تأملات تربوية في سورة القصص
القسم الأول:موسى في بيت فرعون
الدكتور عثمان قدري مكانسي
-العلو منقصة وإفساد : علام يستكبر البشر ؟! بعضهم على بعض وهم من تراب ، يعتريهم الضعف والمرض ، ونهايتهم إلى التراب ؟ إنه نسيان الحقيقة الذي يولد التكبر والتجبر ويـُنتج الظلم والقهر والتسلط والإرهاب " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً ، يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين "
وليتمكن الظالم من الناس يفرقهم شيعاً وطوائف ، ويستعدي بعضهم على بعض ، ثم يستعبد الضعفاء . ويزداد تعسفه وظلمه حين يظن أن فناءه على أيديهم ، فيتفنن في إيذائهم ، فيقتل الوليد الذكر ويستبقي الأنثى للخدمة . وهذا التفكير وهدة التصرف وقمة العسف .
لقد رأى فرعون فيما يرى النائم أن مولوداً من بني إسرائيل يكون سبب هلاكه . فأمر بقتل المواليد . فلما احتج الملآ من قومه قائلين : من يخدمنا إذا قتل الذكور ؟ أمر بقتل المواليد من الذكور سنة ، وترك من يولد منهم سنة .
- العاقبة للمؤمن : يقول الله تعالى في الآية 21 الحادية والعشرين من سورة المجادلة " كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز" كتب : تفيد الإثبات والتأكيد ، كما أن الغلبة تأتي بعد المغالبة والصراع بين الحق والباطل ،والقسم وجوابه المؤكد بالنون تأكيدان قاهران فيهما حتمية انتصار الحق وأهله وانكسار الباطل وجنده . وفي هذه السورة ( القصص) تبدو إرادة الحق سبحانه تقرر :
أ- فضله على المستضعفين ووعدهم بما يريدون من عزة ورفعة
ب- وجعلهم القدوة للبشر والأسوة لهم ،
ج – أن الغلبة لهم في الأرض وأنهم يرثون الخلود في الجنة ،
د – وأن نهاية المتكبر الذل والعار وأن حذره لن يفيده :
{ ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض
ونجعلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين
ونمكن لهم في الأرض
ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } .
- الخطة الإلهيّة : ولد موسى عليه السلام في السنة التي يقتل فيها الذكور من بني إسرائيل . فماذا تفعل الأم الخائفة على وليدها من مصيره المرعب الذي ينتظره ؟ ولدته في غفلة عن أعين الرقباء المتربصين بأمثالها ، المتابعين لكل مولود ، فإن كانت أنثى تركوها ، وإن كان ذكراً قتلوه أمام عينيها ! ظلم ما بعده ظلم – ما يزال المجرمون أمثال فرعون يفعلونه بشعوبهم حتى وقتنا هذا ، وإلى قيام الساعة - . يا رب ماذا أفعل بهذا الوليد ؟ وما ذنبه ليقتلوه ؟ .. يا رب أنت وليي ، فاهدني إلى حفظ ولدي . كانت أمه تدعو الله بقلب حزين كئيب ، وتنتظر دخول العسس بين لحظة وأخرى .. وكان الله تعالى يريد لهذا المولود العظيم أن يكون قائد أمته وأحد أنبيائه أولي العزم . وما أراده الله لا بدّ أن يكون ، فهو الذي يفعل ما يشاء ، سبحانه من إله عظيم .
أ- ولعل أول ما تفعله الأم حين ينزل ولدها وتنظر إليه بعينها وقلبها أن تضمه إلى صدرها الحاني وتقبله وتهدهده ، وتدعو له بالحياة السعيدة في الدنيا والآخرة ، و تلقمه ثديها ليستقي منه لبناً شهياً يغذوه ويطفئ ظمأه ويفثأ حر جوعته . هذا ما أوحى الله تعالى للأم الولهى أن تفعل " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ... " وستكون هذه الرضعة الأولى والأخيرة على خوف ! لأنها سترضعه آمنة مطمئنّة بعد ذلك ، فهو حين ذاق حليب أمه وعرف طعمه فلن يخطئه مرة أخرى ، ولن يرضى أن يتذوق حليب غيرها ، وسيأبى كل المرضعات إلا من أرضعته المرة الأولى ! فلبن الأم لا يعادله لبن الدنيا كله ، وستكون هذه الرضعة كلمة السر في التعرف على أمه ، فلتقر عينها ولا تحزن ، إن الله تعالى خطط للقائه السريع بأمه ، وسيعود إليها بإذن الله ، وتحضنه في قلبها وبين ذراعيها ... لن يكون لغيرها .
