إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسرار آية«وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسرار آية«وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ»

    { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة



    في هذه الآية عدة حكم و أسرار و مصالح للعبد ، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بمحبوب ، و المحبوب قد يأتي بمكروه ، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ، و لم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب ، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد . و أوجب له ذلك أمورا ً :



    منها : أنه لا أنفع له من امتثال الأمر و إن شق عليه الابتداء لأن عواقبه كلها خيرات و مسرات و لذات و أفراح ، و إن كرهته نفسه فهو خير لها و أنفع .



    و كذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي و بإن هويته نفسه و مالت إليه ، فإن عواقبه كلها آلام و أحزان و شرور و مصائب ، وخاصية العقل تحتمل الألم اليسير لما يعقبها من الألم العظيم و الشر الطويل ، فنظر الجاهل لا يتجاوز المبادئ إلى غايتها ، والعاقل الكيس دائما ً ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها ، فيرى ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة ، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل ، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم ، ويرى الأوامر كدواء مر ّ كريه المذاق مفض إلى العافية و الشفاء ، وكلما نهاه كارهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول ، ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية ، فإذا فقد اليقين و الصبر تعذر عليه ذلك ، و إذا قوي يقينه و صبره هانت عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير المستمر و اللذة الدائمة .



    و من أسرار هذه الآية أنها تقضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور ، والرضى بما يختاره له وما يقضيه له لما فيه من حسن العاقبة .



    و منها : أنه لا يقترح على ربه ، ولا يختار عليه ، ولا يسأله ما ليس له به علم ، فلعل مضرته و هلا كه فيه و هو لا يعلم ، فلا يختار على ربه شيئا ً ، بل يسأله حسن الاختيار له ، و أن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك .



    و منها : أنه إذا فوض الأمر إلى ربه ، و رضي بما يختاره له ، أمده فيما يختاره له بالقوة عليه و العزيمة و الصبر ، و صرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه ، و أراه من حسن عواقب اختياره له مالم يكن ليصل إلى بعضه ، وبما يختاره هو لنفسه .



    و منها : أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات ، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة و ينزل في أخرى ، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه ، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر و هو محمود مشكور ملطوف به فيه ، و إلا جرى عليه القدر و هو مذموم غير ملطوف به فيه ، لأنه مع اختياره لنفسه ، و متى صح تفويضه و رضاه ، اكتنفه في المقدور العطف عليه ، واللِطف به ، فيصير بين عطفه و لطفه ، فعطفه يقيه ما يحذره ، و لطفه يهون عليه ما قدره .



    من كتاب : العظمة



    للدكتور : عائض القرني

    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    اللهم اختر لنا فاننا لا نحسن الاختيار ودبر لنا فاننا لا نحسن التدبير
    جزاك الله خيرا


    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

      تعليق


      • #4
        خيرا جزاكما
        جعلنا الله وإياكم من الراضين بقضائه وقدره
        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق

        يعمل...
        X