{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ}: يحشر كل ظالم مع أتباعه ومن على شاكلته، حسب نوع الظلم وحسب مدى العناد والعداء لله ورسالاته، فالشرك ظلم والطغيان ظلم والإسراف في الشهوات ظلم وإشاعة الفاحشة ظلم، وقطع الطريق وترويع الآمنين ظلم، وكل فريق من الظالمين سيحشر مع من يشاكله ويشابهه، ومعهم معبوديهم سواء كان المعبود وثناً أو شيطاناً أو إنساناً أو حتى هوى متبعاً. ويأمر الله تعالى بسوقهم إلى جهنم وبئس المصير، يسألهم ربهم وهم في هذا الموقف التعس، لماذا لا تتناصرون كما كنتم في الدنيا، لماذا لا يدافع عنكم متصدريكم بألسنتهم الحداد التي كانوا يسلطونها على المؤمنين في الدنيا؟ الكل مستسلم ولا راد لقضاء الله ولا راد لعقابه ولا مدافع عن المجرمين.
رابط المادة: http://iswy.co/e26a11
{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ}:
يحشر كل ظالم مع أتباعه ومن على شاكلته، حسب نوع الظلم وحسب مدى العناد والعداء لله ورسالاته، فالشرك ظلم والطغيان ظلم والإسراف في الشهوات ظلم وإشاعة الفاحشة ظلم، وقطع الطريق وترويع الآمنين ظلم، وكل فريق من الظالمين سيحشر مع من يشاكله ويشابهه، ومعهم معبوديهم سواء كان المعبود وثناً أو شيطاناً أو إنساناً أو حتى هوى متبعاً. ويأمر الله تعالى بسوقهم إلى جهنم وبئس المصير، يسألهم ربهم وهم في هذا الموقف التعس، لماذا لا تتناصرون كما كنتم في الدنيا، لماذا لا يدافع عنكم متصدريكم بألسنتهم الحداد التي كانوا يسلطونها على المؤمنين في الدنيا؟ الكل مستسلم ولا راد لقضاء الله ولا راد لعقابه ولا مدافع عن المجرمين.
/////////
تفسير الشيخ الشعراوي
(ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ )٢٢
(مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ )٢٣
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ )٢٤-الصافات
أي: اجمعوا كل هؤلاء معاً في النار { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } [الصافات: 22] إذن: المحشور ثلاثة: الذين ظلموا جزاءَ ظلمهم، وأزواجهم، وما كانوا يعبدونه من دون الله. قلنا: الزوج يعني المفرد ومعه مثله. فلا نقول على الرجل والمرأة زوج، إنما زوجان، الرجل يسمى (زوج) والمرأة تسمى (زوج)، لا أن الزوج يعني الاثنين كما يظن البعض، ومثلها كلمة توأم، فكل واحد منهما يُسمَّى توأم، وهما معاً توأمان؛ لذلك قال تعالى في سورة الأنعام: { { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ .. } [الأنعام: 143].
وقال: { { وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ .. } [الأنعام: 144].
فلو أن الزوج يُطلق على الاثنين لقال: أربعة أزواج.
ومعنى كلمة { وَأَزْوَاجَهُمْ } [الصافات: 22] أي: أزواجهم في الدنيا، كالزوجة التي تعين زوجها على الظلم، كامرأة أبي لهب، التي قال الله في حقها: { { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } [المسد: 1-5].
أو يُراد بأزواجهم أشكالهم ونظائرهم وقرناءهم الذين أضلُّوهم وأغوَوْهم { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ.. } [الصافات: 22-23] أي: الأصنام التي عبدوها من دون الله، تُحشَر معهم في النار، ليَروْا آلهتهم التي عبدوها وتعلّقوا بها تسبقهم إلى النار، فينقطع أملهم في النجاة وبيان لفساد تفكيرهم، حيث عبدوا أصناماً لا تضرُّ ولا تنفع، وهذا توبيخ لهم؛ لذلك يمتدُّ هذا التوبيخ بعنف في قوله تعالى: { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 23] وهل القذف في النار هُدىً؟ والمعنى: دُلُّوهم على طريق جهنم، يعني: سخريةً منهم وتهكماً بهم.
ثم يقول سبحانه: { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } [الصافات: 24] أي: احبسوهم للسؤال وللحساب، وهذا السؤال سيكون فردياً ليس جماعياً، فكل واحد منهم سيُسأل وسيُناقش، قالوا: في السؤال تبكيت النفسِ للنفسِ قبل أن يُبكِّتهم الله الذي كفروا به، يعني: ساعةَ يعاينون البعث وموقف الحساب يُبكِّتون أنفسهم، ويندمون ساعةَ لا ينفعُ الندم.
التفاسير العظيمة