ب-هؤلاء الظلمة يشعرون أن الوليد دخل الدنيا ، وسيدهم أمرهم أن يقتلوا كل وليد خوفاً على نفسه أن يُقتل ، إنه الحذر الذي لا ينجي من القدر ، فما أراده الله كائن لا محالة ، فهل من مدّكر ؟! إن ذوي القلوب المتحجرة والعقول الضالة لا تفقه هذا ، ولا تفهمه ، قد ران على قلوبهم الظلم والظلام ، فلا يعرفون النور ولا يحبون الضياء . وكيف يحبونه وهم لا يدركونه؟ .. الجنود يقتربون من بيت الأم ، وهي خائفة لا تدري ما تفعل ، إلا أن الله تعالى جعل لها من الهم فرجاً ، ومن الخوف على وليدها مخرجاً ... ويتعجب الإنسان حين يعلم أن التخلص من الموت قتلاً إلقاء الوليد في تابوت صغير من الخشب ، يُرمى في نهر النيل العظيم وبين أمواجه تتقاذفه هنا وهناك فيغرق في الماء ليكون غذاء سمكة ، أو لقمة في فم تمساح ، أو تحمله المياه إلى مكان بعيد على الشاطئ ، فيتفسّخ وتذوب معالمه ، أو يلتقطه ذئب جائع أو كلب ضال !! لمَ الهرب من الموت إلى الموت ؟ إنه لأفرج على النفس أن يُقتل بين يديها فتحتسبه من أن يضيع فلا تدري له نهاية !! لكن الله تعالى مَن بيده الأمر كله أوحى إليها أنه سيعود إليها ، وهي المؤمنة به المتوكلة عليه الراغبة في فضله سبحانه ، إنه سيعود إليها ليكون خلاص بني إسرائيل من الظلم على يديه وسيكون له شأن عظيم .! إنها الرسالة ! وهل أكرم للإنسان من أن يكون رسول رب العالمين ؟! فلن تخاف عليه من الموت غرقاً أو ضياعاً ولن تحزن لفراقه فهو عائد إليها معزّزاً مكرّماً : " فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين . " .
ت-حين يختبئ المطلوب في مكان مراقب يُحصى فيه كل حركة وسكنة سرعان ما يقع في أيدي طالبيه حين يكون اختباؤه فطرياً عفو الخاطر وغير محكم . ، ولن يخطر ببال المتكبر المتجبر أنّ أم الطفل قد ترمي به في الماء إلا إذا طاش صوابها ، فسعت إلى حتف ابنها بيديها . فصدر الأمر الإلهي إلى الأم أن تفعل مالا يخطر على بال الظالم ، ووضع المهد الورقيّ – من ورق البردي – في الماء الذي حمله إلى قصر فرعون . فهل أمر بقتله ؟ هل هشّم جمجمته بقبضته؟ هل قطع رأسه وهو يضحك من سذاجة مَن ألقاه للموت في الماء؟ لا هذا ولا ذاك ، فمدبّر الأمر خطط ، وهو سبحانه أوصل الوليد إلى قصر عدوّه الأول ، فرعون المتأله المستكبر ليرعاه ويعتني به ، فيعيش هذا الوليد الذي حرص فرعون على قتل كل الأطفال ليتخلص منه ، فإذا بمكره وتدبيره لا ينفعانه ، وإذا بالمولود الذي صنعه الله على عينه يربيه فرعون بنفسه ، فيعيش موسى في أمن وسلام في عرين الظالم نفسه ويحوطه بعنايته ليكون هلاكه على يديه " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحَزَناً " وصدق من قال : " من مأمنه يُؤتى الحذر " .. فلم أراد الله هلاك فرعون وهامان وجنودهما ؟ لقد كانوا منغمسين في الكفر وغارقين في الظلم ، وراتعين في الفساد " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " وقد يتساءل بعضنا : لئن كان فرعون ووزيره هامان والغـَيـْنِ في الفساد إن جنودهما ينفذون الأوامر ، وقد لا يجرؤون على المخالفة ، فهم ليسوا سوى أدوات تنفذ الأوامر ، لا يملكون لأنفسهم إرادة التغيير أو الرفض ؟ والحقيقة أن للإنسان عقلاً وإرادة ينبغي أن يمنعاه أن يكون ظالماً أو فاسداً ، ومن كان أداة في الإفساد فهو والمفسد الكبير سواء " وقد سأل أحد السجـّانين الأمام أحمد فقال : يا إمام ؛ ما أنا إلا حارس يُؤمر فيطيع ، فهل أنا من أعوان الظالم ؟ قال إنما أنت من نسيج الظالم نفسه ، فهو يتقوّى بك ، ويضرب بسيفك . ومن أعان الظالم كان يوم القيامة في النار مع سيده ، واقرأ معي هذه المحاورة بين التابع والمتبوع في النار
" وإذ يتحاجـّون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار قال الذين استكبروا إنا كلّ فيها إن الله قد حكم بين العباد " فالنار مثواهم جميعاً . وفي النار يدعو التابع على سيده بالعذاب الشديد لأنه كان سبب ضلاله وفساده ، لكنّ هذا لا ينفعه في تخفيف العذاب " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً " .
