إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخضر.. القدر المتكلم في زماننا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخضر.. القدر المتكلم في زماننا




    معظمنا نعرف قصة نبي الله موسى مع الخضر ذلك العبد الصالح الذي قال الله عنه "..عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا".. هذة القصة تعتبر من أجمل قصص سورة الكهف لما تحمله من معاني روحية عميقة قد لا نعرفها إلا بعد تأمل وتدبر.. موضوعنا ليس تفاصيل أحداث القصة وإنما تأثيرها على حياتنا الحالية، فالخضر هو عبد صالح في زمن موسى عليه السلام أما الآن فهو يمثل القدر المتكلم في زماننا.


    العلم اللدني هو علم يأتي من لدّن الله يهبه لمن يشاء من عباده الصالحين، وهو علم معرفة جزء محدود من الغيب من أجل تفسير مواقف حياتية معينة ومعرفة حكمة الله فيها وقد يفسر هذا العلم بعض آيات الله تفسيراً روحانياً لا يخطر على بال أحد.. وهذا ما وهبه الله للخضر العبد الصالح ليفسر لموسى حكمة الله في بعض المواقف وليثبت لموسى أنه ليس أعلم الناس في زمانه وأن العلم لا يقتصر على الأنبياء فقط بل من الممكن أن يكون إنساناً عادياً لا يعرفه أحد أفضل بعلمه من نبي آتي إلى أمة لأن الله إختار هذا ليهبه علم وذاك ليهبه النبوة.





    هذة القصة تنظم حياتنا روحياً وتعلمنا أن نواجه الأحداث المفاجئة التي تطرأ على حياتنا بإيمان كامل بالله وثقة في حسن تدبيره لأحداث حياتنا.


    أولا: "خرق السفينة".. يمثل فشل مشروع لنا أو تلف شيء نمتلكه في حياتنا ويمثل أيضاً عيب في شخصيتنا، قد يكون هذا الفشل أو هذا التلف أو هذا العيب سر نجاحنا ولا نعلم ذلك، فخرق السفينة عطل وأفشل عمل الصيادين لكن هذا التعطيل حماهم من ظلم الملك {وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} .. لهذا فيجب علينا أن نؤمن أن كل شر في حياتنا يمنعنا من خطر أشد شراُ علينا.


    ثانيا: "قتل الغلام".. يمثل موت شخص عزيز على قلوبنا أو فقدنا لمن نحب، لكن قد يكون موت هذا الشخص العزيز علينا رحمة له من مرض كان يعاني منه أو ضعف أحل به.. فموت الغلام كان رحمة له من دخول النار فأراد الله أن يميته وهو صغير بلا ذنب ليدخله الجنة بدلا من أن يكبر ويذنب فيدخل النار، موته كان رحمة للمحتمع من الظلم والفساد ورحمة لوالديه من المعاناة معه {فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} لذلك كانت مشيئة الله أن يبدلهما بطفل خيراً منه.


    ثالثا: "بناء الجدار وحبس كنز اليتيمين" .. يمثل تأخر الرزق في حياتنا، كتأخر وظيفة ننتظرها أو زواج أو أطفال نحلم بهم، قد يكون هذا التأخير والتعطيل في مصلحتنا لأن الله يختار لنا الوقت المناسب ليعطينا هذا الرزق .. فبناء الجدار كان سبب في تأخير الكنز على اليتيمين حتى يشتد عودهما ويقدرا على إستخراج كنزهما بنفسهما {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغَا أَشُدَّهُمَا} لكي لا يتعرضا لطمع أو إستغلال الناس.





    القصة تقسم لنا القدر في حياتنا إلى ثلاثة أنواع،


    النوع الأول شر نراه فنحسبه شرا فيكشف الله لنا أنه كان خيراً "خرق السفينة" فالصيادين عرفوا أن تلف سفينتهم سيمنعهم من ظلم الملك،

    النوع الثاني شر نحسبه شر لكنه في الحقيقية خير ولا يكشف الله لنا ذلك حتى نموت ولا نعرف حكمته "قتل الغلام" فالأم تفطرت على رحيل إبنها الأول ولم تعلم أن الثاني تعويض للأول،

    النوع الثالث شر يصرفه الله عنا دون أن ندري "حبس الكنز" فاليتيمين لم يروا الكنز إلا عندما كبروا.. فتبارك الله رب الحكمة.





    كريم خالد عبد العزيز

    جريدة الوطن





يعمل...
X