20 لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ -21
                      إِلا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ –22 فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ -23
                      إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ -24 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ -25

                      *******
                      سورة الفجر

                      مشاهد تبين حالة الندم لدى الإنسان يوم لا ينفع الندم
                      يقول ياليتني قدمت لحياتي
                      وهنا فقط يدرك الإنسان أن هذه هي الحياة حيث الخلود.

                      كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)
                      يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)
                      يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)

                      *****
                      سورة البلد

                      ونرى في هذه السورة
                      عقبات يجب أن يجتازها الإنسان لكي ينجو بنفسه في الأخرة
                      متذكرا نعم الله عليه.
                      فالحضارة الإنسانية لا تقوم إلا على الحرية , وحد الغنى للإنسان .
                      حيث تحرير العبيد وكيف قضى الإسلام على الرق من جذوره.
                      إذ أن مصدر الرق كان الأسر في الحروب
                      قال تعالى في سورة محمد : (حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً)
                      وبذلك أغلق باب الإسترقاق.
                      وجعل من التقرب إلى الله عتق العبيد المستبقين من النظم السابقة.
                      ومن العقبات التي نراها الأن مشكلة الفقر وأن على المجتمعات الغنية حل مثل هذه المشكلات
                      وقد حدث في عصر الخليف عمر بن عبد العزيز أن قضى على الفقر تماما حتى لم يجد من يأخذ الزكاة.

                      فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)
                      وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)

                      ******
                      سورة الليل

                      تبين لنا وسائل التيسير للتقرب إلى الله تعالى .

                      وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)

                      فأمَّا من بذل من ماله واتقى الله في ذلك, وصدَّق بـ"لا إله إلا الله" وما دلت عليه، وما ترتب عليها من الجزاء, فسنرشده ونوفقه إلى أسباب الخير والصلاح ونيسِّر له أموره.

                      وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)

                      وأما مَن بخل بماله واستغنى عن جزاء ربه, وكذَّب بـ"لا إله إلا الله" وما دلت عليه، وما ترتب عليها من الجزاء, فسنُيَسِّر له أسباب الشقاء, ولا ينفعه ماله الذي بخل به إذا وقع في النار.

                      إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى (13)
                      فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)
                      وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)

                      ***********
                      سورة البينة

                      ومع سورة البينة ندرك أنه لا نهاية لهذه المشاهد الحية للأخرة
                      حيث الخلود الأبدي فلا موت.

                      إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
                      جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

                      ******
                      ومع سورة الزلزلة
                      ندرك دقة الموازين يوم الحساب

                      إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3)
                      يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)
                      يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)
                      فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8)

                      ******
                      ومع سورة القارعة
                      تتبين نتائج تلك الموازين

                      فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)

                      فأما من رجحت موازين حسناته, فهو في حياة مرضية في الجنة.

                      وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)

                      وأما من خفت موازين حسناته, ورجحت موازين سيئاته, فمأواه جهنم.

                      وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)

                      *******
                      سورة الهمزة
                      تبين صورة النمامين والجامعين للمال كهدف..ولا يخرجون زكاته .
                      وحقيقة الأمر أن المال وسيلة لحل الأزمات وليس للتخزين

                      وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
                      كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)

                      ******

                      وفي الختام
                      نصر من الله
                      ودخول الناس في دين الله أفواجا

                      وبعد مارأينا عظمة الإسلام وما جاء به من نور أضاء وجه الأرض المظلم
                      إلى نور الإسلام الذى حرر الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة الله الحق الذي كرم الإنسان على كثير من المخلوقات.
                      وبعد ما ظهر نور الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجا ,
                      نعود بالذاكرة يوم وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم
                      يدعو قومه إلى ترك الشرك و أن يشهدوا أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله ,
                      فنرى رد فعل متسرع من ابي لهب , ومشركي مكة ,
                      في التصدي لدعوة الحق .. ولذلك جاءت سورة المسد بعد سورة النصر لتبين للناس مثلا حيا لمن تسرعوا في رفض نور الله ودعوة الحق .
                      وأن على الإنسان العاقل إذا بعثت إليه رسالة يجب أن يقرأها أولا ثم يقرر بعد ذلك ما يريد ..
                      فالمبدأ .. لاإكراه في الدين

                      سورة النصر

                      إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ - 1
                      وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا -2
                      فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا -3

                      مشهد من تسرعوا في رفض دعوة الإسلام
                      سورة المسد

                      تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ , مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
                      سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ , وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
                      فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ

                      مع ملآحظة أن ابو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
                      ولكن لا تنفع الأنساب يوم القيامة.
                      فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبنته فاطمة أعملي
                      فلن أغني عنك شيئا.
                      هل أدركنا قيمة الإيمان والعمل الصالح ؟
                      وأن الكفر والشرك يؤدي إلى الخلود في الجحيم

                      ويختم الجزء ببيان سبيل النجاة

                      سورة الإخلاص
                      والمعوذتين

                      قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ , اللَّهُ الصَّمَدُ
                      لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ , وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ.

                      ومعها الخلاص من الجحيم ودخول جنات النعيم برحمة الله الرحمن الرحيم.

                      ********
                      إن إستحضار مشاهد الأخره في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي
                      كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد
                      كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين
                      كما يحمي النفس من الجزع والخوف من الموت حيث ينحصر الخوف من الوقوع في المعاصي والظلم
                      والحرص على عمل الخيرات لزيادة الحسنات لبلوغ أعلى مراتب الجنة.
                      والتقرب إلى الله تعالى في أداء ما افترضه علينا
                      من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.

                      ******

                      وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك فيقول: هل رضيتم؟
                      فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك!
                      فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟
                      فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً" ((متفق عليه))

                      ******
                      أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله.
                      أعاننا الله على تدبر أياته وجعلنا من المخلصين.
                      وإلى موضوع أخر إن شاء الله تعالى.

                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                      تعليق


                      • #56
                        رد: مشاهد حية للأخرة في الفرآن العظيم

                        جزااااااااااااكم الله كل خير


                        ونفع بكم

                        إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                        ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                        شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                        لها بالشفاء العاجل

                        تعليق


                        • #57
                          رد: مشاهد حية للأخرة في القرآن العظيم

                          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم
                          ونفعنا الله وإياكم بكل ما علمنا ورزقنا العمل به


                          تعليق

                          يعمل...
                          X