ث-يصل المهد الورقي – التابوت – إلى قصر فرعون ، وترى امرأة فرعون هذا الطفل الجميل فيه ، ويلقي الله تعالى حبه في قلبها ، فتطلب إلى فرعون أن يهبها إياه ، فلا يقتله إكراماً لها ، وهو يدري أنه من بني إسرائيل ، فملامح الإسرائيليين غيرها في القبط . وقالت لفرعون : دعه قرة عين لي ولك . ولم يكن لها ولد ، فأجابها إلى طلبها لكنه عقّب قائلاً " لئن يكن قرة عين لك فلن يكون قرة عين لي " وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ( لَو قَالَ فِرعَون نَعَمْ لآمن بِموسَى ولَكَان قـُرَّة عَين لَه ) لكنّه محروم من الخير لظلمه وتكبره ، فقد آمنت امرأة فرعون بدعوة موسى وكانت من أهل الجنة ، أما فرعون فيسبق قومه إلى النار " يقدُم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الوِرد المورود " وقد صور الله تعالى ذلك الموقف الرائع حين ألقى الموج بمهد موسى بين يدي امرأة فرعون " وقالت امرأة فرعون قرةُ عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً " .
الهداية بيد رب السموات والأرض ، يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، نسأل الله تعالى الهداية ورضاه والجنة .
ج-رغبت الأم أن يحمله ماء النهر بعيداً عن المدينة وأهلها ، بعيداً عن فرعون وجبروته إلى مكان آمن لا يصل إليه ، ولـْيعش بعيداً عنها إلى أن يرزقها الله عودته فتى يا فعاً أو غلاماً جميلاً ، لكنها حين رأت التابوت يتجه نحو قصر فرعون خافت أشد الخوف ظانة في نفسها أنها سعت إلى حتفه بيديها ، وقلب الأم عطوف رحيم ، كاد يجعلها تعترف بالحقيقة أمام جنود فرعون ولـْيقتلوها ، فهي السبب في هذا المصير الذي ألقت ولدها فيه . اختلج جسمها ، ووهنت مفاصلها ، " وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إنْ كادتْ لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين " . ورفعت رأسها إلى السماء تسأل الله تعالى العون وحسن الختام . وربط الله على قلبها ، فصبرت ، ومن لجأ إلى الله وصل إلى حصن حصين ، وملاذ أمين .
ح-حين يثبت القلب يفكر العقل تفكيراً سليماً ، وحين يضعف القلب يطيش العقل ويهذي . إنها حين لجأت إلى الله تعالى فثبّتها وهدّأ من روعها أمرت ابنتها أن تتابع على الطرف الآخر مسيرة أخيها ، وأمرتها أن تقترب من القصر تتشوّف الخبر ، وتطمئن على موسى . " وقالت لأخته قـُصـّيه فبصرت به عن جُنب وهم لا يشعرون ." ولـْتكن حذرة ، فلا تخبر أحداً أنه أخوها كي تأمن أسرتُها غائلة العقوبة . وهكذا فعلت ، فهي ذكية لبيبة أريبة أخت نبيين كريمين هما موسى وهارون ، وهي في الآخرة إحدى زوجات النبي الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام مع آسية زوجة فرعون ، ومريم بنت عمران فهنّ رضوان الله عليهن بعض زوجاته في الجنة . جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيث رَوَاهُ الزُّبَيْر بْن بَكار أَنَّ رَسول اللَّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لخدِيجَةَ : ( أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّه زَوَّجَنِي مَعَك فِي الْجَنَّة مَرْيَم بِنْت عِمْرَان وَكُلْثُوم أُخت مُوسَى وَآسِيَة اِمْرَأَة فِرْعَوْن ) فَقَالَتْ : آلله أَخبَرَك بِهَذَا ؟ فَقالَ : ( نَعَمْ ) فَقَالَتْ : بِالرِّفَاءِ والبَنِينَ .
خ-لما أجاب فرعون طلب زوجته جيء له بالمرضعات ، فلم يتقبل لبن إحداهنّ ، لأن الصدر الذي ضمه أول مرة وشرب من ثدييه ليس منهنّ ، قالت امرأة فرعون: إنهنّ يتحايلن له ، وهو لا يلتقم أثداءهنّ ، ما العمل ؟.. وهنا يأتي دور أخته ، فتتلطف للملكة ، وتتقدم بثبات وجرأة ، تقول : " هل أدلّكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون " ومن أكثر حباً وشوقاً ورغبة في موسى من أمه ؟! قيل لها نعم ، فأسرعت إلى أمها ، فجاءت ملبية مشتاقة متلهفة ، جاءته وَهُوَ يبكِي يَطْلُب الرَّضَاع , فَدَفَعَهُ فرعون إِلَيها ; فَلَمَّا وَجَدَ الصَّبِيّ رِيح أُمَّه قَبِلَ ثَدْيهَا وبدأ يرضع . فلما رأوه مقبلاً بنهم على لبن أمه قالوا لها: كَيف اِرتَضَعَ مِنك وَلَمْ يَرْتَضِع مِن غَيرك ؟ قَالَت توضح الأمر لتذهب ريبتـُهم : إِنِّي اِمْرَأَة طَيِّبَة الرِّيح طَيِّبَة اللَّبَن , لا أَكَاد أُوتى بِصَبِيٍّ إلا أقبل عليّ واِرتضَعَ مني صدقت في إجابتها ولم تكشف عن نفسها ، من الذكاء الأمني أن تجيب عن السؤال بأقل جواب ممكن .... ...
وهكذا ردّه الله تعالى إليها تحتضنه وتشمه وتربيه على عينها حتى شب فتى يافعاً مؤمناً بالله وحده لا شريك له .
.............
القسم الثاني: الشاب موسى في مصر
الدكتور عثمان قدري مكانسي
الدكتور عثمان قدري مكانسي
-الاهتمام بتربية الأبناء : على الرغم أن موسى الشاب رُبـّي في قصر فرعون في رفاهية لم يحيَها غيره من شباب بني إسرائيل إلا أن أمه – المربية الفاضلة – كانت تتعهده بفهم الدين وحب الله تعالى الواحد الأحد والانتماء إلى قومه . فعاش موحداً لله مؤمناً به ، كافراً بفرعون ، يعرفه على حقيقته ، فهو بشر يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ ، ويمرض ويصح . فأنى له أن يكون إلهاً وهو أسير النفَس والبطن ، ومحكوم بالنواميس التي تسيطر على الأرض ؟! .. إن موسى رُبّي في أحضان أمه التقية الموحدة ، ورضع من لبانها ، وتتلمذ على علماء قومه " والعلم في الصغر كالنقش في الحجر " فلما استوى بفضل الله تعالى شاباً مؤمناً آتاه الله تعالى العلم والحكمة وأهـّله ليكون سيد بني إسرائيل ورسوله إليهم ألم يقل له " ولِتـُصنعَ على عيني؟ " .. إن الوالدين الحريصين على أبنائهما يتابعانهم بالتربية والتعليم ، ويهتمان بهم في هذا الزمن الرديء فهما مسؤولان أمام الله تعالى عن تربيتهم .. ومن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في واجب التربية قوله " ... فالرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، وهي مسؤولة عن رعيتها ..."
- نصر المسلم أخاه المسلم : يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أنس رضي الله عنه ( في الدرر السنية )" انصر أخاك ظالما أو مظلوما فإن كان مظلوما فخذ له وإن كان ظالما فاحجزه عن ظلمه ، فإن ذلك نصره " . موسى الشاب عليه السلام يدخل المدينة ، ولعله كان ممنوعاً من دخولها لأنه لم يوافق فرعون فيما يدّعيه ، ولأنه أعلن أن الله واحد وأن فرعون ليس سوى بشر عادي ، وخالف فرعون وعاب عليه وعلى من تـَبـِعه عبادتهم فرعون والأصنامَ ، فأظهروا له العداوة وأخافوه فخافهم . دخل المدينة في غفلة من أهلها وقت القيلولة أو بداية المساء ، فرأى رجلين قبطياً وإسرائيلياً يقتتلان ، فاستغاثه الإسرائيلي طالباً مساعدته ، فلبّاه ، ودفع القبطي بجمع يده في صدره ، فمات لفوره ، ولم يكن موسى يتعمّد قتله غير أنه كان يود عون المظلوم المستضعف على الظالم الذي يريد تسخيره لأغراضه وذلك يأبى فعدا عليه فاستغاث موسى ، فنصره .
- الاعتراف بالخطأ فضيلة : وهذا ماكان من موسى إذ سرعان ما استغفر الله تعالى على خطإ ارتكبه " قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " واللجوء إلى الله تعالى أم الفضائل ، فهو العالم بالحال ، وهو غفار الذنوب ومن لجأ إلى الله وأقر بذنبه واعترف به ونوى التوبة والإقلاع عما فعل غفر الله له وتاب عليه . وعاهد موسى ربه الذي هداه للإسلام وتوحيده أن لا يعين مجرماً ظالماً " قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين " ... لا بد أن الذين رأوا موسى يقتل القبطي سيوصلون الخبر إلى فرعون ، وسيأمر بمعاقبته ، وربما بقتله ، فدب الخوف في قلب موسى ، وبدأ يقلّب الأمور ، ماذا يفعل . وبينما هو في هذه الحال رأى الإسرائيلي نفسه يقاتل قبطياً آخر ، فلما رأى موسى يمُرّ قربه طلب عونه مرة أخرى ، فما كان من موسى إلا أن وصفه بالغواية وسوء الأخلاق ، لكنه قدم لمساعدته ويرى القبطي أن موسى القوي سيقتله كما قتل غيره أمس فحذره واستعطفه بآن واحد " ياموسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس ؟ " هذا عمل الجبابرة المفسدين ، فهل تودّ أن تكون مفسداً وأنت تدّعي الإصلاح ؟! " إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " فتنبه موسى إلى صواب ما قاله القبطي ، وتركهما وشأنهما ..
ملاحظة : هذا كلام القبطي ، وليس كلام الإسرائيلي ، فقد درج المفسرون على أن الإسرائيلي حين اتهمه موسى بالغواية " إنك لغوي مبين " خاف أن يقتله فقال " أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس ..." والحقيقة التي أرتاح لها أن قتل القبطي الأول لم يكن بالسر ، بل كان وبعض الأقباط موجودون ، وكلمة " في غفلة من أهلها " لا تعني أن المنطقة كانت فارغة من الناس حين قـُتِل القبطي ، ولن يصف موسى الإسرائيلي بالغواية ثم يساعده لأنه سيكون أشد غواية منه إن فعل ذلك ! ، وهذا غير وارد البتة .
- المسلم أخو المسلم : كان فرعون يستشير ملأه : ما يفعل بموسى الذي رباه ورعاه ، فعاش في قصره كأحد أبنائه ، ثم يراه ظاهر قومه الإسرائيليين عليه ، وتجرّأ فقتل أحد الأقباط ؟ ويشيرون عليه بقتله والتخلص منه . .. أحد الأقباط المقربين من آل فرعون – ابن عمه – كان يكتم إيمانه بالله خوفاً على نفسه - سمع ما قيل ورآهم يقررون قتل موسى ، فهل يتركهم وما يريدون ؟ ماذا يفعل ياربّ ؟ لا بد أن يبحث عن موسى وينبهه إلى شرورهم ، وينصحه بالتواري عن المدينة بل عن مصر كلها ، فلن يألوا أن يبحثوا عن موسى حتى يجدوه ويثأروا منه ،
" وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين " قال: "من الناصحين" ولم يقل ناصح ، هذا يجعلني أقول إن هذا الرأي الذي نصحه به – الخروج – ليس رأيه وحده وإن جاز ذلك ، إنما هو رأي عدد من الرجال الذين يحبون موسى ويؤازرونه ، فتداولوا الأمر سريعاً ورأوا أن غيابه عن الأعين في هذا الوقت المتأزم خير لموسى ، فالنفوس مشحونة ، والقلوب متوترة .
ولعل هذا الرجل هو مؤمن آل فرعون الذي مدحه القرآن الكريم في سورة غافر .
كما أن وصْفـَه بالرجولة وسعْيـَه الحثيث من أقصى المدينة حيث كان القوم يأتمرون بموسى دليل على حبه لأخيه المؤمن وحرصه على نجاته.
- التصرف المناسب : يسمع موسى نصيحة الرجل ، ويرى موقفه ضعيفاً إن بقي في المدينة ، وقد يُقتل إن لم يتصرف بسرعة . ولكنْ إلى أين يذهب ، وهو لم يخرج من مصر قبل هذا ؟ وماذا يفعل وقد فوجئ بالطلب ، فلا هو يدري المكان الآمن ،ولا هو يملك الزاد والراحلة . إن الأمر لجد صعب ، ولكن لا بد من الهرب ، فقد اشتد عليه الطلب .
سار موسى خائفاً ينظر حوله متلفتاً ، ويلجأ إلى الركن الركين والملاذ الأمين ، إلى الله تعالى فهو الذي يرعاه ويحميه ، ويفتح مغاليق الأمور ، ومن توكل على الله فقد كفاه ، ومن قصده فقد لبـّاه ، وليدْعُه فهو السميع العليم ، وهو قاضي الحاجات ، رفع يديه إلى السماء قائلاً " ربّ نجني من القوم الظالمين "
بـاسـم الإلـه تحــرك القـلــبُ * متـشـوّقـاً ، من دون أن يـكـبـو
فـمِـن المُحـال تعـثّـُر وهـوى * مـا دام في درب الهـدى يحـبـو
لمّا التـزمتُ بشرعـه الهـادي * كان الجـزاءَ لخـطـوِيَ القـرْبُ
وسـألـتـه الغــفـرانَ تـكـرِمـة ً * حين اعتراني الخوفُ والرَّهْبُ
وخواطرُ النفس انطوَتْ فزَعاً * لمّـا اكـتـواني الذنـبُ والخطْبُ
ناديـتُ من أعمـاق مسـكنَـتي * أنـت الـرحـيـم الـبَـرُّ ، يـاربّ
فـمِـن المُحـال تعـثّـُر وهـوى * مـا دام في درب الهـدى يحـبـو
لمّا التـزمتُ بشرعـه الهـادي * كان الجـزاءَ لخـطـوِيَ القـرْبُ
وسـألـتـه الغــفـرانَ تـكـرِمـة ً * حين اعتراني الخوفُ والرَّهْبُ
وخواطرُ النفس انطوَتْ فزَعاً * لمّـا اكـتـواني الذنـبُ والخطْبُ
ناديـتُ من أعمـاق مسـكنَـتي * أنـت الـرحـيـم الـبَـرُّ ، يـاربّ
وهداه الله تعالى إلى درب النجاة ، فانطلق شرقاً ، ثم شمالاً ، إلى فلسطين الحبيبة أرض الله المباركة ، فيها الأمن والأمان – إن شاء الله تعالى – هي الأرض المقدسة المباركة هي أرض المسلمين ، وليست لغيرهم . ولئن احتلها اليهود المجرمون في حين غفلة من أهلها ، وبُعْد عن الدين ، وضعف في اليقين ، فإنهم الآن عادوا إلى الله تعالى ، يحملون راية الجهاد في سبيل الله ، ويعاهدونه على الالتزام بشرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل ذلك .
انطلق المسلم الشاب موسى عليه السلام نحو مدين أول بلاد فلسطين ناحية مصر يطلب الهداية " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " فهداه الله وحفظه وبلـّغه دار الأمان
انطلق المسلم الشاب موسى عليه السلام نحو مدين أول بلاد فلسطين ناحية مصر يطلب الهداية " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " فهداه الله وحفظه وبلـّغه دار الأمان
...................
القسم الثالث:زواج المهاجر موسى
الدكتور عثمان قدري مكانسي
الدكتور عثمان قدري مكانسي
1- انطلق موسى من مصر مسرعاً شرقاً – إلى سَيناء ،ثم شمالاً إلى دار الهجرة – فلسطين - يسأل الله الأمن والأمان ، فلما بلغ " مدين " وجد على مشارفها مورداً للماء عذباً فاتجه نحوه يروي منه ظمأه ويرتاح ناحيته ، فوجد الرعاة مزدحمين عليه يسقون أغنامهم ، ليعودوا إلى مضاربهم أول الأصيل . كانوا يتنافسون أيهم يسقي أولاً .
2- وعلى مسافة منهم تقف امرأتان تنتظران أن ينتهوا من سقياهم تلك حتى تتفرّغا لأغنامهما فتسقيانها ، فلا طاقة لهما بمدافعة الرجال ، ولا تبغيان ذلك ، وهما تمنعان أغنامهما العطشى أن تدنوَ فتختلط بأنعام الرجال ، وتنتظران انتهاء الجميع لتتقدما ، فهما – كما تبدوان - فتاتان مهذبتان لا تختلطان بالرجال كي لا تسمعا ما يسوءهما أو تفتحا باباً للشر هما في غنى عنه .
3- يتقدم الشاب القوي موسى وقد راعه أن تتأخرا عن بيتهما ، وأن لا يأبه الفتيان لهما ، وكان أولى بهم أن يراعوا ضعفهما فيتركوا المجال لهما أن تسقيا أولاً وتعودا مبكرتين ، وليس من ضير أن يتأخر الرجال ، أما أن تتأخر الفتاتان فهذا نقص في مروءة الرجال لا يرضاه موسى لنفسه إن رضيه الآخرون ، - هذا ما رُبّي عليه موسى فأعان الإسرائيلي على باطل القبُطي . وكان عونه سبباً في ملاحقة أعوان فرعون له وهروب موسى خوف بطشهم من مصر .
مهمة الرعي لا يقوم بها إلا الرجال ، فلم هما هنا يا ترى ؟ وأين أبوهما أو أخوهما؟ وأين الأجير الذي يتولّى تلك المهمة ؟ يتقدم موسى يسألهما عن كل ما خطر بباله من تساؤلات
4- كانت إجابتهما قصيرة وواضحة " لا نسقي حتى يُصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير " اختارتا الجواب المفيد بكلمات يسيرة معبرة تصف الحال بأجلى صورة دون أن تكثرا من الحديث إلى الغريب ، فيفهمَُ كل شيء
( أبوهما عجوز لا يقوى على الرعي وليس له غيرهما ، وأجرة الراعي مرهقة ، فلا بد أن تقوما بذلك وحدهما ) وقد رباهما أبوهما على الأدب والحياء ، فمن الأدب أن تجيبا على الأسئلة ، ومن الحياء أن تقصرا الحديث مع الرجال .
5- بعض الرجال – وهم في الحياة نادرون نُدرة الجواهر الثمينة – لا يحلو لهم عيش حين يرون الآخرين متعبين يحتاجون العون وهم قادرون على بذله لهم . وموسى الذي رباه الله على عينه ، فأحسن تربيته ، ووهبه من الشمائل السامية إيذاناً بحمل الرسالة على رأسهم . ألم يقل الشاعر :
إذا القوم قالوا : من فتىً ؟ خلت أنني * عـُنـيـتُ فـلـم أكـسل ولم أتـبـلـّد
وموسى يرى أن عليه أن يساعدهما ، فيسرع إلى المورد يشق الزحام ، وينافس الرعاة ، ويملأ الدلاء، ويسقي الأنعام ، حتى ترتوي ، ثم يعيدها إلى الفتاتين ، وهما تتابعانه فترتاحان لما فعل ، وتريانه يقوم بهذا العمل بنشاط وقوة ، فإذا ما انتهى من ذلك أسرع إلى ظل شجرة يستريح دون أن يسألهما أجراً أو يُدِلّ عليهما بما فعل ويجعله سبيلاً إلى الحديث معهما . إنه لم ينتظر أن يسمع شكرهما ، فقد أنهى مادعته إليه مروءته ، وانتحى من الشجرة ظلاً يخلو فيه إلى نفسه ويناجي ربه أن يرزقه من حاله مخرجاً وأن يرزقه من فضله العميم " فقال ربِّ إني لما أنزلتَ إليّ من خير فقيرٌ " ومن لجأ إلى ربه وتوكل عليه فقد كفاه .
6- يقول أهل العلم والدراية من دعا بهذا الدعاء عجل الله جوابه فرزقه زوجة صالحة . والدليل على ذلك أن إحدى الفتاتين جاءته بعد قليل تدعوه إلى لقاء أبيها ، وانظر إلى فاء الترتيب والتعقيب في الآية الكريمة " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا " . وحين سألهما أبوهما عن سبب عودتهما مبكرتين على غير عادتهما قصتا عليه ما فعله هذا الشاب القوي المهذب ، فرأى الأب بثاقب بصيرته أن هذا الشاب بغيته وأنه يمكن أن يكون أحد أركان البيت ، فيقوم بعمل ابنتيه .. إن الرعي عمل الرجال ، وما قامت الفتاتان به إلا للحاجة الماسّة ، ولعل الله يجعل قدوم هذا الشاب خيراً
7- وتأمل معي هذه الدعوة بأطيافها الكاملة :
أ- يرسلها أبوها لتدعوه ، فتسرع ، ودليل سرعتها الفعل الذي تعدى للضمير مباشرة " جاءته " ولم يتعد بحرف الجر - جاءت إليه - .
ب- فلما دنت منه غلبها الحياء والدليل على ذلك حرف الجر على والمصدراستحياء " على استحياء " فكأن الحياء طريق تمشي الفتاة عليه .
ج- لم تتكسر في الكلام وإنما ألقت عليه الطلب مباشرة " قالت " فقد جاءت بمهمة تؤديها بكلمات موجزة ، ولم يسبق الفعل حرف الفاء أو الواو بل ألقت الكلام فور وصولها .
د- والداعي أبوها " إن أبي يدعوك " ولم تقل إننا ندعوك . وهذا أدعى لقبول الدعوة ، فوالدهما علم ما فعله وهو الذي يدعوه إليه ، رجل يدعو رجلاً .
هـ- وبينتِ الفتاة سبب الدعوة " ليجزيك أجر ما سقيت لنا " والأب هو الذي يجزي مع أن السقي كان للفتاتين ابتداءً ، وهذا يدل على عظم مقام الأب ومكانته عند ابنتيه .
و- يتعرف الأب على الشاب " .. جاءه وقص عليه القصص " ولم يقل: قصته أو القصة فالقصص كل ما حدث لموسى منذ أن ولدتْه أمه إلى أن وصل إلى الرجل .
ز- ولعل التباسط في الحديث له فوائد كثيرة : منها التعرف الواسع على الإنسان ، والتباسط الذي يرفع الكلفة ، والتحبب بين الفريقين ، وزرع الأمن في نفس الفتى الهارب إذ قال له حين سمع منه قصته كلها " لا تخف نجوتَ من القوم الظالمين " واستعمل الفعل الماضي " نجَوْتَ " لتثبيت النجاة من فرعون وجنده . وتطمينه أن سلطان فرعون لا يصل إلى مدين .
8- يرتاح الرجلان في لقائهما ، وترغب الفتاتان لأبيهما أن يستأجره ، ليخفف عنهما عبء الخروج في الرعي و، فجنة المرأة في بيتها ، وعملها فيه أولاً ، وما ينبغي أن تخرج منه إلا مضطرة " قالت إحداهما يا أبتِ استأجِره إن خير من استأجرت القوي الأمين " إن موسى قوي الجسم ، حسن الأخلاق – فلا حاجة للخوض في خرافات الروايات الإسرائيلية – فقد خبرتا ذلك من سقياه لهما ثم تولّيه إلى الظل دون أن يكلمهما، ولم يغتنم فضله عليهما – أنْ خدمهما - في الحديث إليهما . وأسرع الأب إلى الاستجابة إذ كان قد سبقهما إلى التفكير في ذلك . والاستفادة من رجل قوي أمين كموسى غـُنْم كبير ، وكنز ثمين . ويعرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه ومهرها أن يعمل له ثماني سنوات أو عشراً ، ويتفقان ، ويتزوج موسى الصغرى ويمكث عنده عشر سنوات كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسيما الأنبياء والصالحين إتمامُ الفضل والإحسانُ في العمل وصدقُ الوعد .
9- ولا ننس أن ننبه إلى دور المرأة الإيجابي في المجتمع والأسرة ، فهاتان الفاتاتان كانتا تقومان بدور الرجل حين يغيب ، رعياً وسقياً ،وإحداهما كانت رسول أبيها إلى موسى . كما أنها نصحت أباها في استخدام موسى حين رأته قوياً أميناً .
10- من حسن التصرف أن يخطِب الرجل لابنته كما يخطِب لابنه حين يجد الشاب الصالح اللبيب الذي يحفظ عرضه ويصونه . هذا ما فعله الرجل الصالح في مدين فزوّج إحدى ابنتيه من موسى عليه السلام ، وليس عيباً أو عاراً أن أعرض ابنتي أو أختي على من أتوسّم فيهم الدين والخلق القويم ، بل إن من التصرف السليم أنْ تخطِب المرأة لنفسها من ترتاح لشمائله كما فعلت أمنا خديجة رضي الله عنها حين خطبت رسول الله لمـّا رأت فيه من الصدق والأمانة ، وكما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهرية الجليلين عثمان وعلي رضي الله عنهما ... لمـّا ماتت أم كلثوم بنت رسول الله قال لعثمان : لو كان لنا ثالثة لزوجتُكها ، أما فاطمة فقد طلبها كثيرون ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيب ، حتى طلبها علي فتبسم رسول الله له وزوجه إياها .
يتبع
تعليق